أكدت المدينة الطبية الجامعية ممثلة بقسم الأشعة والطب النووي بمركز السلطان قابوس المتكامل لعلاج وبحوث أمراض السرطان، نجاح أول دراسة تُجرى في سلطنة عمان لاختبار كفاءة تشخيص الأورام بالاعتماد على تصوير الخلايا الليفية المرتبطة بالسرطان باستخدام جزيء يُدعى (FAPI).

وتتميز التقنية بتوفير تشخيص عالي الدقة لأماكن تواجد الأورام السرطانية، وتقوم على حقن المريض بجزيء FAPI المشع عن طريق الوريد، حيث ينتشر الجزيء في جميع أنحاء الجسم ويستهدف بروتين تنشيط الخلايا الليفية السائد في الخلايا الليفية المرتبطة بالسرطان، ومن ثم يتم إدخال المريض في جهاز  التصوير البوزيتروني المقطعي المحوسب (PET / CT ) حيث يلتقط الجهاز الإشعاع الناتج عن الجزيء FAPI؛ مما يسمح بتحديد مواقع الأورام السرطانية بدقة، بالإضافة إلى ذلك فإن تقنية FAPI PET / CT لها تطبيقات واعدة في تشخيص الأمراض الليفية، مثل تليف القلب والحالات الالتهابية المزمنة.

وحول هذه الدراسة تقول الدكتورة خلود بنت سالم الريامية، رئيس وحدة الطب النووي بمركز السلطان قابوس المتكامل لعلاج وبحوث أمراض السرطان: "أنهينا بنجاح الدراسات الأولى لتقنية التصوير لمثبطات البروتين المنشط للخلايا الليفية (FAPI) باستخدام التصوير البوزيتروني المقطعي المحوسب (PET / CT )، التي أظهرت جودة عالية بدءا من تحضير المواد المشعة إلى دقة التصوير في تحديد أماكن الأورام المختلفة".

وتضيف: "استخدام تقنية  FAPI PET / CT  لتشخيص الأورام يمكن أن يلعب دورا مهما في تشخيص أنواع السرطان التي لا يمكن رؤيتها بوضوح في التصوير الروتيني، إلى جانب توفير رؤية مفصلة وواضحة لبيولوجيا الورم، مما يعزز دقة تشخيص السرطان وتحديد مراحله، ويُسهم في تحسين استراتيجيات العلاج ويفتح الباب لتطبيق العلاجات بالنظائر المشعة في المستقبل وزيادة فرص التعافي".

ويقول الدكتور راشد بن فؤاد السكيتي رئيس قسم الأشعة والطب النووي بالمركز: "نتطلع إلى تقديم هذه الخدمة المتطورة للمرضى في المستقبل القريب، مما سيعزز من قدراتنا ويضمن حصول المرضى على رعاية صحية متكاملة وحديثة محليا، ويقلل من حاجة المرضى للسفر إلى الخارج لإجراء هذا التشخيص المتقدم".

وأشار الدكتور خالد بن سالم البيماني، القائم بتسيير أعمال المركز، أن الدراسة تعكس التزام إدارة المدينة الطبية الجامعية والمركز بتطوير الكفاءات البشرية وتحسين التشخيص لمواكبة أحدث التطورات العالمية في الخدمات الطبية، تحت قيادة تدعم سعينا المستمر للتميز."

وقد بلغ إجمالي المرضى بمركز السلطان قابوس المتكامل لعلاج وبحوث أمراض السرطان 9795 مريضا منذ افتتاحه التجريبي في عام 2021 وبدء تقديم الرعاية الصحية للمرضى المصابين بأمراض السرطان وحتى الآن.

وأشارت الإحصائيات التي أصدرها مركز السلطان قابوس المتكامل لعلاج وبحوث أمراض السرطان إلى أن إجمالي المرضى بلغ عام 2021 نحو 3803 مرضى، وفي عام 2022 بلغ العدد 2768 مريضا، وتضم الأعداد في عامي 2021 و2022 المرضى المنقولين من مستشفى جامعة السلطان قابوس للمركز بالإضافة إلى المرضى المشخصين حديثا، فيما بلغ إجمالي المرضى عام 2023 قرابة 1988 مريضا، ووصل العدد الإجمالي للمرضي خلال العام الجاري 1236 مريضا حتى نهاية يونيو المنصرم.

وأوضحت الإحصائيات إلى قسم الأشعة والطب النووي استقبل 54426 حالة، فيما استقبل قسم العلاج الإشعاعي 22980 حالة، والعيادات الخارجية استقبلت 124803 حالات، بينما استقبلت العيادة النهارية 23001 حالة.

موضحة: أن عدد الحالات المحولة للمركز بلغت 6288 حالة، وبلغ إجمالي المنومين في الأقسام الداخلية 7171 حالة.

وبلغت البحوث والمشاركات العلمية لمركز السلطان قابوس المتكامل لعلاج وبحوث أمراض السرطان خلال الفترة من يناير إلى يوليو 2024م نحو 62 بحثا عمليا منشورا في مجلات دولية محكمة، و11 مشاركة ببحوث علمية في مؤتمرات دولية.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

دراسة: الذكاء الاصطناعي يتفوق على البشر في تحليل بيانات أجهزة مراقبة القلب

أظهرت دراسة كبرى أن الذكاء الاصطناعي أفضل من البشر في تحليل مراقبة إيقاع القلب على المدى الطويل.

وكتب الباحثون في الدراسة المنشورة في دورية "نيتشر ميديسن" أن قلب الإنسان ينبض حتى 120 ألف مرة في اليوم، لذا فإن تحليل مخططات كهربية القلب (رسم القلب) والتي ربما سجلت النبض لأيام أو أسابيع هي عملية تستغرق وقتا طويلا.

وباستخدام تسجيلات من 14 ألفا و606 مرضى وضعوا أجهزة رسم القلب لمدة 14 يوما في المتوسط، راجع الباحثون أولا بيانات سجلها فنيون بشريون باستخدام طرق قياسية.

وأعادوا تحليل البيانات باستخدام خوارزمية ذكاء اصطناعي تعرف باسم "ديب ريذم إيه آي" طورتها شركة ميديكال لوجريذميكس البولندية لهذه المهمة.

ووجد الباحثون أن الفنيين لم يرصدوا عدم انتظام ضربات القلب الشديد في 4.4% من المرضى مقابل 0.3% فقط من المرضى باستخدام الذكاء الاصطناعي.

الدراسة أظهرت أن نموذج الذكاء الاصطناعي كان قادرا على استبعاد عدم انتظام ضربات القلب الشديد بنسبة ثقة 99.9% في تسجيل رسم القلب لمدة 14 يوما.

وقالت ليندا جونسون، كبيرة الباحثين في الدراسة والتي تعمل بجامعة لوند في السويد، في بيان: "نقص الموظفين المدربين على تحليل ما يسمى تخطيط كهربية القلب في أثناء المشي يؤدي إلى مأزق كبير في الرعاية الصحية بجميع أنحاء العالم، وفي الوقت نفسه سيستفيد المرضى إذا أجرينا المزيد من تسجيلات تخطيط كهربية القلب أثناء المشي لفترة أطول، وليس أقصر".

إعلان

وأضافت: "نعتقد أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يحل هذه المشكلة".

مقالات مشابهة

  • مركز أورام طنطا يستضيف خبير عالمي في علاج أمراض السرطان
  • ملتقى فكري بجامعة السلطان قابوس يناقش "أخلاقيات رعاية كبار السن"
  • التعريف بمبادرة «إطلاق» ودورها في تمكين المبتكرين
  • دراسة عمانية تتوصل لتقنية جديدة للكشف المبكر عن سرطان الثدي
  • مناظرة أكاديمية حول موثوقية الذكاء الاصطناعي في التعليم
  • تقنية جديدة لعلاج السرطان عن طريق تجويع الأورام
  • دراسة: الذكاء الاصطناعي يتفوق على البشر في تحليل بيانات أجهزة مراقبة القلب
  • "العز الإسلامي" يواصل تعزيز مهارات الطلاب ضمن المشاركة في "معرض التوظيف" بجامعة السلطان قابوس
  • دراسة حديثة: «الذكاء الاصطناعي» يتفوق على البشر في هذا المجال!
  • دراسة: الذكاء الاصطناعي يتفوق على البشر في تحليل بيانات القلب