نجاح أول دراسة لاختبار كفاءة تشخيص الأورام السرطانية
تاريخ النشر: 12th, August 2024 GMT
أكدت المدينة الطبية الجامعية ممثلة بقسم الأشعة والطب النووي بمركز السلطان قابوس المتكامل لعلاج وبحوث أمراض السرطان، نجاح أول دراسة تُجرى في سلطنة عمان لاختبار كفاءة تشخيص الأورام بالاعتماد على تصوير الخلايا الليفية المرتبطة بالسرطان باستخدام جزيء يُدعى (FAPI).
وتتميز التقنية بتوفير تشخيص عالي الدقة لأماكن تواجد الأورام السرطانية، وتقوم على حقن المريض بجزيء FAPI المشع عن طريق الوريد، حيث ينتشر الجزيء في جميع أنحاء الجسم ويستهدف بروتين تنشيط الخلايا الليفية السائد في الخلايا الليفية المرتبطة بالسرطان، ومن ثم يتم إدخال المريض في جهاز التصوير البوزيتروني المقطعي المحوسب (PET / CT ) حيث يلتقط الجهاز الإشعاع الناتج عن الجزيء FAPI؛ مما يسمح بتحديد مواقع الأورام السرطانية بدقة، بالإضافة إلى ذلك فإن تقنية FAPI PET / CT لها تطبيقات واعدة في تشخيص الأمراض الليفية، مثل تليف القلب والحالات الالتهابية المزمنة.
وحول هذه الدراسة تقول الدكتورة خلود بنت سالم الريامية، رئيس وحدة الطب النووي بمركز السلطان قابوس المتكامل لعلاج وبحوث أمراض السرطان: "أنهينا بنجاح الدراسات الأولى لتقنية التصوير لمثبطات البروتين المنشط للخلايا الليفية (FAPI) باستخدام التصوير البوزيتروني المقطعي المحوسب (PET / CT )، التي أظهرت جودة عالية بدءا من تحضير المواد المشعة إلى دقة التصوير في تحديد أماكن الأورام المختلفة".
وتضيف: "استخدام تقنية FAPI PET / CT لتشخيص الأورام يمكن أن يلعب دورا مهما في تشخيص أنواع السرطان التي لا يمكن رؤيتها بوضوح في التصوير الروتيني، إلى جانب توفير رؤية مفصلة وواضحة لبيولوجيا الورم، مما يعزز دقة تشخيص السرطان وتحديد مراحله، ويُسهم في تحسين استراتيجيات العلاج ويفتح الباب لتطبيق العلاجات بالنظائر المشعة في المستقبل وزيادة فرص التعافي".
ويقول الدكتور راشد بن فؤاد السكيتي رئيس قسم الأشعة والطب النووي بالمركز: "نتطلع إلى تقديم هذه الخدمة المتطورة للمرضى في المستقبل القريب، مما سيعزز من قدراتنا ويضمن حصول المرضى على رعاية صحية متكاملة وحديثة محليا، ويقلل من حاجة المرضى للسفر إلى الخارج لإجراء هذا التشخيص المتقدم".
وأشار الدكتور خالد بن سالم البيماني، القائم بتسيير أعمال المركز، أن الدراسة تعكس التزام إدارة المدينة الطبية الجامعية والمركز بتطوير الكفاءات البشرية وتحسين التشخيص لمواكبة أحدث التطورات العالمية في الخدمات الطبية، تحت قيادة تدعم سعينا المستمر للتميز."
وقد بلغ إجمالي المرضى بمركز السلطان قابوس المتكامل لعلاج وبحوث أمراض السرطان 9795 مريضا منذ افتتاحه التجريبي في عام 2021 وبدء تقديم الرعاية الصحية للمرضى المصابين بأمراض السرطان وحتى الآن.
وأشارت الإحصائيات التي أصدرها مركز السلطان قابوس المتكامل لعلاج وبحوث أمراض السرطان إلى أن إجمالي المرضى بلغ عام 2021 نحو 3803 مرضى، وفي عام 2022 بلغ العدد 2768 مريضا، وتضم الأعداد في عامي 2021 و2022 المرضى المنقولين من مستشفى جامعة السلطان قابوس للمركز بالإضافة إلى المرضى المشخصين حديثا، فيما بلغ إجمالي المرضى عام 2023 قرابة 1988 مريضا، ووصل العدد الإجمالي للمرضي خلال العام الجاري 1236 مريضا حتى نهاية يونيو المنصرم.
وأوضحت الإحصائيات إلى قسم الأشعة والطب النووي استقبل 54426 حالة، فيما استقبل قسم العلاج الإشعاعي 22980 حالة، والعيادات الخارجية استقبلت 124803 حالات، بينما استقبلت العيادة النهارية 23001 حالة.
موضحة: أن عدد الحالات المحولة للمركز بلغت 6288 حالة، وبلغ إجمالي المنومين في الأقسام الداخلية 7171 حالة.
وبلغت البحوث والمشاركات العلمية لمركز السلطان قابوس المتكامل لعلاج وبحوث أمراض السرطان خلال الفترة من يناير إلى يوليو 2024م نحو 62 بحثا عمليا منشورا في مجلات دولية محكمة، و11 مشاركة ببحوث علمية في مؤتمرات دولية.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
أداة ذكاء اصطناعي جديدة تسرّع تشخيص مرض السيلياك المناعي
يظهر بحث جديد أن الذكاء الاصطناعي قد يُحدث ثورة في تشخيص مرض السيلياك، وهو مرض مناعي ذاتي يؤثر على نحو 700 ألف شخص في المملكة المتحدة، حيث يمكن أن يستغرق التشخيص الدقيق عدة سنوات.
كيف يؤثر مرض السيلياك على الجسم؟يحدث مرض السيلياك بسبب تناول الجلوتين، وهو بروتين موجود في القمح والشعير والجاودار، مما يؤدي إلى أعراض مثل، تقلصات المعدة والإسهال، و الطفح الجلدي وفقدان الوزن، و الإرهاق وفقر الدم.
وإذا لم يعالج المرض، فقد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل سوء التغذية وهشاشة العظام والعقم، بالإضافة إلى زيادة خطر الإصابة ببعض السرطانات والأمراض المناعية الأخرى.
دور الذكاء الاصطناعي في تسريع التشخيصحاليًا، يتم تشخيص معظم البالغين عبر اختبار دم يكشف عن الأجسام المضادة للجلوتين، ثم خزعة من الاثني عشر يتم فحصها من قِبل أطباء الأمراض للكشف عن تلف الزغب المعوي المسؤول عن امتصاص العناصر الغذائية.
لكن فريقًا من جامعة كامبريدج طور أداة ذكاء اصطناعي يمكنها تسريع عملية التشخيص وتوفير وقت الأطباء للحالات الأكثر تعقيدًا.
تم تدريب الخوارزمية باستخدام أكثر من 4000 صورة مأخوذة من 5 مستشفيات مختلفة، عبر 5 ماسحات ضوئية من 4 شركات مختلفة.
ووفقًا للدراسة المنشورة في New England Journal of Medicine AI، كان أداء الذكاء الاصطناعي مماثلًا لأداء الأطباء في تشخيص مرض السيلياك، لكنه كان أسرع بكثير.
أوضحت البروفيسورة إليزابيث سويليو، خبيرة علم الأمراض وأحد كبار الباحثين في الدراسة:"يمكن أن يستغرق التشخيص سنوات، ومع الضغوط المتزايدة على الأنظمة الصحية، قد تستمر هذه التأخيرات.
لكن الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على تسريع هذه العملية، مما يتيح للمرضى الحصول على تشخيص أسرع ويقلل الضغط على قوائم الانتظار في هيئة الصحة الوطنية NHS".
من جهته، قال د. فلوريان جاكل، أحد مؤلفي الدراسة، إن تحليل الخزعة يستغرق من 5 إلى 10 دقائق بالنسبة للطبيب، بينما يمكن للذكاء الاصطناعي القيام بذلك فورًا.
وأضاف:"عادةً ما يتم تأجيل اختبارات السيلياك لأنها ليست بنفس خطورة حالات مثل السرطان، مما يؤدي إلى انتظار المرضى أسابيع أو حتى شهور للحصول على نتيجة.
لكن باستخدام الذكاء الاصطناعي، يمكنهم الحصول على التشخيص في أقل من دقيقة بعد فحص العينة، مما يلغي الحاجة إلى قوائم الانتظار تمامًا."
ما الذي تحتاجه المستشفيات لاعتماد الذكاء الاصطناعي؟فيما أشاد د. بيرني كرول، رئيس الكلية الملكية لعلم الأمراض، بالتقنية قائلًا:
"هذه الأداة يمكن أن تحدث تغييرًا جذريًا في تشخيص السيلياك، مما يسرع التشخيص، ويحسن نتائج المرضى، ويقلل فترات الانتظار."
لكنه أشار إلى أن اعتماد الذكاء الاصطناعي بشكل كامل في NHS لا يزال يتطلب استثمارات في الرقمنة الطبية وتحديث أنظمة تكنولوجيا المعلومات، مثل دمج البيانات بين المستشفيات، و تدريب الأطباء على استخدام الذكاء الاصطناعي
هل سيصبح الذكاء الاصطناعي أساس التشخيص الطبي؟تم تمويل الدراسة من قبل Coeliac UK، Innovate UK، مركز كامبريدج لاكتشاف البيانات، والمعهد الوطني للأبحاث الصحية والرعاية.
ومع التقدم المستمر في الذكاء الاصطناعي، يبدو أننا نقترب من مستقبل يمكن فيه تشخيص العديد من الأمراض فورًا، مما قد يُحدث ثورة في الرعاية الصحية العالمية.