دائمًا تكون الأمثال الشعبية والأقوال المأثورة، معبرة عن كثير من واقعنا الذي نعيشه ونحياه، وعندما نضرب مثلًا في مناسبة بعينها، يكون الإسقاط مناسبًا في مثل تلك الحالة، كما في «العَوْدُ أَحْمَدُ»، للتعبير عن الفرحة بالعودة سالمًا غانمًا.
تذكرتُ هذا المثل الدارج، بعد إسدال الستار على «أولمبياد باريس 2024»، وعودة بعثة مصر ـ الأضخم والأكبر في عَدَدِها ونفقاتها على مرِّ التاريخ ـ بـ«خُفَي حنين»، بعد فشل ذريع ونتائج مخجلة.
لن نتحدث كثيرًا عن أولمبياد باريس، الأسوأ تنظيميًّا، خصوصًا في حفل الختام الباهت الذي لم يستطع الفرنسيون من خلاله محو عار حفل الافتتاح المسيء، بعرض رؤيتهم للإنسان المجرد من كل المبادئ والقيم التي بُنيت عليها الرياضة طوال تاريخها.
كما لن نتحدث أيضًا عن جيش من «الفئران» قوامه 6 ملايين، حاصر مشجعي الأولمبياد، وبسببه تم إلغاء منافسات «الترايثلون»، لارتفاع مستويات تلوث نهر السين، ومنع اللاعبين من التدريبات.
لكن الأهم برأينا، تلك المحصلة الهزيلة للبعثة المصرية، التي حققت ثلاث ميداليات فقط، الأولى «ذهبية» أحمد الجندي في «الخماسي الحديث»، والثانية «فضية» سارة سمير في «رفع الأثقال»، والثالثة «برونزية» محمد السيد في «مبارزة السلاح»!
بعثة قوامها 148 لاعبًا ولاعبة، و16 احتياطيًّا، في 22 لعبة رياضية، إضافة إلى عشرات الإداريين ورؤساء الاتحادات والمرافقين، بتكلفة تقترب من مليار وربع المليار جنيه، والمحصلة إخفاق وفشل ونتائج كارثية في جميع الألعاب، وتمثيل غير مشرف، لا يليق باسم مصر!
للأسف، ما حدث في باريس، يستوجب محاسبة شديدة، لهؤلاء المقصِّرين الفاشلين الذين تلاعبوا بطموحاتنا وأحلامنا، واستبدال تلك الوجوه الجاثمة على منظومة الرياضة، من مسؤولين وإداريين ولاعبين.. وإعلاميين!
يجب أن نبدأ من جديد، على أسس علمية وتخطيط سليم، بعيدًا عن «الفهلوة» و«المجاملات»، وأن يتصدر المشهد الرياضي مَن يستحقون أن يكونوا خير سفراء لمصر، ولتكن «باريس 2024»، فرصة ذهبية لتصحيح المسار في «أولمبياد لوس أنجلوس 2028».
علينا دراسة «الإخفاق الكبير» في كافة الألعاب الفردية والجماعية، من خلال مُسَاءلة جادة وحقيقية، لمعرفة المتسببين في الإخفاقات، وكذلك محاسبة بعض مسؤولي البعثة عن تصريحاتهم المستفزة وغير المنضبطة.
يقينًا، حصاد بعثتنا لا يرقى لما قدمته الدولة من دعم كبير «ماديًا» و«فنيًا»، رغم الظروف الاقتصادية المريرة، ولذلك يجب الإقرار بأن المنظومة الرياضية المصرية «العشوائية»، لا يمكن مقارنتها بأيٍّ من نظرائها حول العالم، لأنها بالفعل تحتاج إلى منظومة!
أخيرًا.. قبل أن نطمح في تحقيق إنجازات عالمية، علينا أن نكون أقوياء في كافة المجالات، خصوصًا التعليمية والصحية.. حينها فقط نستطيع المنافسة رياضيًا، والوقوف المتكرر على منصات التتويج، بدلًا من التمثيل غير المشرف!
فصل الخطاب:
يقول «نيلسون مانديلا»: «الرؤية بدون تنفيذ، مجرد حلم، والتنفيذ بلا رؤية مضيعة للوقت، أما الرؤية والتنفيذ معًا، فيمكنهما تغيير العالم».
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أولمبياد باريس 2024 بعثة مصر في الأولمبياد نتائج مصر في أولمبياد باريس محمود زاهر ميداليات مصر في الأولمبياد ذهبية أحمد الجندي فضية سارة سمير برونزية محمد السيد الإتحادات الرياضية
إقرأ أيضاً:
عبد الفضيل: أزمة الأهلي بدأت من المترجم السابق.. والنادي تحمل أكرم توفيق كثيرًا
أكد شريف عبد الفضيل نجم النادي الأهلي السابق، أن أزمة الأهلي الإدارية بدأت من خالد الجوادي مترجم مارسيل كولر السابق، الذي كان يتخيل نفسه "مدربًا عامًا" في فريق الكرة، وليس مترجمًا للمدرب السويسري.
وقال عبر برنامج بلس 90 الذي يبث على قناة النهار الفضائية: "كان الحديث عن قيادة محمد رمضان لملف التعاقدات مع هاني رمزي، والكابتن الخطيب تدخل أيضا في الملف، ولكن هناك أزمة واضحة، والأهلي مليئ بالكوادر، وحدث عدم اتزان بشكل واضح في الملف الإداري وتحديدا منذ رحيل عبد الحفيظ وقدوم خالد بيبو، ثم المترجم الذي افتعل أزمة لأنه لم يعي قيمة غرفة ملابس الأهلي".
وواصل: "الأزمة بدايتها كان خالد الجوادي، ووصلني من اللاعبين أنه كان يتخيل نفسه (مدرب عام)، ومحمد رمضان قيمة كبيرة ومدرسة صالح سليم وصارم في قراراته، وظهر بذلك في عقوبات إمام عاشور وكهربا، والنادي يحتاج لمدير تعاقدات جيد، والقارة السمراء مليئة بلاعبين جيدين".
وتابع: "الواضح أن المترجم الحالي لديه تعليمات بعدم ترجمة بعض الأمور، والتصريحات تؤكد غضب مارسيل كولر ضد إدارة النادي الأهلي، وهذا ليس أمرًا جيدًا وهناك خلل واضح في المنظومة، وللآسف الفريق سيتأثر، ورغم كل الأزمات الأهلي تأهل لربع نهائي دوري الأبطال وهذا أمر طبيعي، ولكن الأحداث الحالية ليست طبيعية على الإطلاق".
وأكمل عبد الفضيل تصريحاته قائلا: "أشعر أن هناك عشوائية كبيرة في الملعب، وكولر لا يعيش في حالة تركيز حتى التغييرات لم تكن جيدة، وجمهور الأهلي كان غاضبًا من أكرم توفيق، لأن النادي تحمله كثيرًا منذ قدومه وتم تحمل تكاليف علاجه في النمسا وقطر".
وواصل: "الزمالك في الناحية الأخرى يتعامل مع زيزو بالعاطفة، رغم تلقيه عروضا خرافية من الخارج وطالبنا جميعًا ببيعه، هناك أخطاء في التعامل مع الملف إداريًا، والزمالك له فضل على زيزو، واللاعب كافئ مسئولي ناديه وقام بالبقاء، والأهلي تحمل أكرم توفيق كثيرا وتمت إعارته للجونة كي يتطور مستواه، ثم أصيب مرتين بالصليبي وتم حجز فندق له في قطر 7 نجوم".
وزاد: "كان يجب أن يتحمل أكرم توفيق مسئولي الأهلي، وأن يكون هناك إخلاص للنادي، ولم يصبح هناك ولاء ولا انتماء، والجميع يجب أن يحاسب بالعقود، والنادي الأهلي هو من صنع أسماء نجوم كثيرة وله حق على لاعبيه".
وأتم: "تم فسخ عقدي من جانب النادي الأهلي، وكان بـ9 مليون جنيه، وقعت عقدًا مع علاء عبد الصادق وتم قيدي قائمة أولى ثم رحلت ولو كنت رفعت قضية كنت سأحصل عليها لكني رفضت، لأن الأهلي له فضل كبير عليه".