جنيف دعاية سياسية أم مخاطبة لقضايا الضحايا؟
تاريخ النشر: 12th, August 2024 GMT
جنيف دعاية سياسية أم مخاطبة لقضايا الضحايا؟
العملية السياسية دون وقف الحرب ترف.. وقف الحرب دون عملية سياسية أفق مسدود
ياسر عرمان
وقف وإنهاء الحرب مرحلتان مترابطتان ويشكلان معاً عملية واحدة متكاملة وهو ما سيجري في جنيف وظللنا نتحدث عنه آخذين من تجارب وقف وإنهاء الحروب في بلادنا وعالمنا الفسيح. التعامل مع قضية الحرب ومعالجتها بقدر ما هو معقد فهو بسيط مثل أي طبيب يجد شخصا ينزف سيبدأ بوقف النزيف ثم التشخيص ومن ثم تحديد العلاج، وقف الحرب هو وقف للنزيف وإنهاء الحرب يتطلب التشخيص ومعرفة الاسباب ثم روشتة العلاج.
وقف الحرب هو مفتاح العملية السياسية ومحطتها الأولى والعملية السياسية دون وقف الحرب مجرد ترف، الغالبية الساحقة من الناس العاديين مصالحهم تكمن في وقف الحرب ومخاطبة الكارثة الإنسانية وفتح المسارات وإيصال الإغاثة ووقف الانتهاكات وحماية المدنيين برقابة اقليمية ودولية. ومن تجاربنا الطويلة انحزنا لقضية وقف الحرب كشرط لانجاح العملية السياسية، قبل مناقشة الحقوق المدنية لابد من توفير الحقوق الطبيعية وعلى رأسها حق الحياة، فالإنسانية والإغاثة قبل السياسة والحقوق الطبيعية قبل المدنية كما ان أولويات الملايين الآن قد تراجعت إلى حقهم في الامن والطعام والسكن قبل أي حقوق أخرى.
وقف الحرب أولاً وفي عملية متكاملة ومترابطة وحزمة واحدة توقف النزيف وتخاطب ملايين الضحايا والمتضررين من الحرب وتعد المدخل الصحيح للعملية السياسية التي تخاطب انهاء الحرب ومخاطبة الجذور التاريخية للحروب في السودان والوصول لمشروع وطني وعقد اجتماعي جديد بموجبه يتم تأسيس الدولة واكمال الثورة.
أهم قضية في العملية السياسية هي بناء القطاع الأمني وفي مقدمتها بناء جيش مهني واحد وبناء المنظومة العدلية التي تحقق العدل، دون ذلك لا يمكن الوصول للاستقرار والديمقراطية أو التنمية، قضية المواطنة بلا تمييز هي اهم القضايا المنسية في سودان جوهره التنوع وأي مشروع وطني جديد لابد ان يستند على مخاطبة قضايا ملايين السودانيات والسودانيين في الريف الذين غاب وجهه المنتج فأنتج ملايين المهمشين وأنتج الحروب وهدّد أمن المدينة، ولابد من تنمية تربط عضوياً بين الريف والمدينة ولمصلحة المهمشين في كليهما، وقضايا العدالة والمحاسبة ازدادت أهميتها بعد هذه الحرب، كما يجب ان تخاطب العملية السياسية إقامة نظام حكم مدني ديمقراطي انتقالي بعيداً عن الشراكة المشوهة مع العسكريين.
أخيراً يعد اجتماع جنيف في 14 أغسطس القادم هو أهم حدث لوقف الحرب منذ اندلاعها في 15 أبريل 2023 سيما انه ينعقد على خلفية المجاعة التي سببتها الحرب والأمطار والسيول والفيضانات التي تهدد مناطق واسعة. علينا ان نبتعد به عن الدعاية السياسية وان لا يكون مباراة لإحراز الأهداف في مرمى الخصم أو مجرد مناسبة لتسجيل النقاط بل يجب حشد الطاقات للتوصل لتفاهمات حقيقية بين طرفي الحرب لوقفها ومخاطبة الكارثة الإنسانية وحماية المدنيين بآليات رقابة على الأرض دون الدخول في لجة الاتهامات العقيمة، هذا يحتاج لوسطاء وخبراء متمرسين يفكرون خارج الصندوق وذوي قدرة على توليد الحلول وتجسير الهوة والمسافة بين الطرفين. ان اجتماع جنيف يجب ان يشكل انتصارًا للضحايا وللشعب وللسودان ولطرفي الحرب اللذين يجب يتمتعان بإرادة بينة وقاطعة.
وقف الحرب سيفتح الطريق إلى عملية سياسية ذات مصداقية لإنهاء الحرب ومن المعلوم ان اتفاق وقف إطلاق النار أو وقف العدائيات الإنساني إذا اردنا الدقة لا يشكل اتفاق سلام بل يعمل على تهيئة المناخ لعملية سياسية متكاملة لبناء سودان جديد، ووقف الحرب دون التوصل إلى إنهائها ما هو إلا أفق مسدود.
11 أغسطس 2024
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: العملیة السیاسیة وقف الحرب
إقرأ أيضاً:
فتح الانتفاضة: نبارك العملية النوعية والجريئة التي نفذها أبطال اليمن في قلب “يافا”
الثورة نت/..
باركت حركة فتح الانتفاضة في فلسطين المحتلة، العملية البطولية التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية التي استهدفت عميق كيان العدو الصهيوني في يافا “تل ابيب” المحتلة.
وقالت الحركة في بيان لها اليوم الخميس: “نبارك العملية النوعية والجريئة التي نفذها أبطال اليمن في القوات المسلحة باستهداف قلب “تل أبيب”، نصرة ومساندة للشعب الفلسطيني”.
وأكدت أن العملية الصاروخية اليمنية كشفت زيف المنظومة الأمنية والعسكرية عند الكيان الصهيوني وكشفت أيضا التطور النوعي في أداء الجيش اليمني.
وأشارت إلى أن جبهات الإسناد ترسل رسائل من نار للعدو الصهيوني وحلفائه بأنها لن تترك غزة وحيدة وشعب فلسطين أمام هذه الإبادة الجماعية التي يرتكبها العدو الصهيوني.
وأضافت: إن “مشاركة إخواننا في اليمن الشقيق والعزيز في الدفاع عن إخوانهم في فلسطين يأتي في إطار الرد الطبيعي على دعم إدارة بايدن والحكومات الغربية”.
واختتمت حركة فتح بيانها بالتأكيد على أن اليمن أثبت أن قضية فلسطين والمسجد الأقصى المبارك هي القضية المركزية للأمة العربية والإسلامية، وأن المقاومة هي السبيل الوحيد لمواجهة الغطرسة الصهيونية والغربية ضد أمتنا.