قال مصدرين مطلعين لموقع "آكسيوس" الأميركي، إن التقييم المحدث الذي قدمته أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية هو أن إيران على استعداد لمهاجمة إسرائيل بشكل مباشر ردا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، ومن المرجح أن تفعل ذلك في غضون أيام.

وبحسب الموقع الأميركي، يُشير التقييم الاستخباراتي الجديد إلى أن الهجوم قد يأتي قبل محادثات صفقة احتجاز الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة المقرر عقدها يوم الخميس، مما قد يعرض المفاوضات للخطر في ما قاله المسؤولون الإسرائيليون إنها لحظة "إما الآن وإلا فلا" لاتفاق محتمل بين إسرائيل وحماس.

لكن أحد المصادر التي لديها معرفة مباشرة بالمعلومات الاستخباراتية قال إن الوضع "لا يزال مائعا".

وقال المصدران إن التقييم، الذي تم صياغته في الساعات الأربع والعشرين الماضية، يمثل تحولا.

وكانت مصادر مطلعة قد أشارت إلى أن مجتمع الاستخبارات الإسرائيلي لا يزال يعتقد أن حزب الله من المرجح أن يهاجم أولا ردا على اغتيال فؤاد شكر ، القائد العسكري الأعلى للحزب، ومن ثم إيران تقوم بهجومها المباشر المنتظر.

وقالت المصادر إن الهجمات التي يشنها حزب الله وإيران من المرجح أن تكون أكبر من تلك التي شنتها إيران في نيسان الماضي وتشمل إطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار على أهداف عسكرية في وسط إسرائيل، بما في ذلك في محيط المراكز السكانية المدنية.

المصدر : جريدة القدس

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

إقرأ أيضاً:

فيلم ما يزال هنالك غد.. أمل وطموح لعائلة إيطالية في ظل الحرب بالأبيض والأسود

أصوات وظلال لشخصيات منسية من قاع مجتمع يتخلص من أزماته

لا شك أن الحروب التي ضربت أوروبا بشكل خاص كانت ولا تزال من الموضوعات المفضلة التي تصدت لها العديد من الأفلام السينمائية وخاصة أجواء الحرب العالمية الثانية وآثارها وتبعاتها الاجتماعية إذ ما زلنا نشاهد المزيد من الأفلام التي تحكي قصصا من أجواء تلك الحرب الكارثية.

وفي هذا الإطار تنوّعت المعالجات السينمائية لهذا النوع الفيلمي، فهنالك أفلام جسدت وقائع ويوميات الصراع العنيف بين القوى المتحاربة وبشكل مباشر وبما في ذلك المعارك الطاحنة التي شهدتها العواصم والمدن الأوروبية ومنها معارك دونكريك وستالينينغراد ولندن وبيرل هاربر وكراكوف وبرلين وغيرها بينما عالجت أفلام أخرى أحداثا ووقائع اجتماعية تحت ظل الحرب أو بعدها وكيف انعكست آثار الحرب على المجتمع وعلى الأفراد وعلى سلوكياتهم والقصص واليوميات التي عاشوها.

ينتمي الفيلم للمخرجة باولا كورتيليسي إلى النوع الثاني الذي ذكرناه آنفا، فهذا الفيلم الذي تم تصويره بالكامل بالأبيض والأسود يحكي يوميات عائلات تعيش في روما بعيد الحرب العالمية الثانية وتحديدا منتصف عام 1946 ويبدو أن اختيار المخرجة التصوير بالأبيض والأسود كان هدفه هو تقريب الأحداث من ذائقة المشاهد وكأنه كان يعيشها كما هي في وقت وقوعها.

ولعل المسألة الأخرى الملفتة للنظر في هذا الفيلم هو إقدام الممثلة باولا كورتيليسي بالإخراج وهي التي عرفها الجمهور في إيطاليا وأوروبا من خلال ظهورها في أكثر من 20 فيلما، لتقدم لنا فيلمها الروائي الطويل الأول من إخراجها وليحظى بنجاح ملفت للنظر في شباك التذاكر في إيطاليا ويحصد عدة جوائز من مهرجان روما السينمائي فضلا عن عرضه في العديد من المهرجانات من حول العالم فضلا عن اهتمام النقاد وإشادتهم به.

ها نحن مع ديليا وهي الممثلة الرئيسية والمخرجة، في وسط أسرتها المكونة من ولدين صغيرين وفتاة في سن المراهقة بالإضافة لزوجها ووالد زوجها المقعد لكننا ومنذ المشاهد الأولى سوف نكون مع ظاهرة التعنيف والإيذاء التي تتعرض لها الزوجة على يدي الزوج ولو من أبسط خطأ وكلما أمعن الزوج ايفانو – يقوم بالدور الممثل فاليريو ماستندريا، في تعنيف ديليا كلما أرجع ذلك إلى تأثيرات الحرب على نفسيته، حيث كان جنديا فيها.

لكن معالجة المخرجة للأحداث لم تكن بتلك الصورة القاسية بل إنها لجأت إلى تغليفها بغطاء سردي كوميدي مختلف إذ كان من الطريف أنه كلما أقدم الزوج على تعنيف زوجته ما يلبث أن يقوم بمراقصتها بينما هي كائن مسلوب الإرادة ليس لها سوى التضحية من أجل أبنائها.

يتابع الفيلم يوميات شخصيات آذتها الحرب بشكل أو بآخر فضلا عن طبقية سادت المجتمع وعمقت الفقر وكل هذه المعطيات تم الاشتغال عليها من خلال شخصية ديليا المضطهدة مسلوبة الإرادة التي تتحمل غلظة الزوج وترعى له والده وترعى ثلاثة أبناء وتعمل طيلة النهار متنقلة من عمل إلى عمل.

في المقابل هنالك خط سردي مواز يتمثل في وجود الجنود الأمريكان وحيث يتطوع أحدهم لتلبية رغبة ديليا بتعطيل المقهى الذي كان الزوج يطمع في الاستفادة منه ماديا في مقابل تزويج ابنته لابن صاحب المقهى وذلك في سلسلة مشاهد قلبت الأوضاع رأسا على عقب وصار العقاب الذي يتلقاه الزوج يأتيه من حيث لا يدري.

هذه الدراما الفيلمية التي محورها المرأة تتشعب بنا إلى مسألة التمييز الجندري واضطهاد المرأة من خلال شخصية ديليا وابنتها وهو ما سوف يتصاعد تدريجيا إلى درجة سعيها للهرب من المنزل وكل ذلك والمجتمع الإيطالي يخرج تدريجيا من شرنقة الحرب ليدشن أول انتخابات عامة وانتخابات تشريعية سنة 1946 وحيث تتمرد ديليا وتنظم لطوابير النسوة الإيطاليات اللائي يدلين بأصواتهن للمرة الأولى وذلك في سلسلة مشاهد مصنوعة بعناية وبشكل ملفت للنظر.

تلقى الفيلم انطباعات إيجابية من طرف عدد من نقاد السينما الإيطاليين والأوروبيين، فقد أشادوا بالإخراج والسيناريو خاصة في معالجة القضايا المتعلقة بالأنثوية والذكورية، فضلا عن مهارات التمثيل لدى الممثلين، وخاصة كورتيليسي نفسها، وفاليريو ماستاندريا، ورومانا ماجيورا فيرغانو.

وفي هذا الصدد كتب باولو ميريغيتي، في مراجعته للفيلم في صحيفة إل كورييري ديلا سيرا الإيطالية، أن عمل كورتيليسي "متميز للغاية" حيث تحاول من خلال حلولها الإخراجية "إيجاد توازن موضوعي بين ما هو واقعي وآخر أكثر مثالية وتعبيرا عن نزعة التمرد ضد تابوهات المجتمع التقليدي".

أما الناقد بوريس سولازو من هوليوود ريبورتر فيعرض كفاءة المخرجة في التقاط " المواقف الأكثر تطرفا وعنفا، وخاصة تلك التي تجلت من خلالها شخصية الزوج ايفانو، حيث تحققت المفارقة التامة ما بين الشخصيات المتضادة وخاصة ديليا وايفانو وهما يعودان لبعضهما بعد كل جولة صراع.

على أن تلك المساحة العريضة التي أعطيت لديليا ما تلبث أن تكافئها مساحة مقابلة لوالد الزوج الذي يعبر عن عقلية تقليدية داعيا لزواج أبناء وبنات العمومة ثم ظهوره في مشهد خطوبة حفيدته وكل ذلك في إطار ساخر حرصت قيه المخرجة على بث تلك المشاهد للحد من رتابة وقتامة المشهد.

في المقابل أعطيت مساحة إنسانية شفافة لتلك العلاقة التي تربط ما بين ديليا وصديق فتوتها وشبابها نينو – يقوم بالدور الممثل فينسيو مارتشيوني وهو الذي يدفعها إلى التمرد على الواقع الذي تعيشه.

وأما على صعيد الإيقاع الفيلمي، فالملاحظ أن المخرجة قد وظفت التصوير والمونتاج لتحقيق إيقاع موضوعي هادئ توالت فيه الحبكات الثانوية بما وفر متعة في المشاهدة مبنية على أسس واقعية، فلم يتم تضخيم دور ديليا ولا تحولها إلى رمز للكفاح الجندري بل بقيت ذلك الكائن المسالم الذي يتلقى الأذى بصمت في مقابل ملامسة هادئة لغرض إصلاح الحطام الذي ينتشر حولها.

وأما إذا انتقلنا إلى شخصية ايفانو، التي تختصر العنف الجندري بشكل مقيت فإنه عبر عن واقع تلك الشخصيات القادمة من قاع الحرب فيما هي عاجزة عن فعل شيء ذي قيم سوى ترهيب العائلة وإيذائها والتعامل بأنانية مفرطة معها وخلال ذلك هنالك شخصيات مطواعة ترتضي أن يقع عليها كل ذلك الثقل المفرط من التعنيف والاستخفاف.

من جهة أخرى هنالك هامش من السخرية تغلف أكثر المشاهد تصعيدا دراميا، فلا شيء يجب بالضرورة أن يحمل على محمل الجد ما دام غير متزن وغير موضوعي وزائل ولهذا كانت تلك السخرية حلا إخراجيا بديلا آخر وظفته المخرجة بشكل متميز بالإضافة إلى توظيفها الناجح للتصوير بالأبيض والأسود وتوظيف اللقطات العامة بشكل مقنع فضلا عن توظيف المونتاج ليعزز ذلك البناء البصري -الذي جاء محملا بوفرة من الرسائل الجمالية- لم يضعف منها شيئا إنها قد صنعت بالأبيض والأسود.

إخراج/ باولا كورتيليسي

تمثيل/ باولا كورتيليسي- ديليا، فاليريو ماستندريا – ايفانو ، رومانا ماغيورا- مارسيلا، فينيسو مارتشوني- نينو، ايمانويلا فينالي – ماريسا

سيناريو/ باولا كورتيليسي، فيوريو اندريوتي

مدير التصوير/ ديفيد ليون

التقييمات/ بليكس 10من 10، روتين توماتو 98%، أي ام دي بي 8 من 10

مقالات مشابهة

  • "الأورومتوسطي": "إسرائيل" تقوّض بشكل خطير حملة تطعيم شلل الأطفال في غزة
  • إيران تتوعد إسرائيل برد «كابوس» يهز تل أبيب: «لا تعبثوا بذيل الأسد»
  • سوني تستعد للإعلان عن PS5 Pro غدًا في بث مباشر قصير
  • حزب الله يقصف نهاريا وخطط إسرائيلية لمهاجمة لبنان خلال دقائق
  • «أكسيوس»: إسرائيل تضغط على جنوب أفريقيا لعدم المضي قدما في قضية محكمة العدل
  • زهيو: المشاريع التنموية نقلة حقيقية يشعر بها المواطن بشكل مباشر
  • مقتل مجند في الحزام الامني على يد زميله.. والقاتل لا يزال حرًا تحت حماية القيادة!
  • إسرائيل وامريكا يعملان على ردع تهديدات إيران
  • فيلم ما يزال هنالك غد.. أمل وطموح لعائلة إيطالية في ظل الحرب بالأبيض والأسود
  • البدري: مشكلة معبر رأس اجدير مست بشكل مباشر السكان قرب الحدود في الجانبين الليبي والتونسي