الخارجية الصينية: علاقات طويلة الأمد مع الجمهورية الإيرانية
تاريخ النشر: 12th, August 2024 GMT
قال وزير خارجية الصين "فانغ يي" : ان الجمهورية الاسلامية الايرانية من الدول الاساسية ذات التاثير اقليميا، وتجمعها علاقات شراكة ستراتيجية شاملة مع الصين؛ مؤكدا بان الاخيرة لطالما نظرت الى هذه العلاقات من منطلق ستراتيجي طويل الامد.
واضاف وزير الخارجية الصيني، في اتصال هاتفي اليوم الاثنين مع القائم بأعمال الخارجية الايرانية "علي باقري كني" : ان بكين ترغب في التعاون مع الحكومة الايرانية الجديدة وذلك تعزيزا للاواصر الثنائية وبما يضمن مصالح البلدين.
وتابع : ان الصين تعمل بشكل جاد على توسيع التعاون الشامل مع ايران، بما في ذلك الدفع بخطة التعاون الستراتيجي بين البلدين.
جريمة استهداف "مدرسة التابعين"
وعلى صعيد اخر، تطرق فانغ يي الى جريمة استهداف "مدرسة التابعين" التي اقترفها الكيان الصهيوني فجر السبت، ما اسفر عن استشهاد مئة نازح فلسطيني وجرح العشرات؛ واصفا هذه المجزرة بانها صادمة، كما دعا بلدان العالم الى تظافر الجهود من اجل تشكيل "دولة فلسطينية مستقلة".
وفيما طالب المحافل الدولية ببذل الجهود لوقف الاقتتال وتهيئة الارضية المناسبة لوقف النار بغزة، اشاد الوزير الصيني بـ "الجهود المشروعة" للجمهورية الاسلامية الايرانية في الدفاع عن سيادتها وامنها وكرامتها؛ منوها برغبة بلاده في ان تكون على اتصال وثيق مع ايران لحفظ السلام والاستقرار الاقليميين.
الى ذلك، اكد باقري كني على توسيع وتعزيز العلاقات الستراتيجية بين ايران والصين، وبما يصب في تنفيذ كامل بنود "خطة التعاون الستراتيجي الشامل على مدى 25 عاما" بين طهران وبكين، فضلا عن استمرار المشاورات الثنائية حول قضايا المنطقة.
وفي اشارة الى مجزرة الكيان الصهيوني بمدرسة التابعين وسط غزة، ثمّن وزير الخارجية بالانابة، مواقف الحكومة الصينية في ادانة هذه الجريمة، وقال : ان الممارسات الاجرامية والارهابية التي يقدم عليها الكيان الصهيوني الغاصب، بما في ذلك الهجوم على اليمن وبيروت وخاصة عدوانه المتمثل في جريمة الاغتيال بطهران، ادت لتوسيع نطاق الحرب والتوتر الى خارج الاراضي المحتلة، وبالتالي انتهاك الاستقرار والامن الاقليميين والدوليين.
العدوان الصهيونيواضاف باقري كني، خلال مباحثاته الهاتفية مع وزير خارجية الصين : ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تمتلك الحق الذات والمشروع في الدفاع عن وحدة اراضيها وسيادتها امام العدوان الصهيوني.
وفي هذا السياق، لفت القائمة بأعمال الخارجية الى ضرورة التماسك ومواصلة التعاون والمشاورات الثنائية بين طهران وبكين، واستنكار ومواجهة الاجراءات العدوانية والاجرامية من جانب الكيان الصهيوني.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الخارجية الصينية الجمهورية الإيرانية القائم بأعمال الخارجية الايرانية بكين الکیان الصهیونی
إقرأ أيضاً:
عدوانُ الكيان الصهيوني على لبنان
د. فؤاد عبدالوهَّـاب الشامي
كانت الحربُ على لبنان لا بُـدَّ أن تحدُثَ، ولكنها كانت في حُكم المؤجَّلة، وكل طرف كان يستعدُّ لها، وما حدث في غزةَ خلالَ (طُـوفَان الأقصى) خلط الأوراقَ وأرغم الكيان الصهيوني على دخول الحرب قبل أن يستعدَّ لها بشكل كامل، وكان هدف الكيان الصهيوني من حربه على لبنان هو القضاء على قدرات حزب الله الممثِّلِ الرئيس للمقاومة الإسلامية في جنوب لبنان، ولكن على مراحل، وفي هذه المرحلة من الحرب يطمحُ الكيان الصهيوني إلى دفع المقاومة الإسلامية إلى خلف نهر الليطاني، خَاصَّةً بعد عملية تفجير (البيجرات) وأجهزة المنادَاة ثم قتل العديد من قادة الحزب وعلى رأسهم أمينه العام السيد حسن نصر الله، ولكن المفاجأة التي تلقاها العدوُّ خلال هذه المرحلة هي صمودُ المقاومة على أرض المعركة ومنعُها جيشَ العدوّ من التوغل داخل جنوب لبنان، وكذلك كمية الصواريخ والمسيَّرات التي تنطلقُ يوميًّا نحو الأراضي المحتلّة؛ مَا دفع العدوَّ إلى أن يلجأ إلى التدمير الممنهج لمنازل المواطنين وللمؤسّسات الخدمية في الجنوب وفي الضاحية الجنوبية؛ بهَدفِ الضغط على بيئة المقاومة حتى تقدم تنازلات.
ويراهن الكيان الصهيوني على المجتمع الدولي وعلى المعارضة اللبنانية لتحقيق أهدافه التي فشل في تحقيقها من خلال الحرب؛ ولذلك بدَأَ المجتمعُ الدولي -وخَاصَّة أمريكا وفرنسا- بتقديم المبادرات لإنهاء الحرب بما يتلاءمُ مع أهداف العدوّ وبشروط مجحفة في حق المقاومة وفي حق لبنان؛ مما دفع الحكومة َاللبنانية ورئيسَ مجلس النواب إلى رفض تلك المبادرات والاكتفاء بالموافقة على تطبيق القرار الدولي رقم 1701 من قبل الطرفَينِ، وكان العدوّ يعتبر تحَرُّكُ المجتمع الدولي جزءًا رئيسًا من خُطَّةِ الهجوم العسكري على لبنان، وفي البداية رفع المجتمعُ الدولي سقفَ التفاوض؛ باعتبَار أن المقاومةَ في طريقها إلى الانهيار، وعندما لم يتم ذلك بدَأ بالتنازل عن بعض الشروط، وأهمُّ شرط يركِّزُ عليه العدوُّ هو فرض انسحاب المقاومة إلى جنوب نهر الليطاني، على أن يعملَ في المستقبل على تجريدها من السلاح، وإبقاء لبنانَ من دون درع واقٍ.
وكانت المقاومةُ تعي مخطّطاتِ العدوّ الصهيوني من خلال تحَرّكات المجتمع الدولي، وتعلم أن ما سيمنعُ العدوَّ من تحقيق أهدافه هو الصمودُ في الميدان، والعملُ على إيلامه، من خلال القصف اليومي للمناطق المحتلّة، والعمل مع جبهة الإسناد؛ لإرباك العدوّ وإجباره على وقف عدوانِه في لبنان وفي غزة.