التوتر العسكري في المنطقة يكشف ضعف أمريكا كقوة عظمى وتفوق المقاومة
تاريخ النشر: 12th, August 2024 GMT
الجديد برس|
مع تصاعد التوتر في الشرق الأوسط، باتت الولايات المتحدة، التي لطالما اعتُبرت قوة عظمى لا تقهر، تظهر وكأنها الحلقة الأضعف في المواجهة الإقليمية الحالية. فبعد بدء عملية “طوفان الأقصى” في السابع من أكتوبر، تجلت حقيقة نفوذها الضعيف وتفوق المقاومة على دعاية القوة الأمريكية التي سُوِّق لها لعقود.
كشف الهجوم عن ضعف كبير في الاستراتيجيات العسكرية والاستخباراتية الأمريكية، حيث فشلت واشنطن في مواجهة الهجوم المفاجئ وأظهرت قصر نظرها في أهم مناطق نفوذها. تصاعدت الضغوطات بعد “طوفان الأقصى”، وكشفت الأسابيع التي تلتها عن مزيد من نقاط الضعف الأمريكية، مما جعلها تبدو كما لو كانت قوة تذوب بسرعة.
لم تكن هذه الأحداث مجرد دعاية أو تضليل، بل كانت انعكاسًا للواقع الذي فرضته المقاومة على الساحة العربية والإسلامية. في الوقت الذي كانت فيه الأساطيل الأمريكية تستهدف بالصواريخ والطائرات المسيرة، كانت قواعدها في سوريا والعراق تتعرض لقصف مستمر، مما أدى إلى انهيار استراتيجية “العصا والجزرة” التي استخدمتها واشنطن سابقًا.
بدأت دول مثل السعودية، التي كانت تعتمد على الحماية الأمريكية، في تجاهل عروض التسليح والتهديدات الأمريكية. في المقابل، بدأت دول أخرى، كانت عاجزة عن مواجهة النفوذ الأمريكي، تستخدم ورقة اليمن وقوى المقاومة كوسيلة للضغط على واشنطن، مما أدى إلى تآكل النفوذ الأمريكي في المنطقة.
تُظهِر التطورات الأخيرة أن حلفاء واشنطن، بما في ذلك الدول الغربية التي تدعم الاحتلال الإسرائيلي، أصبحوا يعيدون تقييم استراتيجياتهم. سحب بعض الدول الغربية لبوارجها من البحر الأحمر وتزايد التوتر الإقليمي يوضح كيف أصبحت الولايات المتحدة وحيدة في مواجهتها، تتخبط في محاولة معرفة توقيت الهجمات المقبلة.
في النهاية، تواجه الولايات المتحدة احتمال فقدان نفوذها بشكل كامل إذا استمرت المواجهة وتوسعت أكثر، حيث تبرز التحديات العسكرية والدبلوماسية في الشرق الأوسط كعقبات خطيرة لمكانتها العالمية.
المصدر: الجديد برس
إقرأ أيضاً:
الوجود العسكري الأمريكي في سوريا.. ماذا يخطط ترامب بشأن الـ2000 جندي؟
يُشكل الوجود العسكري الأمريكي في سوريا مُعضلة مبكرة أمام الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، عندما يبدأ ولايته الثانية الشهر المقبل، وفقًا لما ذكرته صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، والتي قالت إن ترامب يواجه أسئلة ملحة بشكل متزايد حول مستقبل نحو 2000 جندي أمريكي متمركزين في شرق سوريا، حيث استخدمت واشنطن لأكثر من عقد من الزمان مجموعة من المواقع المتقدمة لمحاربة داعش ومراقبة أنشطة إيران.
ماذا يخطط ترامب بشأن قوات أمريكا في سوريا؟وبحسب ما جاء في «القاهرة الإخبارية» نقلا عن التقرير الأمريكي، إن ترامب، الذي هدد مرارًا وتكرارًا بسحب القوات الأمريكية من سوريا خلال ولايته الأولى، وسعى في الأيام الأخيرة إلى إبعاد الولايات المتحدة عن الاضطرابات التي تجتاح البلاد الآن، لم يكشف عن خططه بشأن المهمة العسكرية الأمريكية هناك.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن ترامب ومستشاروه أشاروا إلى أن الأولوية القصوى ستكون احتواء تنظيم داعش، الذي أعاد تجميع صفوفه في الصحراء الجنوبية لسوريا، حيث قصفت القوات الأمريكية المتشددين بغارات جوية مكثفة في الأيام الأخيرة، وأشار جيمس جيفري، الذي شغل منصب المبعوث الخاص لسوريا خلال فترة ولاية ترامب الأولى، إلى أن هيئة تحرير الشام، التي قادت الفصائل السورية في معركة الإطاحة بنظام بشار الأسد، نجحت في محاربة تنظيم داعش في الماضي، وهي حقيقة من شأنها أن تزيد من حدة الأسئلة المطروحة على الرئيس القادم.
تصريحات مسؤولين أمريكيون عن سورياونقلت «واشنطن بوست» تصريح النائب مايكل والتز (جمهوري من فلوريدا)، ضابط القوات الخاصة المتقاعد الذي اختاره ترامب مستشارًا للأمن القومي، أن الرئيس المنتخب سيعطي الأولوية للحد من التدخلات العسكرية في الخارج، لكنه وصف أيضًا منع عودة داعش بأنه الأولوية رقم واحد، ما يجعل الاستراتيجية العسكرية التي قد تسعى إليها الإدارة الجديدة غير واضحة.
ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن فريق ترامب وإدارة بايدن، التي أرسلت دبلوماسيين كبارًا إلى سوريا الأسبوع الماضي لأول مرة منذ أكثر من عقد من الزمان، يتعاملان بحذر مع هيئة تحرير الشام، التي تشكلت في البداية كفرع من فروع تنظيم القاعدة.
وفي حين وعدت الجماعة بالاستقرار والشمولية، إلا أنها لا تزال مدرجة على القائمة الأمريكية للجماعات الإرهابية الأجنبية، ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن أحمد الشرع، قائد هيئة تحرير الشام، الزعيم المؤقت الجديد في سوريا، دعا إلى حل الميليشيات في جميع أنحاء سوريا، لكنه لم يقل صراحة ما إذا كانت حكومته ترغب في بقاء الولايات المتحدة.
وترى «واشنطن بوست» أن من أهم مصادر القلق بالنسبة للمسؤولين الأمريكيين هي السجون والمخيمات، التي تأوي مسلحي داعش وأفراد عائلاتهم، والتي تحرسها الآن قوات سوريا الديمقراطية.
وقال فرهاد شمسي، المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية، إن تنسيق مجموعته مع القوات الأمريكية تكثف بسبب التهديد المتطور من داعش، محذرا من أن المسلحين يحاولون التوغل في شمال شرق سوريا، وأن بعضهم، على حد زعمه، ينضمون إلى القوات المدعومة من تركيا، والتي قاتلتها قوات سوريا الديمقراطية في الأيام الأخيرة.