عربي21:
2025-03-12@11:24:41 GMT

الحسم والتردد: قيس سعيد ومعارضوه

تاريخ النشر: 12th, August 2024 GMT

1- الصدمات وغياب الرؤية

عادة لا ينصدم إلا من خابت توقعاته، ولا تخيب إلا توقعات من أساء التوقع، وسوء التوقع هو نتيجة سوء التقدير، وسوء التقدير هو نتيجةٌ إما لسوء فهم أو لغياب معطيات.

في "عربي21" وفي أكثر من مقال، ذكرت أن قيس سعيد حزم أمره وحسم قراره بخصوص الانتخابات الرئاسية المقررة ليوم 6 تشرين الأول/ أكتوبر 2024، وأنه قرر ألا يفوز أحد غيره مهما كانت التكاليف ومهما تعددت الأساليب وتنوعت الطرائق، فالمسألة عنده تتجاوز كونها عملية تداول سلمي على السلطة كما هو متعارف عليه في النظم السياسية ذات التجارب الديمقراطية العريقة، إنها "قضية فناء أو بقاء" بالنسبة إليه، والعبارة له.

وهذا ليس مجرد تعبير إنشائي عاطفي يمكن حمله على معنى المجاز، لا، إنه كلام رئيس جمهورية وهو القائد الأعلى للقوات المسلحة، فالمسألة متعلقة ببقاء أو فناء، أي بحياة أو موت، ولا أحد يختار الفناء حتى وإن كان غير قادر على خوض "الحرب"، فما بالك بمن يمتلك كل النفوذ وهو يعتقد بكونه يقود "حرب تحرير" كما ظل يردد باستمرار.

المسألة متعلقة ببقاء أو فناء، أي بحياة أو موت، ولا أحد يختار الفناء حتى وإن كان غير قادر على خوض "الحرب"، فما بالك بمن يمتلك كل النفوذ وهو يعتقد بكونه يقود "حرب تحرير" كما ظل يردد باستمرار
2- تردد المعارضة

لا يكفي كونها منقسمة في مواقفها بخصوص حادثة 25 تموز/ يوليو 2021، فإنها أيضا غير منسجمة في الحدّ الأدنى في قراءتها للمستقبل، وظلت مترددة بخصوص المقاطعة أو المشاركة في الانتخابات الرئاسية، فهي تارة تقول إن ما يترتب عن باطل فهو باطل، وسبق لها مقاطعة الاستشارة والاستفتاء والانتخابات البرلمانية وانتخابات مجالس الجهات، وتارة ترى أن الانتخابات الرئاسية هي استحقاق دستوري يرجع إلى دستور 2014 وهو الدستور الشرعي الذي صوت عليه أكثر من 200 نائب في المجلس التأسيسي المنتخب ديمقراطيا في 23 تشرين الأول/ أكتوبر 2011.

ذاك التردد مرده سببان: أولهما عدم الاطمئنان إلى كون السلطة ستحترم إرادة الناخبين ولا تمارس الإكراه والتزوير، وثانيهما حملات الاعتقال وسرعة إعداد الملفات ضد كل من يعلن نيته الترشح للرئاسة.

عملية الاعتقال للرموز السياسية أضعفت المعارضة وأصبحت الوقفات الاحتجاجية خافتة، خاصة بعد غياب نجيب الشابي لأسباب صحية والعجمي الوريمي بسبب اعتقاله.

ومع ذلك لاحظ المتابعون وجود روح مقاومة لدى عدد من السياسيين، خاصة من القيادات الشابة مثل د. عبد اللطيف المكي وعماد الدايمي وزهير المغزاوي (وهو من المساندة النقدية للمسار) إضافة إلى وجوه أخرى من المستقلين، وقد استطاع 16 مترشحا منهم جمع عدد كافٍ من التزكيات لتقديم ملفات الترشح، وفق إعلان الهيئة العليا المستقلة للانتخابات (17 ملفا باعتبار ملف الرئيس المباشر قيس سعيد).

3- المعارضة المقاطعة وتصويت "النكاية"

هيئة الانتخابات أعلنت عن قبول ثلاثة مترشحين فقط، لسلامة ملفاتهم ولتوفر جميع الشروط فيها، وهم: الرئيس الحالي قيس سعيد، والأمين العام لحركة الشعب زهير المغزاوي، والهاشمي الزمال؛ وهو مستقل ينتمي إلى عائلة منتجة في مجال الفلاحة بالشمال الغربي وتنشط في التصدير لمختلف المواد الغذائية والأعشاب وتوفر آلاف مواطن الشغل (يبدو أنه كان في حزب يوسف الشاهد).

مواقف عديدة صدرت عن معارضي مسار قيس سعيد تندد بعمليات الإقصاء من السباق الانتخابي لأسماء تعتبر نفسها منافسا حقيقيا لقيس سعيد، وتعلن عزمها الاحتكام للمحكمة الإدارية في الآجال القانونية التي ضبطها القانون الانتخابي.

بعض الناشطين من منتمي الأحزاب ومن مستقلين يرون أن الحل الأجدى هو في إعلان المقاطعة كشكل احتجاجي على عمليات الإقصاء، وأيضا للقول بكون العملية الانتخابية ليست ضمن المعايير الدولية للانتخابات كآلية ناجعة لممارسة الديمقراطية.

بعض الدعوات الخافتة بدأت ترتفع يرى أصحابها ضرورة التصويت لأحد المترشحَين المنافسَين لقيس سعيد، أي إما التصويت لزهير المغزاوي أو التصويت للعياشي الزمال، وهو ما يمكن اعتباره "تصويت نكاية" أي ليس تصويتا لبرامج ولمشاريع ولرؤى سياسية، أي ليس تصويت اختيار واع، وإنما هو تصويت لتحقيق انتصار انتخابي على قيس سعيد؛ يُخرجه من قصر قرطاج ثم بعدها يسهل التعامل مع أي من المترشحَين إذا فاز. وتلك الدعوات ما زالت خافتة وأنصارها ليسوا من الأسماء المؤثرة، خاصة وأنها لا تصدر عن أحزاب سياسية ذات وزن شعبي وخزان انتخابي.

وبالنظر إلى المعطيات الميدانية فإن قيس سعيد سيجد الطريق مفتوحة أمامه للفوز من الدور الأول بنسبة تفوق الخمسين في المائة زائد واحد، وقد قرأ متابعون في ضخامة عدد التزكيات الشعبية والبرلمانية عملية استعراض لـ"القوة الترشّحيّة"، حيث تقدم ملف قيس سعيد بحوالي ربع مليون تزكية شعبية والحال أن المطلوب عشرة آلاف فقط، المزاج الشعبي العام يريد إنهاء المعركة السياسية بأسرع وقت، ولا يعني الكثيرين إن كان ذلك على حساب ديمقراطية حقيقية أو كان وفق معاييرها المعلومةومعها مئات تزكيات نواب البرلمان والمجلس الجهوي والحال أن المطلوب عشر تزكيات فقط (المترشح مخيّر بين التزكيات الشعبية أو التزكيات البرلمانية، وليس مطالبا بالجمع بينهما).

ما زالت بعض الدعوات تراهن على "إبطال" العملية الانتخابية بطرائق سلمية، وهي دعوات تبدو غير واقعية، فالمزاج الشعبي العام يريد إنهاء المعركة السياسية بأسرع وقت، ولا يعني الكثيرين إن كان ذلك على حساب ديمقراطية حقيقية أو كان وفق معاييرها المعلومة. وقيس سعيد نفسه لا يعترف بـ"الاعترافات الدولية" لأنه يعتقد بكونه يخوض "حرب تحرير"، وفوزه بالرئاسة ليس بنظره مجرد فوز في منازلة انتخابية؛ إنما هو انتصار في حرب تحرير ضد أعداء الخارج و"عملاء" الداخل.

الانتخابات الرئاسية في تونس ليست بعيدة عن العواصف الإقليمية والدولية، وتلك طبيعة الأشياء في عالم مفتوح، والمعيار الأصيل في التعامل مع هذه "العواصف" هو السيادة الوطنية وكرامة المواطن وحرية التفكير والتعبير، ودعم قضايا التحرر والانتصار للمقاومة في غزة أولا ثم أولا.

x.com/bahriarfaoui1

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه قيس سعيد الانتخابات الديمقراطية تونس تونس انتخابات الديمقراطية مرشحين قيس سعيد مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة رياضة سياسة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الانتخابات الرئاسیة حرب تحریر قیس سعید

إقرأ أيضاً:

ليلة الحسم في أنفيلد: هل ينجح باريس في قلب الطاولة على ليفربول؟

يستضيف ملعب أنفيلد قمة أوروبية مرتقبة بين ليفربول وباريس سان جيرمان في إياب دور الـ16 من دوري أبطال أوروبا 2024-25، حيث يسعى الفريقان لحسم بطاقة التأهل إلى ربع النهائي.

اقرأ ايضاًباريس سان جيرمان يُقلل من ليفربول وأنفيلد..هل يدفعون الثمن غاليًا؟

ويدخل الريدز اللقاء بأفضلية الفوز ذهابًا بهدف دون رد على ملعب "حديقة الأمراء" على حساب باريس سان جيرمان، لكن المواجهة لا تزال مفتوحة على جميع الاحتمالات.

ليفربول ومهمة إثبات الذات

يعي المدرب آرني سلوت أن فريقه لم يكن في أفضل حالاته في لقاء الذهاب، لكنه يرى أن الفريق قادر على تقديم مستوى أفضل في الإياب، خاصة مع الدعم الجماهيري في أنفيلد، وأكد المدرب الهولندي أن ليفربول لم يكن سيئًا في مباراة باريس، بل إن الفريق الفرنسي قدم أداءً استثنائيًا.

من جانبه، يعود كودي جاكبو لقائمة الفريق بعد تعافيه من الإصابة، مما يمنح خيارات هجومية إضافية إلى جانب محمد صلاح، الذي سيكون مفتاحًا رئيسيًا في الهجوم إلى جانب داروين نونيز ولويس دياز.

تصريحات إنريكي وثقة باريس

أثار المدرب لويس إنريكي الجدل بتصريحاته التي قال فيها إن الفائز من هذه المواجهة سيصل إلى النهائي، وأكد المدرب الإسباني أن باريس سان جيرمان لن يغير أسلوبه الهجومي رغم التأخر في النتيجة، وسيحاول الضغط منذ الدقيقة الأولى لقلب الطاولة على ليفربول.

باريس سان جيرمان يعتمد على قوة خط وسطه بقيادة فيتينيا وزاير إيمري، بالإضافة إلى قدرات عثمان ديمبيلي، الذي سيكون التهديد الأكبر لدفاع ليفربول، الفريق الباريسي تحسن كثيرًا مقارنة ببداية الموسم، وأظهر قوة تكتيكية كبيرة في لقاء الذهاب رغم الخسارة.

مفاتيح الفوز لكل فريق

ليفربول سيحتاج إلى استغلال الكرات المرتدة، حيث أظهر باريس سان جيرمان ميلاً للاندفاع الهجومي، مما قد يترك مساحات في الخط الخلفي، في المقابل، فإن باريس بحاجة إلى استغلال امتلاكه الكرة بشكل أفضل وتحقيق الاختراقات من الأطراف، خاصة مع سرعة ديمبيلي وكفاراتسخيليا.

توقعات المباراة

المواجهة تبدو متكافئة للغاية، حيث يتمتع ليفربول بأفضلية اللعب على أرضه، بينما يمتلك باريس قوة هجومية هائلة، ستحسم المواجهة بتفاصيل صغيرة، وربما يكون الحسم عبر لحظة تألق فردية من أحد النجوم الكبار.


© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)

Abdullah Ashour محرر ومترجم في قسم الرياضة/ Sports Editor and Translator

محرر ومترجم في موقع "البوابة الإخباري" منذ عام 2018، مختص بنقل وتغطية أهم الأحداث والأخبار في الساحة الرياضية، سواء العالمية أو العربية، وأركز على تقديم محتوى يلبي اهتمامات عشاق كرة القدم في كل مكان، مثل مواعيد المباريات، التشكيلات المتوقعة، التحليلات، وأخبار سوق الانتقالات والكواليس.
 

 Sports Editor and Translator with "Al-Bawaba News" since 2018. specialize in covering and delivering the most...

الأحدثترند السعودية تطالب بمحاسبة "إسرائيل" ليلة الحسم في أنفيلد: هل ينجح باريس في قلب الطاولة على ليفربول؟ إنخفاض التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في المدن المصرية أسباب الإحساس بالخمول والنعس بعد الإفطار مكسيم خليل يعلن عودة زوجته سوسن ارشيد إلى سوريا ويتغزل بها Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا حل مشكلة فنية الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • مواجهة الحسم.. مانشستر يونايتد وريال سوسييداد
  • الشارقة وشباب الأهلي.. «قمة الحسم» في «الآسيوية»
  • ليلة الحسم في أنفيلد: هل ينجح باريس في قلب الطاولة على ليفربول؟
  • تعليق قوي من أحمد موسى على التوجيهات الرئاسية بطرح 400 ألف وحدة سكنية.. بث مباشر
  • مرشح اليمين المتطرف الروماني يستأنف ضد قرار حظره من الانتخابات الرئاسية
  • القابضة للمياه تشارك فى المرحلة الثانية من المبادرة الرئاسية مراكب النجاة بأسوان
  • رومانيا تمنع المرشح اليميني كالين جورجيسكو من خوض الانتخابات الرئاسية
  • الأهلي يستعيد كيسيه قبل مواجهة الحسم أمام الريان
  • منع مرشح اليمين المتطرف كالين جورجيسكو من الترشح في الانتخابات الرئاسية الرومانية بسبب مزاعم تدخل روسي
  • صحة الشرقية: انطلاق المبادرة الرئاسية عيون أطفالنا مستقبلنا