كل ما تحتاج لمعرفته عن السجن العائم للمهاجرين بيبي ستوكهولم (صور)
تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT
مع استعداد بريطانيا لإسكان 500 شخص من طالبي اللجوء، على متن بارجة عائمة في البحر، تحتوي على غرف سكنية ومرافق، وتحمل اسم "بيبي ستوكهولهم"، تثار تساؤلات حول هذا المجمع المحمول بحرا، وتاريخه، في ظل وصفه من قبل حقوقيين بـ"السجن العائم".
ورغم أن البارجة صنعت لأغراض توفير المأوى للعمال في آبار النفط والغاز والمحطات العائمة في البحر، ليكونوا قريبين منها، إلا أن لها تاريخا ومحطات مع المهاجرين في عدة دول.
ويتوقع أن يشكل 50 شخصا أول مجموعة من المهاجرين، على متن البارجة الراسية في بورتلاند، جنوب إنكلترا، رغم اعتراض السكان.
وتأتي الخطط الجديدة في ظل تفكير حكومة ريشي سوناك بإحياء نقل طالبي اللجوء الذين فشلت طلباتهم إلى جزيرة اسنشين فيما قالت الحكومة البريطانية، إن من سيمكثون في "بيبي ستوكهولم"، سيتحركون بحرية، وسيكون بمقدروهم الذهاب إلى بورتلاند.
ونستعرض في هذا التقرير، تفاصيل كاملة عن تاريخ البارجة والحوادث المأساوية التي وقعت على متنها.
متى صنعت ومن يملكها؟
يعود تاريخ صناعة البارجة إلى العام 1976، وقامت بصناعتها شركة "نيذرلاند سكيبسبو"، الهولندية ومقرها أمستردام، كمنصة إقامة عائمة للعمال في البحار، ووفقا للتصنيف البحري، تأتي في خانة "فندق عائم" وتحمل علم "باربادوس" على ظهرها.
لكن المالك للبارجة هي شركة "بيبي لاين" ومقرها ليفربول ببريطانيا، وهي المشغل لها، وكان تحمل اسمين سابقا هما "فلوتال ستوكهولم" و"داينو 1"، وبقيت تحمل الاسمين حتى العام 1995، لكنه تغير منذ العام 1996 إلى "بيبي ستوكهولهم" وفقا لموقع مراقبة السفن العالمية "باليستيك شيبينغ".
وللشركة المالكة والمشغلة للبارجة، تاريخ في هذا قطاع النقل والخدمات البحرية، والتي أسست عام 1807، على يد جون بيبي، في ليفربول، وتسلم العمل بعد مقتله عام 1840 اثنين من أبنائه، هما جيمس وجون.
وفي وقت مبكر، ارتبط اسم الشركة، بعمليات نقل البضائع بين أوروبا وأمريكا الجنوبية، وحمل المواد المنتجة في المزارع التي تستخدم العبيد، وتقوم بمعاملات وتتعامل ضمن الاقتصادات القائمة على الرقيق بحسب وثائق متحف ليفربول.
ومطلع القرن العشرين، عملت سفن الشركة، كمستشفيات ووسائل نقل بحرية بريطانية خلال الحرب العالمية الأولى، ويضم مجلس إدارة الشركة عضوين مباشرين من العائلة، هما السير مايكل جيمس بيبي وشقيقه الأصغر جيفري بيبي.
ما الذي تحويه البارجة؟
بحسب التفاصيل التي نشرتها الشركة المالكة، فإن "بيبي ستوكهولم"، عبارة عن بارجة عائمة بلا محرك، تقوم سفن جر الناقلات بسحبها وتحريكها.
وتتألف البارجة من 3 طوابق، تحتوي على 222 غرفة، من المقرر أن تستوعب عددا إجماليا يصل إلى 506 أشخاص، وهي عبارة عن غرف نوم بها حمامات داخلية، فضلا عن مجموعة مرافق، مثل غرف جلوس وترفيه، وغرف لاستخدام الإنترنت والحواسيب بشكل عام، ومرافق للياقة البدنية.
وتقول الشركة إنها صممت الغرف من أجل راحة العمال، وتحتوي كل غرفة على شاشة تلفزيون وسريرين، بالإضافة إلى نوافذ كافة غرف النوم.
أما البارجة من الخارج، فهي بطول 93.44 مترا، وعرض 27.43 مترا، وبعمق 6.1 أمتار بالماء، في حين حمولتها الصافية تبلغ 3197 طنا، أما الحمولة الإجمالية فتبلغ 10659 طنا بحسب مخطط بيانات البارجة.
تاريخ مع المهاجرين
ورغم عمل البارجة لسنوات في خدمة العمال في البحار، إلا أنها سرعان ما تحولت إلى مقر احتجاز للمشردين وطالبي اللجوء، ممن يواجهون تعقيدات ورفضا من الدول التي يلجأون إليها.
ولجأت السلطات الألمانية، في العام 1994 للاستعانة بالبارجة، التي كانت سكنا عائما لعمال النفط في هامبورغ، لإيواء طالبي اللجوء والمشردين في الشوارع، بصورة اضطرارية بحسب صحيفة تاز الألمانية آنذاك.
وسمح حينها بإيواء 52 شخصا من المشردين واللاجئين في هامبورغ، بسبب موجة البرد الشديد، وضمن حملة لحماية 500 شخص يقيمون في الشوارع، لكن السلطات، استبعدت عددا من الأشخاص من على متنها، بسبب عمليات تحقيق في الجريمة والهوية.
وفي عام 2005، تحدثت منظمة "ستيت ووتش" الحقوقية البريطانية، في تقرير لها، عن لجوء السلطات الهولندية إلى استخدام بارجتين عائمتين هما "بيبي ستوكهولم"، و"رينو" لاحتجاز طالبي اللجوء.
وقال التقرير إن صحفيا تنكر بصفة حارس أمن سري، تمكن من الاطلاع على الوضع داخل البارجة "بيبي ستوكهولم"، وكانت الرعاية الصحية متدنية، والحراس يعاملون المهاجرين بصورة سيئة، وهو ما فجر احتجاجات على متنها.
وكشفت منظمات حقوقية هولندية، عن إجراءات أمنية غير مسبوقة، أحطيت بالبارجة، التي كان يودع طالبو اللجوء على متنها، وإحاطة مجسمها بشبك حديدي مرتفع، فضلا عن إحاطة الرصيف الذي ترسو عليه ببوابات حديدية، وأسلاك شائكة تمتد حتى الماء، لمنع أي محاولة من الخروج من المكان إلى روتردام، وكانت تبدو أشبه بقفص حديدي بالكامل كما ظهر في منشور لـ"مركز الإعلام الحر" الحقوقي بهولندا عام 2007.
واستمر احتجاز طالبي اللجوء على متن البارجة في روتردام في هولندا، حتى العام 2008، حين قررت الحكومة وقف استخدامها، ونقلهم إلى مركز احتجاز في زيست، بالقرب من مدينة أوتريخت.
مقر للموت
وشهدت البارجة وفاة طالب لجوء جزائري، على متن "بيبي ستوكهولم"، بسبب سوء الرعاية والإهمال الطبي، في شباط/فبراير عام 2008، ويدعى رشيد عبد السلام، حين كانت ترسو حينها في ميناء روتردام بهولندا.
وذكرت منظمة "بوزيتيف أكشن إن هاوسنغ" أن رفاق عبد السلام، أبلغوا الحراس بتدهور حالته الصحية، لكنهم منحوه دواء للإنفلونزا، لكن مع تدهور حالته، تجاهل الحراس نداءات رفاقه المحتجزين معه على متن البارجة، لنقله إلى المستشفى، وبعد ساعتين فتح الحراس باب غرفته، وكان فارق الحياة، بسبب قصور في القلب.
ولم يكشف عن وفاته، إلا أن بعد حين، حين تمكن رفاق له من التواصل مع نواب أثاروا القضية في البرلمان الدنماركي.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات بريطانيا اللجوء المهاجرين احتجاز بريطانيا احتجاز لجوء مهاجرين سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة بیبی ستوکهولم طالبی اللجوء على متنها على متن
إقرأ أيضاً:
شرطة دبي: مركز الشرطة الذكي العائم يقدم خدماته بنهاية 2026
أعلنت شرطة دبي عن تفاصيل مشروعها الاستراتيجية الرائدة، “مركز الشرطة الذكي العائم” الذي أطلقه صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” أخيراً ضمن مجموعة من المشاريع الإستراتيجية للقيادة العامة لشرطة دبي، بقيمة 2 مليار درهم.
وقال المقدم فيصل التميمي مدير إدارة الأصول والمرافق في القيادة العامة لشرطة دبي إن المركز يكون جاهزاً بحلول نهاية عام 2026، لتقديم خدمات متكاملة قائمة على أحدث التقنيات والمعايير العالمية.
ويعتبر المركز الأول من نوعه على مستوى منطقة الشرق الأوسط، ويتيح لأفراد المجتمع من سكان الجزر أو مرتادي البحر من الاستفادة من أرقى الخدمات الشرطية الذكية المبتكرة، بما يحقق تطلعات القيادة الرشيدة في إسعاد المجتمع وتمكين المتعاملين من الحصول على الخدمات بسهولة ويسر، ويتماشى مع مبادرة دبي المدينة الأذكى والأسعد عالميا.
ويواكب المركز توجهات شرطة دبي في العمل على توفير كافة خدماتها الذكية في مختلف أرجاء دبي، وخاصة جزر العالم، ويوفر باقة متعددة من 27 خدمة رئيسة في مجال الخدمات الجنائية والمرورية وغيرها، إلى جانب 33 خدمة فرعية، يقدمها بـ 6 لغات مختلفة.
ويوفر المركز العديد من الخدمات الذكية، من أبرزها فتح بلاغ جنائي وتسليم مواد تم العثور عليها وجميع طلبات الشهادات والتصاريح.
ويعتبر مشروع “SPS” العائم من المشاريع المبتكرة والرائدة والمنسجمة مع التوجهات الحكومية والتطورات العالمية في مجال التكنولوجيا ولا سيما التحول الذكي في تقديم الخدمات وتقليل عدد المراجعين في مراكز الخدمة وتسخير تقنيات الذكاء الاصطناعي والروبوتات في تطوير العمليات.
وأضاف المقدم فيصل التميمي أن بناء مركز شرطة ذكي عائم يعد نموذجا رائعا ، نظرا لما يقدمه من وسائل وسبل الراحة والأمان لمجتمع الواجهة البحرية إن الرؤية لحماية الحياة تحت الماء تتجسد عبر بناء هذه المراكز التي تسهم بشكل كبير في تعزيز مفهوم الاستدامة.
وأشار إلى أن هذا النوع من المراكز الشرطية الذكية يمثل النسخة الرابعة من المراكز التي تعكف شرطة دبي على إنشائها على مستوى الإمارة لتقديم خدمات ذكية للمتعاملين، وذلك بعد النسخة الأولى المتمثلة في مركز الشرطة الذكي “SPS” والنسخة الثانية عبر مركز الـ”Drive thru” والنسخة الثالثة من خلال مركز الشرطة الذكي “walk in” والنسخة الرابعة “مركز الشرطة الذكي العائم”، حيث تهدف جميعها إلى تقديم خدمات تسهم في تعزيز وتقوية الشعور بالأمن والأمان لمختلف أفراد المجتمع، ورفع جودة الحياة والمساهمة في جعل مدينة دبي الأذكى والأسعد عالميا.
وأوضح أن المركز العائم سوف يراعي في تصميمه الحديث والعصري، طبيعة القوارب أو اليخوت، بما يسرع ويسهل من عملية الوصول والصعود والنزول.