عربي21:
2025-04-07@00:43:18 GMT

بنغلاديش.. أمل يتجدد للشعوب المقهورة

تاريخ النشر: 12th, August 2024 GMT

لم يستغرق خلع الطاغية حسينة واجد أكثر من أسبوعين، حين انتفض طلبة الجامعات بداية شهر حزيران/ يونيو، مطالبين في البداية بفتح ما يعرف بنظام حصص المناصب الحكومية أمام الجميع، بحيث يكون تنافسيا، وليس على أساس التعيينات والمحسوبيات والفساد الذي دأبت عليه الحكومات السابقة، ولكن كابرت حسينة في البداية، كعادة كل الأنظمة الاستبدادية الشمولية الديكتاتورية، ولم تتعظ بما حلّ بسابقيها، ومع إصدار المحكمة قرارا يلبي مطالب المحتجين، كانت كرة ثلج الاحتجاجات والاضطرابات في جمهورية الصمت والاستبداد تكبر، وذلك في بلد يصل عدد سكانه إلى 170 مليون شخص، 32 مليون شاب منهم إما عاطلون عن العمل أو خارج خدمات التعليم.



‏ جاء قتل أكثر من 300 محتج، خلال المظاهرات، بعد أن اتهمتهم حسينة بالإرهاب، ليزيد نار المظاهرات اشتعالا، فرد الطلبة بالدعوة إلى تنحي حسينة، التي استأثرت مع خالدة ضياء بحكم بنغلاديش مدنيا طوال نصف القرن الماضي، على المحتجين أن يكونوا يقظين تجاه مناورات العسكر، لا سيما وهم القوة الوحيدة المنظمة في بنغلاديش، كحال كثير من الدول المحكومة من قبل الاستبدادوهو عمر دولة بنغلاديش القصير، وخلال الـ16 عاما الأخيرة، لم يعرف البنغاليون زعيما إلّا هي، حيث أعيد انتخاباتها في كانون الثاني/ يناير الماضي.

‏تحدّى الطلبة المحتجون حظر التجوال المفروض في بنغلاديش، وتوجهوا صوب القصر، مطالبين بتنحي حسينة، ولم ينسوا في طريقهم تحطيم تماثيل ورموز الاستبداد الممثلة على مدى نصف قرون وهو تمثال والدها مجيب الرحمن، فما كان منها إلّا أن استقلت مروحية عسكرية، ولا يستبعد المراقبون أن يكون الهروب، ضمن صفقة مع الجيش حيث غادرت إلى الهند، التي دعمت والدها يوم انفصلت بنغلاديش عن باكستان عام 1971، وها هي اليوم تعود إليها.

‏قائد الجيش البنغالي وكر الزمان طالب المحتجين بالهدوء وتعهد بتشكيل حكومة مؤقتة، وربما يكون قد هيّأ نفسه ليكون رئيسها، ولذا فعلى المحتجين أن يكونوا يقظين تجاه مناورات العسكر، لا سيما وهم القوة الوحيدة المنظمة في بنغلاديش، كحال كثير من الدول المحكومة من قبل الاستبداد..

لعل ما حدث درس للطغاة والمستبدين في أن هذه الشعوب مهما استكانت وخُيّل للطاغية أنه قد دجّنها ستنتفض يوما عليه، وستكنسه من أرضها، فمن كان يظن يوما أن هذا سيحصل في بنغلاديش؟
الجماعة الإسلامية الباكستانية وجناحها الطلابي "إسلامي جمعية طلبة"، كانت على الدوام محل الاستهداف للأنظمة الاستبدادية الشمولية الديكتاتورية التي تعاقبت على حكم بنغلاديش، وقد عانت الجماعة الإسلامية الباكستانية الكثير بتهمة العلاقة مع باكستان يوم الانفصال، ويومها اتُهمت الجماعة بتشيكل مليشيات البدر والشمس الرافضة للانفصال والداعمة للجيش الباكستاني. اليوم تتحرر بنغلاديش وتتحرر معها الجماعة الإسلامية، ولذلك رأينا الهبّة الشعبية العظيمة التي قام بها الجناح الطلابي التابع للجماعة، والذي تمثل بالتنظيم والحشد والتعبئة، فكان له الدور الأعظم في إسقاط طاغية بنغلاديش، وإسقاط كل الرموز الاستبدادية التي حكمت البلد بالحديد والنار، وشلّت بذلك حياتها، ونهبت مقدراتها.

لعل ما حدث درس للطغاة والمستبدين في أن هذه الشعوب مهما استكانت وخُيّل للطاغية أنه قد دجّنها ستنتفض يوما عليه، وستكنسه من أرضها، فمن كان يظن يوما أن هذا سيحصل في بنغلاديش؟ وهي رسالة لطغاة العرب الذين ظنوا أنهم قضوا على ربيع العرب التحريري؛ أن تسونامي الحرية والتحرر قادم بإذن الله ليجرف كل من يقف في وجهه.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الاستبدادية الاحتجاجات بنغلاديش احتجاجات الشباب الاستبداد بنغلاديش سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة رياضة سياسة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی بنغلادیش

إقرأ أيضاً:

البنك الإسلامي للتنمية يعزز تعاونه مع بنك الجزائر لدعم الصيرفة الإسلامية

اجتمع معالي رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية الدكتور محمد سليمان الجاسر، اليوم، مع معالي محافظ بنك الجزائر الدكتور صلاح الدين طالب، وذلك بمقر البنك المركزي في العاصمة الجزائر.
وتركزت المباحثات التي تأتي في إطار تعزيز الشراكة بين المؤسستين، على تعزيز التعاون الفني ودعم الإطار التنظيمي والإشرافي للبنوك الإسلامية في الجزائر.
وناقش الجانبان إمكانية الاستفادة من خبرة المؤسسة الإسلامية لتأمين الاستثمار وائتمان الصادرات في تخفيف المخاطر المرتبطة بتطوير الصكوك السيادية وشبه السيادية، في ضوء استعداد الجزائر لإصدار أول صكوك سيادية لها خلال النصف الأول من عام 2025، التي تهدف إلى تمويل مشاريع البنية التحتية، والتعليم، والرعاية الصحية، مما يعزز مساعي البلاد نحو تنويع مصادر التمويل ودعم التنمية المستدامة.
وأعرب الدكتور الجاسر عن ارتياحه للتعاون القائم بين البنك الإسلامي للتنمية وبنك الجزائر، مشيدًا بالتقدم الكبير الذي حُقق في هذا المجال، لافتًا النظر إلى أن البنك يواصل تقديم المساعدة الفنية لتعزيز الإطار التنظيمي والإشرافي للصيرفة الإسلامية في الجزائر، بما يواكب أفضل الممارسات الدولية.
وأكد استعداد البنك الإسلامي للتنمية لتقديم مزيد من الدعم الفني للبنك المركزي الجزائري، بهدف تعزيز قدراته في مجالات الصيرفة الإسلامية، والإشراف البنكي، والصكوك، مما يسهم في تطوير القطاع المالي الجزائري وتعزيز دوره في دعم التنمية الاقتصادية.

مقالات مشابهة

  • البنك الإسلامي للتنمية يعزز تعاونه مع بنك الجزائر لدعم الصيرفة الإسلامية
  • مركز الحضارة الإسلامية في أوزبكستان.. صرح ثقافي يعزز التراث والمعرفة
  • «الشؤون الإسلامية» تعزز التعاون مع «الإدارة الدينية لمسلمي روسيا»
  • “البحوث الزراعية” يستقبل وفدا من المنظمة الإسلامية للأمن الغذائي
  • الهند .. احتجاجات واسعة في أكبر المدن ضد قانون تعديل الأوقاف الإسلامية
  • الدرقاش: أردوغان يمارس السياسة بقيمها الإسلامية
  • الشيوخ: الاعتداءات المتكررة على الأقصى تستهدف تغيير الوضع القانوني والتاريخي للمقدسات الإسلامية
  • مطالبين بنصرة غزة عمليا.. آلاف المحتجين قرب السفارة الأميركية في الأردن
  • حقوق الشيوخ: الاعتداءات المتكررة على الأقصى تستهدف تغيير الوضع القانوني والتاريخي للمقدسات الإسلامية
  • البرلمان الهندي يثير الجدل بتمرير مشروع قانون حول الأوقاف الإسلامية