عربي21:
2025-04-17@12:55:31 GMT

السنوار وقيادة الشعب الفلسطيني

تاريخ النشر: 12th, August 2024 GMT

يتعدى انتخاب يحيى السنوار، رئيسا لحماس، أثره متعدّد الأبعاد في حماس وسياساتها، ليؤثر في الوضع الفلسطيني كله. ويتجسّد هذا الأثر، في وضع السنوار في موقع القائد الوطني الفلسطيني، بشبه إجماع شعبي، كما بشبه إجماع على مستوى فصائل المقاومة، ولو موضوعيا، ولو بتحفظ من البعض، من دون رفض، ولو برفضٍ أكيد من جانب محمود عباس باعتباره، رئيسا لمنظمة التحرير والسلطة في الضفة الغربية.



تعتبر هذه المعادلة الناجمة عن قيادة السنوار لطوفان الأقصى، والحرب الدائرة منذ عشرة أشهر ونيف في قطاع غزة، ثم بعد انتخابه رئيسا للمكتب السياسي لحركة حماس، وما تبع ذلك من تهنئة وتمنٍ بالتوفيق والنجاح وتصعيد للمقاومة من قِبَل أغلب الفصائل، بمقياس السعي الفلسطيني من قِبَل كل الفصائل، وكل مؤتمرات النخب، خطوة متقدّمة لأمل تشكل قيادة فلسطينية موحدّة.

إن التجربة الفلسطينية في السعي لتحقيق الوحدة الوطنية، والوصول إلى قيادة موحدّة، أثبتت الفشل المتراكم عشرات السنين في إنجاح هذا السعي. بل كان الوضع يزداد انقساما وتباعدا بعد كل حوار أو لقاء، ومن ثم وصل الأمر إلى إعلان اليأس من إمكان تحقيق هذين الهدفين: الوحدة الوطنية بين الفصائل، وتشكل قيادة موحدّة.

هذه التطورّات في الحرب في غزة، كرسّت وجود قيادة كفؤة، إلى جانب أسطورية ما حققته المقاومة من انتصارات عسكرية ميدانية، وما حققه الشعب من معجزة صمود في مواجهة حرب إبادة وحشية إجرامية
بل انتقلت المقاومات في الضفة للعمل والمواجهة بوجود الانقسام، ومن دون الوصول إلى اتفاق أو توافق. وتصاعدت المقاومة المسلحة في قطاع غزة (أربع أو خمس حروب قبل طوفان الأقصى)، كما تصاعدت المقاومة في الضفة الغربية إلى مستوى تشكل كتائب مسلحة، واشتباكات في عدة مدن وقرى ومخيمات بينها وبين الجيش الصهيوني. وكذلك الاشتباكات في ساحات المسجد الأقصى، وما حوله في شرقي القدس، وقد ثبت أن المقاومة غير مرتبطة بوجود قيادة فلسطينية موحدّة.

وهذا يعني أن السعي لتحقيق الوحدة الوطنية والقيادة الموحدة في واد، والمقاومة والاشتباكات في مواجهة الاحتلال كانت في واد آخر. وقد وصلت هذه المفارقة أوجها في عملية طوفان الأقصى، وما تبعها من الحرب البريّة، وحرب الإبادة طوال عشرة أشهر (وما زال الحبل على الجرار).

على أن هذه التطورّات في الحرب في غزة، كرسّت وجود قيادة كفؤة، إلى جانب أسطورية ما حققته المقاومة من انتصارات عسكرية ميدانية، وما حققه الشعب من معجزة صمود في مواجهة حرب إبادة وحشية إجرامية، لا مثيل لها من حيث مدتها وضحاياها ودمارها، وحدوثها أمام شهود عالمي، بالصوت والصورة، وعلى مرأى من الشوارع.

هذه التطورات ولدت إلى جانب ما تقدّم بروز قيادة للمقاومة على رأسها يحي السنوار ومحمد الضيف وإخوانهما. وقد تمتعت تلك القيادة بالالتفاف الشعبي الفلسطيني حولها، وبدعم أغلب الفصائل، حتى من داخل حركة فتح وقواعدها وكوادرها. ولكن بالطبع بسبب خصوصية الوضع الفلسطيني، لم تأخذ شكل وحدة وطنية، ولا شكل قيادة وطنية موحدّة (ثمة تحالف في غزة بين حماس والجهاد والجبهة الشعبية وفروع الفصائل المشاركة)، وذلك كما كان من الواجب أن يحصل على المستوى الفلسطيني العام، بإعلان توحيد الفصائل خلف قيادة المقاومة، وإعلان قيادة المقاومة قيادة للشعب الفلسطيني، كما راحت تقود الحرب المصيرية في قطاع غزة طوال عشرة الأشهر، والآتي من الأشهر.

وهذا ما يؤكده، من ناحية ثانية، تركيز نتنياهو وأمريكا على اعتبار قتل السنوار ورفاقه، الهدف الأول للحرب ضد الشعب الفلسطيني والمقاومة، كما عزلهم بتهمة ارتكاب "جريمة" عملية طوفان الأقصى، مما يوجب دعمهم، والتأكيد على تأييدهم قادة لمقاومة مشروعة، تعبّر عن إرادة الشعب الفلسطيني.

وبكلمة، يجب أن تكون الخطوة الثانية، كمحصلة للحرب في غزة، وبعد أن أُعلن يحيى السنوار رئيسا لحماس، أن يُعلن قائدا للشعب الفلسطيني في هذه الحرب.

إنه قائد مؤيّد، متفق عليه، من قِبَل فصائل المقاومة، وهذا من دون المساس في وضع م.ت.ف ورئيسها، استبعادا لأيّ صراع داخلي فلسطيني- فلسطيني، فيما الأولوية تتطلب توحيد كل الجهود، وراء قيادة المقاومة التي على رأسها يحيى السنوار، من أجل تحقيق الانتصار في هذه الحرب.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه يحيى السنوار حماس المقاومة غزة الوحدة حماس غزة المقاومة الوحدة يحيى السنوار مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة رياضة سياسة رياضة سياسة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی غزة موحد ة

إقرأ أيضاً:

ملتقى عشائر غزة: سلاح المقاومة خط أحمر

غزة – يمانيون

رفض ملتقى العشائر والإصلاح في قطاع غزة ما يُطرح من مقترحات تستهدف نزع سلاح المقاومة الفلسطينية، محذرا من وضع هذا السلاح على طاولة التفاوض.

وقال الملتقى، في بيان اليوم الثلاثاء، “يؤكد ملتقى العشائر والإصلاح وباسم كل إنسان فلسطيني من عشائرنا وقبائلنا وأهالينا رفضه القاطع والحازم لأي دعوات أو مقترحات تهدف إلى سحب سلاح المقاومة أو المساس به تحت أي ذريعة كانت”.

وأكد الملتقى أن سلاح المقاومة هو ملك للشعب الفلسطيني، “ولا يحق لأي طرف التنازل عنه طالما هناك شبر من الأرض الفلسطينية المقدسة تحت الاحتلال من العدو المجرم”.

كما أكد أنه لا يجوز لأي فصيل التنازل عن السلاح، وأن “الفلسطيني لن يتنازل عن شرفه في سلاحه وكفاحه لنيل حقوقه المشروعة”.

وحذر الملتقى الوفود المفاوضة من التعامل مع مقترحات سحب سلاح المقاومة، مؤكدا أن سلاح المقاومة “هو صمام أمان وبارقة أمل للشعب الفلسطيني نحو الحرية”.

وأضاف أن سلاح المقاومة “هو الذي حمى الأرض والعِرض، ودافع عن كرامة الأمة في وجه آلة القتل والإبادة التي يمارسها العدو الصهيوني بحق أبناء الشعب الفلسطيني في غزة والضفة والقدس على مر العقود الماضية”.

وعبر الملتقى عن تضامنه الكامل والثابت مع سلاح المقاومة، واعتبره “خطًا أحمر لا يجوز المساس به تحت اي ظرف ومن أي جهة”، مضيفا “ولا يمكن القبول بأي تسويات أو صفقات تنزع عن الشعب الفلسطيني حقه المشروع في المقاومة والدفاع عن نفسه والذي توارثناه عن أجدادنا لتحرير المكون الفلسطيني”.

ودعا الملتقى كل مكونات الشعب الفلسطيني إلى التمسك بالثوابت الوطنية، وتوحيد الصفوف خلف خيار المقاومة، باعتباره الخيار الاستراتيجي القادر على ردع العدو واسترداد الحقوق.

 

مقالات مشابهة

  • حركة الفصائل الفلسطينية تطالب الجنايات الدولية بمحاكمة كاتس وبن غفير لـ”تجويعهما الشعب الفلسطيني”
  • قيادي في حماس: مشاورات الحركة حول المقترح الإسرائيلي تقترب من الانتهاء
  • الصين وماليزيا في بيان مشترك: غزة ملك الشعب الفلسطيني
  • في ذكرى يوم الأسير الفلسطيني.. الجهاد تجدد العهد بتمسك المقاومة بتحرير الأسرى من سجون العدوّ
  • مسؤولان في حماس يعلنان رفض التفاوض على نزع سلاح الفصائل وسط مطالب بصفقة شاملة تنهي الحرب
  • نتنياهو يوعز باستمرار الدفع بخطوات الإفراج عن الأسرى
  • مفتي تعز يحذّرُ المرتزِقةَ من الانخراط في قتال اليمنيين المساندين للشعب الفلسطيني
  • الفصائل الفلسطينية: سلاحنا للدفاع عن النفس والغزّيون طليعة جيش مصر
  • ملتقى عشائر غزة: سلاح المقاومة خط أحمر
  • الرئيس الفلسطيني و نظيره الفرنسي يبحثان هاتفيا آخر المستجدات في الأراضي الفلسطينية