ضابط إسرائيلي سابق يدعو لاستثمار فرصة الحرب الشاملة
تاريخ النشر: 12th, August 2024 GMT
دعا ضابط إسرائيلي رفيع لاستغلال ما سماها "الفرصة الإستراتيجية" التي قد لا تتكرر لشن حرب شاملة على إيران وحزب الله، واستعرض الخيارات المتاحة لإسرائيل في ضوء التصعيد الجاري والتعزيزات الأميركية في المنطقة.
وحدد أميت ياغور، وهو نائب سابق لرئيس إحدى وحدات قسم التخطيط في الجيش الإسرائيلي، السياقات والوضع الإستراتيجي لإسرائيل في هذه المرحلة، وسعى للترجيح بين خياراتها المتاحة مسوّقا دعوته للحرب الشاملة.
وأشار ياغور، الذي شغل في السابق منصبا رفيعا أيضا في الاستخبارات البحرية، في مقال نشره بصحيفة معاريف، إلى أن السياق الإستراتيجي العام الذي تقف فيه إسرائيل، حيث خضمّ حرب بين محور يضم إيران ووكلائها وروسيا والصين وسوريا في مواجهة محور الولايات المتحدة وإسرائيل وحلف شمال الأطلسي، مشيرا إلى أن إسرائيل تُعد جبهة واحدة من جبهات الصراع بين المحورين بالإضافة إلى أوكرانيا وبحر الصين، وفق رأيه.
ورأى أن إسرائيل "تشن حرب استنزاف على حركة حماس مع اقترابها من نهاية الحرب بشكلها الحالي، ومن المتوقع أن تنتقل إلى مرحلة القتال والسيطرة الأمنية على الأرض".
وأضاف "من المحتمل ألا يتحقق أي انتصار للجيش الإسرائيلي إلا بحملة على الحكم المدني لحماس في قطاع غزة، بما في ذلك مؤسساتها وكبار ناشطيها، ومطاردة واسعة وعدوانية لرئيس حماس يحيى السنوار"، وفق زعمه.
صفقة لإنهاء الحرب
ورأى ياغور أن مفاوضات التوصل إلى اتفاق تبادل للأسرى بين الاحتلال والمقاومة "ليست صفقة إنسانية لإعادة الرهائن، بل صفقة لصياغة شروط لإنهاء الحرب في شكلها الحالي".
وعن الوضع الذي تقف فيه إيران قال إنها ليست بعيدة من تحقيق القدرة النووية، وفقا لتقارير وزير الخارجية الأميركي والوكالة الدولية للطاقة الذرية. ولذلك فهي، في هذه المرحلة، ليست معنية باندلاع حرب إقليمية قد تؤدي إلى وقف مشروعها أو الإضرار بالعديد من القدرات التي طورتها في الميدان.
كما رأى أن طهران لا تريد حربا قد تلحق الضرر بوكلائها المختلفين في شتى أنحاء الشرق الأوسط، وخاصة حزب الله.
وقال إن حزب الله "تضرر كثيرا من اغتيال فؤاد شكر، كما يتعرض لضغوط داخلية متزايدة من لبنان كدولة بسبب المخاطر المحتملة الكامنة لهجوم إسرائيلي واسع عليه، ولذلك فهو غير مهتم في الوقت الحالي بدخول مواجهة شاملة مع إسرائيل"، وفق الكاتب.
وأكد أن الولايات المتحدة ملتزمة التزاما عميقا بالدفاع عن إسرائيل من خلال الردع والقول والفعل قبل نحو 3 أشهر من انتخابات رئاسية مصيرية، ولكنها لا ترغب بتصعيد إقليمي يتطلب تدخلها الفعلي.
خيارات إسرائيل
ولخص الضابط الإسرائيلي الرفيع الخيارات المتاحة لإسرائيل في مواجهة الوضع الحالي، وإيجابياتها وسلبياتها.
وقال إن خيار إبرام صفقة تبادل الآن ستؤدي إلى نهاية الحرب في الوضع الحالي، وستعيد بعض الأسرى لإسرائيل مع بقاء حماس حاكمة لغزة، مع عدم عودة معظم مستوطني الشمال وغزة إلى مساكنهم، واستمرار إيران في بناء قدراتها النووية، فضلا عن احتفاظ حزب الله بقوته، معتبرا أن ذلك "ليس انتصارا ويتضمن الحفاظ على مصالح محور الدول المعارضة للولايات المتحدة".
أما الخيار الثاني الذي سماه محاولة ردع إيران وحزب الله عن الهجوم عبر هجوم دقيق ومحدد لا يؤدي إلى حرب شاملة فيرى أنه لا يختلف عن الخيار الأول باستثناء استبدال النظام المدني لحماس بدعم من جهاز إقليمي أو دولي، حسب رأيه.
والخيار الثالث، الذي رأى أنه الأنسب لإسرائيل، فقد حدده "باستغلال الوضع لشن هجوم واسع النطاق في لبنان وسوريا وإيران من أجل تشكيل المنطقة للسنوات القادمة".
وختم بالقول "أعتقد أن أمامنا فرصة إستراتيجية، ربما لن تتكرر، لترتيب مختلف للمنطقة لما بعد الحرب في غزة، وسيمكننا ذلك أيضا من إحداث تغيير أساسي في أولوياتنا لسنوات عديدة قادمة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات
إقرأ أيضاً:
فرنسا تشير إلى "فرصة سانحة" لوقف الحرب في لبنان
قال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، اليوم الأربعاء، إن الجهود التي تقودها الولايات المتحدة للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل وميليشيا حزب الله اللبنانية، المدعومة من إيران، أتاحت فرصة للتوصل لوقف دائم لإطلاق النار، ودعا الجانبين إلى قبول الاتفاق المطروح على الطاولة.
وأضاف لراديو "أوروبا 1"، "هناك فرصة متاحة لوقف دائم لإطلاق النار في لبنان تسمح بعودة النازحين، وتضمن السيادة اللبنانية وأمن إسرائيل".
وتابع قائلاً، "أدعو الطرفين اللذين نتواصل معهما بشكل وثيق إلى اغتنام هذه الفرصة".
والخميس الماضي، عرضت الولايات المتحدة على رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني نجيب ميقاتي ورئيس البرلمان نبيه بري خطة من 13 نقطة، تنص على هدنة من 60 يوماً، ونشر الجيش في جنوب لبنان.
وأجرى المبعوث الأمريكي آموس هوكستين زيارة إلى بيروت، أمس الثلاثاء، لمواصلة المباحثات، قائلاً في مؤتمر صحافي، إن الحل لوضع حدّ للحرب بين إسرائيل وحزب الله في لبنان بات "في متناول اليد".
هوكستين يعلن تقدم في مباحثات هدنة لبنان - موقع 24أكد المبعوث الأمريكي إلى لبنان آموس هوكستين، الثلاثاء، في بيروت أنه "تم تقليص" الخلافات بشكل كبير للتوصل إلى هدنة بين تنظيم حزب الله اللبناني وإسرائيل.وفي الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، غداة هجوم حركة حماس غير المسبوق على جنوب إسرائيل، فتح حزب الله جبهة "إسناد" لغزة، وجرت منذ ذلك الحين عمليات تبادل إطلاق نار شبه يومية عبر الحدود.
وبعد عام، كثفت الدولة العبرية اعتباراً من 23 سبتمبر (أيلول) غاراتها على معاقل الحزب في جنوب لبنان وشرقه وضاحية بيروت الجنوبية، وأعلنت في 30 من نفس الشهر بدء عمليات برية "محدودة".
ومنذ بدء تبادل القصف بين حزب الله وإسرائيل، قُتل أكثر من 3516 شخصاً في لبنان، وفق وزارة الصحة اللبنانية، وفي إسرائيل قتل 46 مدنياً و78 عسكرياً وفق بيانات رسمية.