الكب يعكس شباب ديانا حداد والجمهور يغازلها
تاريخ النشر: 12th, August 2024 GMT
تفاعل متابعو النجمة اللبنانية ديانا حداد مع أحدث إطلالتها وجاءت أبرز التعليقات مؤيده لها، رصدنا أبرزها: "التألق له ناسه والبرنسيسة ديانا حداد اساسه.. الله اكبر عليكي متألقة دائما يارب الله يحفظك ويسعدك ويوفقك، الجمال والرقي والاناقه اجتمعوا فيكي ياأجمل نساء الكون، نجمة العرب من يومك يابرنسيسه".
وتألقت ديانا حداد خلال ظهورها الأخير عبر الإنستجرام، بإطلالة ساحرة، حيث ارتدت فستان طويل مجسم من أعلى وفضفاض من أسفل، ينتمي لقصة الكب، صمم من قماش ناعم بكشكش رفيع من اعلى باللون الأصفر، لتشبه زهرة مشرقة بالبهجة والفرح في بستان الزهور ووسط جمهورها خلال أحيائها حلفتها الغنائية.
أما من الناحية الجمالية، اختارت تسريحة شعر جذابة على طريقة الويفي الواسع ووضعت مكياجًا جذابًا مرتكزًا على الألوان البرونزية مع تحديد عينيها بالكحل والماسكرا السوداء ولون النود في الشفاه.
دلالة اللون الأصفر على الأنسان
يعد اللون الأصفر من أشد الألوان فرحا لأنه منير للغاية ومبهج. هذا اللون يمثل قمة التوهج والإشراق ويعد أكثر الألوان إضاءة ونورانية، لأنه لون الشمس ومصدر الضوء واهبة الحرارة والحياة والنشاط والسرور.
كما أن استخدمه المصريون القدماء رمزا لآلهة الشمس وللوقاية من المرض.
ديانا حداد
ديانا حداد (1 أكتوبر 1976 -)، مغنية لبنانية تحمل أيضًا الجنسية الإماراتية ومقيمة في الإمارات العربية المتحدة، وواحدة من أشهر مطربي موسيقى البوب في العالم العربي ولازالت كذلك منذ منتصف التسعينيات وحتى اليوم. كان ألبومها الأول ساكن (1996) أحد أكثر الألبومات مبيعًا في عام 1996 إذ حصل على شهادة البلاتين من قبل شركة الخيول للتسجيلات، كما قدمت حداد الألبوم بأسلوبها الموسيقي البدوي للجمهور.
بدأت شهرتها الحقيقية في أواخر عام 1997 عندما أصدرت ألبومها الثالث (أمانيه) مصحوبًا بأغنية منفردة تحمل نفس العنوان. خلال هذا الوقت، شكلت ديانا حداد فريقًا ناجحًا مع زوجها الإماراتي السابق سهيل العبدول الذي أخرج جميع مقاطع الفيديو الموسيقية الخاصة بها حتى عام 2005 عندما قررت العمل مع مخرجين جدد. كما بدأت ديانا في الأداء بلهجات أخرى غير اللبنانية والبدوية في ألبومها الرابع يامايا (1998) والذي تضمن أغانٍ باللهجات الخليجية والعراقية والمصرية. شهدت مسيرتها الفنية تقلبات عديدة، لكنها تمكنت عمومًا من إنتاج أغنيات فردية لا تُنسى. من أشهر أغانيها: (ساكن)، (أمانيه)، (ماني ماني)، (ماس ولولي)، (يا عيبو)، و (لا فييستا)، (إلى هنا).
السيرة
السنوات الأولى
ولدت ديانا في قرية صغيرة في جنوب لبنان اسمها بصاليم، والدتها منى مسلمة ووالدها جوزيف مسيحي ماروني من قرية مغدوشة، التي غنت عنها أغنية بعنوان «مغدوشة» في ألبومها جرح الحبيب الذي طرح في 2000. ديانا هي المولودة الثالثة في عائلتها ما بين خمسة إخوة: لوليتا، داني، فادي، سمير. تركت ديانا وطنها بعد اندلاع الحرب فيها لتترعرع في بلدها الثاني الكويت التي ترعرعت فيها ودرست هناك مراحل عمرها في مدرسة الفحيحيل الوطنية لقبها أهلها باسم «حسن صبي» أي مشاكسة باللهجة اللبنانية من الطريف أنها كانت تحب الشوكولا في صغرها لدرجة أن جدها كان يخبأها ولكنها تعرف أين خبأها فتأكلها. ظهرت الموهبة الفنية لدى ديانا حداد فجأة في عمر مبكر (ثمان سنوات) حيث كانت في ذلك الوقت تغني بالحفلات الوطنية عام 1988 وذلك مع بداية حرب الخليج التي وصلت الكويت وبذلك اضطرت ديانا وعائلتها العودة إلى وطنها لبنان بعد قضائها أربعة عشر عاماً من عمرها بالكويت. بعد أن أنهت ديانا دراستها وذلك بتعلمها لبرمجة الحاسب الآلي بسنة 1992 بدأت رحلة الفن.
الحياة الفنية
شاركت ديانا حداد في برنامج الهواة استديو الفن قدمت ديانا أول أغانيها الخاصة في البرنامج هي «طير اليمامة» التي سجلتها في أول ألبوماتها «ساكن» يقول مطلعها: دخلك ياطير اليمامة وصل لولفي سلامي إلو على غيابو إلو إلو أدي ششتقت إلو شو صارت سودة أيامي، عن فئة الأغنية الشعبية تصدرت ديانا المركز الأول على مستوى الجنوب والمركز الرابع على مستوى لبنان.
قدمت ديانا حداد العديد من الألبومات الفنية حيث كونت أرشيف وعدد من الأغان الخاصة وألبومات الحفلات وغير ذلك، بدأت ديانا مشوارها في اوخر عام 1995 مع ألبومها الأول ساكن الذي قيل أنه بيع منه ما يقارب من مائتا ألف نسخة وصورت منه ثلاث فيديو كليب، في وقت كان متقارب الذي طرحت به ديانا ساكن أحيت حفلا عظيما في شتورا بلبنان سجلت الخيول الشركة المنتجة لأغاني ديانا الحفل وطرحته بالأسواق باسم عنيدة وهي أغنية كانت جديدة حين ذاك حيث أنها لم تطرحها في ساكن فتفاعل الجمهور معها وطرحت ديانا الأغنية بعد ذلك في ألبومها الثاني أهل العشق عام 1997 وهو الألبوم الذي حقق نجاح ونستطيع القول أنه " ثبت نجاح ديانا الذي حققته ديانا في «ساكن» فصورت ديانا منه كليبين، في الربع الأخير من نفس العام أطلقت ديانا ألبومها الثالث أمانيه الذي حقق أعلى الإرادات مع وجود العديد من الألبومات الناجحة وقتها باع ملايين النسخ حول العالم وهي الأغنية التي انتشرت عالمياً وليس عربياً فقط ونظراً لنجاحه التقت ديانا بسلفستر ستالون الذي أعجب بغنائها وخاصة أمانيه
صورت ديانا من الألبوم أغنيتان وكانت على وشك تصوير الثالثة «غلطتي» نظراً لطلب الجمهور المتكرر لها طرحت ديانا في أواخر 1998 ألبومها يامايا الذي تزامن مع وفاة والدتها منى مما أدى إلى توثقف ديانا عن إحياء الحفلات إلا أن ديانا كانت قد صورت أغنيتان قبل وفاة أمها وقد تصدرت هاتين الأغنيتين سباقات الأغاني واقتحمت سوق الكاسيت بشكل مفاجئ مع هذا فإن ديانا لم تسوق الألبوم بشكل صحيح، في نفس العام بموسم الصيف طرحت ديانا جديدها مبكراً حتى تثبت نفسها من جديد بعنوان شاطر «وهي الأغنية التي تصدرت سوق الكاسيت بالعالم العربي وصورت هذه الأغنية في جبل علي بالقرب من مدينة دبي وقد عانى فريق العمل من درجة الحرارة التي فاقت 45 درجة، وصورت ديانا ثلاث أغان لتعوض غيابها عن الساحة الفنية ثم تلا هذا الألبوم ألبوم عام 2000 جرح الحبيب الذي صورت منه ديانا أغنيتان، نذكر أنها قدمت في هذا الألبوم أغنية» مغدوشة «وهي اسم الضيعة التي ولدت فيها ديانا حداد، وفي صيف 2001 ألبوم أخبار الحلوة الذي حقق مبيعات رائعة ورواج كبير في محيط العالم العربي ونخص بالذكر أغنية» اللي في بالي «الأغنية الوحيدة التي صورتها ديانا من هذا الألبوم التي تميز كليب أغنيتها بالطابع القديم، أعلنت ديانا في نفس العام عن بدأها في تسجيل ألبوم كامل باللهجة الخليجية فكانت المفاجأة بشهر» يونيو «لسنة 2002 مع أن الألبوم لا يضم الا اللهجة الخليجية إلا أنه كان منوعاً حيث شمل جميع اللهجات التي تستخدم بالخليج مما أنجح الألبوم
وحصدت ديانا تعبها بأن حصلت على جائزة» الأسد الذهبي «قدمها لها وزير الإعلام المصري عن أغنية لو يسألوني وحصل زوجها» سهيل «أيضاً على جائزة عن كليب الأغنية، انتظر الجمهور في العام الذي تلا ألبوم لو يسألوني ألبومها العربي المنوع ولكن دون جدوى فبعد سلسلة من التأجيلات فقد الجمهور أملهم في طرح هذا الألبوم، أخيراً أعلن عن طرح الألبوم بعنوان أول مرة ونظراً للغياب الطويل فقد صورت ديانا أربع أغان ألبومها الأخير كان بعنوان ديانا 2006 وهو رائعة حقا ً عالمية حيث غنت في ديو رائع مع الشاب خالد بأغنية كان عنوانها» ماس ولولي «التي صورت كليب وصدرت على شكل سنغل قبل أن تصدر في هذا الألبوم الذي طال انتظاره من قبل معجبي ديانا حداد، وأخيراً طرحت ديانا ألبومها الجديد الخليجي في أواخر عام 2008والذي حمل عنوان من ديانا إلى..... وقد نجح بشكل جميل جداً وقد صورت ديانا حداد منه اغنيتان» شفت اتصالك «ويازعلان»
تم ترشيح ديانا حداد ثلاتة مرات لجائزة الميوزك اوورد عن أعلي مبيعات في الشرق الأوسط عن ألبوم أخبارة حلوة 2001 وأول مرة 2004 وديانا حداد 2006 في اوخر عام 2011 أصدرت ديانا ألبومها بعنوان بنت أصول من إنتاج ديانا الشخصي وتوزيع شركة بلاتينيوم ريكوردز حقق الألبوم مبيعات جيدة صورت ديانا منها كليب واحد لاغنية عراقية بعنوان ودي وحكي وحققت الأغنية نجاح كبير في دول الخليج، طرحت حداد أواخر عام 2014 ألبومها بعنوان يابشر من إنتاج وتوزيع شركة روتانا لم يحقق الالبوم المبيعات المتوقعة وكان النجاح لأغنية يابشر خاصة بعد تصويرها بطريقة الفيديو كليب حيث كانت قصة الكليب تحكي عن مشكلة اجتماعية مهمة وخطيرة وصورت ديانا أغاني عديدة من ألبومها الأخير وكان حصة الأسد للأغاني الخليجية أصدرت حداد أوخر عام 2017 أغنية مصورة بطريقة الفيديو كليب تحمل عنوان إلي هنا حققت الأغنية نجاح كبير لتصبح من أهم الأغنيات التي صدرت خلال السنوات الأخيرة، الأغنية تجاوزت 100 مليون مشاهدة علي موقع اليوتيوب وحققت نسبة استماع كبيرة عبر مختلف التطبيقات الشهيرة. تعتبر ديانا حداد من اوئل الفنانات في الخليج العربي في أحياء حفلات الاعراس للعائلات الكبيرة، تم نسخ مجموعة من أغانيها للغات مختلفة من قبل فنانين أجانب في تركيا وكندا والهند.
رغم العروض الكبيرة والعديدة وافقت أن تكون لأول مرة كوجه إعلاني في عام 2010 لمجموعة أزياء «نعومي» للملابس النسائية عام 2010 شاركت كعضو لجنة تحكيم في برنامج المواهب نجم الخليج مع الفنانين عبد الله الرويشد وفايز السعيد. شاركت عام 2011 كعضو لجنة تحكيم بمهرجان الأغنية العمانية مع الفنان عبدالله الرويشد.
الحياة الخاصة
العائلة والزواج
لديانا حداد خمسة أخوة هم: لوليتا، داني، فادي، سمير وهي المولودة الثالثة أما والدي ديانا فأبوها جوزيف مسيحي ماروني وأمها منى مسلمة توفيت عام 1999م.
تزوجت ديانا من المخرج الإماراتي سهيل العبدول في أواخر عام 1995 وكانت تبلغ من العمر 19 سنة، وأصدرت في نفس العام ألبومها الأول " ساكن الذي أخرجه زوجها وأخرج لها ألبومات عديدة كان آخرها صاحبي من ألبومها "أول مرة" قبل أن ينفصلا.
أنجبت ديانا إبنتين: صوفي (19 يوليو 1996) وميرا (26 نوفمبر 2007). انفصلت عن زوجها سهيل العبدول في عام 2009.
ديانا حدادديانا حدادديانا حدادديانا حدادديانا حدادديانا حداد
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ديانا حداد هذا الألبوم دیانا حداد نفس العام أواخر عام فی أواخر الذی حقق دیانا من دیانا فی أول مرة
إقرأ أيضاً:
جيش لبنان الجنوبي.. يوم أنشأت إسرائيل جيشا عربيا حليفا لها
في عام 1975، اندلعت في لبنان حرب أهلية معقدة استمرت 15 عاما، وقد أسفرت عن مقتل حوالي 120 ألف شخص، وتدمير البنية التحتية، وتشريد مئات الآلاف من اللبنانيين، وفوق ذلك أسهمت في انقسامات داخلية كبيرة، كما فتحت الباب واسعا لتدخل القوى الإقليمية المحيطة مثل سوريا وإسرائيل، فضلا عن الدور الكبير الذي لعبته منظمة التحرير الفلسطينية في تلك الحرب.
والحق أن هذه الحرب نشأت في الأساس بسبب النظام السياسي الطائفي الذي رسخه الفرنسيون إبان احتلالهم لبنان بعد خروج الدولة العثمانية منها ومن بلاد الشام كاملة، عقب الحرب العالمية الأولى.
وقد منح الفرنسيون النخب المارونية المسيحية نفوذا كبيرا داخل الدولة، في حين تم تهميش المسلمين إلى حد كبير -سنة كانوا أم شيعة- رغم الثقل العددي والديمغرافي الكبير لهم، وزاد هذا الثقل مع هجرة أعداد كبيرة من الفلسطينيين عقب إعلان قيام إسرائيل وأحداث النكبة ثم بعد أحداث أيلول الأسود عام 1971 وخروج منظمة التحرير الفلسطينية من الأردن واستقرارها في لبنان.
الحرب الأهلية والدعم الإسرائيلي لحداداندلعت شرارة الحرب يوم 13 أبريل/نيسان 1975، عندما نجا الزعيم الماروني ومؤسس حزب الكتائب بيير الجميل من محاولة اغتيال في منطقة عين الرمانة أسفرت عن مقتل مرافقه، وجاء رد فعل الكتائب سريعا بفتح النار على حافلة مدنية كانت تقل فلسطينيين ولبنانيين في الحي، مما أدى إلى مصرع 27 شخصا.
أشعلت هذه الحادثة سلسلة من الاشتباكات الدموية بين المليشيات المسيحية والفصائل الفلسطينية، التي سرعان ما انضمت إليها مجموعات إسلامية ويسارية محلية.
وقد ظهرت 3 أطراف رئيسية في ذلك الصراع هي:
الجبهة اللبنانية بقيادة كميل شمعون، التي ضمت القوات اللبنانية بزعامة بشير الجميل، وقد تلقت دعما لاحقا من إسرائيل. والحركة الوطنية اللبنانية بقيادة كمال جنبلاط، التي تحالفت مع منظمة التحرير الفلسطينية. ومنظمة التحرير الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات، التي دعمتها الفصائل اليسارية وبعض القوى الشيعية.وسرعان ما ازدادت تعقيدات الصراع مع تدخل قوى إقليمية ودولية كبرى، بما في ذلك سوريا وإسرائيل.
ومع تصاعد القتال وازدياد لهيبه، تغيرت التحالفات بشكل مستمر، وتحول لبنان إلى ساحة نزاع دولي، حيث تداخلت مصالح الحرب الباردة مع الأجندات الإقليمية، وهي اللحظة التي استغلتها إسرائيل لإنشاء كيان عسكري متوافق مع أهدافها في جنوب لبنان خاصة وعلى رأسها القضاء على منظمة التحرير الفلسطينية أو إضعافها.
ولهذا السبب، وفي العام التالي على اندلاع الحرب الأهلية 1976، أعلن الضابط في الجيش اللبناني المسيحي الماروني سعد حداد والذي كان مسؤولا في منطقة البقاع عن إنشاء ما يسمى بـ"جيش لبنان الحر" الذي سيصبح فيما بعد "جيش لبنان الجنوبي".
سعد حداد ومليشيات مسيحية من جنوب لبنان (غيتي)كان هذا الجيش الجديد برعاية إسرائيلية بصورة كاملة، وبالتزامن مع ظهوره، اتبعت إسرائيل سياسة أطلقت عليها "الجدار الطيب"، في محاولة منها لاستقطاب سكان الجنوب اللبناني من مختلف الطوائف، الذين كانوا يشعرون بالتهميش من حكومتهم، وكجزء من هذه السياسة قدمت إسرائيل خدمات اجتماعية لسكان المنطقة، وأعطت دعما عسكريا ولوجيستيا لمليشيا سعد حداد.
كانت هذه الخطوات مقدمة لدخول الجيش الإسرائيلي بنفسه، وهو ما حدث عام 1978 حين انتظر الإسرائيليون المسوغ الذي جاءهم عبر عملية الفدائية الفلسطينية دلال المغربي ورفاقها.
ففي 11 مارس/آذار 1978 قامت دلال المغربي -ابنة العشرين ربيعا والعضو في حركة فتح- باستهداف القوات الإسرائيلية على الساحل الشمالي لفلسطين المحتلة، وتعرف بأنها واحدة من أبرز العمليات الفلسطينية التي استهدفت إسرائيل مباشرة.
بدأت العملية عندما انطلقت المجموعة المكونة من 11 فدائيا من جنوب لبنان، ونزلوا على الساحل قرب تل أبيب، حيث تمكنوا من السيطرة على حافلة إسرائيلية على الطريق السريع الساحلي، وأثناء تحركهم عبر الطريق، وهاجموا قوات الأمن الإسرائيلي وحاولوا التقدم نحو تل أبيب بهدف الضغط من أجل قضية فلسطين، أسفرت العملية عن سقوط العديد من القتلى واستشهاد دلال والمجموعة المرافقة لها.
إسرائيل أطلقت عملية الليطاني في 14 مارس/آذار 1978 بجيش قوامه أكثر من 25 ألف جندي (غيتي)اتخذت إسرائيل من هذا الهجوم ذريعة لاحتلال جنوب لبنان، وفي 14 مارس/آذار 1978، أطلقت عملية الليطاني بجيش قوامه أكثر من 25 ألف جندي، لتسيطر على المنطقة جنوب نهر الليطاني مستثنية مدينة صور، وكان الهدف المعلن هو إبعاد مقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية عن الحدود الإسرائيلية وتدعيم حليفها المحلي جيش لبنان الجنوبي بقيادة سعد حداد.
استمرت العملية 7 أيام، وخلالها اجتاحت القوات الإسرائيلية حزاما أرضيا بعمق حوالي 10 كيلومترات، ثم وسعت سيطرتها شمالا حتى نهر الليطاني، وتسببت في نزوح نحو 285 ألف لبناني، وسقوط ما بين 1100 و2000 ضحية معظمهم من المدنيين اللبنانيين، الأمر الذي اضطر منظمة التحرير الفلسطينية إلى الانسحاب إلى شمال نهر الليطاني، ورغم ذلك واصلت هجماتها على القوات الإسرائيلية.
وفي المقابل، كان رد الفعل الدولي سريعا، إذ أصدر مجلس الأمن قراريه رقم 425 و426 اللذين طالبا بانسحاب القوات الإسرائيلية من لبنان، وعلى إثر ذلك، أنشئت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان المعروفة باسم (اليونيفيل) لتطبيق هذه القرارات وإعادة الاستقرار إلى جنوب لبنان، ووصلت هذه القوة بالفعل إلى لبنان في 23 مارس/آذار 1978 واتخذت من منطقة الناقورة مقرا لها.
ولكن رغم انسحاب القوات الإسرائيلية لاحقا في العام ذاته، فإنها تركت مواقعها تحت سيطرة جيش لبنان الجنوبي بقيادة سعد حداد الموالي لها، وقد استمر هذا الجيش في تنفيذ هجمات على قوات اليونيفيل.
خلال هذه الفترة سعى حداد إلى عزل قرى الجنوب عن بقية لبنان، بل وأجبر سكان المناطق المحتلة على توجيه نظرهم نحو الجنوب أي نحو إسرائيل، مما أسهم في تعزيز سيطرة الاحتلال وإضعاف ارتباط الجنوب بالحكومة المركزية اللبنانية.
سعد حداد أسهم بدور كبير في دعم إسرائيل في حربها على لبنان في عام 1982 (غيتي) سياسة حداد في الجنوب اللبنانياعتمد سعد حداد في بداية تأسيسه للجيش على قوة محلية مكونة من رجال مسلحين من عدة قرى أغلبهم من المسيحيين، وبدأ بتلقي الدعم المالي والعسكري من إسرائيل بشكل مباشر، حيث ساعدته على تأسيس جيش قوي نسبيا قادر على التحكم بالمناطق التي سيطر عليها جنوبا.
وبصورة فعلية تمكن جيش لبنان الجنوبي بقيادة حداد من فرض سيطرته على منطقة شاسعة شملت مناطق تمتد من حدود "بوابة فاطمة" إلى وادي الليطاني، كما أقام حداد تحالفات مع قادة محليين في الجنوب وعمل على ضمان تزويد منطقته بالخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء، مما أكسبه شعبية محدودة في بعض الأوساط.
وراح حداد إلى أبعد من ذلك حين أعلن عن "دولة لبنان الحر" في عام 1979 ككيان شبه مستقل، ورفع شعار الدفاع عن لبنان الحر من التهديدات الفلسطينية واليسارية، معترفا بأنه يعتبر إسرائيل حليفة في هذا المشروع.
الأمر الذي اعتبره كثير من اللبنانيين بمثابة الخيانة العظمى، لأنها أضفت طابعا واضحا على تحالف حداد مع إسرائيل ضد المقاومة الفلسطينية والجيش السوري الذي كان قد تدخل هو الآخر في مسار الحرب الأهلية في لبنان.
في تلك الأثناء قام رئيس الوزراء اللبناني سليم الحص بفصل سعد حداد من الجيش، ووصفه بالخائن والانعزالي، وأمر بإيقاف الرواتب التي كانت تدفع إلى مجموعته.
ورغم ذلك أصبح جيش لبنان الجنوبي في عهد حداد قوة رئيسية على الأرض في مناطق الجنوب، حيث استمر في تنفيذ عمليات موجهة ضد الفصائل الفلسطينية وقوات المقاومة، وضد كل من يعارض التحالف مع إسرائيل، وشملت إستراتيجياته العسكرية فرض حصار على بعض القرى، وشن هجمات ضد مواقع الفصائل المسلحة.
ولم يكن دوره محصورا في العمليات العسكرية، بل كان له دور أيضا في تقديم الخدمات التي غابت بفعل تردي الأوضاع العامة في لبنان نتيجة الحرب الأهلية، وانسحاب الإدارة الحكومية المركزية من الجنوب، فوفرت إسرائيل لجيش حداد الدعم اللوجستي والطبي، وبسبب هذا الدعم تمكن من إنشاء شبكة من الخدمات في المناطق التي كان يسيطر عليها، مما جعل جيش لبنان الجنوبي جهة إدارية شبه مستقلة داخل الجنوب اللبناني.
وقد أسهم سعد حداد بدور كبير في دعم إسرائيل في حربها على لبنان في عام 1982، بل رصدت بعض التقارير عدة ممارسات عنف واستهدافات للمدنيين الموالين للفصائل الفلسطينية أو ممن رفضوا التعاون مع إسرائيل، مما أدى إلى زيادة كراهية السكان لهذه القوة.
بل واستنادا إلى تقرير مرئي فرنسي صور مع عدد من شهود العيان في 19 سبتمبر/أيلول 1982، فإن سعد حداد كان من جملة المتورطين مع قواته في أحداث صبرا وشاتيلا بعد مشاهدة الأهالي لهم مع القوات الإسرائيلية وحزب الكتائب اللبنانية حيث قاموا بهذه المجزرة في حق أبناء المخيم.
أخيرا توفي الرائد سعد حداد في 14 يناير/كانون الثاني 1984 بعد صراع طويل مع السرطان عن عمر ناهز 47 عاما، وقد وصفه رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك إسحاق شامير بأن "حداد وطني لبناني عظيم وصديق مخلص لإسرائيل".
أنطوان لحد ومرحلة الفشل والهروبوقد انتقلت قيادة جيش لبنان الجنوبي إلى العميد أنطوان لحد، الذي كان قد خدم سابقا في الجيش اللبناني ووافق على مواصلة مشروع حداد بالتحالف مع إسرائيل، وكان قد تقاعد من الجيش الرسمي قبل عام لينضم إلى جيش لبنان الجنوبي بعد أن أبدى استعداده للتعاون العسكري الوثيق مع إسرائيل، بل اعتبر لحد أن جيش لبنان الجنوبي يمكن أن يكون حصنا منيعا ضد الفصائل المسلحة التي كانت تعتبر عدوا لإسرائيل.
لكن لماذا اختارت إسرائيل أنطوان لحد بصورة خاصة لتولي هذه المهمة؟ ذلك ما نفهمه من خلال سيرته الذاتية، فقد التحق بين عامي 1972 و1973 بالكلية العسكرية التابعة للجيش الفرنسي وهنالك تعرف على زميله الإسرائيلي اللواء مناحم عينان الذي شغل لاحقا منصب رئيس شعبة التخطيط في الجيش الإسرائيلي من 1983 إلى 1986، ثم أصبح رئيسا لقسم "التكنولوجيا والإمدادات".
وفي عام 1984 وبعد فشله في المنافسة على منصب رئيس أركان الجيش اللبناني تواصل معه عملاء الاستخبارات الإسرائيلية وعلى رأسهم صديقه القديم مناحم عينان وعرضوا عليه قيادة جيش لبنان الجنوبي خلفا للرائد سعد حداد، مما أسهم في قبول العرض لتولي هذا الدور الذي استمر لسنوات وأثر على منطقة الجنوب اللبناني.
أنطوان لحد يقدم سيجارة للجنرال غابي أشكنازي القائد العسكري لشمال إسرائيل (الفرنسية-أرشيف)لقد أضفى أنطوان لحد مزيدا من التنظيم والاحترافية على هذا الجيش، إذ تابع تسلم الإمدادات والتدريب المتقدم من القوات الإسرائيلية، واستحدث مراكز تدريب متطورة لأفراد الجيش، مما أتاح للجيش الوصول إلى مستوى أكثر تطورا مقارنة بفترة قيادة حداد.
كما حاول لحد توسيع قاعدة الجيش الشعبية عبر تقديم بعض المزايا لأبناء القرى التي كانت تدعمه، مثل تأمين فرص العمل وبعض الخدمات الصحية والتعليمية التي كانت تحتاجها المنطقة.
شهدت حقبة أنطوان لحد تصعيدا في المواجهات العسكرية مع المقاومة اللبنانية التي كانت تقودها آنذاك حركة أمل، ثم حزب الله في وقت لاحق، إذ أمست المنطقة الجنوبية مسرحا لهجمات ضد مواقع الجيش الإسرائيلي وجيش لبنان الجنوبي.
وسرعان ما تمكنت المقاومة اللبنانية من تطوير عملياتها وشن هجمات نوعية، مما أدى إلى تزايد الضغوط على جيش لحد، وبحلول منتصف التسعينيات كانت المقاومة اللبنانية بقيادة حزب الله قد حققت سلسلة من الانتصارات الجزئية في ميدان المعارك مما جعل جيش لحد في موقع الدفاع بعد أن كان في موقع المبادرة.
ورغم محاولات لحد توسيع نطاق نفوذه وإفشال المقاومة اللبنانية، فإن تزايد الضغط العسكري والسياسي على الجيش الإسرائيلي قد أجبره على تقليص دعم جيش لبنان الجنوبي.
وبحلول أواخر التسعينيات من القرن الماضي، زادت عزلة هذا الجيش حيث باتت المناطق التي يسيطر عليها محاصرة عمليا بسبب العمليات المستمرة والناجحة لحزب الله.
أنطوان لحد في قاعدة تدريب المجيدية لجيش لبنان الجنوبي (الفرنسية-أرشيف)وخلال هذه السنوات العديدة تعرض جيش لبنان الجنوبي بقيادة لحد لخسائر فادحة، فقد قتل 660 جنديا، وأصيب 250 بجروح، بالإضافة إلى مقتل 200 مدني من سكان المنطقة، ورغم التفاهمات التي تمت بعد عملية عناقيد الغضب الإسرائيلية في 1996 التي أعطت حزب الله الشرعية للقيام بعمليات مقاومة في المنطقة، كانت تلك الفترة محفوفة بالتحديات النفسية والدعائية، حيث اعتبر أنطوان لحد في مذكراته فيما بعد أن حزب الله حقق "نجاحا نفسيا ودعائيا" عبر مقاومته المستمرة، وفوق ذلك لم تخل هذه الفترة من الملاحقات القانونية حيث تمت محاكمة لحد في 1996 بتهمة التعاون مع العدو، وحكم عليه بالإعدام في بيروت.
وبحلول عام 2000، اتخذت إسرائيل قرارا بسحب قواتها من جنوب لبنان وذلك بعد 22 عاما من الاحتلال المباشر وتوفير الدعم المطلق لجيش لبنان الجنوبي، وجاء القرار نتيجة الضغوط الداخلية في إسرائيل، بالإضافة إلى النجاحات المتزايدة للمقاومة اللبنانية، التي جعلت الوجود الإسرائيلي في الجنوب اللبناني مكلفا للغاية في الأموال والرجال.
وحينما انسحبت إسرائيل انهار جيش لبنان الجنوبي بسرعة، حيث اضطر العديد من أفراده إلى النجاة بحياتهم خوفا من انتقام المقاومة اللبنانية وأهالي الجنوب الذين اعتبروا هذا الجيش خائنا ومتواطئا مع العدو الذي احتل بلادهم لأكثر من عقدين.
جنود إسرائيليون يرافقون أنطوان لحد في مستشفى بحيفا (الفرنسية-أرشيف)أما فيما يتعلق بقائد هذا الجيش أنطوان لحد فقد هرب هو الآخر إلى إسرائيل مع عدد من كبار ضباطه، حيث عاش جزءا من حياته هناك بعد أن سقط المشروع الذي كان قد بدأه سلفه حداد.
وفي عام 2004 أصدر لحد مذكراته بعنوان "في عين العاصفة، 50 عاما في خدمة وطني" باللغة العبرية الذي أصدرته دار نشر "يديعوت أحرونوت"، وفيها عبر عن غضبه الشديد من انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان، لأن ذلك أدى كما يقول إلى "اجتثاث جيش لبنان الجنوبي من أرضه بصورة مذلة، وما يعزيني هو أن كثيرين من الإسرائيليين الذين يصادفونني في الشارع يعربون عن خيبة أملهم في تصرف حكومتهم هذا".
عقب ذلك هاجر لحد إلى باريس حيث استقر مقامه بها، وفي العاشر من سبتمبر/أيلول 2015 توفي بأزمة قلبية عن عمر ناهز 88 عاما، قضى نصفها في خدمة إسرائيل، كزعيم لجيش عربي أخلص للقضية الصهيونية، ويبدو اليوم أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى لإحياء مثل هذا المشروع أو ما يشبهه في الجنوب اللبناني من جديد.