ضغط دولي لوقف الحرب في غزة وسط تزايد التوتر من تصعيد إقليمي
تاريخ النشر: 12th, August 2024 GMT
قطاع غزة (الاراضي الفلسطينية)"وكالات": تصاعد الضغط الدولي اليوم لوقف إطلاق النار في غزة إذ أصدرت بريطانيا وفرنسا وألمانيا مناشدة مشتركة لوضع حد للقتال بين إسرائيل وحماس من دون "أي تأخير إضافي" في الوقت الذي واصلت فيه القوات الإسرائيلية عملياتها الارهابية قرب مدينة خان يونس بجنوب قطاع غزة اليوم.
وقال مسعفون فلسطينيون إن 18 شخصا على الأقل استشهدوا وأُصيب عدد آخر في غارات جوية إسرائيلية على خان يونس اليوم.
وذكر المسعفون أن خمسة أشخاص استشهدوا في غارة جوية شنتها إسرائيل على حي الزيتون بمدينة غزة في وقت لاحق، كما قُتل اثنان آخران في رفح قرب الحدود مع مصر.
ومع استمرار القتال في مناطق عديدة من القطاع، أبدت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) تشككا في الدعوة الأحدث لعقد محادثات برعاية مصر وقطر يوم الخميس المقبل، قائلة إنها لم تر أي علامة على تحرك من الجانب الإسرائيلي.
وقالت الحركة في بيان أمس الأحد إنه يجب على الوسطاء إلزام إسرائيل بقبول مقترح وقف إطلاق النار المستند إلى رؤية الرئيس الأمريكي جو بايدن، والذي قبلته حماس، "بدلا من الذهاب إلى مزيد من جولات المفاوضات أو مقترحات جديدة توفر الغطاء لعدوان الاحتلال".
وقال مصدران مقربان من حماس لدى الحركة قناعة بأن الدعوة الجديدة للمحادثات جرى تنسيقها مسبقا مع إسرائيل لردع رد إيران وحزب الله على اغتيال رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية في طهران والقيادي بالجماعة فؤاد شُكر في لبنان.
وقال مسؤول فلسطيني مطلع على جهود الوساطة "هذا رفض مخفف، إذا ما حصلت حماس على خطة قابلة للتنفيذ أو رد إسرائيلي إيجابي بخصوص المقترح الذي قبلته حماس فقد تتغير الأمور، ولكن حماس تعتقد بأن نتنياهو غير جاد بشأن التوصل إلى صفقة".
وجاء رد فعل حماس على الدعوة لإجراء المحادثات في وقت تتزايد فيه الاستعدادات لمواجهة أوسع نطاقا، إذ أمرت واشنطن بإرسال غواصة صواريخ موجهة إلى الشرق الأوسط كما سرَعت مجموعة حاملة الطائرات الهجومية أبراهام لينكولن انتشارها في المنطقة.
وقال باراك رافيد، مراسل أكسيوس، على منصة إكس إن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت أبلغ نظيره الأمريكي لويد أوستن بأن إيران تستعد لشن هجوم عسكري كبير على إسرائيل.
وجاءت دعوة بريطانيا وفرنسا وألمانيا المشتركة بعد يوم على حضّ حماس الوسطاء على تطبيق خطة عرضها الرئيس الأميركي جو بايدن بدلا من إجراء مزيد من المفاوضات.وأكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في بيان مشترك أن "القتال يجب أن يتوقف فورا ويجب إطلاق سراح جميع الأسرى الذين ما زالوا محتجزين لدى حماس".
وتابعوا "يحتاج سكان غزة إلى إيصال وتوزيع عاجل وغير مقيّد للمساعدات.. لا يمكن أن يكون هناك أي تأخير إضافي".
ودعا الوسطاء الدوليون إسرائيل وحماس إلى استئناف المفاوضات الرامية للتوصل إلى هدنة منتظرة واتفاق للإفراج عن الأسرى بعدما أثارت حرب غزة واغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية والقائد العسكري في حزب الله اللبناني فؤاد شكر مخاوف من اتساع رقعة الحرب.
وقبلت إسرائيل دعوة الولايات المتحدة وقطر ومصر للمشاركة في جولة مفاوضات مقررة الخميس.
أما حماس، فطالبت الأحد بتطبيق خطة الهدنة التي عرضها بايدن في 31 مايو وأيّدها مجلس الأمن الدولي لاحقا.
وجاء في بيان حماس "إن الحركة تطالب الوسطاء بتقديم خطة لتنفيذ ما قاموا بعرضه على الحركة ووافقت عليه بتاريخ 2/7/2024، استنادا لرؤية بايدن وقرار مجلس الأمن، وإلزام الاحتلال بذلك، بدلاً من الذهاب إلى مزيد من جولات المفاوضات أو مقترحات جديدة".
ولدى كشفه عن الخطة، وصفها بايدن بأنها خارطة طريق من ثلاث مراحل "باتّجاه وقف دائم لإطلاق النار وإطلاق سراح جميع الرهائن"، واصفا المقترح بأنه إسرائيلي. وفشلت جهود الوساطة مذاك في التوصل إلى اتفاق.
وعيّنت حماس الثلاثاء قائدها في غزة يحيى السنوار رئيسا لمكتبها السياسي خلفا لإسماعيل هنية الذي كان يتفاوض على الهدنة واغتالته اسرائيل في طهران في 31 يوليو .
وأدى اغتيال هنية الذي جاء بعد ساعات فقط من اغتيال إسرائيل فؤاد شكر في ضربة على ضاحية بيروت الجنوبية إلى تكثيف النشاط الدبلوماسي دوليا لتجنّب اتساع رقعة الحرب في الشرق الأوسط.
وتكثف الضغط من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار بعد ضربة جوية إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين فلسطينيين السبت أودت بحياة 93 شخصا.
وأفاد مسؤولون في غزة اليوم بأنهم تعرّفوا على جثث 75 فلسطينيا استشهدوا في الضربة.
وفي بيانها الأحد، حرصت حماس على التوضيح أن موقفها حيال استئناف المفاوضات هو نتيجة ارتكاب إسرائيل "مجزرة بحق النازحين في مدرسة التابعين" ومن "منطلق الحرص والمسؤولية تجاه شعبنا ومصالحه".
وبلغت حصيلة الضحايا في القطاع منذ بدء الحرب 39897 شهيدا، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.
وتشمل الحصيلة 107 أشخاص استشهدوا في الساعات الـ48 الأخيرة، وفق بيانات الوزارة.
وكان بايدن اوضح أن المرحلة الأولى من خارطة الطريق المقترحة تشمل "وقفا كاملا لإطلاق النار" مدته ستة أسابيع مع انسحاب القوات الإسرائيلية من "كل المناطق المأهولة في غزة" والإفراج عن بعض الرهائن مقابل سجناء فلسطينيين معتقلين لدى إسرائيل.
وتعهّدت إيران وحماس وحزب الله وحلفاؤهم في المنطقة الرد على إسرائيل بعد مقتل هنية وشكر.
وأفاد البنتاغون الأحد بأن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أمر حاملة الطائرات "يو إس إس أبراهام لينكولن" بـ"تسريع وصولها" إلى الشرق الأوسط.
كما أمر أوستن بإرسال غواصة الصواريخ الموجّهة "يو إس إس جورجيا" إلى المنطقة.
وفي خان يونس، المدينة الرئيسية في جنوب غزة التي تشهد قصفا ومعارك منذ شهور، أفاد مراسلون بأن مئات الفلسطينيين فروا من الأحياء الشمالية بعد صدور أوامر إخلاء إسرائيلية جديدة.
وأعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بأن "أكثر من 75 ألف شخص نزحوا في جنوب غرب غزة خلال الأيام القليلة الماضية"، علما بأن القطاع يعد حوالى 2,4 مليون نسمة.
وغادرت عائلات مع بعض مُقتنياتها سريعًا حيّ الجلاء، سيرًا أو في شاحنات صغيرة محمّلة ملابس وأدوات للطبخ.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
مصادر : مباحثات القاهرة لوقف حرب غزة تشهد تقدما كبيرا
مصر – أكدت مصادر مطلعة أن مباحثات وقف إطلاق النار في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة الفصائل الفلسطينية تشهد تقدما بعد لقاء رئيس المخابرات العامة المصرية مع وفد التفاوض الإسرائيلي.
وشددت المصادر، أن المفاوضات حققت تقدما خلال الأيام الأخيرة، واتفاق على عدد من النقاط التي قدمها الوسطاء في مصر وقطر والتي من بينها وقف طويل الأمد لإطلاق النار في القطاع.
وأشارت المصادر إلى وجود مؤشرات إيجابية لتحقيق تقدم في عملية المفاوضات قد يفضي إلى وقف إطلاق النار، وسط جهود مصرية-قطرية مكثفة لاستعادة التهدئة وإنهاء الحرب المستمرة منذ أكتوبر 2023، والتي خلفت عشرات الآلاف من الضحايا ودمارا واسعا في القطاع.
والتقى رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية اللواء حسن رشاد امس الإثنين بالقاهرة بطاقم التفاوض الإسرائيلي في مفاوضات وقف إطلاق النار والحرب على غزة برئاسة وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر.
وجاء الاجتماع بعد زيارة وفد من حركة الفصائل إلى القاهرة قبل أيام، حيث أجرى مباحثات مع المسؤولين المصريين لتقييم الوضع الإنساني في غزة ومناقشة شروط التهدئة، وأكدت مصر بصفتها وسيطًا رئيسيًا إلى جانب قطر التزامها بدفع المفاوضات نحو اتفاق شامل يضمن وقف الحرب وتخفيف المعاناة عن سكان القطاع.
وركز الاجتماع على مناقشة مقترحات جديدة لتمديد الهدنة واستكمال المراحل اللاحقة من اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ تنفيذ مرحلته الأولى في يناير 2025.
المصدر: RT