العائدون من فاغنر.. كيف تستقبلهم روسيا؟

سلط تقرير لمجلة "نيوزويك" الأمريكية الضوء على الانقسامات داخل المجتمع الروسي بشأن الحرب في أوكرانيا، وذلك على خلفية سلسلة من الهجمات الوحشية على قدامى المحاربين الروس العائدين من الخطوط الأمامية، حيث قُتل عدد من مرتزقة مجموعة فاغنر العائدين من أوكرانيا على أرضهم، بمن فيهم شخص رجم حتى الموت، وفقاً لتقارير وسائل الإعلام المحلية.

بعض المرتزقة يكافحون لتأمين المزايا والمعاشات التقاعدية لعائلاتهم

وتراجعت سمعة قوات يفغيني بريغوجين،  التي كان ينظر إليها ذات يوم على أنها نبض نجاحات روسيا في ساحة المعركة، منذ التمرد الذي لم يدم طويلاً في يونيو (حزيران)، حيث اشتكت عائلات الجنود من أن الحكومة تتراجع عن المزايا الموعودة ومدفوعات المعاشات التقاعدية لأعضاء جماعة المرتزقة السابقين. انقسامات في الداخل الروسي وتسلط الهجمات العنيفة والمميتة على الجنود السابقين الذين عادوا إلى ديارهم طواعية بعد أن زعم أن الجماعة حلت، أو أعيدوا بعد إصابتهم، الضوء على الانقسامات المتزايدة داخل روسيا مع استمرار الصراع، مما أثر سلباً على المجتمع والاقتصاد الروسي.
وبحسب التقرير، فقد تعرض جنديان سابقان، أحدهما مرتزق فاغنر والآخر مجند سابق، للاعتداء من قبل مجموعة من الشباب في منطقة زابيكالي الروسية، في غرب سيبيريا، في 5 أغسطس (آب) الجاري.
ووفقاً لتقارير وسائل الإعلام المحلية، عاد جنود "العملية العسكرية الخاصة" للرئيس الروسي فلاديمير بوتين من الجبهة في وقت سابق من هذا الصيف بعد إصابتهم، حيث فقد كلاهما ساقاً في الصراع وتعرضوا للهجوم بعد مشادة في مقهى مع شبان محليين، الذين وصفوا الجنود "بالقتلة".
المشاعر المناهضة للحرب في روسيا هي الأكثر انتشارا بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 24، وفقاً لاستطلاعات الرأي في يونيو (حزيران) من شركة علم الاجتماع الميدانية الروسية. تشويه سمعة الجيش

ومنذ ذلك الحين ألقي القبض على مشتبه به واحد على الأقل ووجهت إليه تهمة "تشويه سمعة" الجيش الروسي، وفقاً لصحيفة "نوفايا غازيتا أوروبا" الروسية، في حين أطلق مسؤولو الدولة الروسية تحقيقاً في ضباط الشرطة في زابيكالي بتهمة عدم فتح تحقيق جنائي في هذه المسألة.
قبل أيام فقط، قتل محارب قديم آخر في الحرب بين روسيا وأوكرانيا في مدينة تشيليابينسك على يد "عامل مهاجر "، وصف الرجل العسكري السابق بأنه معتد، ودفعه إلى الأرض. الجندي، انطون تشاشكين، ضرب رأسه على الدرجات عندما سقط وتوفي لاحقاً في مستشفى محلي، بحسب وكالة URA.ru.

Russian Mercenary Killed Wagner Comrades for Refusing to Join Couphttps://t.co/F4F2k70mhA

— Newsweek (@Newsweek) July 19, 2023

كما قتل اثنان آخران من قدامى المحاربين، أحدهما كان من فاغنر سابقاً، بالحجارة حتى الموت على يد أربعة مواطنين محليين في منطقة كراسنودار في روسيا، بالقرب من قرية ديديركوي، حسبما أفاد منفذ كوبان 24 المحلي وقناة تسارغراد التلفزيونية الحكومية يوم الإثنين. تم اكتشاف جثثهم التي لا حياة لها على ضفة النهر في 5 أغسطس (آب).
وفي حين لم يتم الكشف عن سبب رسمي للهجوم، تشير تقارير وسائل الإعلام المحلية نقلاً عن محادثات في "تليغرام" الإقليمية إلى أن الثنائي اعتبر "خطيراً للغاية" وانخرط في الابتزاز بعد عودته من الخطوط الأمامية.

تفكيك فاغنر

تأتي هذه الحوادث في أعقاب سلسلة من التقارير حول قيام مرتزقة فاغنر السابقين بمضايقة المدنيين الروس ومهاجمتهم وقتلهم حيث يتم إطلاق سراح المئات منهم في روسيا بعد نزع سلاح وتفكيك شركة بريغوجين العسكرية الخاصة.
تم تفكيك المجموعة شبه العسكرية بهدوء ولكن بشكل منهجي منذ محاولة الانقلاب الفاشلة لبريغوجين، حيث ورد أن بعضها طرد إلى بيلاروسيا وانضم آخرون إلى القوات العسكرية الروسية الرئيسية. 
حصل الباقون على الضوء الأخضر من قبل فلاديمير بوتين للعودة إلى الحياة المدنية في روسيا، لكن العديد منهم لم يحصلوا على "ترحيب البطل" من الدولة الروسية ومواطنيها الذين ربما كانوا يعتمدون عليهم.
وبينما يبدو أن بريغوجين نفسه قد نجا سالما إلى حد كبير ولا يزال يتمتع بحرية الحركة، كما يتضح من ظهوره مؤخرا في قمة سانت بطرسبرغ الأفريقية، يفقد رجاله بثبات الامتيازات التي كانت تمنح لهم في السابق.
تشير التقارير في الأسابيع الأخيرة إلى أن بعض المرتزقة السابقين على الأقل يكافحون من أجل تأمين المزايا والمعاشات التقاعدية لعائلاتهم، على الرغم من ادعاء بريغوجين بأن أكثر من 100 مليون دولار نقدا وأصول تم اكتشافها خلال المداهمات على ممتلكاته تم تخصيصها لموظفيه السابقين.
واشتكت العديد من زوجات وأرامل أعضاء سابقين في الحركة الشعبية العسكرية من أن الرواتب إما تأخرت أو حجبت عنهم، بما في ذلك ما يسمى بـ "مدفوعات النعش" المخصصة لأقارب أولئك الذين قتلوا في أوكرانيا.

المصدر: موقع 24