سودانايل:
2025-03-03@23:21:18 GMT

لماذا يجب علينا الذهاب الى جنيف (1 – 2 )

تاريخ النشر: 12th, August 2024 GMT

يوسف عيسى عبدالكريم

yousufeissa79@gmail.com

في الأيام السابقة دار جدل كثير عن احتمال فشل مفاوضات جنيف المعلن انعقادها في الرابع عشر من أغسطس الجاري ولا سيما بعد رد الجيش السوداني المتأخر على طلب المجتمع الدولي لقبول المشاركة مما فسر بعدم رغبة الجيش في الدخول في أي جولة مفاوضات مع الدعم السريع في الوقت الحالي .

ولكن ربما يتبادر الى ذهن المواطن السوداني سؤال بسيط ولكنه معقد في نفس الوقت لماذا يجب على الجيش الذهاب الى جنيف .
المتابع لسير المفاوضات بين الجيش والدعم السريع منذ اندلاع الحرب في 15 ابريل 2023 يلاحظ ان إرادة الحل و التوصل الى اتفاق يوقف الحرب ظلت شبه منعدمة لدى الطرفين . بدليل عدم التزام الطرفين بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في الجولات السابقة بالإضافة الى عدم اتخاذ أي من الطرفين تدابير مقنعة لتجنيب المدنيين تداعيات الحرب او تجنب المدنيين في مواقع القتال .مما عرض كتير من المدنيين للقتل وممتلكاتهم للتلف.
والمدقق يرى ان الجيش في كل جولة مفاوضات يتردد او يتأخر في التعاطي معها او النظر اليها كفرصة تكون النتيجة ازدياد رقعة تمدد الدعم السريع فعلى سبيل المثال عندما بدأت الحرب في 15 ابريل 2023 وبدأت معها مباشرة مفاوضات جدة كانت قوات الدعم السريع منحصرة داخل نطاق ولاية الخرطوم وكانت كل ولايات السودان تعتبر عمليا ولايات امنة عليه كان بالإمكان تحقيق نتائج كبيرة وتقليل الاضرار التي تفاقمت حتى وصلت لما نحن فيه الان .
كذلك عندما تم رعاية المفاوضات والدعوة لها من قبل الاتحاد الافريقي باديس ابابا كان من الممكن أيضا تحقيق اختراق وتقليل الاضرار والمحافظة على ما تبقى من المناطق الامنة حيث لم تكن مدني ولا سنجة ولا سنار ولا الجنينة ولا نيالا ولا النيل الأبيض و لا حتى الفاشر المحاصرة خارج سلطة الدولة.
ان الحكمة تستدعي النظر بتجرد ومن دون عاطفة او حماس الى تطور سير الاحداث واستخلاص النتائج منها ومن ثم اتخاذ القرارات على أساس المصلحة العامة . في الخامس عشر من ابريل لم تكن البلاد تعج بكل هذه المليشيات التي تنتشر في كافة ارجاء البلد كالورم السرطاني والتي تتخذ من الكفاح والنضال المسلح شعارا و مركبا . ظهرت في الشرق حركات ذات مرجعية اثنية بحتة مثلت وما زالت خطرا مستقبليا على الامن القومي للبلاد و في الغرب تكاثرت حركات أبناء دارفور وانشطرت لتزيد ازمة الإقليم تعقيدا . اما في الشمال فقد وصل الامر الى درجة مطالبة البعض بالانفصال والانضمام الي دولة مجاورة بخطاب يشير تناميه لحدوث تطور في بنية وعي انسان الشمال يمثل خطر كبير على مستقبل الدولة السودانية .
مع الاخذ في الاعتبار التطور النوعي في أنواع الأسلحة التي بات يستخدمها الطرفين حيث لأول مرة عرفت افريقيا حرب المسيرات واصبح السودان تحديدا ساحة لاستخدام عدة أنواع من الأسلحة ستمثل خطرا على استقرار المنطقة والاقليم حال ما تم توطين صناعتها واستخدامها في البلاد .ان التأخر في إيجاد حل للازمة السودانية سيكون مهدد كبير للدولة السودانية مستقبلا .  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

مشير المصري للجزيرة نت: معركتنا التفاوضية تشبه مفاوضات البقرة الصفراء

غزة- بين شائعتي اغتاله جيش الاحتلال الإسرائيلي واعتقله تردد اسمه خلال العدوان على غزة مرارا، لكن القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مشير المصري أطل -عقب انتهاء الحرب التي استمرت أكثر من عام ونصف- بجسده سليما معافى دون أن يصاب أو يعتقل.

وأجرت الجزيرة نت حوارا مباشرا مع المصري -الذي أسند إشاعة الأخبار المغلوطة عنه وعن قيادات عدة في الحركة- إلى الاحتلال "الذي يسعى من وراء ذلك إلى جمع معلومات أمنية عن الشخصيات المطلوبة لإسرائيل بعد فشلها في الوصول إليهم، حيث تستفيد من التغذية الراجعة من شيوعها، كما أنها تأتي ضمن الحرب النفسية لضرب الروح المعنوية".

وعبر المراسلات المكتوبة كان يطمئن أفراد عائلته عنه ويطمئن عليهم من خلالها، وقد كان هذا الأمر يستغرق أياما في كثير من الأوقات لوصولها، مما يضاعف قلقه عليهم وقلقهم عليه، خاصة في ظل انتشار الشائعات.

ظروف استثنائية

لدى مشير المصري -المكنى بأبي بكر- 8 أبناء (6 فتيان وفتاتان)، وأصبح جَدّا في العدوان، إذ زوّج كبرى بناته وبكر أبنائه قبل بدايتها.

ودمرت الحرب بيته الجديد الذي أقامه في بيت لاهيا شمال قطاع غزة ولم تمنحه سوى 10 أشهر للعيش فيه، حيث دخله الجنود وفخخوه بعدما نشروا صورا من داخله لأسلحة جمعوها من المواقع العسكرية المحيطة ووضعوا في منتصفها رخصة قيادة خاصة بالمصري، لينسفوا بعد ذلك المنزل كله فيصبح أثرا بعد عين.

إعلان

أوجد يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ارتباكا عند جل الغزيين، ولا سيما عند المطلوبين للاحتلال الذين يعيشون في كل عدوان ظروفا استثنائية يحاولون فيها اتباع خطة للطوارئ معدة مسبقا، فيضطرون خلال دقائق إلى إخلاء المنزل هم وأفراد عائلاتهم والانفصال عنهم، ليلتقي معهم بعد عام ونصف، وهي فترة جاوزت كل التوقعات، كما يقول المصري.

وأضاف "لم يكن أحد يتخيل أن تكون الحرب بهذه الوحشية والدموية أو أن يطول أمدها، وقد كانت أشد مراحلها وطأة على قلبي حين اُجتيح الشمال".

ويكشف المصري للجزيرة نت أنه لم يخرج من بلدة بيت لاهيا إلى مدينة غزة إلا في اليوم الأول لحصار محافظة شمال القطاع، حيث تسلل من بين فكي كماشة، تاركا إخوته وأبناءه الكبار فيه، ليعيش أياما بالغة الصعوبة، خاصة عقب انقطاع الاتصال بهم، ليتبين بعد انسحاب الاحتلال استشهاد 12 فردا من عائلته كان من بينهم أخواه وعائلاتهما، ليصبح له 3 من الإخوة شهداء بعد فقده الأول عام 2004.

المصري والقادة

وعدّد المصري أسماء إخوته، والتي وصفها بالعسكرية قائلا "أسماء إخوتي ثورة وتحرير وفلسطين وفارس وخميس ورائد، ومشير، وقد كان والدايّ قاصدين ذلك لإذكاء روح الثورة في نفوس أبنائهما".

وجاء اجتياح شبح المجاعة للشمال في وقت كان فيه المصري ومن معه قد عكفوا على الصيام حيث قضوا نصف الحرب صياما ضمن ما وصفها بالفلسفة التعبدية التي سلكوها منذ بداية العدوان.

لكن ونظرا لظروفهم الأمنية المعقدة ومنع تحركهم فقد كانت المجاعة شديدة الصعوبة عليهم، حيث كانت وجبتهم الوحيدة على مدار اليوم هي الإفطار على شوربة العدس إن توفرت.

وتأثر المصري بشكل شديد باستشهاد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشهيد إسماعيل هنية بحكم علاقته الوطيدة به، كما أنه كان ملهمه في فترات صعوده وقدوته في علاقاته الاجتماعية المفتوحة، كما تأثر بأسلوبه الخطابي مع الدكتور الشهيد عبد العزيز الرنتيسي.

إعلان

ويذكر لقاءه الأخير مع الشهيد يحيى السنوار قبل أيام من عملية "طوفان الأقصى"، إذ أثنى على تصريحات كان قد أدلى بها المصري، معلقا على ذلك بقوله "سيحدث كل ما قلته يا أبا بكر، بل وأكثر".

أما عن القائد الشهيد محمد الضيف فقال المصري "إن قائدا ملهما بحجمه وتضحياته وعمره التاريخي العسكري ومواكبته كل المحطات التي مرت بها كتائب القسام منذ سلاح الكارلو إلى صاروخ عياش 250 لا تليق به خاتمة سوى الشهادة".

القيادي في حركة حماس مشير المصري ومراسلة الجزيرة نت يسرى العكلوك (الجزيرة) ترتيبات أمنية

تشدد حركة حماس ضمن ترتيباتها الأمنية مؤخرا على منع تجمّع عدد كبير من القيادات في المكان ذاته، كي لا تدفع ثمنا كبيرا بخسارتهم كما حدث في معركة "سيف القدس" التي استشهد فيها ثلة من خيرة قادة القسام، بحسب المصري.

كما يوطن المستهدفون أنفسهم وعوائلهم على توقع تلقي خبر الاستشهاد في أي لحظة، وهو أقسى ما يمكن أن يدفعه الإنسان في معركة تحرره مع الاحتلال.

ونفى المصري أن تكون إطالة أمد الحرب قرارا إسرائيليا، بل برأيه، فإن القوى الدولية شكلت للاحتلال مظلة آمنة وصمام أمان للمضي فيها، خاصة مع عدم وجود قوة تحركت لردعه أو لكبح جماحه، كما يعزو ذلك إلى الانحياز الأميركي والأوروبي للاحتلال ودعمهما المفتوح له بالسلاح، وما قابل ذلك من حالة الخذلان العربي والإسلامي.

وقال إن أكبر تحدٍ يواجه حركة حماس اليوم هو المضي في اتفاق وقف إطلاق النار، وتابع" نخوض معركة تفاوضية تشبه مفاوضات البقرة الصفراء، لكننا في الوقت نفسه نديرها بكل حكمة واقتدار أمام وجود ورقة الأسرى القوية في يدنا"، مؤكدا رفض الحركة السماح للاحتلال بالمضي في سياسة المماطلة دون أن يدفع ثمن ذلك.

مقالات مشابهة

  • الخارجية السودانية تندد بالمساعي الكينية لاحتضان حكومة موازية بقيادة “الدعم السريع”
  • لماذا تحتضن نيروبي مشروع حكومة الدعم السريع؟
  • مخالفًا ترامب .. رئيس النواب الأمريكي: علينا إنهاء الحرب فى أوكرانيا
  • مشير المصري للجزيرة نت: معركتنا التفاوضية تشبه مفاوضات البقرة الصفراء
  • أستاذ قانون دولي عن الحكومة الموازية السودانية: تعكس تحديات قانونية وسياسية
  • الجيش: سيطرنا على منظومة تشويش تابعة لقوات الدعم السريع على سطح منزل في شرق النيل – فيديو
  • الجيش السوداني يتقدم أكثر باتجاه العاصمة و مقتل 10 من مليشيات الدعم السريع
  • حماس: "لا تقدم يُذكر" في مفاوضات المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار في غزة
  • الجيش السوداني يقصف مواقع الدعم السريع في الخرطوم وشمالي الأبيّض
  • الناطق باسم “حماس”: تمديد المرحلة الأولى بالصيغة التي يطرحها العدو مرفوض