اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوكرانيا بالسعي إلى "زرع الانقسام" داخل المجتمع الروسي، وذلك مع استمرار توغل مسلح غير مسبوق في منطقة كورسك داخل الأراضي الروسية بدأته كييف الأسبوع الماضي.

وقال بوتين -خلال اجتماع حكومي نقل التلفزيون الروسي وقائعه- إن "هدفا آخر مؤكدا للعدو هو زرع الانقسام والفوضى في مجتمعنا وترهيب الناس وتدمير وحدة المجتمع الروسي وتماسكه".

وأضاف أن "الخسائر التي تتكبدها القوات المسلحة الأوكرانية تتزايد بشدة، بما في ذلك أغلب الوحدات الجاهزة للقتال التي ينقلها العدو لحدودنا".

وقال بوتين إن "المهمة الرئيسية لوزارة الدفاع تكمن من دون شك في طرد العدو من أراضينا"، معتبرا أن "العدو يسعى إلى تحسين موقفه التفاوضي مستقبلا"، ومتهما كييف بـ"تنفيذ إرادة" الدول الغربية.

قتلى ونازحون

وعلى الصعيد الميداني، أعلن حاكم منطقة كورسك الروسية بالوكالة أليكسي سميرنوف -خلال الاجتماع الذي ترأسه بوتين- أن نحو 121 ألف شخص تم إجلاؤهم من المنطقة الحدودية مع أوكرانيا بسبب التوغل المسلح لقوات كييف فيها.

وقال سميرنوف إن "عدد القتلى المدنيين 12 وعدد الجرحى 121 بينهم 10 أطفال".

وأشار سميرنوف إلى أن القوات الأوكرانية -التي بدأت في السادس من أغسطس/آب الجاري توغلا مسلحا في المنطقة الحدودية- سيطرت على 28 بلدة فيها.

وأبلغ سميرنوف الرئيس بوتين أن العملية الأوكرانية التي يحاول الجيش الروسي صدها منذ 6 أيام، تمتد في منطقة بعمق 12 كيلومترا وعرض 40 كيلومترا.

كما أعلنت السلطات المحلية في مقاطعة بيلغورود الروسية إجلاء 11 ألفا من سكان منطقة كراسنايا ياروغا الحدودية مع أوكرانيا.

وفي السياق، قال موقع "ريبار" العسكري الروسي إن القوات الأوكرانية ما زالت تحاول توسيع محور تقدمها في مقاطعة كورسك باستخدام ما سماها مجموعات تخريب صغيرة العدد.

وأشار الموقع الروسي إلى استمرار المعارك في مناطق حدودية من المقاطعة، حيث دفعت القوات الروسية بتعزيزات دون أن تتمكن بعد من تحقيق استقرار في خط المواجهة.

ووفق الموقع، فقد نجحت القوات الروسية في تمشيط منطقة "كريماينويه" شمالي غربي مدينة "سودجا"، وكبّدت القوات الأوكرانية خسائر كبيرة على هذا المحور.

معارك متواصلة

من جانب آخر، وفي أوكرانيا، رغم أن التوغل داخل أراض روسية أدى إلى رفع المعنويات، فإنه تسبب أيضا في قصف المناطق الحدودية من قِبل القوات الروسية التي أكدت تمركز جنود ومعدات هناك، مما دفع إلى إصدار أوامر بإجلاء نحو 20 ألف شخص.

وقال مسؤول أوكراني كبير لوكالة الصحافة الفرنسية إن الهدف من هذه العملية غير المسبوقة هو زعزعة الوضع في روسيا من خلال إظهار نقاط ضعفها.

وفي قرية حدودية أوكرانية، تحدث جنود عن قصف روسي مكثف في منطقة كورسك.

من جهتها، قالت هيئة الأركان الأوكرانية إن قواتها خاضت خلال الساعات الـ24 الماضية 70 اشتباكا مع القوات الروسية في محاور عدة شرقي وشمالي البلاد.

وأضافت هيئة الأركان أن أكثر الاشتباكات حدة كانت في مقاطعة دونيتسك شرقي البلاد، حيث تصدت القوات الأوكرانية لـ28 محاولة تقدم للقوات الروسية في تلك المنطقة، حسب قولها.

وفي الجنوب الأوكراني، أفاد الحاكم العسكري لمقاطعة خيرسون بمقتل شخص وإصابة 11 جراء قصف صاروخي روسي استهدف بلدات عدة في المقاطعة.

وفي الشمال، قالت خدمة الطوارئ الأوكرانية إن فرقها مستمرة في إجلاء سكان 5 مجمعات سكنية في مقاطعة سومي، مع ازدياد ما سمتها الأعمال العدائية للقوات الروسية في المنطقة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات القوات الأوکرانیة القوات الروسیة الروسیة فی فی مقاطعة

إقرأ أيضاً:

قتلى بقصف على كورسك وأوكرانيا تسحب قواتها من مواقع بدونيتسك

أعلنت أوكرانيا اليوم الجمعة انسحاب قواتها من قريتين في منطقة دونيتسك شرقي البلاد، لتجنب محاصرتها من قبل القوات الروسية المتقدمة، في حين قال مسؤولون محليون روس بمنطقة كورسك إن 6 أشخاص قتلوا في هجوم صاروخي أوكراني استهدف بلدة رايلسك الواقعة بالمنطقة.

وتأتي هذه التطورات بعد أن هزت سلسلة انفجارات قوية العاصمة الأوكرانية كييف صباح اليوم عقب تحذيرات جوية من الجيش بشأن إطلاق صواريخ باليستية من روسيا باتجاه البلاد.

وقال مسؤولون أوكرانيون إن الهجوم الصاروخي الروسي أسفر عن مقتل شخص واحد على الأقل وألحق أضرارا بكاتدرائية و6 سفارات ومبان أخرى في أنحاء كييف.

ومع دخول الحرب الروسية على أوكرانيا شهرها الـ33 تخوض القوات الأوكرانية معارك دفاعية مكثفة، وتتعرض لضغوط شديدة في الوقت الذي يواصل فيه الروس الضغط على طول خط المواجهة.

وقال تجمّع قوات خورتيتسيا الأوكرانية -وهو تشكيل من القوات البرية- على تليغرام "قرر القائد الأعلى للقوات المسلحة الأوكرانية سحب وحدات قوات الدفاع الأوكرانية من المنطقة المعنية (قريتا أوسبينيفكا وترودوف بمنطقة دونيتسك) لتجنب التطويق".

وذكر بيان أن الوحدات العسكرية تجنبت الحصار، وستواصل عملياتها في منطقة كوراخوف-كونستانتينوبولسك المجاورة.

إعلان

وأفادت هيئة الأركان العامة الأوكرانية بوقوع 18 معركة على جبهة كوراخوف أمس الخميس، إذ حاولت القوات الروسية التقدم إلى شمال البلدة.

في المقابل، قالت وزارة الدفاع الروسية اليوم إن قواتها سيطرت على قريتين أخريين في منطقة دونيتسك هما أوسبينيفكا ونوفوبوستينكا، في حين أعلنت أول أمس الأربعاء سيطرتها على قرية ترودوف.

قتلى بكورسك

من ناحية أخرى، قال ألكسندر خينشتاين القائم بأعمال حاكم منطقة كورسك الروسية إن 6 أشخاص -بينهم طفل- قتلوا في هجوم صاروخي أوكراني على بلدة رايلسك.

وذكر خينشتاين على تليغرام أن 10 جرحى -بينهم طفل عمره 13 عاما- نقلوا إلى مستشفى محلي بعد إصابتهم بجروح طفيفة، مضيفا "ما حدث اليوم يشكل مأساة كبيرة".

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن موسكو ستثير قضية هذه الضربة الصاروخية في اجتماع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اليوم الجمعة، حسبما ذكرت وكالة تاس للأنباء.

وفي وقت سابق، قال خينشتاين إن أوكرانيا أطلقت صواريخ هيمارس التي زودتها بها الولايات المتحدة، مما ألحق أضرارا بمبان عدة، منها مدرسة ومركز ترفيهي ومنازل خاصة في رايلسك الواقعة على بعد نحو 26 كيلومترا من الحدود مع منطقة سومي الأوكرانية.

يشار إلى أن المعارك لا تزال متواصلة بين الجيشين الأوكراني والروسي بعد أن بدأت موسكو هجوما واسع النطاق على الأراضي الأوكرانية في 24 فبراير/شباط 2022، كما أن القوات الأوكرانية لا تزال تسيطر على جزء من منطقة كورسك الروسية بعد توغلها عبر الحدود في 6 أغسطس/آب الماضي.

مقالات مشابهة

  • موسكو: 6 قتلى و10 جرحى جراء استهداف القوات الأوكرانية لمقاطعة "كورسك"
  • قتلى بقصف على كورسك وأوكرانيا تسحب قواتها من مواقع بدونيتسك
  • روسيا: القوات الأوكرانية تواصل هجومها على مدينة ريلسك في كورسك الروسية
  • بوتين عن موقف كييف من عقد ترانزيت الغاز الروسي إلى أوروبا: تعض اليد التي تطعمها
  • الدفاع الروسية تكشف خسائر كييف في مقاطعة كورسك
  • بوتين: سنُجبر أوكرانيا على الخروج من كورسك.. ومستعدون لـ"تسوية الحرب"
  • بوتين: الجيش الروسي يطرد العدو من مقاطعة كورسك
  • في مناطق عدة..روسيا: خسائر فادحة لقوات أوكرانيا في كورسك
  • أوكرانيا: القوات الروسية قصفت إقليم زابوروجيا 306 مرات
  • أوكرانيا: روسيا تكثف من هجماتها لاستعادة منطقة كورسك