جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-10@10:46:53 GMT

الدرس البنجلاديشي!

تاريخ النشر: 12th, August 2024 GMT

الدرس البنجلاديشي!

 

علي الرئيسي

مُخاطِبةً مجموعة من الصحفيين، لم تستطع الشيخة حسينة واجد رئيسة وزراء بنجلاديش، منع نفسها من البكاء، "لقد أمضيت خمس عشرة سنة في تنمية البلد"، هكذا صرحت والآن ثمار تلك التنمية تمَّ تدميره!

حسينة تُشير إلى محطة المترو في ميربور والتي كانت مثالًا لتحديث البنية التحتية في هذه الدولة، لكن تمَّ تخريبها من قبل الطلاب المتظاهرين.

وزعمت أنَّ هناك مؤامرة من قبل المعارضة وبالذات الحزب الوطني البنجلاديشي والحزب الإسلامي (الجماعة الإسلامية)، الذين تتهمهم بالوقوف وراء التمرد الذي وقع في البلاد. طبعًا هي لم تذكر المئات من المتظاهرين الذين قتلتهم قوات الأمن خلال الأسابيع الماضية.

الشرارة وراء العنف كانت قرار الحكومة بإعادة العمل بنظام الحصص، الذي يُخصِّص 30% من الوظائف الحكومية للعائلات التي شاركت في حرب تحرير بنجلاديش عام  1971، والذي يعني ببساطة أولئك الداعمين للنظام الحاكم. ونظام الحصص الخاص بما يُسمى "محاربي الحرية" إضافة إلى الفساد الذي تنطوي عليه امتحانات الالتحاق  بالخدمة المدنية، والتي تحرِم الكثيرين من أفضل الطلاب، من فرص الالتحاق بالفرص المهنية. وهذا الأمر كان يُثير حنق  الكثير من شباب الطبقة المتوسطة في بنجلاديش، والذين يمتلك  الكثير منهم فرصة الحصول على عمل في الخارج، لكنهم رغم ذلك كانوا مُصرِّين على البقاء في البلد وخدمتها.

في يوليو الماضي تظاهر الآلاف لكي يتم إصلاح النظام، لكن حزب "رابطة عوامي" بقيادة الشيخة حسينة قابل تلك المُظاهرات بالقمع الوحشي. وبعض المتظاهرين حاول أن يدافع عن نفسه، وآخرون اتهمتهم الحكومة بأنهم مندسون من الأحزاب المعارضة، وهاجموا المباني الحكومية كما تعرض بعض المؤسسات العامة للتخريب. ثم فرضت السلطات حظر تجول مع تعطيل الإنترنت، وفتح المعتقلات للمتظاهرين.

الاقتصاد البنجلاديشي حقق خلال السنوات الماضية نموًا بلغ حوالي 6 بالمائة سنويًا. وكانت هناك استثمارات كبيرة في البنية الأساسية للبلد، لكن هذا الرخاء فشل في الوصول إلى الطبقة المتوسطة والعاملة، كما تشوَّهت مشاريع التنمية بالفساد؛ مما أدى إلى إثراء المُقرّبين من السُلطة. الوضع الاقتصادي الكلي قاتمٌ في ظل وجود برنامج إصلاح من قبل صندوق النقد الدولي يُطالب بفرض قيود على الإنفاق، وإجراء إصلاحات تفرض تحرير الأسعار والأجور.

واقترضت الحكومة في دكا مبالغ طائلة من الدول الآسيوية؛ مما جعل الاقتصاد عُرضة لتقلبات العملة والأسواق. وعندما بدأت المظاهرات، كانت الشيخة حسينة عائدة من بكين طالبةً قرضًا بـ5 مليارات دولار، وفي الوقت نفسه، يعاني معظم البنجلاديشيين من أزمة معيشية قاسية، بسبب تداعيات وباء كوفيد-19، والحرب في أوكرانيا، علاوة على معدل تضخم بلغ 10 بالمائة، حتى الأغنياء نسبيًا شعروا بالضرر.

ومنذ حصولها على الأغلبية في انتخابات حرة عام 2008، اتُهِم حزب "عوامي" بتزوير معظم الانتخابات اللاحقة، علاوة على اتهامات أخرى بتهميش المعارضة بالقوة؛ حيث تمَّ وضع السيدة خالدة ضياء تحت الإقامة الجبرية، إلى جانب سجن معظم قياديي حزبها ومناصريها. كما جرى حظر الجماعة الإسلامية، مع استمرار الحكومة في تخويف الناس بأن الإسلاميين قادمون للسيطرة على السلطة.

لقد أصبحت الانتقادات العلنية للحكومة جريمةً على مدى العقد الماضي، ويواجه المدافعون عن حقوق الإنسان المُضايقات والاعتقالات، ويتعرض الصحفيون للعديد من الدعاوى القضائية إذا فشلوا في الالتزام بالخط الحكومي؛ كما تنتشر حالات الإخفاء القسري، بحسب تقارير حقوقية. وقد تحقق كل هذا نتيجة النجاح غير المسبوق الذي حققته رابطة عوامي في الاندماج والسيطرة على جهاز الدولة البيروقراطية، وقوات الأمن، والقضاء، وفي الوقت نفسه استقطاب المجتمع المدني والشركات الكبرى.

الحكومات الماضية كانت دائمًا مُهدَّدة بالانقلابات العسكرية، لكن الشيخة حسينة تمكّنت من تحييد الجيش خلال العقود، وكذلك فيما يتعلق بالتراخيص والتعيينات الاستراتيجية، إلى جانب مُهمة حفظ السلام التابعة للأمم المُتحدة والمُربِحة لجنودها.

ومع كل انتخابات جديدة على مدى الـ15 سنة الماضية، ترسخت السيطرة السياسية، التي تضم الحزب الحاكم، وأجهزة الدولة، وكبار الرأسماليين، ومع ذلك، أُصيب عامة النَّاس بخيبة أمل؛ حيث تمت التضحية بالتنمية العادلة. والآن تبدو النخبة الحاكمة متراجعة.

لقد تميز تاريخ بنجلاديش بلحظات التعبئة الجماهيرية التي غالبًا ما أطاحت بزعماء غير محبوبين. والشباب الذين قُتلوا في المظاهرات أو أولئك الذين تعرضوا للتعذيب خلال الشهر الماضي، هم الذين ساهموا في بناء قطاع التكنولوجيا في بنجلاديش دون أي مساعدة تُذكر من الحكومة، وذلك عن طريق آلاف المُبادرات لدعم الناس خلال فترة وباء كوفيد-19، وتوفير الإغاثة في حالات الكوارث، وإنشاء منظمات غير ربحية لمساعدة الفقراء.

هذه الطبقة المتعلمة ضرورية لأمّة محرومة تحاول النمو إلى دولة متوسطة الدخل وتنويع اقتصادها. لقد هربت الشيخة حسينة إلى الهند، وقد عيَّن الطلبة، الاقتصادي المعروف محمد يونس رئيسًا للوزراء بصورة مُؤقتة، والمعروف عن يونس أنَّه أول من أسس بنكًا للفقراء في بنجلاديش، لكن الحكومة الجديدة تُواجه تحديات اقتصادية غير سهلة.

** باحث في قضايا التنمية والاقتصاد

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الحكومة تتجاوب مع شكاوى الكهرباء والاتصالات والقطاع المصرفي

تابع الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، حصاد جهود منظومة الشكاوى الحكومية المُوحدة بمجلس الوزراء، والجهات الحكومية المرتبطة بها، خلال شهر فبراير 2025، وذلك من خلال تقرير مُفصّل أعدّه الدكتور طارق الرفاعي، مدير المنظومة.

واوضح الرفاعي ان وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة والمحافظات المعنية تعاملوا مع 4718 شكوى وبلاغا وطلبا خاصا بقطاع الكهرباء، وقد بذلت فرق العمل بوزارة الكهرباء والطاقة المتجددة والشركات التابعة لها والمحافظات المعنية جهودًا كبيرة، وتم إنهاء أسباب 5625 شكوى عن الشهر وفترات سابقة.

وأضاف الدكتور طارق الرفاعي، في تقريره، أن المنظومة تلقت 4289 شكوى خاصة بقطاع الاتصالات خلال فبراير، حيث تم توجيهها لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالتعاون مع الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، وقامت الوزارة والجهات التابعة لها بإنهاء 4576 شكوى وطلبا واردا خلال الشهر وفترات سابقة.

وحول القطاع المالي والمصرفي، أكد "الرفاعي" حرص وزارة المالية على تطوير خدماتها المقدمة للمواطنين وكسب المزيد من ثقتهم، حيث تلقت وتعاملت الوزارة مع 671 شكوى وطلبا خلال الشهر وقامت وزارة المالية والمصالح التابعة بالتعامل مع تلك الشكاوى بالدراسة والفحص وإزالة أسبابها، والرد على 857 شكوى وطلبا واردة خلال الشهر وفترات سابقة.

واستمرارا لحرص البنك المركزي المصري على معالجة أسباب شكاوى عملاء القطاع المصرفي المسجلة على المنظومة؛ قام البنك بالإشراف على دراسة وفحص ومعالجة أسباب 3357 شكوى وطلبا خلال فبراير الماضي، ترتبط بتعاملات المواطنين المصرفية وبعض التحويلات المالية بالبنوك وفروعها المختلفة، وتم حسم وتقويض أسباب 3012 شكوى وطلبا وبلاغا خلال الشهر وفترات سابقة؛ من خلال اتخاذ الإجراءات المناسبة وفقًا لطبيعة الشكاوى والبلاغات.

وبشأن قطاع البترول، قامت وزارة البترول والثروة المعدنية وشركاتها التابعة بالتعامل مع نحو 2921 شكوى وبلاغا من خلال منظومة الشكاوى الحكومية خلال فبراير المنقضي، وقد قامت الشركات التابعة للوزارة بالاستجابة لشكاوى وطلبات المواطنين والرد على 2562 شكوى وبلاغا واردا خلال الشهر، وعدد 2213 شكوى عن فترات سابقة.

كما تعاملت وزارة الموارد المائية والري مع 1056 شكوى وبلاغا وطلبا حول موضوعات مختلفة تتعلق بتطهير مجاري مائية تخدم آلاف الأفدنة الزراعية، أو نقص المياه وتأخر وصولها للزراعات. وفى إطار إنفاذ القانون وحماية الممتلكات العامة والخاصة وإزالة التعديات والمخالفات؛ تمكنت أجهزة الوزارة المختصة بالتنسيق مع الجهات الأمنية في التصدي لكافة الأعمال الوارد بشأنها شكاوى واستغاثات، حيث تم اتخاذ الإجراءات القانونية حيال 151 مخالفة نتيجة التعدي على المجاري المائية بصورٍ متعددة.

وبالنسبة لعدد من القطاعات الأخرى، تلقت وتعاملت وزارة النقل مع 692 شكوى وطلبا وبلاغا من مواطنين مستفيدين من خدمات الوزارة. وقد قامت الوزارة بدراسة والاستجابة وإزالة أسباب 500 شكوى وبلاغ منها بالإضافة إلى إزالة أسباب 245 شكوى وطلبا عن فترات سابقة.

 كما تعاملت وزارة العدل مع 495 شكوى من خلال المنظومة خلال شهر فبراير، وقد قامت القطاعات المختلفة بفحص الشكاوى واتخاذ الإجراءات اللازمة، وتوجيه المصالح التابعة بضرورة الالتزام بالضوابط والتوجيهات الصادرة لتنظيم العمل. وتم التعامل الجاد مع شكاوى وطلبات المواطنين وحسمها.

واستقبلت وزارة قطاع الأعمال العام 567 شكوى وطلبا خلال فبراير، وتم حسم 401 شكوى وطلب منها، تركزت في شكاوى بعض العاملين بالشركات التابعة للوزارة.

وفي قطاع البيئة، تلقت ورصدت المنظومة 4031 شكوى واستغاثة على مدار الشهر، ومنها شكاوى تتعلق بتراكمات القمامة والمخلفات، وغيرهما، حيث قامت الجهات المختصة بالتعامل مع هذه الشكاوى والاستغاثات وفقًا للقواعد والضوابط المتبعة، لإنهاء وإزالة أسبابها.

مقالات مشابهة

  • سلطة الطاقة: الحكومة ستتحمل 58% من زيادة أسعار التعرفة الجديدة للكهرباء
  • الحكومة ترد على استثناء الموظفين بالجمعيات الأهلية من بعض امتيازات قانون العمل
  • وزير العمل: الحكومة تعمل على توفير فرص عمل جديدة للشباب
  • برلمانية: إجراءات الحكومة لمواجهة التهريب تعيد الانضباط للجمارك
  • الحكومة تتجاوب مع شكاوى الكهرباء والاتصالات والقطاع المصرفي
  • الشيخة فاطمة توجه تحية اعتزاز وفخر للمرأة في الإمارات والعالم
  • بمبادرة من الشيخة موزا.. إطلاق حملة كسوة العيد لصالح غزة
  • الشيخة فاطمة: تحية اعتزاز وفخر للمرأة في الإمارات والعالم
  • أهالي حماة يشيعون شهداء الأمن العام الذين ارتقوا يوم أمس
  • بعد قرار الحكومة.. إجراءات جديدة لشغل وظيفة معلم مساعد بالأزهر