جريدة الرؤية العمانية:
2025-02-16@15:11:13 GMT

عين على خريف ظفار 2024

تاريخ النشر: 12th, August 2024 GMT

عين على خريف ظفار 2024

 

علي بن سالم كفيتان

زرتُ نهاية الأسبوع المُنصرم، وادي دربات، وحرصتُ على القدوم مُبكرًا، وعقدتُ النيَّة على التجوال في كافة المرافق والأنشطة الموجودة في المكان، والتجرُّد من الصورة النمطية المُسبقة للخدمات السياحية بظفار قدر الإمكان، فقد كتبتُ مقالًا في بداية يونيو الماضي عنونته "أسمع جعجعة ولا أرى طحينًا"، رصدتُ من خلاله تأخر المشاريع التي تمَّ الإعلان عنها مثل ازدواجية بعض الشوارع وتشييد الأنفاق والوجهات السياحية، وفي الحقيقة لاقى المقال متابعة واسعة واهتمامًا بالغًا.

ولعلَّ أكثر ما لفت انتباهي، ردة فعل سعادة الدكتور رئيس بلدية ظفار، الذي قابلته على هامش إحدى الندوات الرسمية، ولمحاسن الصدف تجاورنا في الطاولة، فما كان من أحد الجالسين إلّا أن أثار موضوع المقال، لعله يُريد أن يُثير جدلًا أو يدق إسفينًا بيننا! فكان رد سعادة الدكتور غير مُتوقع للحاضرين؛ ففي العادة يُدافع المسؤول ويختلق الأعذار، ويبحث عن الأسباب، وينفر من كل ناقد أو وسيلة نقد للعمل الذي يشرف عليه، لكن سعادته ردَّ بالقول "إننا نحترم الأقلام الوطنية التي تتطرق لعملنا بمسؤولية ولا نزعم الكمال ونستفيد من كل كلمة صادقة لتطوير العمل في ظفار". وأثنى سعادته على ما نكتُب، ثم وجه الحديث للشخص الذي آثار النقاش قائلًا: "هذا قلم مشاكس ويدعمنا بما يطرح من أفكار ونتقبل النقد البنّاء دائمًا".

بحكم معرفتي بالرجل لا أعتبر ذلك نوعًا من الذكاء العاطفي للمسؤول أو حتى ضربًا من ضروب الدبلوماسية الناعمة التي يلتهم من خلالها حماس الصحافة وشغف الصحفيين، لذلك أردتُ هنا أن أشكر سعادته لتقبله الرأي والرأي الآخر بكل رحابة صدر، في الوقت الذي كتب لي أحد كبار المسؤولين عن التنمية السياحية مُعلقًا على ذات المقال عبارة "هرمت الأقلام هكذا هي الحياة، تعرك الناس بأثفالها"، ولا أُخفيكم سرًا بأنني رجعتُ للمعجم الوسيط لمعرفة معنى كلمة "أثفالها"!!

وبالعودة إلى زيارتي لدربات نهاية الأسبوع المُنصرم، أودُ أن أسرد لكم رحلتي، ومثلما قلت لكم حاولت التخلص من كل أحمال النقد والنظرة السوداوية للموسم السياحي في ظفار التي أراها في كل حدب وصوب. وصلت دربات الهادئة الجميلة في تمام الساعة 11 صباحًا، وكان الجو عليلًا وأزيحت ستارة الضباب لتمنحني مشهدًا كاملًا للمكان، وصَمَتَ المطر احتفالًا بمقدمنا. لم تكن هناك زحمة مركبات، فتوجهت لموقف السيارات الفسيح عند شلالات مدخل الوادي، وسرنا مع جموع السياح المنبهرين بالمكان إلى السواقي الهادئة في ذلك السهل الفسيح، فخُيِّل لي أنها الجنة لوهلة، ثم عدت إلى الدنيا لأكمل طريقي إلى أطراف مزرعة النخيل التي تشرف على الشلال الشهير (جعفر). وبحكم أنني من الريف، فقد كنت أتنقل برشاقة بين السواقي والصخور؛ مما جذب عددًا من السياح السعوديين للسير على إثري، فعادة لا يتوغل إلى هذه المنطقة إلّا القلة، والجميع يحتشدون عند مصب الشلالات. كان المشهد خياليًا من الأعلى؛ فتمنيت لو يتم تدوير المياه عبر مضخات من البحيرة أسفل الشلال إلى الأعلى لتشكل عدة مساقط وتكتمل اللوحة.

عدتُ إلى المواقف مُجددًا، وسلكت طريق المشاة المهيأ بشكل جيد إلى الشلالات، وفي الطريق لفت انتباهي مشروع رائد لأحد الشباب، وهو تأجير عربات لنقل السياح على هيئة "توكتوك"، وذلك من المواقف إلى الشلال، وهي مسافة قصيرة. وركبت إحدى تلك العربات من باب التجربة ودعم الشباب. وفي المكان عدة أكشاك توفِّر المطلوب من الاحتياجات، وعمال النظافة متأهبون، والمكان يعج بالمصطفين على ضفاف البحيرة لتجربة القوارب في بحيرة صغيرة تصب فيها الشلالات، وتمنيتُ أن يتم دمج البحيرة مع البحيرة التي خلفها باتجاه الشلال، لمنح السياح مساحة أوسع ورؤية أفضل.

واستكمالًا للجولة، أوقفت مركبتي عند أول المناشط في الوادي، وهو موقع لتأجير القوارب المائية، واتخذت القرار بأن أسلك طريقي على الضفة مُستمتعًا بكل ما هو موجود، حتى أبلغ الكهف. لقد احتفل الوادي في ذلك النهار، فانقشعت السحب عن منظر رباني بديع؛ شباب عُمانيون يعملون في مشاريعهم بكل تفانٍ، والسياح يتجولون بحرية وسعادة، والجميع يلتقط الصور ويسجِّل الذكريات الجميلة من هذا المكان البديع. أطفال يمتطون الخيل ويتمتعون بالسير على ضفاف نهر دربات العظيم. جلستُ في المحطة الثانية لتأجير القوارب لجمال تصميم تلك القوارب؛ حيث إنها من الخشب الماهوجني، وكراسيها مبطنة بقماش بدوي جميل، ولها ستائر بيضاء ناصعة تداعبها النسمات. تلك الألوان مع خُضرة المكان وخلفية المياه والقهوة الساكنة في وسط البحيرة، أوجدت تحفة لا يمكن تجاوزها، وطلبت من مرافقي الذهاب لكشك التذاكر وحجز الجولة. ومنحنا صاحب المكان سعرًا تفضيليًا لا يُقاس بفخامة الناقل وجمال المكان. أبحرت الخشبة في دربات، فتسمرت على ذلك المقعد مُستمتعًا بكل ما حوالي، فقد أطلت علينا الشمس بحياء، ثم عادت لتحتجب خلف السحاب، ومررنا بأُسر مُبتهجة يُبحرون معنا في ذات البحيرة؛ عمانيون وخليجيون وعرب وأجانب، جميعهم مبهورين، وكل واحد يحاول جاهدًا توثيق هذه اللحظات الاستثنائية؛ صغارًا وكبارًا. كان القبطان يسير ببطء غير معتاد، ومررنا على النافورات المائية والأكواخ المصفوفة بانتظام ودقة على ضفاف البحيرة.

وبعد العودة إلى المرسى أكملنا الجولة، لنختار مقهى يقدم المأكولات المحلية، واستمتعنا بالغداء في هدوء وسكينة مع سقوط الشلالات الاصطناعية من الضفة الأخرى، ولفت انتباهي جمال التصميم لواجهة البحيرة الشمالية من ممرات ومنصات، وتمنيتُ أن تستمر إلى نقطة البداية عند موقع تأجير القوارب الأول الذي بدأت جولتنا من عنده.

اختتمنا جولتنا بزيارة واجهة الشلال المطل على سمهرم، لنُلقي نظرتنا الأخيرة عن كثب على شلال جعفر المنهمر، قبل تسجيل الخروج من دربات؛ حيث قضينا قرابة 7 ساعات، لم نحس بها مطلقًا، وهنا نسجل كلمة شكر لبلدية ظفار على تحمُّلها كامل المشهد السياحي في ظفار.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

بنك ظفار يعزز الإدارة المالية للجهات الحكومية عبر دمج "حساب الخزينة الموحد"

 

 

 

 

 

مسقط - الرؤية

يواصل بنك ظفار - ثاني أكبر بنك في سلطنة عُمان من حيث شبكة الفروع- الريادة في الابتكار المالي والاستفادة من التقنيات الحديثة لتحسين تجربة الزبائن، وتمكين الأعمال الحكومية والخاصة، وتبسيط العمليات التشغيلية داخل البنك من خلال دعم المبادرات الحكومية المختلفة مما يسهم بدوره في تحقيق الإدارة المالية الفعّالة.

وفي إطار التزام بنك ظفار في توفير حلول مصرفية سلسة للجهات الحكومية، فقد نجح في تطوير أنظمته الداخلية لتتوافق مع متطلبات حسابات الخزينة الموحدة التابعة لوزارة المالية؛ إذ أصبحت أنظمة البنك جاهزة للتعامل مع أي جهة حكومية، وإتمام التنفيذ في غضون أسبوعين فقط، كما تم تحديث البوابة المصرفية للبنك لتستوعب حسابات المصروفات والإيرادات الحكومية، وربط منظومة الدفع الإلكتروني بالجهات الحكومية في فترة مناسبة مما يتيح المزامنة في الوقت الفعلي مع حسابات الإيرادات والنفقات الحكومية.

ويُسهم مشروع حساب الخزينة الموحد الذي تشرف عليه وزارة المالية بفاعلية في التعامل مع الموارد النقدية الحكومية؛ إذ يعمل هذا المشروع على تعزيز الكفاءة، وتقليل الأموال غير المستغلة، وتوفير إشراف أكبر على الإيرادات والنفقات.

ولا يقلل هذا الهيكل الموحد من الرسوم المصرفية وتكاليف المعاملات فحسب؛ بل يعزز أيضًا قدرة الحكومة على مراقبة تنفيذ الميزانية والتدفقات النقدية بشكل فعال، كما يتيح مشروع حساب الخزينة الموحدة توحيد الأرصدة النقدية، وتحسين استخدام الأموال لتقليل تكاليف الاقتراض قصير الأجل، إضافة إلى التنبؤ بالتدفقات النقدية، وتعزيز الشفافية من خلال ضمان الرقابة في الوقت الفعلي على الإيرادات والنفقات المدرجة في الميزانية.

وباعتباره مؤسسة مالية رائدة، حرص بنك ظفار على أن تظل أنظمته المصرفية متطورة مع دمجها بشكل كامل مع النظام المالي في سلطنة عُمان. وامتثالاً لإطار حساب الخزينة الموحد لوزارة المالية يعمل البنك الآن على معالجة المدفوعات الحكومية بسلاسة، مما يعزز دوره كشريك رئيسي في البنية الأساسية الاقتصادية لسلطنة عُمان.

ويظل بنك ظفار في مقدمة البنوك الرائدة في التحول الرقمي من خلال استثماره الضخم في التكنولوجيا المالية والتقنيات الحديثة، إذ يعد من أوائل البنوك الذي أطلق خدمتي آبل باي، وسامسونج باي، كما وفر أجهزة الإيداع النقدي بالجملة، وEasyBiz وهي منصة للتحصيل الرقمي والتسوية، إضافة إلى تصدره الريادة في عمليات الخصم المباشر المتكاملة، مما أدى إلى تمكين الزبائن من إدارة التسجيل والموافقة والقبول من خلال القنوات المصرفية الرقمية، وكذلك أحرز تقدما كبيرا في مجال الأمن السيبراني مما يؤكد التزام البنك في حماية عملياته وزبائنه، معتمدًا على خبرته الطويلة في القطاع المصرفي التي تمتد إلى 35 عامًا من التميز والنجاح.

وحقق بنك ظفار إنجازات مهمة في عام 2024 مما أظهر التزامه بالنمو والابتكار والتركيز على الزبائن، إذ وسع شبكة فروع لتصل إلى 131 فرعا بما فيها أفرع ظفار الإسلامي، وكذلك أطلق صندوق بنك ظفار للسيولة النقدية الذي يعد بمثابة نقطة البداية في عالم الاستثمار، إضافة إلى نحاجه في ريادة الاكتتاب العام الأولي لشركة أوكيو للصناعات الأساسية كمدير إصدار في تجربته الأولى من نوعها.

وحقق البنك نتائج مالية إيجابية، فقد ارتفعت الأرباح الصافية إلى 12.5% لتصل إلى 43.6 مليون ريال عماني مقارنة بـ38.7 مليون ريال عماني بنهاية عام 2023.

 

مقالات مشابهة

  • بنك ظفار يعزز الإدارة المالية للجهات الحكومية عبر دمج "حساب الخزينة الموحد"
  • "ظفار للأغذية والاستثمار" تستعرض منتجاتها في "جلفود 2025"
  • الحرية المصري: كثرة الشائعات في 2024 يعكس حجم التحديات التي تواجهها مصر
  • ظفار يتعادل مع مسقط في دوري الأولى
  • عدسة سانا توثق الكنوز الأثرية في المتحف الوطني بدمشق.. لوحات فسيفسائية ومنحوتات نادرة تروي قصص الحضارات التي تعاقبت على سوريا
  • أحداث ومنعطفات تاريخية في مسابقة أغلى الكؤوس لكرة القدم
  • المكان في روايات نجيب محفوظ بنقاشات قصور الثقافة بأسوان
  • صالون مجان الأدبي يستعرض عادات رمضان القديمة في ظفار
  • الحشود ملأت ساحة الشهداء والاعلام اللبنانية ترفرف في المكان
  • حصري. التهاون وغياب الإطفاء بعين المكان ساهم في مصرع ثلاثة أشخاص بقصر مؤتمرات مراكش