صدام حسين ومصر الحلوة
تاريخ النشر: 12th, August 2024 GMT
بقلم: دانيال حنفي
القاهرة (زمان التركية)ــ بعيدًا عن السياسة، كان الزعيم العراقي الراحل صدام حسين خلوقًا محبًا شهمًا. ولم يخجل الزعيم الراحل صدام حسين من ترديد حكاية طريفة على لسانه وفى جلساته الخاصة وكلما كان حسن المزاج، لتدب روح من المرح في الحضور وترتفع معنوياتهم وتغادر أنظارهم المكان الى مصر، وإلى أهل مصر، وإلى شوارعها، وإلى شعبها المضياف الطيب العشرة، وإلى شبابه وأحلامه وأيامه الحلوة في مصر.
فكان الزعيم الراحل يروي كيف أنه عندما كان طالبًا يدرس بالجامعة في مصر كان يحب التردد على أحد المطاعم المصرية التي تقدم إطباقًا من الاستيك اللذيذ الطعم الشهي الرائحة. ولما كان الرئيس صدام حسين -في ذلك الوقت- طالبًا لا يعمل، فقد كان ينتظر ما ترسله إليه أسرته من معونة مالية لبتعيش عليها حتى تنفذ ويعاود الانتظار من جديد حتى يأتي فرج الله على يد أسرته الطيبة.
وكلما نفذت المعونة المالية في يدي صدام أوعز إلى أحد العاملين في المطعم المفضل لديه أن يستأذن صاحب المطعم في إبقاء الحساب الخاص بحضرة “الأستاذ صدام” إلى وقت لاحق ريثما يتلقى صدام الرسالة المالية من أسرته، ولم يمانع صاحب المطعم ولم يحتج على التماس بسيط من شاب عربي محترم. ومرت السنوات والأستاذ صدام يتردد على مطعمه المفضل حتى أنهى صدام دراسته الجامعية وعاد الى العراق.
واندمج الرئيس صدام -رحمه الله- في الحياة السياسية في العراق وانشغلت به الحياة السياسية في العراق حتى تبوأ منصب نائب رئيس الجمهورية العراقية، وفى لحظة تذكر الرئيس الراحل مطعمه المفضل في مصر وصاحبه الكريم، فأرسل الزعيم الراحل عشرة آلاف دولارًا أمريكيًّا إلى صاحب المطعم المصري، كعرفان لسباق جميله الذى مر عليه خمسة عشر عامًا. وعندما تسلم صاحب المطعم المبلغ الكبير سأل حامل الرسالة قائلًا: وهل وجد الأستاذ صدام عملًا الآن؟ فلم يكن صاحب المطعم يعرف شيئًا عن الزعيم الراحل ولا عن كافة أمور السياسة والمشتغلين بالسياسة.
فوجىء رسول الرئيس صدام بالسؤال وأغرورقت عيناه بالدمع -بسبب رغبته في الضحك- ولكنه تمالك نفسه وطمأن صاحب المطعم إلى أن الأستاذ صدام قد وجد عملًا أخير. وانصرف الرسول إلى حاله في سلام. وعندما نقل الرسول الدمث الخلق ما حدث إلى الرئيس صدام حسين انفجر الرئيس الراحل ضاحكًا ضحكته المجلجلة، وراح يضحك ملء شدقيه ويثني على صاحب المطعم الطيب الذي اهتم بالسؤال عنه حتى بعد مرور خمسة عشرة سنة كاملة ولم يلهه المبلغ الكبير الذي وصله عوضًا عن طبق طعام قدمه يومًا ما إلى ضيف كريم قبل سنوات بعيدة .
المصدر: جريدة زمان التركية
كلمات دلالية: الزعیم الراحل الرئیس صدام صاحب المطعم صدام حسین
إقرأ أيضاً:
نصر عبده: غزة لأهلها ومصر دائمًا لها مواقف ثابتة تجاه القضية الفلسطينية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد الكاتب الصحفي والمحلل السياسي نصر عبده، أن غزة لأهلها، ومصر دائمًا لها مواقف ثابتة تجاه القضية الفلسطينية، لم ولن تتزحزح عنها، وأولها أنه لا تهجير لأي مواطن خارج الأراضي الفلسطينية.
وأضاف «عبده»، خلال لقائه مع الإعلامية أيتن الموجي، في برنامج "مباشر من مصر"، المذاع عبر الفضائية المصرية، أن الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة لاقت ترحيبًا شعبيًا على مستوى الشارع المصري والعربي، حيث وجد أن مصر ثابتة رغم طرح أمريكا للخطة.
وأوضح أن الجميع أجمع على الخطة المصرية، لأنها تعمل على حماية الشعب الفلسطيني الأعزل وتحقيق حل الدولتين الذي تنادي به مصر دائمًا، وتؤكد أنه لا سلام إلا بحل الدولتين، وهناك تأييد مصري وعربي وإسلامي للخطة المصرية لإعادة إعمار غزة.
وعن الوضع في سوريا قال: "نتمنى ألا تصل إلى نفق الحرب الأهلية على خلفية ما يحدث في الساحل السوري وسقوط أكثر من 2000 ضحية، خصوصًا وأن هناك فصائل عدة، ولكل واحدة منها نفوذ في منطقته، وأتمنى ألا تصل سوريا إلى مرحلة الاقتتال الأهلي حتى لا يستفيد الاحتلال الإسرائيلي مما يحدث في سوريا، حيث سيعملون على اتخاذ ذريعة حماية الدروز للدخول والاحتلال".