“فورين أفيرز”: مستقبل مظلم ينتظر “إسرائيل” بعد الحرب على غزة
تاريخ النشر: 12th, August 2024 GMT
الثورة نت/..
تحدّثت مجلة “فورين أفيرز” الأميركية عن “هلاك إسرائيل، والمستقبل المظلم الذي ينتظرها”، بعد الحرب على قطاع غزة، مؤكدةً أنّ الهجوم الذي شنّته المقاومة الفلسطينية في الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر 2023، “ضرب إسرائيل في وقت كانت الأخيرة تعيش حالةً من عدم الاستقرار الداخلي الهائل”.
ولدى حديثها عن عدم الاستقرار الداخلي “الإسرائيلي”، ذكّرت المجلة بدفع رئيس الحكومة “الإسرائيلية”، بنيامين نتنياهو، وحلفائه من “اليمين المتطرف”، نحو مشروع قانون التعديلات القضائية، بهدف الحد بشكل كبير من إشراف المحكمة العليا على الحكومة.
وأثارت التعديلات القضائية التي اقترحها نتنياهو احتجاجاتٍ ضخمةً في “إسرائيل”، على نحو كشف عن “مجتمع منقسم بعمق” فيها، كما أوردت المجلة.
واليوم، فقد أدت الحرب على قطاع غزة إلى “تكثيف الانقسامات السياسية داخل إسرائيل”، بحسب المجلة، التي أكدت أنّ “إسرائيل” تمضي في مسار غير مستدام، من المرجح أن يؤدي إلى هروب رأس المال وهجرة الأدمغة وتعميق التوترات الداخلية”.
في السياق نفسه، أوردت “فورين أفيرز” أنّ “إسرائيل” قد تتحوّل إلى كيان منقسم الأجزاء، حيث تعمل العناصر اليمينية الدينية والقومية على بناء دولتها الخاصة بحكم الأمر الواقع، في مستوطنات الضفة الغربية على الأرجح”.
وفي سيناريو آخر، رأت المجلة أنّ “إسرائيل قد تشهد تمرداً للمتطرفين الدينيين والقوميين، الأمر الذي من شأنه أن يقسم إسرائيل في حرب أهلية عنيفة، بين اليمين الديني المسلح والأجهزة الرسمية”.
كذلك، أوضحت المجلة أنّ “وجود مجموعات أمنية متنافسة وإشراف برلماني متراخٍ من شأنه أن يضعف الردع الأمني الشامل لإسرائيل، ويقوّض أي نظام متماسك للحكم في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية”.
ووفقاً لها، وفي ظل غياب “الحرب الأهلية الإسرائيلية” حتى اللحظة، فإنّ “الوضع في إسرائيل سوف يظلّ غير مستقر، وسوف ينهار الاقتصاد، الأمر الذي يجعلها فاشلة”.
“إسرائيل تصبح منبوذة.. وواشنطن لن توقف دعمها”
أما على الصعيد الدولي، فرأت “فورين أفيرز” أنّ “إسرائيل أصبحت معزولةً على نحو متزايد”، بحيث يسعى العديد من المنظمات الدولية إلى اتخاذ تدابير قانونية ودبلوماسية عقابية ضدها.
وحتى مع دعم الحلفاء الرئيسيين، فإنّ التأثير التراكمي للرأي العام السلبي تجاه “إسرائيل”، والتحديات القانونية التي تواجهها، والتوبيخ الدبلوماسي الذي تتعرض له، من شأنه أن “يزيد من تهميش إسرائيل بصورة متزايدة على الساحة العالمية”.
وفي حين أنّ “إسرائيل ستكون معزولةً سياسيةً ودبلوماسياً عن معظم بقية المجتمع الدولي، بما في ذلك معظم بلدان مجموعة الدول السبع”، وفقاً لما رأته المجلة، فإنّها ستظل تتلقى الدعم الاقتصادي “من عدد قليل من البلدان، بينها الولايات المتحدة”.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: فورین أفیرز
إقرأ أيضاً:
معهد إسرائيلي: الهجمات من اليمن ستستمر ما دامت “إسرائيل” ماضية في عدوانها على غزة
الجديد برس|
في تحليل موسع نشره معهد الأمن القومي الإسرائيلي، تم التأكيد على أن التهديد الذي تمثله قوات صنعاء ضد “إسرائيل” ليس مجرد انعكاس للحرب في غزة، بل هو عنصر متداخل معها بشكل مباشر.
وأشار التقرير إلى أن الهجمات الصاروخية من اليمن ستستمر ما دامت “إسرائيل” ماضية في عدوانها على قطاع غزة، وهو ما يضع تحديات جديدة على المستوى الأمني والاستراتيجي في المنطقة.
كما لفت المعهد إلى أن صنعاء تتمتع بقدرة كبيرة على المناورة والاستقلالية العسكرية، ما يجعلها قوة صاعدة يصعب ردعها أو إيقاف تصعيدها بالوسائل التقليدية.
ـ صنعاء: قوة غير قابلة للتوجيه أو الاحتواء:
وفقًا للتقرير، تبرز صنعاء كقوة إقليمية تتمتع بقدرة عالية على الاستقلال في اتخاذ القرارات العسكرية، مما يصعب على إيران أو أي قوى أخرى، حتى الحليفة لها، فرض سيطرتها أو توجيه سياساتها بشكل كامل.
وذكر التقرير أن هذه الاستقلالية هي ما يجعل محاولات إسرائيل وحلفائها للتصدي لأنشطة قوات صنعاء العسكرية في البحر الأحمر والمضائق المجاورة أكثر تعقيدًا.
فبينما كانت إسرائيل تأمل في تقليص نفوذ صنعاء من خلال استهدافها في أماكن معينة، كانت هناك محاولات لتطويق الأنشطة البحرية للحوثيين، إلا أن قوات صنعاء تمكنت من التصعيد بفعالية، لتظهر قدرتها على إزعاج العمليات العسكرية الأمريكية في البحر الأحمر وتغيير مسارات السفن التجارية، بما في ذلك السفن الإسرائيلية.
هذا الوضع بات يشكل تهديدًا حقيقيًا لإسرائيل في وقت حساس بالنسبة لها، حيث ترى أن الحصار البحري الذي فرضته صنعاء على السفن الإسرائيلية يهدد ممرات التجارة الحيوية التي تمر عبر البحر الأحمر والمحيط الهندي.
كما أن التهديدات الصاروخية الحوثية قد تستمر في التأثير على حركة السفن الإسرائيلية، مما يضع ضغطًا إضافيًا على الاقتصاد الإسرائيلي الذي يعتمد بشكل كبير على التجارة البحرية، في وقت يعاني فيه من تبعات الحرب في غزة.
ـ “إسرائيل” أمام معضلة استراتيجية مع صنعاء:
تعامل إسرائيل مع تهديد صنعاء يعكس مأزقًا استراتيجيًا كبيرًا، فهي تجد نفسها أمام معركة مزدوجة بين التصعيد العسكري أو الرضوخ لمطالب صنعاء. من جهة، تبقى إسرائيل على قناعة بأنها لا يمكن أن تتحمل تعطيل حركة التجارة البحرية في البحر الأحمر، وهو ما يشكل تهديدًا خطيرًا لاقتصادها.
لكن من جهة أخرى، فإن زيادة التدخل العسكري ضد قوات صنعاء قد يعرضها لفتح جبهة جديدة يصعب احتواؤها في وقت حساس بالنسبة لتل أبيب، خاصة في ظل التحديات العسكرية التي تواجهها في غزة ولبنان.
التحليل الذي قدمه معهد الأمن القومي الإسرائيلي لم يغفل المأزق الذي تواجهه “إسرائيل” في هذا الصدد.
ففي أعقاب فشل محاولات البحرية الأمريكية في توفير حماية فعالة للسفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، بدأت تل أبيب في البحث عن حلول بديلة من خلال التنسيق مع الدول الخليجية التي تشاركها مخاوف من تصاعد تهديدات صنعاء.
كما أوصى المعهد بتوسيع نطاق التنسيق الإقليمي لمواجهة هذا التهديد المتزايد، وهو ما قد يتطلب استراتيجيات جديدة قد تشمل تحالفات متعددة وتعاون أمني موسع.
ـ تحولات استراتيجية: هل تجد “إسرائيل” الحل؟:
يبدو أن التهديد الذي تمثله صنعاء لا يقتصر على كونه تهديدًا عسكريًا فقط، بل يشمل أيضًا تداعياته الاقتصادية والسياسية. فالتأثير المباشر الذي فرضته الهجمات الصاروخية الحوثية على السفن الإسرائيلية، سواء عبر تعطيل التجارة أو من خلال محاولات الحد من حرية الملاحة في البحر الأحمر، قد يعيد التفكير في خيارات الرد الإسرائيلية.
وإذا كانت إسرائيل قد فشلت في ردع القوات الحوثية بالوسائل العسكرية التقليدية خلال الأشهر الماضية، فإنها قد تكون أمام خيارات محدودة في المستقبل.
ويشدد معهد الأمن القومي على أن أي تدخل عسكري ضد صنعاء قد يؤدي إلى تصعيد واسع في المنطقة.
فالحرب في غزة قد تكون قد أظهرت ضعفًا في الردع العسكري الإسرائيلي، في حين أن التصعيد ضد قوات صنعاء قد يُفضي إلى فتح جبهات متعددة تكون إسرائيل في غنى عنها، خاصة مع التوترات القائمة في جبهات أخرى مثل لبنان.
ومع ذلك، فإن إسرائيل لا يمكنها تجاهل تأثير الحصار البحري على اقتصادها، وهو ما يجعلها تبحث عن استراتيجية جديدة للحد من هذا التهديد، سواء عبر تكثيف التنسيق الإقليمي أو من خلال حلول عسكرية أكثر شمولًا.
ـ ماذا ينتظر “إسرائيل” في المستقبل؟:
في خضم هذا الواقع المعقد، يبقى السؤال الأكبر: هل ستتمكن إسرائيل من إيجاد استراتيجية فعالة لمواجهة تهديدات صنعاء، أم أن المنطقة ستشهد تصعيدًا أكبر يؤدي إلى توسيع دائرة الصراع؟. التحديات العسكرية والدبلوماسية في هذا السياق قد تكون أكبر من أي وقت مضى، خاصة إذا استمرت صنعاء في التصعيد والتمسك بمواقفها العسكرية.
ومع غياب ردع أمريكي فعال، وتزايد دعم القوى الإقليمية مثل إيران، قد تجد إسرائيل نفسها في مواجهة خيارات صعبة قد تؤدي إلى نتائج غير متوقعة على الصعيدين العسكري والسياسي في المنطقة.