أثرت الحرب في السودان بشكل كبير على الاستقرار في منطقة أبيي المتنازع عليها بين السودان وجنوب السودان، حيث وصل آلاف الفارين إلى المنطقة هربا من الحرب المستمرة منذ أشهر.

كما تأثرت عمليات قوة الأمم المتحدة الأمنية المؤقتة لأبيي (يونيسفا) بشدة بسبب إغلاق المجال الجوي السوداني وصعوبة الحركة داخل السودان الذي يعتبر مركزا لوجستيا مهما للقوة الأممية، حيث اضطرت القوة إلى تغيير جميع طرق الإمداد، مما زاد التكاليف والتحديات اللوجستية.

للتعرف أكثر على تداعيات الحرب على منطقة أبيي وعمليات قوة يونيسفا، أجرينا حوارا مع اللواء بنيامين أولوفيمي سوير القائم بأعمال رئيس قوة الأمم المتحدة الأمنية المؤقتة في أبيي(يونيسفا) وقائدها العام.

بدأنا الحوار مع اللواء سوير بسؤاله أولا عن دور القوة في حماية المدنيين والاستجابة لتدفقات النازحين واللاجئين إلى منطقة أبيي فقال:

القوة الأمنية المؤقتة للأمم المتحدة في أبيي مكلفة بالاهتمام بقضايا صندوق أبيي كما نسميه. وفيما يتعلق بحماية المدنيين، فهي إحدى المهام الرئيسية الممنوحة للقوة. تتم هذه الحماية باتباع نهج يشمل القوة بكاملها، حيث تعمل الشرطة العسكرية والمكونات المدنية وكذلك الوكالات الإنسانية في تآزر لتوفير تلك الحماية.

يلعب المكون العسكري دورا مهما حيث يسير ما نسميه بـ دوريات الثقة والأمان في الأماكن التي تمثل فيها مسألة حماية المدنيين مصدر قلق كبير، لضمان عدم وجود مخاطر أمنية على الأشخاص داخل الصندوق. وهذه المهام يتم تكملتها بالأعمال التي يقوم بها موظفو الاتصال المجتمعي.
أخبار الأمم المتحدة: كيف تدعم القوة الأممية الحوار بين المجتمعات. نحن نعلم أن أبيي بها العديد من القبائل القبلية المختلفة. لدينا المسيرية ولدينا الدينكا. هل لك أن تخبرنا عن ذلك؟

اللواء سوير: يعيش في صندوق أبيي الكثير من أصحاب المصلحة.

هناك المسيرية ودينكا نقوك والنوير وعناصر أخرى. هناك أيضا لاجئون من إريتريا.

لقد أنجزت القوة الكثير من المهام من خلال تعزيز الحوار بين المجموعات القبلية، خاصة بين قبيلتي المسيرية ودينكا نقوك. والأهم هو مؤتمر السلام المشترك لقادة القبائل الذي عقدناه في أيار/مايو 2022 في مدينة عنتيبي اليوغندية.

جمع هذا المؤتمر بين زعيمي القبيلتين، وقد تَمَكّنَا من التفاعل معا والانخراط لمدة يومين أو ثلاثة أيام تقريبا، وتَوصلا إلى نتيجة مفادها أن أفضل وسيلة للمضي قدما هي الاستمرار في الحوار وتعزيز السلام فيما بينهما.

ولكن الآن لدينا مشكلة رئيسية مرتبطة بالحركة الموسمية للماشية، ونحن ندرك أن هذا هو أحد الأسباب الرئيسية لاستمرار الصراع.

لذلك قمنا بتنظيم مؤتمر سلام لبحث هذه المسألة، وبعد ذلك عقدنا ما نسميه مؤتمر المعبر وقد كان ناجحا.

يشمل مؤتمر المعبر الممرات المختلفة التي تتم عبرها هجرات الماشية. وحتى الآن، أعتقد أن المجتمعات قد اتفقت على أن السبيل الأفضل لمناقشة القضايا المتعلقة بالهجرات هو من خلال الحوار والجلوس معا. ولم تحدث أي حوادث سرقة ماشية بين المسيرية ودينكا نقوك حتى الآن هذا العام.
أخبار الأمم المتحدة: كان للحرب في السودان تأثير مدمر على كل من السودان وجنوب السودان. هل يمكنك أن تشرح كيف أثرت هذه الحرب على عمل القوة الأمنية؟

اللواء سوير: من المؤسف أن تحدث هذه الأزمة في السودان، لأن السودان كان بالنسبة لنا المركز اللوجستي الرئيسي، حيث نحصل على الوقود وتدخل قواتنا ومعداتنا عبره. معظم الأشياء التي نستخدمها في القوة تأتي من السودان وحتى القوات يتم تناوبها عبر السودان. للأسف، توقف كل ذلك بسبب هذه الأزمة. فقد تم إغلاق المجال الجوي السوداني، وهناك صعوبة كبيرة في الحركة داخل السودان. لذلك يتعين علينا الآن استخدام جنوب السودان، وهو مسار أطول وأكثر تكلفة. لقد بدأنا في رؤية الكثير من النازحين يصلون إلى منطقة أبيي وهناك أيلاجئون وعائدون ووافدون جدد كما يسمونهم.

حتى الآن دخل إلى صندوق أبيي أكثر من 6 آلاف شخص. وهذا يشكل تحديا إنسانيا كبيرا للغاية. في الجزء الشمالي من أبيي، كان هناك موظفون أمميون تابعون لبعثة الأمم المتحدة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان (يونيتامس)، وقد تم إجلاؤهم بعد اندلاع الحرب. ولكن للتخفيف من هذا التحدي، فنحن على تواصل مع منسقة الشؤون الإنسانية في السودان ونائبة رئيس بعثة يونيتامس.

اتخذت بعثة يونيتامس ترتيبات لإرسال أشخاص من بورتسودان للمجيء إلى أبيي بهدف معالجة هذه التحديات الإنسانية. الجهود جارية أيضا لضمان وصول مواد الإغاثة الإنسانية إلى الجزء الشمالي من أبيي.

أما فيما يتعلق بتوفير الأمن للعائدين والوافدين الجدد والنازحين واللاجئين، فلدينا الكتيبة الباكستانية المتواجدة في الجزء الشمالي من أبيي، وهي توفر الحراسة الأمنية لهم وترافق القادمين إلى داخل الصندوق.
أخبار الأمم المتحدة: هل هناك أي قضايا أمنية ناجمة عن وصول هؤلاء العائدين الجدد من السودان إلى جنوب السودان؟

اللواء سوير: هناك مخاوف تتعلق بفرض جبايات عليهم كما يتعرضون أيضا للمضايقات، وقد تم إبلاغ القوة الأمنية المؤقتة بذلك ونحن نتعامل مع هذا الأمر.

نتحدث مع الوكالات الإنسانية كي تفتح مركز تجميع في الجزء الشمالي من أبيي. كما دعونا قادة قبيلتي المسيرية ودينكا نقوك إلى التحدث مع أنصارهم وتقديم ضمانات بوقف التحرش وفرض الجبايات على القادمين. لقد تواصلنا أيضا مع حكومة السودان لإبلاغها بهذه التحديات التي يواجهها العائدون من قبيلة دينكا نقوك. وحتى الآن، أعتقد أن الحكمة تسود.
لقد تحدثت عن كيف تمكنت القوة من تحقيق السلام بين المجتمعات المحلية. هل بإمكانك أن تحدثنا عن تواصل القوة مع النساء والشباب في أبيي؟

اللواء سوير: تدرك القوة أهمية المرأة والشباب في السلام والأمن. وكما تعلمون، فإن قرار مجلس الأمن رقم 1325 أكد بالفعل على أهمية مشاركة المرأة في عملية السلام.

لذا، فإن ما فعلته القوة الأمنية المؤقتة هو التأكد من أننا نتصدى للتقاليد والحواجز الثقافية التي تحول دون إشراك النساء في مبادرات السلام. لذلك لدينا مستشارات النوع الاجتماعي، ولدينا فرق التواصل المختلطة. لدينا أيضا الشرطيات. تعمل كل هذه الجسام معا للتأكد من وضع النساء في طليعة مفاوضات السلام، وجهود الوساطة وجميع المؤتمرات التي نعقدها.

كان لدينا تمثيل نسائي عندما ذهبنا إلى مؤتمر السلام المشترك الذي جمع القادة التقليديين في مدينة عنتيبي اليوغندية. كما قمنا بتسهيل حضور النساء والشباب لمؤتمر واو. كما تأكدنا من أن يكون لهم تمثيل في كل المؤتمرات الأخرى بما فيها مؤتمر المعبر. ولذلك قمنا أيضا بتشجيع النساء على تكوين مجموعات ومنظمات، حتى نتواصل معهن طوال الوقت للتأكد من أنهن جزء لا يتجزأ من عملية السلام هذه.

من الأمور الأخرى التي فعلتها القوة هي التأكد من أن الدول المساهمة بقوات حفظ السلام تدمج النساء في القوات التي تأتي بها لأن حافظات السلام أفضل في التواصل مع النساء، وقد كان لهذا الأمر أثر إيجابي على مهام القوة الأمنية.
أخبار الأمم المتحدة: أخيرا، هل بإمكانك أن تحدثنا عن بعض النجاحات التي حققتها القوة الأمنية والتحديات التي تواجهها الآن؟

اللواء سوير: أعتقد أن إعادة تشكيل القوة إلى قوة حفظ سلام متعددة الجنسيات قد حققت الكثير من النجاحات. تمكنا من الاستفادة من الخبرة المكتسبة من تعدد الجنسيات لضمان أن يكون هناك سلام وهدوء داخل أبيي. وقد انخفض معدل الهجمات القبلية بشكل كبير. ولدينا الآن تواصل أفضل على كافة الأصعدة لأنه يتعين علينا التعامل مع البلدين المضيفين. علينا أن نتعامل على المستويات الإدارية المحلية. وعلينا أن ننخرط على المستوى المجتمعي التقليدي. عملت القوة الأمنية المؤقتة أيضا لضمان انخفاض ظواهر سرقة المواشي.

كما ضمنت يونيسفا تدفق الإمدادات الإنسانية والمساعدات إلى المجتمع. لدينا أيضا ما نسميه بأنشطة البرمجة المشتركة، والتي تهدف إلى تعزيز القواسم المشتركة بين الأشخاص المقيمين في أبيي. وقد حققت البرمجة المشتركة نجاحا. أود الإشارة أيضا إلى الجهود التي تبذلها القوة لضمان إشراك الشباب بنشاط في جهود السلام داخل صندوق أبيي.

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: أخبار الأمم المتحدة فی السودان الکثیر من حتى الآن

إقرأ أيضاً:

الإمارات صوت الحكمة دعماً للشعب السوداني

أحمد مراد وشعبان بلال (أبوظبي)
مع كل أزمة تعصف بالسودان الشقيق، تسارع الإمارات للعب دور دبلوماسي محوري، من أجل سلام واستقرار الشعب السوداني، وبقائه بعيداً عن أيادي العبث التي تسعى لإغراقه في دوامة صراعات تأتي على مقدرات السودان، وترهق شعبه التواق للسلام والعيش الكريم.
ومنذ اندلاع الحرب في الخامس عشر من أبريل 2023، قدمت الدولة مقترحات ومبادرات عدة على مختلف الصعد دولياً وعربياً وأفريقياً، تهدف من خلالها لعودة السلام والاستقرار من أجل الشعب السوداني الشقيق. وشددت الإمارات، عبر المنصات كافة وفي المحافل الدولية، على ضرورة وقف إطلاق النار بين الأطراف المتحاربة، كما أكدت مراراً وتكراراً على موقفها من دعم إيجاد حل سلمي لإنهاء الصراع، خلال اجتماعات مجلس الأمن الدولي ومجلس الأمن والسلام للاتحاد الأفريقي.
 وأكد خبراء ومحللون على أهمية الدور الدبلوماسي الذي تلعبه دولة الإمارات للتوصل إلى تسوية سلمية للأزمة السودانية، مشيدين بالدعم الذي قدمته الدولة لمحادثات السلام التي استضافتها مدينة جدة السعودية، بحضور طرفي النزاع.
وثمن الخبراء والمحللون، في تصريحات لـ«الاتحاد»، المبادرات الإماراتية الرامية لإرساء السلام والاستقرار في السودان، ما تجسد في جهود دؤوبة لوقف إطلاق النار، والعودة إلى طاولة الحوار، وحماية المدنيين.
وأكدوا أن الإمارات تقدم نموذجاً يُحتذى به في التعامل مع الأزمة السودانية، يجمع بين الجهود السياسية والدبلوماسية، والتدخل الإنساني الإغاثي، والعمل البنّاء ضمن أطر جماعية.
منصات دولية
فور اندلاع النزاع في السودان، خلال أبريل 2023، سارعت دولة الإمارات إلى إصدار بيان طالبت فيه الأطراف المتنازعة بالتهدئة، وخفض التصعيد، والعمل على إنهاء الأزمة بالحوار والتفاوض.
وعلى مدى عامين، شاركت الإمارات بفاعلية في غالبية الجهود الإقليمية والدولية الرامية لإنهاء الأزمة السودانية دبلوماسياً وسياسياً، ما أسهم في إنشاء منصة دولية باسم «متحالفون لتعزيز إنقاذ الحياة والسلام في السودان» (ALPS)، وتضم في عضويتها الإمارات والسعودية والولايات المتحدة ومصر وسويسرا والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، وبدأت اجتماعاتها في سويسرا خلال أغسطس من العام الماضي.
وكانت الإمارات و14 دولة أخرى قد أصدرت في يوليو الماضي بياناً حذرت فيه من التأثيرات الوخيمة للوضع المتدهور على سلامة المدنيين، وتفاقم أزمة انعدام الأمن الغذائي في السودان.

وفي الإطار نفسه، دعت الإمارات، في رسالة لمجلس الأمن الدولي، إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتجنب حدوث مجاعة وشيكة في السودان، وأكدت دعمها لجميع المبادرات الرامية لتحقيق وقف إطلاق النار، والعودة إلى حكومة شرعية تمثل جميع فئات الشعب السوداني.
محادثات سلام
أوضح أستاذ العلوم السياسية والقانون الدولي، الدكتور هيثم عمران، أن دولة الإمارات تلعب دوراً بارزاً ومتعدد الأبعاد لإحلال السلام في السودان، يجمع بين الجهود السياسية والدبلوماسية والإنسانية، في محاولة جادة لإرساء الاستقرار وإنهاء النزاع.
وقال عمران، في تصريح لـ«الاتحاد»، إن دولة الإمارات تُعد فاعلاً إقليمياً ودولياً مهماً. وفي هذا الإطار، تسعى منذ سنوات إلى تعزيز مكانتها كوسيط نزيه ومؤثر، خصوصاً في الأزمات التي تمس الأمن القومي العربي. 
وأضاف أنه في حالة السودان، تتبنى الإمارات سياسة قائمة على الحياد البنّاء، إذ إنها تدعم التهدئة دون فرض أجندات، ما يجعلها تحظى بتقدير إقليمي ودولي.
وذكر عمران أن الإمارات شاركت بشكل مؤثر في دعم محادثات السلام في مدينة جدة، والتي قادتها المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة لإنهاء الأزمة السودانية، مع تأكيدها على ضرورة وقف إطلاق النار، والعودة إلى طاولة الحوار، وحماية المدنيين.
وفي الإطار نفسه، دعمت الإمارات الجهود الدبلوماسية التي قادتها تركيا لإيجاد حل للأزمة السودانية، معربة عن استعدادها للتعاون والتنسيق مع الجهود التركية لإنهاء الصراع.
وشددت وزارة الخارجية الإماراتية، في بيان، على موقف دولة الإمارات الواضح والراسخ تجاه الأزمة في السودان، إذ إن تركيزها الأساسي انصب ولا يزال على الوصول إلى وقف فوري لإطلاق النار، ووقف الاقتتال الداخلي في أقرب وقت، ومعالجة الأزمة الإنسانية من خلال تقديم الدعم الإنساني والإغاثي العاجل للشعب السوداني.
وطالبت «الخارجية» الإماراتية أطراف النزاع باحترام التزاماتهم وفق إعلان جدة، ووفق آليات منصة «متحالفون لتعزيز إنقاذ الحياة والسلام في السودان» (ALPS)، مشددة على أهمية الحوار والتفاوض كسبيل وحيد لإنهاء الصراع، وتأمين عملية سياسية، وإجماع وطني نحو حكومة بقيادة مدنية.
قوة ناعمة
أكد أستاذ العلوم السياسية والقانون الدولي أن الجهود السياسية والدبلوماسية التي تبذلها الإمارات لإنهاء الأزمة السودانية سلمياً لم تنحصر في المسار الخليجي أو الدولي فقط، حيث دعمت أيضاً جهود الاتحاد الأفريقي، ومنظمة «الإيغاد»، والجامعة العربية، وعملت على التوصل لتسوية سياسية تُبقي السودان موحداً، وتمنع انزلاقه نحو الفوضى الشاملة.
وأشار عمران إلى أن الإمارات تسعى لتعزيز صورتها كقوة ناعمة تجمع بين الدبلوماسية، والمساعدات الإنسانية، والاستثمار في التنمية، مؤكداً أنها تتعامل مع الملف السوداني من منطلق هذا التوجه الأوسع.
وخلال بيانها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ79 التي عُقدت خلال سبتمبر الماضي، حثت الإمارات الأطراف المتنازعة في السودان على وقف القتال بشكلٍ فوري ودائم، والسماح بدخول المساعدات عبر الحدود وخطوط النزاع بشكل مستدام ودون عوائق.
وشددت على عملها مع الشركاء الإقليميين والدوليين لرفع المعاناة عن الشعب السوداني الشقيق من أجل حياة أكثر أماناً وازدهاراً.
وشارك معالي الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان، وزير دولة، في الاجتماع الوزاري تحت شعار «متحدون من أجل السلام في السودان» الذي ضم ألمانيا وفرنسا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وأقيم على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، مؤكداً التزام دولة الإمارات بدعم مبادرات السلام، وبذل الجهود للعودة إلى مسار العملية السياسية للتوصل إلى تسوية دائمة للأزمة السودانية.
آليات دبلوماسية
من جانبه، شدد أستاذ العلوم السياسية بجامعة جورج واشنطن، نبيل ميخائيل، على أن مواقف دولة الإمارات راسخة في حل الخلافات العربية سلمياً عبر الآليات السياسية والدبلوماسية، مؤكداً أن الإمارات تسهم بصورة كبيرة في التوصل إلى تسوية سلمية للأزمة السودانية، مع التركيز على خطط تنموية لإعادة إعمار السودان.
وذكر ميخائيل، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن الإمارات تقوم دائماً بمساعدة أي دولة تحتاج للمعونة، وهو ما يتضح جلياً في دعمها الإنساني المتواصل للفلسطينيين في قطاع غزة. وفي الإطار ذاته، تقدم مساعدات كبيرة لمئات الآلاف من السودانيين النازحين واللاجئين، وتسهم بسخاء في المؤتمرات الدولية المعنية بإعادة إعمار السودان.
وأوضح أن الإمارات تقدم نموذجاً يُحتذى به في التعامل مع الأزمة السودانية، يجمع بين الجهود السياسية والدبلوماسية، والتدخل الإنساني السريع، والعمل البنّاء ضمن أطر جماعية، ما يمنحها موقعاً متقدماً في جهود إحلال السلام في السودان، ويعزز صورتها كقوة مسؤولة على المستويين الإقليمي والدولي.
وكانت الإمارات قد شاركت في قمة دول حركة عدم الانحياز في العاصمة الأوغندية «كامبالا» في يناير الماضي، وأكدت خلالها دعمها للجهود المبذولة للتهدئة، وخفض التصعيد في السودان.

أخبار ذات صلة الإمارات تجدد التزامها بالتعاون متعدد الأطراف «يونيفيل»: وقف إطلاق النار في لبنان يتطلب مساراً سياسياً

وفي يناير الماضي، دعا بيان مشترك صادر عن الإمارات ونيوزيلندا إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار، وتسهيل الوصول الإنساني الآمن والسريع دون عراقيل، والانخراط في محادثات السلام، والعمل على تشكيل حكومة مدنية تلبي تطلعات الشعب السوداني.
وأصدرت الإمارات، في 26 يناير الماضي، بياناً جددت فيه موقفها الداعي للتوصل إلى حل سلمي للصراع، وضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، وعدم استهداف المدنيين والمؤسسات المدنية، وحماية المرافق والمؤسسات الطبية والعاملين في القطاع الصحي، مؤكدة أهمية العمل الجماعي من أجل تحقيق السلام والاستقرار في السودان.
مبادرات وساطة 
تحرص دولة الإمارات على نشر مبادئ السلام إقليماً ودولياً، عبر إطلاق العديد من مبادرات الوساطة لإنهاء النزاعات والخلافات بين الأطراف المتنازعة سلمياً، وعلى مائدة المفاوضات، وعبر الحوار الدبلوماسي الجاد والهادئ، بعيداً عن أصوات الرصاص والقنابل والمدافع.
وفي هذا السياق، تساند الإمارات تطلعات الشعب السوداني نحو تحقيق السلام والاستقرار، والوصول بالسودان إلى بر الأمان، عبر حزمة مبادرات سياسية ودبلوماسية تؤدي إلى الانتقال السياسي السلمي في إطار من التوافق والوحدة الوطنية.
وكانت الإمارات قد لعبت منذ سنوات عدة دوراً محورياً في تحقيق التوافق بين الحكومة الانتقالية في السودان وبعض الحركات الأخرى، ما أسفر عن توقيع اتفاق سلام بين الجانبين أنهى سنوات من الصراعات المسلحة في إقليم دارفور وجنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق.
وفي أكتوبر 2020، جرت في عاصمة جنوب السودان «جوبا» مراسم التوقيع على اتفاق سلام مع مجموعات رئيسية في إقليم دارفور، وتضمن الاتفاق 6 بروكوتولات، من بينها تقاسم السلطة، والترتيبات الأمنية، وتقاسم الثروة.
وعملت الإمارات على إنجاز هذا الاتفاق، حرصاً منها على ترسيخ السلام في السودان، ما يحقق تطلعات الشعب السوداني نحو السلام والاستقرار، ويعود بالخير والمنفعة على المنطقة بأسرها.
جهود تنموية
يتزامن الدور السياسي والدبلوماسي الفاعل الذي تلعبه الإمارات لإيجاد حلول سلمية للأزمة السودانية مع دور إنساني متواصل لنقل المساعدات الغذائية والطبية لملايين السودانيين، بالتعاون مع وكالات الأمم المتحدة، مثل برنامج الأغذية العالمي، و«اليونيسف»، ومفوضية اللاجئين، وذلك لضمان توزيع المساعدات بطريقة عادلة وآمنة، وتقديم الدعم اللوجستي.
ولا تقتصر المساعدات الإماراتية على المجالات الإغاثية، بل تمتد أيضاً إلى دعم مشروعات تنموية في المناطق الهادئة نسبياً لتعزيز صمود المجتمعات المحلية، من خلال بناء مدارس ميدانية، وتأمين مصادر مياه نظيفة، وتوفير سبل العيش المؤقتة.
مكانة عالمية
قالت الباحثة في الشؤون الدولية، إيرينا تسوكرمان، إن الإمارات تبذل جهود رائدة لإحلال السلام والاستقرار في السودان، وغيرها من البلدان التي تشهد صراعات مسلحة، ما يجعل الدبلوماسية الإماراتية تحظى بمكانة عالمية مرموقة، في ظل التزامها بترسيخ آليات الحوار والحلول السلمية للأزمات والنزاعات الإقليمية والدولية. وأضافت تسوكرمان، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن الإمارات حرصت، منذ بداية الأزمة السودانية، على المشاركة في جميع المبادرات والجهود الإقليمية والدولية التي تستهدف وقف الحرب، مؤكدة أن إحلال السلام في السودان بات ضرورة ملحة في ظل تفاقم الأوضاع الإنسانية.
وأوضحت أن تحقيق السلام في السودان يُعد أمراً بالغ الأهمية بالنسبة للبنية الأمنية الأوسع في شمال وشرق أفريقيا، مشيرة إلى أن النظر إلى السلام كغاية أخلاقية أو إنسانية ليس إلا نصف الحقيقة، أما المنظور الأشمل فهو أن السلام شرط أساسي لأي شرعية سياسية مستدامة، ونمو اقتصادي، وأمن وطني طويل الأمد.

مقالات مشابهة

  • اللواء الحربي يتفقّد قيادة القوة الخاصة للأمن البيئي بالشرقية
  • الإدارة العامة للشرطة الأمنية تداهم وكرا للمليشيا المتمردة بجزيرةتوتي وتضبط ماكينات محطة وقود بلغت قيمتها 75مليون جنية
  • حمدوك يكشف عن القوة الوحيدة الضامنة لوحدة السودان
  • عراقجي يغازل ترامب بـرئيس السلام
  • المقالات التي تعمل على تعزيز السلام والأمن على أرض السودان
  • الإمارات صوت الحكمة دعماً للشعب السوداني
  • الفريق ركن خالد حفتر يشدد على تعزيز التنسيق بين مختلف الجهات الأمنية والعسكرية
  • اللواء بن بيشة:تعزيز الجبهة الداخلية أمام التهديدات التي تستهدف وطننا
  • شائعة.. إيران تنفي تعرض قائد القوة الجوية في الحرس الثوري لمحاولة اغتيال
  • أبوزريبة يبحث الأوضاع الأمنية في بلدية الشاطئ