تطورات الأوضاع عن الأسرى الاسرائيلين
تاريخ النشر: 12th, August 2024 GMT
يشكل موضوع الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة قضية شديدة الحساسية والتعقيد، خصوصًا في ظل التصعيد المستمر بين إسرائيل وحماس.
تنبع أهمية هذه القضية من البعد الإنساني والأمني الذي تحمله، حيث تفرض وجود رهائن إسرائيليين في القطاع ضغوطًا كبيرة على صناع القرار في إسرائيل، وتؤثر على تحركاتهم العسكرية والسياسية.
من وجهة نظر العديد من المراقبين والمحللين، يمكن اعتبار الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة بمثابة "طبقة حماية أخيرة" قد تمنع إسرائيل من القيام بعمليات عسكرية واسعة النطاق ضد القطاع.
هذه الطبقة من الحماية تعتمد على الاعتبارات الإنسانية والمخاطر السياسية التي قد تنجم عن أي عملية عسكرية تؤدي إلى إصابة أو قتل هؤلاء المختطفين.
تاريخيًا، كان لموضوع الرهائن تأثير كبير على قرارات القيادة الإسرائيلية، حيث حاولت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة تجنب اتخاذ خطوات قد تؤدي إلى إيذاء الرهائن، خاصة إذا كان هناك أمل في استرجاعهم عن طريق التفاوض. وفي حالة غزة، يعد وجود المختطفين ورقة ضغط قوية في يد الفصائل الفلسطينية، مما يجعلها قادرة على فرض شروطها أو على الأقل تجنب التعرض لهجمات كبيرة.
تصريحات نتنياهو ومحمد الضيف:
تصريح رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو حول فحص بقاء الرهائن في قطاع غزة قبل الموافقة على أي عملية عسكرية يحمل دلالات واضحة على أهمية هذه المسألة بالنسبة لإسرائيل. يشير هذا التصريح إلى أن إسرائيل تدرك تمامًا أن أي عملية عسكرية قد تؤدي إلى عواقب كارثية فيما يتعلق بمصير هؤلاء المختطفين، وهو ما يعزز الفرضية بأنهم يشكلون حاجزًا أمام تصعيد واسع النطاق.
وقد نوّهت مصادر استخباراتية من قطاع غزة إلى تصريح نتنياهو بعد عملية استهداف محمد الضيف، حيث ذكر رئيس الوزراء الإسرائيلي مثالًا على أهمية فحص المنطقة لضمان بقاء المختطفين في أمان قبل الموافقة على العملية. هذه الإشارة تؤكد مدى أهمية الرهائن في حسابات إسرائيل العسكرية، وأن أي قرار يُتخذ بشأن عمليات كبيرة يتطلب مراعاة وجودهم لضمان عدم تعرضهم للأذى.
يمكن القول في النهايه إن وجود رهائن إسرائيليين في قطاع غزة يشكل بالفعل طبقة حماية أخيرة تمنع إسرائيل من شن هجمات واسعة النطاق على القطاع.
هذا الواقع يفرض على إسرائيل أن تتصرف بحذر شديد، وأن تأخذ بعين الاعتبار كافة السيناريوهات المحتملة قبل القيام بأي تحرك عسكري قد يؤدي إلى تهديد حياة هؤلاء الرهائن. وبالنسبة لحماس، يشكل هذا الوضع ورقة ضغط قوية يمكن استخدامها في التفاوض أو في كسب الوقت خلال فترات التصعيد.
قالت هيئة البث الإسرائيلية نقلا عن مصادر مطلعة، إن مفاوضات الأسرى عالقة ولم يتم تحديد موعد لاستئنافها.
وأوضح مسؤولون أمريكيون في تصريحات للبث العبرية، أن الولايات المتحدة ستبدأ جولة جديدة من مفاوضات الأسرى بعد أن تهدأ التوترات الإقليمية.
وفي وقت سابق من اليوم، قال مكتب رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن إسرائيل قدمت عرضا واضحا وأرسلت الوفد المفاوض إلى القاهرة يوم السبت الماضي ولم يصل رد من حماس حتى اللحظة.
وأعلنت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، السبت الماضي، عودة الوفد الإسرائيلي المفاوض من القاهرة بسبب خلاف مع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو.
وزعم رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، السبت، ردا على اتهامه بإجهاض صفقة التبادل، أن حركة حماس أدخلت عشرات التغييرات.
وقال نتنياهو، إن حماس تطالب حماس بإنهاء الحرب والإفراج عن أقل عدد من الأسرى، مشيرا كذلك إلى أن حماس تريد استعادة السيطرة على غزة و"تكرار أهوال 7 أكتوبر".
وأكد نتنياهو تمسكه بالسيطرة على محور فيلادلفيا ومنع عبور المسلحين إلى شمالي غزة.
وقال موقع "أكسيوس" الأمريكي نقلا عن مسؤولين إسرائيليين، إن محادثات الوفد الإسرائيلي في القاهرة لم تسفر عن انفراجة والتوصل إلى اتفاق ما زال بعيدا.
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
نتنياهو يعلن إقالة وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت.. وهذا بديله
أعلن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء الثلاثاء، إقالة وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت، وذلك رغم استمرار حرب الإبادة في قطاع غزة منذ أكثر من عام، وامتدادها إلى لبنان عبر عملية عسكرية برية.
وقال نتنياهو في أعقاب قرار الإقالة إن "الثقة بيني وبين غالانت تصدّعت"، مضيفا: "من واجبي كرئيس حكومة إسرائيل، الحفاظ على أمن الدولة وقيادتها نحو نصر مؤكد"، وفق ما أوردته هيئة البث الإسرائيلية.
وتابع نتنياهو قائلا: "في ظل الحرب وأكثر من أي وقت، يتطلب الأمر ثقة كاملة بين رئيس الوزراء ووزير الدفاع. للأسف فقد حظينا بالأشهر الأولى للحرب بهذه الثقة وتعاوننا بشكل جيد جدا، وخلال الأشهر الأخيرة حصل شرخ في الثقة بيني وبين غالانت".
وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، قرر نتنياهو إقالة غالانت، وتعيين وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس بديلا عنه، فيما سيتم تعيين جدعون ساعر الذي انضم مؤخرا للائتلاف الحكومي، في منصب وزير الخارجية.
وقبيل الاجتياح البري في لبنان، أبلغ النائب في الكنيست الإسرائيلي جدعون ساعر، نتنياهو، تخليه عن قبول تولي حقيبة وزارة، وذلك بعد تداول وسائل إعلام عبرية أنباء عن إمكانية إقالة يوآف غالانت وتعيين ساعر عوضا عنه.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرنوت"، إن ساعر "أبلغ نتنياهو تخليه عن ملف وزارة الحرب، وأنه ليس معنيا بخلافة يوآف غالانت في حال إقالته من منصبه".
وتداولت وسائل إعلام عبرية رسمية وخاصة، من بينها هيئة البث وقناة 12، أنباء تفيد بنية نتنياهو إقالة غالانت بسبب الخلافات بين الطرفين، خاصة فيما يتعلق بملف الأسرى المحتجزين في قطاع غزة، وتعيين ساعر عوضا له.
ومؤخرا، تصاعد الخلاف بين نتنياهو وغالانت، ودعا الأخير، إلى تقديم تنازلات وصفها بـ"المؤلمة"، من أجل استعادة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة لدى فصائل المقاومة الفلسطينية.
وقال غالانت خلال مشاركته في إحياء الذكرى السنوية لهجوم السابع من أكتوبر، وفق التقويم العبري، إنّه "يجب تقديم تنازلات مؤلمة، لضمان استعادة الرهائن المحتجزين في قطاع غزة"، مشددا على أن العمليات العسكرية وحدها لن تحقق أهداف الحرب.
وتابع قائلا: "لا يمكن تحقيق جميع الأهداف من خلال العمليات العسكرية وحدها (..)، للقيام بواجبنا الأخلاقي بإعادة رهائننا إلى منازلهم، سيتعين علينا تقديم تنازلات مؤلمة".
وإشارة إلى تصاعد الخلاف بين نتنياهو وغالانت، كشفت هيئة البثّ الإسرائيلية العامّة "كان 11" عن رسالة نقلها نتنياهو إلى شركائه الحريديين في الائتلاف الحكومي، تفيد بأن إقالة غالانت من منصبه ستكون ممكنة بعد الهجوم على إيران.
وأشارت الهيئة إلى أن أعضاء الكنيست الحريديين، قد هدّدوا بـ"إثارة أزمة ائتلافية"، بسبب عدم التقدُّم في قانون التجنيد.