بين مياه الصرف الصحي والدخان.. معاناة لا تنتهي في مخيمات غزة
تاريخ النشر: 12th, August 2024 GMT
أم محمد نازحة في الخمسينيات من عمرها تنظف مياه الصرف الصحي التي سالت ليلا من أمام خيمتها المهترئة في أحد مخيمات قطاع غزة، وتقول لا بد أن أقوم بهذا العمل كل صباح حتى لا يتراكم الذباب والحشرات حول خيمتي.
وتضيف بصوت خافت "نحاول البقاء على قيد الحياة وسط هذه الظروف القاسية"، فيما يلعب مجموعة من الأطفال بين برك المياه الآسنة.
وشكا نازحون في فقرة "أصوات من غزة" من اضطرارهم بسبب القصف للفرار مع عوائلهم من منازلهم، وأصبحوا يعيشون في خيمة لا تتجاوز مساحتها بضعة أمتار مربعة "نطبخ هنا، ننام هنا، نقضي حاجتنا هنا، كل شيء في هذه المساحة الضيقة"، تقول أم محمد ذلك وهي تشير إلى ركن الخيمة حيث توجد بعض الأواني المتسخة.
ويملأ الدخان الخيمة كلما حاولت أم محمد طهي وجبة بسيطة مما يتوفر من غذاء لأطفالها، وقالت "نستخدم ما نجده من أخشاب وخرق بالية وأوراق جافة للطهي، فالغاز أصبح حلما بعيد المنال".
وخارج الخيمة تجري مياه الصرف الصحي بين الممرات الضيقة، الروائح الكريهة تملأ الأجواء، والذباب ينتشر في كل مكان "نخشى على أطفالنا من الأمراض"، تقول أم محمد بقلق "لكن أين نذهب؟ هذا هو ملاذنا الوحيد".
ومع حلول الليل تحاول العائلات النازحة النوم وسط الضجيج والازدحام، ولكن الخيم المجاورة على بعد سنتيمترات قليلة، والخصوصية شبه معدومة، تهمس نازحة أخرى "نحلم بيوم نعود فيه إلى بيتنا الذي لم نستدل على مكانه بعد عودتنا إلا من بيوت الجيران".
وتضيف وهي تنظر إلى السماء الملبدة بالغيوم "لكن حتى ذلك الحين سنستمر في الصمود من أجل أطفالنا، من أجل مستقبلهم".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات أم محمد
إقرأ أيضاً:
محافظ الشرقية يعلن إنطلاق فعاليات المبادرة الرئاسية عيون أطفالنا مستقبلنا
استقبل المهندس حازم الأشموني محافظ الشرقية وفداً من المؤسسة العالمية لأندية الليونز والذى ضم الدكتور عرفة قيقه رئيس مبادرة "عيون أطفالنا مستقبلنا"، والدكتور منير كامل عضو مجلس الإدارة بالمؤسسة ، وذلك لإستعراض ومناقشة أهداف و فعاليات مبادرة "عيون أطفالنا مستقبلنا" وخطط تنفيذ مرحلة الكشوفات الطبية والعلاج و النظارات بالمبادرة، في حضور الدكتور أحمد عبد المعطي نائب المحافظ ، واللواء عبد الغفار الديب سكرتير عام المحافظة، والعميد أ.ح رياض الرماح المستشار العسكري للمحافظة، والدكتور هاني جميعة وكيل وزارة الصحة ، ومحمد رمضان وكيل وزارة التربية والتعليم، والأستاذ أحمد حمدي عبد المتجلي وكيل وزارة التضامن الإجتماعي.
أوضح المحافظ أن الشرقية تُعد أولى المحافظات التي تنطلق منها مبادرة "عيون أطفالنا مستقبلنا" وذلك عقب توقيع بروتوكول تعاون بين وزارات (الصحة والسكان ،و التربية والتعليم ، والتنمية المحلية ، والتضامن الإجتماعي ) والجمعية العالمية لأندية الليونز تحت مظلة المبادرة الرئاسية للتنمية البشرية "بـداية جديدة لبناء الإنسان "، لتنفيذ عدد من البرامج والأنشطة والخدمات المتنوعة التي تستهدف جميع الفئات العمرية على مستوى محافظات الجمهورية.
وأضاف محافظ الشرقية أن مرحلة الفحص الأولى للأبصار تمت يوم أمس بنجاح وفى وقت قياسى، لافتاً إلى أن مرحلة الكشف الطبي والعلاج وتوزيع النظارات الطبية والتدخلات الجراحية ، من المقرر أن تبدأ فور انتهاء أجازة عيد الفطر المبارك وقبل بدء امتحانات آخر العام الدراسى الحالى.
كما أثنى المحافظ على المبادرة كونها تأتي في إطار إهتمام الدولة بالإرتقاء بالخدمات الطبية المقدمة لأبنائنا الطلاب، مشيراً إلى أن المبادرة تهدف إلى فحص و علاج أكثر من 650 ألف طالب بالمدارس من الصف الأول إلى السادس الابتدائي بمختلف مراكز ومدن المحافظة.
وخلال اللقاء أوضح الدكتور هاني جميعه وكيل وزارة الصحة أن الفرق الطبية بالمديرية والمشاركة في فعاليات المبادرة الرئاسية انتهت من فحص 645,078 طالب، وذلك حتى يوم الثلاثاء 18 مارس ، بنسبة تخطت الـ 98% من عدد التلاميذ المستهدف ، كما تم تحديد مشاكل ابصار لدى 46,815 تلميذ، سيتم الكشف الطبى عليهم بالمدارس المركزية.
بينما أشار محمد رمضان وكيل وزارة التربية والتعليم إلى أن الهدف من المبادرة هو توفير بيئة تعليمية وصحية جيدة للطلاب ، بما يضمن لهم التركيز على دراستهم وتحقيق أفضل النتائج، إذ يُعتبر البصر عند الأطفال هو بوابتهم لإستكشاف العالم وتعلم المهارات الأساسية، والحفاظ على صحة عيونهم يُساهم في تطورهم العقلي والإجتماعي، والذي ينعكس مباشرة على مستقبلهم.
وأوضح الدكتور عرفة قيقه رئيس مبادرة "عيون أطفالنا مستقبلنا" أن إجراء الفحوصات والكشوفات الطبية المتخصصة التى ستبدء عقب إجازة العيد مباشرة، سوف تتم عن طريق فريق طبي محترف مزود بأحدث الأجهزة الطبية داخل مدارس مركزية سيتم تحويلها إلى مستشفيات ميدانية ، لتستقبل كل مدرسة مركزية التلاميذ المحددين من 30-40 مدرسة محيطة بها ، وسيتم توزيع المستلزمات العلاجية اللازمة للحالات المرضية وتجهيز وتسليم النظارات الطبية المجانية للطلاب المستحقين في مدارسهم.
كما سيتم تحويل الحالات التي تحتاج إلى تدخلات طبية متقدمة و جراحية إلى مستشفيات متخصصة، وذلك بالتعاون بين المؤسسة العالمية لأندية الليونز ومديريتي التربية والتعليم والصحة بمحافظة الشرقية.
وأضاف أن المبادرة تهدف إلى فحص و علاج ٧ مليون طالب في المدارس الإبتدائية في الريف المصري خلال ٣ سنوات ، بحلول عام ٢٠٢٧ مشيراً إلى أنه تم تنفيذ المبادرة في محافظتي المنوفية والغربية في العامين الدراسيين السابق والحالي، حيث تم تقديم كافة الفحوصات الطبية المتخصصة والعلاج والنظارات وإجراء العمليات الجراحية.
وبيّن الدكتور منير كامل أن مبادرة "عيون أطفالنا مستقبلنا" المعروفة عالمياً بأسم "سايت فور كدز" بدأت عالميًا منذ ٢٣ عامًا كجزء من الشراكة الإستراتيجية بين المؤسسة العالمية لأندية الليونز وشركة جونسون آند جونسون، حيث إستفاد أكثر من 50 مليون تلميذ في مناطق أفريقيا، و آسيا، والمحيط الهادي من فحوصات نظر ذات جودة عالية، وتم توزيع أكثر من نصف مليون نظارة طبية مجانًا.
وفي نهاية اللقاء أكد محافظ الشرقية جاهزية المحافظة لتقديم كافة أوجه الدعم اللازم لنجاح المبادرة وتحقيق أهدافها في الحفاظ على صحة وسلامة أبنائنا الطلاب بمدارس المحافظة.