جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-17@22:38:14 GMT

عين على خريف ظفار 2024

تاريخ النشر: 12th, August 2024 GMT

عين على خريف ظفار 2024

 

علي بن سالم كفيتان

زرتُ نهاية الأسبوع المُنصرم، وادي دربات، وحرصتُ على القدوم مُبكرًا، وعقدتُ النيَّة على التجوال في كافة المرافق والأنشطة الموجودة في المكان، والتجرُّد من الصورة النمطية المُسبقة للخدمات السياحية بظفار قدر الإمكان، فقد كتبتُ مقالًا في بداية يونيو الماضي عنونته "أسمع جعجعة ولا أرى طحينًا"، رصدتُ من خلاله تأخر المشاريع التي تمَّ الإعلان عنها مثل ازدواجية بعض الشوارع وتشييد الأنفاق والوجهات السياحية، وفي الحقيقة لاقى المقال متابعة واسعة واهتمامًا بالغًا.

ولعلَّ أكثر ما لفت انتباهي، ردة فعل سعادة الدكتور رئيس بلدية ظفار، الذي قابلته على هامش إحدى الندوات الرسمية، ولمحاسن الصدف تجاورنا في الطاولة، فما كان من أحد الجالسين إلّا أن أثار موضوع المقال، لعله يُريد أن يُثير جدلًا أو يدق إسفينًا بيننا! فكان رد سعادة الدكتور غير مُتوقع للحاضرين؛ ففي العادة يُدافع المسؤول ويختلق الأعذار، ويبحث عن الأسباب، وينفر من كل ناقد أو وسيلة نقد للعمل الذي يشرف عليه، لكن سعادته ردَّ بالقول "إننا نحترم الأقلام الوطنية التي تتطرق لعملنا بمسؤولية ولا نزعم الكمال ونستفيد من كل كلمة صادقة لتطوير العمل في ظفار". وأثنى سعادته على ما نكتُب، ثم وجه الحديث للشخص الذي آثار النقاش قائلًا: "هذا قلم مشاكس ويدعمنا بما يطرح من أفكار ونتقبل النقد البنّاء دائمًا".

بحكم معرفتي بالرجل لا أعتبر ذلك نوعًا من الذكاء العاطفي للمسؤول أو حتى ضربًا من ضروب الدبلوماسية الناعمة التي يلتهم من خلالها حماس الصحافة وشغف الصحفيين، لذلك أردتُ هنا أن أشكر سعادته لتقبله الرأي والرأي الآخر بكل رحابة صدر، في الوقت الذي كتب لي أحد كبار المسؤولين عن التنمية السياحية مُعلقًا على ذات المقال عبارة "هرمت الأقلام هكذا هي الحياة، تعرك الناس بأثفالها"، ولا أُخفيكم سرًا بأنني رجعتُ للمعجم الوسيط لمعرفة معنى كلمة "أثفالها"!!

وبالعودة إلى زيارتي لدربات نهاية الأسبوع المُنصرم، أودُ أن أسرد لكم رحلتي، ومثلما قلت لكم حاولت التخلص من كل أحمال النقد والنظرة السوداوية للموسم السياحي في ظفار التي أراها في كل حدب وصوب. وصلت دربات الهادئة الجميلة في تمام الساعة 11 صباحًا، وكان الجو عليلًا وأزيحت ستارة الضباب لتمنحني مشهدًا كاملًا للمكان، وصَمَتَ المطر احتفالًا بمقدمنا. لم تكن هناك زحمة مركبات، فتوجهت لموقف السيارات الفسيح عند شلالات مدخل الوادي، وسرنا مع جموع السياح المنبهرين بالمكان إلى السواقي الهادئة في ذلك السهل الفسيح، فخُيِّل لي أنها الجنة لوهلة، ثم عدت إلى الدنيا لأكمل طريقي إلى أطراف مزرعة النخيل التي تشرف على الشلال الشهير (جعفر). وبحكم أنني من الريف، فقد كنت أتنقل برشاقة بين السواقي والصخور؛ مما جذب عددًا من السياح السعوديين للسير على إثري، فعادة لا يتوغل إلى هذه المنطقة إلّا القلة، والجميع يحتشدون عند مصب الشلالات. كان المشهد خياليًا من الأعلى؛ فتمنيت لو يتم تدوير المياه عبر مضخات من البحيرة أسفل الشلال إلى الأعلى لتشكل عدة مساقط وتكتمل اللوحة.

عدتُ إلى المواقف مُجددًا، وسلكت طريق المشاة المهيأ بشكل جيد إلى الشلالات، وفي الطريق لفت انتباهي مشروع رائد لأحد الشباب، وهو تأجير عربات لنقل السياح على هيئة "توكتوك"، وذلك من المواقف إلى الشلال، وهي مسافة قصيرة. وركبت إحدى تلك العربات من باب التجربة ودعم الشباب. وفي المكان عدة أكشاك توفِّر المطلوب من الاحتياجات، وعمال النظافة متأهبون، والمكان يعج بالمصطفين على ضفاف البحيرة لتجربة القوارب في بحيرة صغيرة تصب فيها الشلالات، وتمنيتُ أن يتم دمج البحيرة مع البحيرة التي خلفها باتجاه الشلال، لمنح السياح مساحة أوسع ورؤية أفضل.

واستكمالًا للجولة، أوقفت مركبتي عند أول المناشط في الوادي، وهو موقع لتأجير القوارب المائية، واتخذت القرار بأن أسلك طريقي على الضفة مُستمتعًا بكل ما هو موجود، حتى أبلغ الكهف. لقد احتفل الوادي في ذلك النهار، فانقشعت السحب عن منظر رباني بديع؛ شباب عُمانيون يعملون في مشاريعهم بكل تفانٍ، والسياح يتجولون بحرية وسعادة، والجميع يلتقط الصور ويسجِّل الذكريات الجميلة من هذا المكان البديع. أطفال يمتطون الخيل ويتمتعون بالسير على ضفاف نهر دربات العظيم. جلستُ في المحطة الثانية لتأجير القوارب لجمال تصميم تلك القوارب؛ حيث إنها من الخشب الماهوجني، وكراسيها مبطنة بقماش بدوي جميل، ولها ستائر بيضاء ناصعة تداعبها النسمات. تلك الألوان مع خُضرة المكان وخلفية المياه والقهوة الساكنة في وسط البحيرة، أوجدت تحفة لا يمكن تجاوزها، وطلبت من مرافقي الذهاب لكشك التذاكر وحجز الجولة. ومنحنا صاحب المكان سعرًا تفضيليًا لا يُقاس بفخامة الناقل وجمال المكان. أبحرت الخشبة في دربات، فتسمرت على ذلك المقعد مُستمتعًا بكل ما حوالي، فقد أطلت علينا الشمس بحياء، ثم عادت لتحتجب خلف السحاب، ومررنا بأُسر مُبتهجة يُبحرون معنا في ذات البحيرة؛ عمانيون وخليجيون وعرب وأجانب، جميعهم مبهورين، وكل واحد يحاول جاهدًا توثيق هذه اللحظات الاستثنائية؛ صغارًا وكبارًا. كان القبطان يسير ببطء غير معتاد، ومررنا على النافورات المائية والأكواخ المصفوفة بانتظام ودقة على ضفاف البحيرة.

وبعد العودة إلى المرسى أكملنا الجولة، لنختار مقهى يقدم المأكولات المحلية، واستمتعنا بالغداء في هدوء وسكينة مع سقوط الشلالات الاصطناعية من الضفة الأخرى، ولفت انتباهي جمال التصميم لواجهة البحيرة الشمالية من ممرات ومنصات، وتمنيتُ أن تستمر إلى نقطة البداية عند موقع تأجير القوارب الأول الذي بدأت جولتنا من عنده.

اختتمنا جولتنا بزيارة واجهة الشلال المطل على سمهرم، لنُلقي نظرتنا الأخيرة عن كثب على شلال جعفر المنهمر، قبل تسجيل الخروج من دربات؛ حيث قضينا قرابة 7 ساعات، لم نحس بها مطلقًا، وهنا نسجل كلمة شكر لبلدية ظفار على تحمُّلها كامل المشهد السياحي في ظفار.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

تعليمية ظفار تتوج بكأس جمعية الصحفيين للبادل

توجت المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة ظفار بكأس بطولة جمعية الصحفيين العُمانية الرمضانية للعبة البادل، التي نظمتها لجنة الصحفيين بالمحافظة على ملاعب النقطة الذهبية بمدينة السعادة، وأتت بمشاركة عدد من دوائر وأقسام التواصل والإعلام من الجهات الحكومية والخاصة بمحافظة ظفار، وقد أقيمت البطولة خلال الفترة من 13 إلى 15 مارس الجاري.

ورعى حفل ختام البطولة خالد بن عبدالله العبري مدير عام المديرية العامة للتراث والسياحة بمحافظة ظفار، بحضور باسل بن محمد الرواس عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العُمانية، ومحمود بن سهيل تبوك رئيس لجنة الصحفيين بمحافظة ظفار.

وجاء فوز فريق تعليمية ظفار وتتويجه بالمركز الأول في البطولة بعد تفوقه في المباراة الختامية على فريق مطارات عمان بنتيجة 2 / صفر، بينما حصل فريق بلدية ظفار على المركز الثالث في البطولة، عقب فوزه على فريق ميناء صلالة بنتيجة 2 / صفر في المواجهة التي سبقت إقامة المباراة الختامية.

وكان دور الـ8 قد شهد مباريات مثيرة، حيث نجح فريق بلدية ظفار في التأهل إلى نصف النهائي بعد فوزه المستحق على لجنة الصحفيين بنتيجة 2-صفر، بينما تخطى فريق مطارات عمان نظيره مديرية العمل بالنتيجة نفسها، كما واصل فريق ميناء صلالة تألقه بتجاوز مديرية التراث والسياحة بنتيجة 2-صفر، في حين تمكن فريق تعليمية ظفار من تحقيق انتصار ثمين على الطيران المدني بالنتيجة نفسها، ليحجز مقعده في الدور نصف النهائي، ليتمكن فريق تعليمية ظفار وفريق مطارات عمان من بلوغ المباراة النهائية التي انتهت بفوز تعليمية ظفار بكأس البطولة.

وشارك في البطولة ثمانية فرق مثلت عددًا من الجهات الحكومية والخاصة في محافظة ظفار، وشهدت منافسة قوية بين الفرق المشاركة وسط أجواء جميلة في ليالي الشهر الفضيل، وهي بلدية ظفار، والمديرية العامة للعمل، والمديرية العامة للتراث والسياحة، والمديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة ظفار، وميناء صلالة، وهيئة الطيران المدني بصلالة، ومطارات عمان، ولجنة الصحفيين بمحافظة ظفار.

شعبية متزايدة للرياضة

قال محمود بن سهيل تبوك، رئيس لجنة الصحفيين بمحافظة ظفار: إن رياضة البادل تُعد واحدة من أبرز الفعاليات الرياضية التي تجذب عشاق الرياضة من جميع أنحاء العالم، حيث تجمع بين التنس والريشة، وتُلعب على ملاعب مغلقة تتيح للاعبين الاستفادة من الجدران في تسديد الكرة، وهذه الرياضة شهدت تزايدًا في شعبيتها خلال السنوات الأخيرة، وأصبحت تحظى بمتابعة واسعة، مما يعكس النمو الكبير في اهتمام الجماهير بالرياضات الحديثة.

وأوضح تبوك أن بطولة البادل لجمعية الصحفيين تهدف إلى تعزيز التواصل بين الصحفيين من مختلف الجهات الحكومية والخاصة، مما يسهم في تقوية الروابط المهنية والاجتماعية بينهم، كما تسعى البطولة إلى تشجيع الصحفيين العُمانيين على ممارسة رياضة البادل، وتعزيز القيم الرياضية مثل التعاون والعمل الجماعي، وتعد البطولة واحدة من أبرز الفعاليات الرياضية في الشهر الفضيل، حيث تسلط الضوء على الشعبية المتزايدة لرياضة البادل في سلطنة عُمان، وسط دعم واسع من الجهات المنظمة والرعاة، ما يعزز من نجاح الحدث ويؤكد مكانة هذه الرياضة المتنامية في سلطنة عُمان.

مقالات مشابهة

  • عاجل : الكشف عن الموقع الذي استهدفته الغارات في العاصمة صنعاء وسماع سيارات الإسعاف تهرع نحو المكان 
  • البطاقات الائتمانية من ظفار الإسلامي تقدم مزايا متنوعة
  • 3 مواجهات قوية ترفع راية التحدي نحو الاقتراب من الصعود .. غداً
  • شاهيناز تحسم الجدل: أجريت عملية تجميل في هذا المكان
  • شتاء ظفار.. موسم سياحي يجذب الزوار من أنحاء العالم
  • "معًا نتقدم".. النسخة اللامركزية في ظفار
  • بنك ظفار يتعاون مع "سمارتك" لإطلاق حلول متطورة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة
  • تعليمية ظفار تتوج بكأس جمعية الصحفيين للبادل
  • بطولة كرة اليد بظفار تصل لمراحلها النهائية
  • ظفار يكسب بوشر في المرحلة النهائية بدوري الأولى