ياشيوخ الفلول والبلابسة، ايهما احق بالطاعة؟ الله ورسوله، ام ابوبكر الصديق؟

أوهاج م صالح

منذ ان اندلعت هذه الحرب اللعينة لم يفتح الله تعالى على شيوخ البلابسة بأن يبذلوا ادنى جهد ليصلحوا ذات البين بين الطرفين المتحاربين، اصدقاء الأمس اعداء اليوم. وياليتهم سكتوا ولم يدلوا بفتاويهم التي اججت نار الحرب وجلبت الدمار والهلاك للبلاد والعباد. فهؤلاء الشيوخ البلابسة دعاة الفتنة والعنصرية والجهوية ظلوا يصدرون فتاوى تنم عن جهوية منتنة وعنصرية بغيضة، وفتنة قاتلة.

وحتى لا نطيل على القارىء اليكم مقتطفات من تلك الفتاوي لتحكموا على هؤلاء الشيوخ البلابسة. ولبندأ بآخر فتوى للشيخ البلبوسي مختار بدري:
يقول هذا المختار في فتواه بعنوان " حل بسيط وصحيح لمليشيا الدعم السريع" انه لما ارتد الأعراب وخرجوا على سيدنا ابوبكر الصديق (يقول ان بعضهم ارتد تماما وبعضهم لم يرتد) ونصبوا القتال للدولة وحاربوا المسلمين وقتلوا الصحابة، فلما انكسروا ارسلوا وفد الى سيدنا ابوبكر الصديق للتفاوض، ويتكون الوفد من ثلاثة قبائل هي (أسد وقطفان وطي). و قالوا لسيدنا أبوبكر: يا ابابكر نحن جئناك للصلح. فرد عليهم سيدنا ابو بكر الصديق قائلاً:
انا اخيركم بين حرب مجلية وسلم مخزية.
فقال الوفد: الحرب المجلية قد عرفناها "دقيتونا حتى قلنا الروب ،حسب تعبير الشيخ البلبوسي" ، فما هي السلم المخزية؟
ويقول البلوسي المختار في هذا، ان سيدنا أبو بكر رد عليهم قائلا: ننزع عنكم الكراع، والحلقة، وتتبعون اذناب الإبل. تقرأ كلمة الحلقة بتسكين اللام.
ويعلق البلبوسي، متبع اذناب الفلول، قائلاً: شوفوا الثلاثة حاجات دي نازلة فيهم كب. وهو يقصد انها تنطبق تماما على الدعم السريع". وفسر عبارة "ننزع عنكم الكراع " بأن تنزع التاتشرات من الدعم السريع. واضاف البلبوسي قائلا : "مافي تاني عربي يركب تاتشر، هو انتو قبل كم سنة كنتو راكبين تاتشرات؟ تنزل طوالي من التاتشر تجيبها". وفسر كلمة الحلقة، بأنها تعني السلاح او كما قال هو ان ينزع منهم الدعم السريع الكلاشنكوف. اما تفسيره لعبارة "تتبعون اذناب الإبل" بأن يذهب كل واحد من ناس الدعم السريع يشوف جمله وين ويتبعه، وتاني ما يركبوا تاتشرات ولا يشيلوا سلاح. " وعلق البلبوسي على حميدتي قائلا: " انت كنت وين با حميدتي ولا غيرك؟ انتوا كنتوا وين؟ في الجمال! تشوف جمالكم وين وتتبعوها وتاني ما تركبوا تاتشرات ولا تشيلوا سلاح.
وحسب رأي هذا البلبوسي مختار بدري، متبع أذناب الفلول، ان هذا هو الحل الشافي لمشكلة الحرب في السودان.
وكما تلاحظون ان هذا الرجل ترك حكم الله وحكم رسوله الكريم الذي لا ينطق عن الهوى إن هو الا وحي يوحي، وأخذ بحكم سيدنا أبوبكر والذي ما هو الا بشر كسائر البشر يخطىء ويصيب، ولا يأتيه الوحي. والدليل على ان سيدنا أبوبكر يصيب ويخطيء، الواقعة الشهيرة التي التي قال فيها " كل الناس افقه من عمر، اصابت إمرأة وأخطأ عمر" .
وقصة هذه الواقعة هي: انه في زمن سيدنا ابوبكر ظهرت مشكلة تتعلق بغلاء المهور، فصعد سيدنا أبوبكر ذات يوم الى المنبر مخاطبا الناس قائلا (انا اعرف انه مازاد رجل في صداق إمرأة على 400 درهم). وعندما خرج من المنبر اعترضت طريقه إمرأة وقالت له يا عمر الم تقرأ قول الحق تبارك وتعالى ﴿ وَإِنۡ أَرَدتُّمُ ٱسۡتِبۡدَالَ زَوۡجٖ مَّكَانَ زَوۡجٖ وَءَاتَيۡتُمۡ إِحۡدَىٰهُنَّ قِنطَارٗا فَلَا تَأۡخُذُواْ مِنۡهُ شَيۡـًٔاۚ أَتَأۡخُذُونَهُۥ بُهۡتَٰنٗا وَإِثۡمٗا مُّبِينٗا) سورة النساء ايه رقم 20 . وعلى الفور رجع سيدنا أبو بكر وصعد المنبر ، مراعاة لمصلحة الأمة، وقال قولته المشهورة "كل الناس افقه من عمر، اصابت إمراة وأخطأ عمر" وبهذا عدل في خطبته بدون تكبر ولا خجل. وهذا اقرار من سيدنا ابوبكر الصديق بأنه بشر يخطىء كما يخطأ البشر، وان حكم الله فوق حكمه هو.
وبعد هذا يأتينا هذا الشيخ البلبوسي والذي ارتضى ان يضاف امام اسمه عبارة "شيخ" أن يأخذ بحكم سيدنا أبوبكر ولا يأخذ بحكم الله الذي أخذ به سيدنا ابوبكر نفسه، والذي ورد في آيات صريحة غير قابلة للتأويل، وكذلك حكم رسولنا الكريم الذي يوحي اليه من لندن عزيز حكيم. علماً ان الآيات الواردة في شأن الصلح بين المتحاربين والجنوح للصلح لا تتطلب ان يكون الشخص شيخ حافظ للقران بل يكفيه ان يكون قد اكمل المرحلة الثانوية او درس في الخلوة لمعرفة هذه الآيات والأحاديث الصريحة في هذا الشأن. والآيات التي نزلت في شأن الصلح بين الطائفتين المتقاتلتين معروفة للسواد الأعظم من الشعب السوداني ومنها:
قال تعالى ( وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ۖ فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّهِ ۚ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا ۖ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10)سورة الحجرات. والمقصود هنا واضح ويعنى به اذا اقتتلت طائفتان من أهل الإيمان, ان يحصل تدخل ويصلح بينهما بالدعاء إلى حكم كتاب الله, والرضا بما فيه لهما وعليهما. وبهذا فإن الله تعالى لم يأمرنا بالصلح بين الطائفتين المتقاتلتين فقط بل أمرنا بقتال الطائفة التي ترفض الصلح حتى تفيء الى أمر الله. عليه فإن هذا الشيخ البلبوسي ليس مأمور بالصلح بين الطائفتين المقتتلتين فسحب، وإنما هو مكلف ومأمور بأمر الله تعالى بأن يقاتل الطرف الذي يرفض الصلح.
وفي آية اخرى قال الحق تبارك وتعالى (وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ هُوَالسَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) سورة الأنفال الآية 61
والرسول الكريم صلوات ربي وسلامه عليه عقد صلح الحديبية مع مشركي قريش. والمعروف ان المشرك اسوء من الكافر لأن الله لا يغفر للمشرك، ويغفر ما دون ذلك. ومع هذا ابرم الرسول صلى الله عليه وسلم معاهدة سلام مع مشركي قريش في ذي القعدة من السنة السادسة للهجرة وسمي بصلح الحديبية، بعد منع قريش رسول الله صلى الله عليه و سلم و أصحابه من دخول المسجد الحرام لأداء العمرة التي رآها في رؤية في المنام بأنه سيدخل هو وأصحابه إلى المسجد الحرام معتمرين. و رؤية رسولنا الكريم ليست كأي رؤية، وقطعا ليست كرؤية والد الحلمان، والتي بسببها دمر السودان واذل واهان وشرد الشعب السوداني، ويصر هو وصحبه على عدم ايقافها حتى وان استمرت مائة سنة وفني كل الشعب حسب كلام البلبوسي ياسر العطا.
وفي مقابل ما يقوم به ود الحلمان الآن، بموجب فتاوي هؤلاء الشيوخ البلابسة، انظروا ماذا فعل رسول الهدى، شفيع الأمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في صلح الحديبية، بالرغم من انه كان صلحاً مجحفا جدا في حق المسلمين وتعرضوا من خلاله ومن بعده للكثير من الإستفزازات والمضايقات والإهانات، ولكن مع ذلك صبرالرسول صلى الله عليه وسلم وقبل ومضي في الصلح حقناً لدماء المسلمين وخلق الله اجمعين. ولا بأس بأن نورد اليكم بعض المقتطفات من الأذي الذي تعرض له الرسول صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام اثناء وبعد عقد ذلك الصلح، ومن تلك المضايقات:
- انه عند كتابة وثيقة الصلح من قبل سيدنا علي بن ابي طالب كرم الله وجهه، وكان الرسول الكريم يملي عليه فقال له الرسول الكريم اكتب: (بسم الله الرحمن الرحيم). فإعترض رئيس المشركين سهيل بن عمرو، واقترح ان يكتب "بإسمك اللهم" وأقر النبي صلى الله عليه وسلم ذلك الإقتراح رغم اعتراض المسلمين من حوله.
ثم أكمل الرسول صلى الله عليه وسلم الإملاء على سيدنا علي قائلا: «هذا ما صالح عليه محمد رسول الله وسهيل بن عمرو ، فاعترض سهيل مجددا قائلا: أنهم لو يعلموا بذلك، أي لويعلموا ان محمد رسول الله، ما صدوه عن البيت ولا قاتلوه، واقترح الرسول الكريم ان تغير العبارة ويكتب اسمه فقط، ثم أمر عليًا بمحو ما كتب ويستبدله ب "محمد بن عبد الله"، فامتنع سيدنا علي ان يشطب هذه العبارة تأدبًا، فأخذ الرسول الكريم صلوات ربي وسلامه عليه الصحيفة فمحاها وأمر بكتابة محمد بن عبد الله.

- كذلك كان سهيل بن عمرو، رئيس وفد قريش، يمسك بلحية الرسول الكريمة والطاهرة، اثناء المداولات ، حتى تصدى له احد الصحابه وضربه بيد السيف.

- أيضا بينما كان عليّ رضي الله عنه يواصل في كتابة صحيفة الحديبية، جاء أبو جندل بن سهيل بن عمرو ، ابن مبعوث قريش في مفاوضات الصلح تلك (سهيل بن عمرو) وهو مقيد بالحديد إلى النبي، فقام إليه أبوه سهيل فضربه في وجهه وقال: يا محمد هذا أول من أقاضيك عليه أن ترده لي، ولم يقبل بتوسط النبي صلى الله عليه وسلم ليتركه مع المسلمين، فهدد سهيل بن عمرو بنقض الصلح ان لم يرد الرسول صلى الله وسلم اليه ابنه ابو جندل.

وكان ابو جندل يقول للصحابة: أتتركوني لهم ليفتنوني في ديني؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم «يا أبا جندل، اصبر واحتسب، فإن الله جاعل لك ولمن معك من المستضعفين فرجا ومخرجا، إنا قد عقدنا بيننا وبين القوم صلحا وأعطيناهم على ذلك وأعطونا عهد الله، وإنا لا نغدر بهم». يعني رد الرسول الكريم ابا جندل الذي اسلم الى كفار قريش، وفاءً بالعهد المكتوب في الوثيقة.

أما بنود صلح الحديبية فهي كالتالي:

1- أن يكون دخول المسلمين الى مكة بعد عام حتى لا يقول العرب ان قريش قد أرغمت. يعني ان يؤجل المسلمون عمرتهم الى العام القادم.
2- إيقاف الحرب بين المسلمين وقريش لمدة عشر سنين.
3- أن يرد سيدنا محمد صلى اله عليه وسلم من يجيئه مسلمًا من قريش بدون إذن وليه، والعكس فلا ترد قريش من يأتيها من سيدنا محمد (واقعة أبو جندل مثلا لهذا).
4- إطلاق حرية اختيار الدخول في عقد محمد أو قريش للعرب، فدخلت خزاعة في عهد الرسول وبنو بكر في حلف قريش.
5- يخرج المشركون العام التالي من مكة ثلاثة أيام ويدخلها المسلمون معتمرين بغير سلاح إلا بعض السيوف.

إن صلح الحديبية وبما فيه من اجحاف ومضايقات واستفزازات للمسلمين الا انه قد اتى بالكثير من المكاسب للإسلام والمسلمين وفيه ايضا الكثير من العبر والدروس والفوائد، ومنها على سبيل المثال:

أ‌- بعد صلح الحديبية تفرغ الرسول صلى الله عليه وسلم لنشر الإسلام، بعد أن أمن جانب قريش.
ب‌- تفرغ المسلمين لتسوية الحساب مع يهود خيبر الذين نقضوا عهودهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ج - دخول قبائل كثيرة إلى حلف المسلمين، وعلى رأسهم قبيلة خزاعة.
د- صلح الحديبية كان سببا في فتح مكة وانتشار الإسلام.
هـ - نزوع الإسلام نحو منهج السلم وحقن الدماء في تسوية الخلافات أكثر من ميله للحرب.
و- حرص النبي على الوفاء بالعقود وعدم نقضها وصبر طويلا تفادياً لقيام الحرب.
ز- الظلم والطغيان مهما طال زمانه فمصيره الزوال والاندثار.
ح- الإسلام دين العفو والتسامح وليس دين الانتقام، حيث عفو الرسول صلى الله عليه وسلم عن أهل قريش عندما قال لهم: "اذهبوا فأنتم طلقاء"
ط- احترام قواعد التفاوض أهم مميزات أسلوب التفاوض الناجح.
ي- ليس بالضرورة تنفيذ الرؤيا في حينها، وفي هذا كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول لعمر ابن الخطاب حين يسأله عن موضوع الرؤيا، كان يقول له لا يشترط تحقق الرؤيا في العام ذاته، ومطمنا سيدنا ابوبكر قائلاً له "فإنك آتيه ومطوّف به" أي انك حتما سوف تطوف بالبيت الحرام.
ك- تعظيم شعائر الله ولو باتفاق مع المشركين.
ل- صلح الحديبية يعطي درس في المرونة في التعاملات السياسية، ودرس في الصبر على بلوغ الأهداف بدون تعجل ووفقاً لمصلحة الأمة.

وفوق هذا كله يكفي ان يكون السلام هو اسم من اسماء الله الحسنى، فكيف لهذا الكوز البلبوسي ان يرفض الصلح بين الدعم السريع والجيش، ويزيد حطب الحرب ليشعلها اكثر بفتواه التي استرشد فيها بسابقة من سوابق البشر وليس بقرآن منزل ولا بقول رسول مرسل؟
والله ان بعض هؤلاء البادراب امرهم عجيب فيما يتعلق بدعمهم الدائم للأنظمة الشمولية ووقوفهم ضد مصلحة الشعب السوداني، لذلك تجد منهم من باع خط هيثروا الذي اهدته ملكة بريطانيا للسودان، وهوالهالك الشريف بدر، ذلك الخط الذي لا تقدر قيمته السوقية والتاريخية بثمن. ويكفي اننا نقول في تعاملاتنا العادية "ان الهدية لا تهدى ولا تباع "، هذا فيما يختص بالهدية الشخصية العادية، فكيف يكون الأمر عندما تكون الهدية من ملكة دولة عظمى الى دولة يفترض ان تكون هي الآخرى عظمى لولا تغول عليها امثال هؤاء الأقزام اللصوص؟. ونفر آخر من البادراب اصطف مع جماعة الموز وقاد مبادرة لصالح الفلول، وبعد قيام الحرب سافر ذلك البادرابي الى احد الدول العربية، وشاءت ارادة الله ان يطرد شر طرده من تلك الدولة العربية المحترمة، ويقول الرواة انه طرد بسبب الدجل والشعوذة. وأخيرا يطلع علينا هذا المفتي البلوبوسي الذي يسمى مختار بدر، ليرجح حكم سيدنا عمر على ما نزل في كتاب الله وسنة رسوله الكريم.
انا اعتقد ان هذا الشيخ البلبوسي فيه جاهلية وجهوية منتنة، شفاه الله وشفى امثاله من المفتيين البلابسة. ونأمل ان يراجعوا جميعاً فتاويهم الفطيرة تلك والتي بسببها ظلت الحرب مستعرة ومستمرة لأكثر من 15 شهرا وقد تستمر الى ما لانهاية. وعليهم اذا كانوا مسلمين حقاً ان يسترشدوا بما جاء في الكتاب والسنة بدلا عن الإسترشاد بالصحابة الذين نكن لهم كل تقدير واحترام ولكن كلامهم لا يكون فوق كلام الله ورسوله الكريم. كما آمل ان يبادروا ويعجلوا الى التوبة حتى لا يكونوا من الذين ورد فيهم قول الحق تبارك وتعالى:
(وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَىٰ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ وَإِلَى ٱلرَّسُولِ رَأَيْتَ ٱلْمُنَٰفِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا)، الآية 61 النساء.
وقوله تعالى ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱتَّبِعُواْ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ قَالُواْ بَلۡ نَتَّبِعُ مَآ أَلۡفَيۡنَا عَلَيۡهِ ءَابَآءَنَآۚ أَوَلَوۡ كَانَ ءَابَآؤُهُمۡ لَا يَعۡقِلُونَ شَيۡـٔٗا وَلَا يَهۡتَدُونَ ﴾ [ البقرة: 170. وآباء امثال هؤلاء المفتيين البلابسة هم حاخامات الكيزان القتلة، دعاة الفتنة.
وهذه الدعوة موجهة بالضرورة الى حاخامهم الأكبر الذي علمهم السحر، عبد الحي يوسف الذي افتى بقتل ثلثي الشعب السوداني، وكانت فتواه ايضاً مبنية على ما ورد عن الإمام مالك، على حد زعمه، وليست مأخوذة من الكتاب والسنة.
أما الشيخ الدكتور محمد الأمين اسماعيل البلبوسي، كما تقول لغة الراندوك " جابها وارمة لدرجة الصديد والغرغرينة". حيث قال هذا المفتي البلبوسي: ان الحرب الحاصلة الآن دي اكبر من (وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ۖ....الخ ) وأكبر من الآية ( إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ... الخ ورسوله، واكبر من الحرابة، وأكبر من الخروج على الحاكم. وقال ان المقصود بهذه الآية (وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا) هي شكلة بين رجلين، أو قبيلتين، أو بيتين ، والمطلوب ان يتدخل الحاكم يصلح بينهم، وبالتالي هذه الآية لا تنطبق على الحرب الدائرة حاليا في السودان بين الجيش و الدعم السريع. بالله انظروا لهؤلاء البلابسة كيف يحرفون كلام الله بما يتماشى مع اهوائهم. اللهم ارنى فيهم عجائب قدرتك وتحول عافيتك وشديد سخطك وغضبك وبأسك الذي لا يرد، الله أمين. وكل هذا التحريف للدفع بإتجاه استمرار الحرب التي اهلكت العباد والبلاد.

طبعاً هناك الكثير من المفتيين البلابسة الذين افتوا بضرورة استمرار هحربهم العبثية اللعينة، هذه الحرب التي ازهقت الأرواح وشردت وجوعت العباد وعرضت الوطن للتفيت وازكت العنصرية والتشرذم والتقوقع في حضن القبلية المنتنه، وإذا لم تتوقف هذه الحرب اللعينة المدمرة فسوف يتعرض الوطن برمته للفناء ومن ثم الإحتلال من قبل دول الجوار، وبالتالي سوف لن يجد هؤلاء البوم تلة يصعدوا اليها.
والله عندما اقرأ سورة البقرة اجد ان هناك الكثير من الآيات تنطبق تماماً على الكيزان والفلول وشيوخهم البلابسة، ومن تلك الآيات، قوله تعالى:
(إِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلَا تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ (84) ثُمَّ أَنتُمْ هَٰؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِّنكُم مِّن دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِم بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِن يَأْتُوكُمْ أُسَارَىٰ تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ ۚ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ۚ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَٰلِكَ مِنكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ الْعَذَابِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (85) أُولَٰئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ ۖ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ (86).
(أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (75) وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَا بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُم بِهِ عِندَ رَبِّكُمْ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (76)أولا يعلمون ان الله يعلم ما يسرون وما يعلنون (77).
(الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ ۖ وَإِنَّ فَرِيقًا مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (146).
وهناك آية أخرى تتعلق بفتواهم واجازتهم للمؤتمر الوطني للحصول على قروض ربوية وهي الآية:
يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ ٱلرِّبَوٰٓاْ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ ﴾ [ البقرة: 278]
ومن خلال هذه الآيات فإنني ارى انها جايا فيهم كب - حسب تعبير الكوز البلبوسي مختار بدر - يعني تنطبق تماماً على الكيزان وشيوخهم البلابسة دعاة الفتنة.
الخلاصة، انني ارى ان هؤلاء المفتيين البلابسة، متبعي اذناب الفلول، مسؤولون مسؤولية مباشرة عن كل ما حدث ويحدث في السودان (لأن فتاويهم هي دعوة صريحة للفتنة وإزكاء نار الحرب، والفتنة التي قال عنها الله عز وجل { وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ }. ويجب محاسبتهم على فتاويهم تلك محاسبة صارمة وفورية عندما تستقر الأوضاع.
آسف جدا جداً للإطالة ولكني ارى ان هذه المعلومات مهمة للغاية ويجب ابرازها في هذا التوقيت بالتحديد، عسى ولعل تكون هادية لعدد كبير من هؤلاء الشيوخ البلابسة، كما قد يكون فيها بعض المعلومات التي من الممكن ان تشكل خارطة طريق تقود الى المفاوضات بدون نرجسية او تعالى وغرور، وركوب رأس.
لا للحرب وتريليون نعم للسلام.

اوهاج م صالح

 

awhaj191216@gmail.com  

المصدر: سودانايل