بعد رحيله.. من هو الشيخ سالم العلي عميد أسرة آل الصباح؟
تاريخ النشر: 12th, August 2024 GMT
نعى الديوان الأميري في الكويت، اليوم الاثنين، الشيخ سالم العلي السالم الصباح، رئيس الحرس الوطني، الذي توفي عن عمر يناهز 98 عامًا بعد مسيرة طويلة وحافلة بالعطاء في خدمة بلاده وتعزيز أمنها ووحدتها.
يُعدّ الشيخ سالم العلي عميد أسرة آل الصباح، وكان له دور بارز في النهوض بالكويت من خلال توليه عدة مناصب رسمية وأخرى فخرية، إلى جانب أعماله الخيرية العديدة التي تركت بصمة في حياة الكثير من الكويتيين.
وُلِد الشيخ سالم العلي السالم الصباح في عام 1926 في فريج الشيوخ بمنطقة الوسط، التي تقع حاليًا في قلب مدينة الكويت. نشأ في بيئة تقليدية حيث تلقى تعليمه الأولي على يد الملا حمادة، ثم الملا مرشد محمد السليمان. بعد تعليمه التقليدي، التحق بالمدرسة المباركية، أول مدرسة نظامية في الكويت، ثم واصل دراسته في المدرسة الأحمدية، حيث تلقى تعليمًا أدبيًا وعلميًا مكّنه من الانطلاق نحو مسيرة مهنية مميزة.
مع بداية الخمسينات، وبعد اكتشاف النفط وبدء عملية التنمية في الكويت، التحق الشيخ سالم العلي بسلك الخدمة العامة. وخلال تلك الفترة، كان له دور محوري في إدارة عدد من المشاريع التنموية التي ساهمت في بناء الكويت الحديثة. ارتبط في بداية حياته العملية بالشيخ فهد السالم المبارك الصباح، حيث شغل منصب نائب الرئيس للشيخ فهد في رئاسة دائرتي البلدية والأشغال، واستمر في هذا المنصب حتى عام 1959 عندما تولى رئاسة مجلس الإنشاء.
كان مجلس الإنشاء في ذلك الوقت مسؤولًا عن التخطيط لتنمية الكويت، وهو دور أساسي ساهم بشكل كبير في نهضة البلاد وتطورها. كما تولى الشيخ سالم العلي رئاسة دائرة الأشغال، حيث كان له دور في تنفيذ العديد من مشاريع البناء الحيوية في الكويت. في أوائل الستينات، تولى منصب رئيس المجلس البلدي، وهو منصب يتطلب مهارات تنظيمية وإدارية كبيرة، حيث كان المجلس مسؤولًا عن تنظيم العمران والمحافظة على الصحة العامة والنظافة.
مع استقلال الكويت في عام 1961، شارك الشيخ سالم العلي في عضوية المجلس التأسيسي الذي كان مكلفًا بإعداد دستور البلاد. كما تولى منصب وزير الأشغال في أول حكومة تشكلت بعد الاستقلال، برئاسة أمير الكويت الراحل الشيخ عبد الله السالم الصباح. استمر في منصب وزير الأشغال حتى عام 1964، وشهدت البلاد خلال تلك الفترة طفرة عمرانية كبيرة.
في عام 1967، تولى الشيخ سالم العلي منصب رئيس الحرس الوطني، وهو المنصب الذي شغله حتى وفاته. خلال فترة رئاسته، عمل على تأسيس الحرس الوطني ككيان حيوي يعزز الأمن والاستقرار في الكويت، ويعاون الجيش في الدفاع عن البلاد، ويحمي الجبهة الداخلية ضد أي تهديدات. كان عضوًا في مجلس الدفاع الأعلى منذ عام 1969 وعضوًا في مجلس الأمن الوطني منذ عام 2005.
اعترافًا بجهوده الكبيرة في خدمة الكويت، منحه الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح في ديسمبر 2004 لقب "سمو". إلى جانب مهامه الرسمية، كان الشيخ سالم العلي نشطًا في العمل الخيري، حيث تبرع بمبالغ كبيرة لدعم المحتاجين وذوي الشهداء، وأطلق في عام 2000 جائزة "مسابقة الشيخ سالم العلي للمعلوماتية" لتعزيز الوعي الإلكتروني وتشجيع الطاقات والمواهب في مجال تقنية المعلومات.
كان الفقيد مولعًا بالحياة الطبيعية، واهتم بالبيئة، وكانت له هوايات عديدة، منها القنص والرحلات الصحراوية، وكذلك الهوايات البحرية واهتمامه بتربية الإبل واقتناء أجود أنواعها.
برحيل الشيخ سالم العلي، فقدت الكويت أحد أبرز رجالاتها الذين ساهموا في بناء الوطن وترسيخ أمنه واستقراره، وترك وراءه إرثًا غنيًا من الإنجازات والعطاء في مختلف المجالات.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الكويت الشيخ سالم العلي الشيخ سالم العلي للمعلوماتية الشیخ سالم العلی فی الکویت فی عام
إقرأ أيضاً:
الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية يزور أسرة الشيخ مصطفى إسماعيل
قامت وزارة الأوقاف والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية اليوم، في ذكرى وفاة القارئ الشيخ مصطفى إسماعيل (رحمه الله)، بتنظيم زيارة لأسرة الشيخ الكبير، إذ قام الأستاذ الدكتور محمد عبد الرحيم البيومي، الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، بزيارة أسرة الشيخ مصطفى إسماعيل (رحمه الله)؛ تقديرًا لجهوده، بوصفه أحد عمالقة الرعيل الأول الذين سجلوا القرآن الكريم بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية.
وزير الأوقاف يستقبل وزير العمل لبحث التعاون المشترك الأوقاف تطلق مسابقة نقد أدب الطفل بالتعاون مع دار الكتب والوثائق القوميةوقد استقبل المهندس عاطف مصطفى إسماعيل، نجل الشيخ الراحل، فضيلة الأمين العام، معبرًا عن بالغ سعادته بهذه الزيارة الكريمة، وتحدث عن مسيرة والده (رحمه الله)، موضحًا أنه ولد في ١٧ من يونيو ١٩٠٥ م، بقرية ميت غزال بمحافظة الغربية، وأتم حفظ القرآن الكريم قبل بلوغه الثانية عشرة، ثم التحق بالمعهد الأحمدي في طنطا لتعلم علوم التجويد والقراءات.
تميَّز الشيخ مصطفى إسماعيل بأدائه الفريد في التلاوة، إذ برع في استخدام المقامات المختلفة، وترك خلفه إرثًا غنيًّا من التسجيلات التي لا تزال تُذاع عبر إذاعات القرآن الكريم. وكان الشيخ أول قارئ يُسجل للإذاعة المصرية دون اختبار، وقرأ القرآن بأكثر من ١٩ مقامًا، كما كرَّمه العديد من القادة، أبرزهم الملك فاروق، والرئيس جمال عبدالناصر، والرئيس محمد أنور السادات.
وقد عبَّر المهندس عاطف مصطفى إسماعيل عن شكره وامتنانه لهذه الزيارة الطيبة التي تؤكد قيم الوفاء والتقدير، كما وجه شكره لمعالي الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، وللأستاذ الدكتور محمد عبدالرحيم البيومي، الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، على هذه اللفتة الإنسانية في ذكرى والده (رحمه الله).
الصفحة الرسمية لوزارة الأوقاف تحيي ذكرى وفاة القارئ الشيخ مصطفى إسماعيلوفي ذات السياق، أعلنت الصفحة الرسمية لوزارة الأوقاف عن إحياء ذكرى وفاة القارئ الشيخ مصطفى إسماعيل، أحد أعظم أعلام تلاوة القرآن الكريم في مصر والعالم الإسلامي، من خلال نشر مقاطع صوتية ونبذة عن حياته ومسيرته الحافلة بالعطاء.
وأكدت الوزارة في بيانها أن الشيخ مصطفى إسماعيل ترك إرثًا فريدًا من التلاوات التي تجسد جمال الأداء القرآني وروعة المقامات الصوتية، مشيرةً إلى أن تلاواته ستظل مصدر إلهام للأجيال القادمة.
وسلطت الوزارة الضوء على مسيرة الشيخ، المولود في ١٧ من يونيو ١٩٠٥م بقرية ميت غزال بمحافظة الغربية، إذ أتم حفظ القرآن الكريم وأتقن أحكام التلاوة منذ صغره، وامتاز بقدرته على القراءة بأكثر من ١٩ مقامًا موسيقيًّا، ما أضفى على تلاواته عمقًا وجاذبية فريدة.
وأوضحت الوزارة أن الشيخ مصطفى إسماعيل كان أول قارئ يُسجل في الإذاعة المصرية دون اختبار، واحتل مكانة متميزة بوصفه قارئا للقصر الملكي في عهد الملك فاروق، كما نال العديد من الأوسمة والتكريمات من رؤساء مصر والدول العربية والإسلامية، أبرزها وسام الاستحقاق من مصر وسوريا، ووسام الأرز من لبنان.
واستعرضت الوزارة مسيرة الشيخ في خدمة القرآن الكريم على المستوى العالمي، إذ إنه لبى دعوات من دول عربية وإسلامية للقراءة فيها، وقدم تلاوات خالدة جعلته رمزًا عالميًّا في فن التلاوة.
وأشارت الوزارة إلى قدرة الشيخ الفريدة على المزج بين أحكام التجويد وعلم القراءات والمقامات، إذ إنه استطاع أن ينقل المعاني القرآنية بجلالها إلى قلوب المستمعين؛ ما جعله من أبرز المبدعين في هذا المجال.
ودعت الوزارة الجمهور إلى الاستماع إلى تلاوات الشيخ مصطفى إسماعيل، التي لا تزال تُبث عبر إذاعات القرآن الكريم باعتبارها نموذجًا للإبداع والتأثير الروحي.
واختتمت الوزارة بيانها بتأكيد أن ذكرى الشيخ مصطفى إسماعيل ستظل خالدة في ذاكرة الأمة الإسلامية، بوصفه قامة قرآنية استثنائية أضافت الكثير لتراث التلاوة والإبداع القرآني.