عربي21:
2025-01-31@21:05:43 GMT

بنغلاديش.. أمل يتجدد للشعوب المقهورة

تاريخ النشر: 12th, August 2024 GMT

لم يستغرق خلع الطاغية حسينة واجد أكثر من أسبوعين، حين انتفض طلبة الجامعات بداية شهر حزيران/ يونيو، مطالبين في البداية بفتح ما يعرف بنظام حصص المناصب الحكومية أمام الجميع، بحيث يكون تنافسيا، وليس على أساس التعيينات والمحسوبيات والفساد الذي دأبت عليه الحكومات السابقة، ولكن كابرت حسينة في البداية، كعادة كل الأنظمة الاستبدادية الشمولية الديكتاتورية، ولم تتعظ بما حلّ بسابقيها، ومع إصدار المحكمة قرارا يلبي مطالب المحتجين، كانت كرة ثلج الاحتجاجات والاضطرابات في جمهورية الصمت والاستبداد تكبر، وذلك في بلد يصل عدد سكانه إلى 170 مليون شخص، 32 مليون شاب منهم إما عاطلون عن العمل أو خارج خدمات التعليم.



‏ جاء قتل أكثر من 300 محتج، خلال المظاهرات، بعد أن اتهمتهم حسينة بالإرهاب، ليزيد نار المظاهرات اشتعالا، فرد الطلبة بالدعوة إلى تنحي حسينة، التي استأثرت مع خالدة ضياء بحكم بنغلاديش مدنيا طوال نصف القرن الماضي، على المحتجين أن يكونوا يقظين تجاه مناورات العسكر، لا سيما وهم القوة الوحيدة المنظمة في بنغلاديش، كحال كثير من الدول المحكومة من قبل الاستبدادوهو عمر دولة بنغلاديش القصير، وخلال الـ16 عاما الأخيرة، لم يعرف البنغاليون زعيما إلّا هي، حيث أعيد انتخاباتها في كانون الثاني/ يناير الماضي.

‏تحدّى الطلبة المحتجون حظر التجوال المفروض في بنغلاديش، وتوجهوا صوب القصر، مطالبين بتنحي حسينة، ولم ينسوا في طريقهم تحطيم تماثيل ورموز الاستبداد الممثلة على مدى نصف قرون وهو تمثال والدها مجيب الرحمن، فما كان منها إلّا أن استقلت مروحية عسكرية، ولا يستبعد المراقبون أن يكون الهروب، ضمن صفقة مع الجيش حيث غادرت إلى الهند، التي دعمت والدها يوم انفصلت بنغلاديش عن باكستان عام 1971، وها هي اليوم تعود إليها.

‏قائد الجيش البنغالي وكر الزمان طالب المحتجين بالهدوء وتعهد بتشكيل حكومة مؤقتة، وربما يكون قد هيّأ نفسه ليكون رئيسها، ولذا فعلى المحتجين أن يكونوا يقظين تجاه مناورات العسكر، لا سيما وهم القوة الوحيدة المنظمة في بنغلاديش، كحال كثير من الدول المحكومة من قبل الاستبداد..

لعل ما حدث درس للطغاة والمستبدين في أن هذه الشعوب مهما استكانت وخُيّل للطاغية أنه قد دجّنها ستنتفض يوما عليه، وستكنسه من أرضها، فمن كان يظن يوما أن هذا سيحصل في بنغلاديش؟
الجماعة الإسلامية الباكستانية وجناحها الطلابي "إسلامي جمعية طلبة"، كانت على الدوام محل الاستهداف للأنظمة الاستبدادية الشمولية الديكتاتورية التي تعاقبت على حكم بنغلاديش، وقد عانت الجماعة الإسلامية الباكستانية الكثير بتهمة العلاقة مع باكستان يوم الانفصال، ويومها اتُهمت الجماعة بتشيكل مليشيات البدر والشمس الرافضة للانفصال والداعمة للجيش الباكستاني. اليوم تتحرر بنغلاديش وتتحرر معها الجماعة الإسلامية، ولذلك رأينا الهبّة الشعبية العظيمة التي قام بها الجناح الطلابي التابع للجماعة، والذي تمثل بالتنظيم والحشد والتعبئة، فكان له الدور الأعظم في إسقاط طاغية بنغلاديش، وإسقاط كل الرموز الاستبدادية التي حكمت البلد بالحديد والنار، وشلّت بذلك حياتها، ونهبت مقدراتها.

لعل ما حدث درس للطغاة والمستبدين في أن هذه الشعوب مهما استكانت وخُيّل للطاغية أنه قد دجّنها ستنتفض يوما عليه، وستكنسه من أرضها، فمن كان يظن يوما أن هذا سيحصل في بنغلاديش؟ وهي رسالة لطغاة العرب الذين ظنوا أنهم قضوا على ربيع العرب التحريري؛ أن تسونامي الحرية والتحرر قادم بإذن الله ليجرف كل من يقف في وجهه.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الاستبدادية الاحتجاجات بنغلاديش احتجاجات الشباب الاستبداد بنغلاديش سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة رياضة سياسة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی بنغلادیش

إقرأ أيضاً:

جماعة التبليغ والدعوة

#جماعة_التبليغ_والدعوة

د. #هاشم_غرايبه

تأسست هذه الجماعة عام 1926 في الهند على يد الشيخ (الكاندهولي)، وأغلب نشاطها كان في الباكستان، لكنها سريعا ما انتشرت في الأقطار العربية، تحت مسمى دعوي هو التبليغ والدعوة.
هي تعلن أن مهمتها الخروج في سبيل الله، لتبليغ من لم تبلغه الدعوة الإسلامية، ومحاولة إدخاله للإسلام، وثانيا وعظ المتساهلين من المسلمين إلى الصلاة بوصفها عماد الدين.
لكن هنالك كثير من الشكوك بإنها إحدى الواجهات التي اخترقتها المخابرات البريطانية مبكرا، مثلما اخترقت الحركة الوهابية، وسلمتها لمخابرات الأنظمة العربية المتعاونة معها، لأجل الإبقاء على الوضع الذي حدده اتفاق (سايكس – بيكو) للأمة، ومنع نهضتها وتوحدها في دولة إسلامية من جديد.
وأسطع دليل على ذلك أن جميع وزارات الأوقاف، تمنع أي خطيب من الحديث في المساجد غير المعين من قبلها، فيما تسمح بذلك لهذه الجماعة المتجولة.
جوهر دعوة هذه الجماعة طمس الفكر الجـ.ـهادي، والاستغراق في العبادات الشعائرية الفردية، والى التبتل والنسك والزهد في الدنيا، وفصل الشريعة عن الشؤون العامة (السياسة).
وللتيقن من حقيقة الأمر، لو تتبعنا خطاب هذه الجماعة لوجدناه ليس بعيدا عن الجماعات المثيلة، كالوهابية والصوفية والأحباش وجماعات أخرى بمسميات مختلفة مثل حزب النور المصري، ولوجدناها جميعا تدعي أنها تنتمي الى التيار السلفي، الذي يعتبره الغرب والأنظمة الموالية له يمثل الإسلام المعتدل المقبول لديهم، والذي شعاره: دع الخلق للخالق، اي الاهتمام بالشعائرية والصلاح الفردي، وإهمال الصلاح المجتمعي، بترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والذي لا يمكن تحقيقه إلا بأن يكون النظام السياسي إسلاميا.
هكذا جرى اختطاف السلفية الحقيقية التي تعني التمسك بأصول الدين، وتحويرها لصالح الدفاع عن الأنظمة التي أوكل لها المستعمر سجن الدين في المساجد، ومحاصرة الدعاة الى الحكم بمنهج الله.
فالسلفية الجهادية تدعو الى تحكيم شرع الله، والسلفية العلمية تدعو الى إسلامية الدولة، بل إن مؤسس السلفية (ابن تيمية) ارتكز أساسا على الجهاد، وحرّم عقد معاهدات التحالف مع الأعداء، وأول من رفض إطاعة ولي الأمر المسالم لمن احتل أرضا اسلامية، والمتخاذل عن الجـ.ـهاد.
لذلك فادعاء هذه الجماعات أنها سلفية، ما هو إلا لتمرير جوهر دعوتها المرتكز على العنوان المريب: طاعة ولي الأمر، وينكشف ارتباطهم بالأنظمة ورعاتها، حينما تراهم يتغاضون عن مخالفتها لأوامر كتاب الله الصريحة، بل يبررونها له بحجة أنه رآها في مصلحة الأمة، مع أن المبدأ الشرعي: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
الشيخ الألباني كان ممن فطنوا الى خبث مقاصد جماعة التبليغ، وبيّن المآخذ عليهم، وأهمها نقصان علمهم، فهم يقرؤون من كتب معينه طيلة الوقت، ككتاب رياض الصالحين وحياة الصحابة، ويركزون على الرقائق دون الأحكام الفقهية أو العقيدة أو التوحيد.
مع كثرة هذه الجماعات المنضوية تحت ما يدعونه الإسلام المعتدل، لكن يبدو أن الاختراق الصـ.ـهيوني للأنظمة الحاكمة لديار الإسلام، بلغ من التمكن والتعمق لدرجة حرق المراحل لتوطيد العلمانية، ووصلوا سريعا الى مرحلة التخلص من كل إرث السلفية المعيق.
والحملة التي شنت ضد علماء الوهابية الذين لم يؤيدوا التحولات العلمانية، تبين أن كل جهود المنتمين للوهابية وأخواتها في تقديم الولاء للحاكم على الولاء لأحكام الشرع لم تشفع لهم.
فلو كان الدافع للملتحقين بهذه الجماعات نيل مرضاة الله، لما انزلقوا الى تقديم الفتاوي بتحريم الجـ.ـهاد، ولبقوا متمسكين بمنهج الله ورسوله، ولما قبلوا أيا من مخرجات التعديلات العلمانية.
فما هي مبررات فقهائهم لقبول إقامة معابد لعبدة الأصنام ومعابد المغضوب عليهم والمشركين على أرض الجزيرة!؟.
وأين أولئك المتشددين الذين طالبوا بطمس كل آثار الدعوة الإسلامية الأولى، مثل بيت خديجة ودار الأرقم وغيرها، بدعوى أنهم يحاربون البدع الشركية، لماذا لم نسمع لهم كلمة واحدة في شأن معبد بوذا؟.
وأين الذين كانوا يملؤون الفضائيات بفتاواهم التي تحرم الفنون وكل صنوف الموسيقى والغناء؟، لماذا انعقدت السنتهم ولم ينبسوا ببنت شفه وهم يرون مهرجانات العلا الصاخبة، ويشهدون المغيات العاريات في حفلات افتتاحها؟.
هل حجة تشجيع السياحة من المسوغات الشرعية!؟.
وأخيراً، السؤال الهام: كيف نميز بين السلفي الصادق في إيمانه، والمنافق المدعي السلفية؟.
الصادق هو من يناصر الدعاة الى إقامة الدولة الإسلامية، والمنافق هو من يناصر الحكام في قمعهم لأولئك الدعاة.

مقالات ذات صلة الصمود الأسطوري والعودة للمنازل رغم الركام . . ! 2025/01/29

مقالات مشابهة

  • الصراع على النفوذ يتجدد في حضرموت شرقي اليمن
  • عشرات الآلاف يحتشدون في بنغلاديش بأكبر تجمع للمسلمين بعد الحج
  • جماعة حقوقية في بنغلاديش تتهم الحكومة بالفشل في حماية الأقليات
  • “الهلال” ينفذ حملة مساعدات شتوية لـ 5000 مستفيد في بنغلاديش
  • لا حق للدول في الوجود ولكن الحق للشعوب
  • “الهلال الأحمر الإماراتي” ينفذ حملة مساعدات شتوية لـ 5000 مستفيد في بنغلاديش
  • تدهور الحالة الصحية لبعض المعلمين المحتجين في السليمانية
  • «الهلال الأحمر الإماراتي» يغيث بنغلاديش بحملة مساعدات شتوية
  • "الهلال الأحمر الإماراتي" ينفذ حملة مساعدات شتوية في بنغلاديش
  • جماعة التبليغ والدعوة