تعددت الثقافات والأيقونة واحدة.. صورة العذراء مريم فى أذهان وقلوب الملايين بريشة الرسامين فى كل بلدان العالم
تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT
ساهمت ملامحها البريئة والهالة النورانية التي تملأ جنبات وجهها وصفاتها النبيلة في أن تكون للعذراء مريم مكانة كبيرة في قلوب الملايين حول العالم، حتى أن صورها وأيقوناتها انتشرت منذ مئات السنين بشكل كبير، وأبدع آلاف الرسامين من بلدان مختلفة في رسمها ونحت تماثيل تظهر ملامحها كل حسب بيئته وثقافته.
وظهرت العذراء مريم بملامح آسيوية وأفريقية وأوروبية، حيث حرص الرسامون على أن تظهر مرتدية الأزياء الشعبية من كافة بلاد العالم وتصويرها بأشكال مختلفة يغلب عليها الطابع المحلي الأقرب إلى قلوب شعوب هذه البلدان، لتظهر وكأنها واحدة من بلدتهم، قريبة منهم في ملابسها وملامحها مع الأخذ في الاعتبار قدسيتها ومكانتها الكبيرة في قلوبهم.
في الشرق ظهرت العذراء مريم التي عاشت في الناصرة بملابس محتشمة للغاية تغطي شعرها وجسدها بالكامل، وذلك في عشرات اللوحات والأيقونات التي تظهر وقارها وجمالها البارع، وتنوعت هذه اللوحات ما بين ظهورها بمفردها مثل لوحة الصعود وغيرها، وبين ظهورها حاملة ابنها السيد المسيح وهو طفل صغير، وغلب على هذه اللوحات الإحساس بأنها تشبه ملكة متوجة ترتدي ملابس يغلب عليها اللونين الأزرق والأحمر وهي ألوان زاهية للغاية بالاضافة الى زخرفة هذه الملابس ببعض الزخارف، وكأنها ترتدي حلة الملكات.
في العديد من المدن الأفريقية رسم الفنانون مريم العذراء ببشرة سوداء، حيث قدمها الرسامون بالزى الأفريقي والشعر المجعد وبالطبع البشرة السوداء مثل النساء الأفارقة، إلا أن الأمر لم يقتصر على الرسوم التي تصورها الرسامون الأفارقة فقط فقد ظهرت مريم العذراء ببشرة سوداء في قلب أوروبا حيث تسود البشرة البيضاء والشعر الأشقر.
ويعود بداية ظهور لوحات العذراء مريم بالبشرة السمراء إلى القرن الرابع عشر، حيث توجد أيقونة لها في مدينة جنوب بولندا تدعى شيستوشوفا ، تعرف باسم black Madonna أو (العذراء السوداء)، تمتعت هذه الأيقونة بشعبية واسعة عبر العصور، حتى أصبحت أحد أهم المعالم السياحية في بولندا يتوافد إليها ما يقرب من 150 ألف شخص سنوياً، كما تم رسم العذراء ببشرة سوداء في العديد من القطع الفنية في أوروبا الغربية وأمريكا اللاتينية، لعل أشهر الأمثلة لهذا النوع من اللوحات هو عذراء جوادالوبي بالمكسيك وعذراء مونسيرات بإقليم كتالونيا بإسبانيا وعذراء ويلسدن بلندن، وترجع ظاهرة بلاك مادونا أو مريم السوداء إلى القرون الوسطى حيث ظهرت بشكل كبير على التماثيل الحجرية الخشبية.
في فيتنام صوَّر المحليون العذراء التي رأوها خير معين وقت الهروب والاضطهاد كسيدة فيتنامية مرتدية الرداء الشعبي (آو داي) وهو يأخذ شكل فستان طويل مفتوح من الجانبين وهو زي لا يزال يتمتع بشعبية كبيرة بين نساء فيتنام.
أما في الصين فقد صورت عذراء دونجلو- والتي حسب اعتقادهم أنقذتهم من الغزو في مطلع القرن العشرين ببشرة شاحبة ووجه مستدير وعيون صغيره مُرتدية الزي الشعبي الصيني.
وفي رواندا أظهروا عذراء كيبيهو (سيدة الأحزان) كامرأة أفريقية ذات بشرة سوداء ورأس بيضاوي وملامح أفريقية مميزة، ولم تكن هذه اللوحات الشعبية ذات قيمة روحانية فقط بل باتت رموز الهوية القومية لمختلف الثقافات.
في مصر، توجد واحدة من أجمل الأيقونات المحفوظة بالكنيسة المعلقة، تعرف باسم "الموناليزا القبطية"، ولم يتم رسم أي لوحة بطريقة مشابهة لها في مصر، وحملت هذا الاسم لأن من ينظر إلى اللوحة من أي اتجاه يشعر وكأن السيدة العذراء تنظر إليه، وقام بعمل هذه الأيقونة فنان أرمني، وتصور هذه الأيقونة السيدة مريم العذراء وهي جالسة، ويعلوها اثنان من الملائكة، والسيد المسيح يجلس على ساقها اليسرى، بينما يجلس القديس يوحنا المعمدان على الجانب الأيمن منها يقبل قدم السيد المسيح.
عمر لوحة الموناليزا القبطية إلى القرن الثامن الميلادي، أما لوحة الموناليزا للفنان الإيطالي ليوناردو دافنشي فترجع إلى القرن السادس عشر الميلادي، من المرجح أن دافنشي قد استلهم فكرة لوحته من الموناليزا المصرية.
وفي فلسطين توجد العديد من صور العذراء الرسمية المحفوظة في قبرها، في الجسمانية القدس، منها أيقونة رسمت بشكل عجائبي عام 1870، حيث كانت الراهبة تتياني رسامة الأيقونات تتنسك في دير القديسة مريم المجدلية الروسي والموجود مقابلة مع سفح جبل الزيتون، هذه شاهدت في إحدى الليالي رؤيا للسيدة العذراء قالت لها خلالها: (أيتها الأخت، أنا قد أتيت من أجل أن ترسميني) رأت بأن راهبة غريبة زارتها في قلايتها (غرفتها) قائلة لها فأجابتها الراهبة تتياني: (سامحيني أيتها الأخت فأنا أرسم الأيقونات ولا أرسم أشخاصًا)، فقالت لها الزائرة: (طالما هكذا ارسمي أيقونتي) فاندهشت تتياني من شجاعة الزائرة مجيبة إياها: "ليس عندي خشب كي أرسمك" ، فأعطتها الزائرة خشبة الرسم قائلة لها: "ارسمي" لكن الراهبة تتياني شاهدت ملابس الزائرة تصبح ذهبية وأصبح وجهها يضيء كثيراً، وسمعتها تقول لها: "آه يا تتياني المغبوطة، أنت سترسمي أيقونتي مرة أخرى بعد القديس الرسول والبشير لوقا" فشعرت تتياني بأنها قد رسمت أيقونة العذراء! فاضطربت واستيقظت وأسرعت إلى رئيسة الدير وقصت عليها الرؤيا، لكن الرئيسة لم تصدقها في بادئ الأمر، ولكن لما عادت من عند الرئيسة رأت بأنه كان يخرج من القلاية نور ورائحة زكية، ولما دخلت القلاية شاهدت الأعجوبة المذهلة بأن أيقونة العذراء المقدسة والتي شاهدتها في الرؤيا كانت حقيقة موجودة بالفعل.
364800840_1220249035309560_3096552406605930057_n 364813773_1032168241128234_2766734501353297559_n 365130742_313576327853151_1741787689470526266_n 365278354_1027213468457325_2864377175464344648_n 365431038_178783998551112_2372523822450310874_n 365483294_195463680195968_4015604385059487847_n 366356850_1097547234538869_7817287673727299563_nالمصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: العذراء مريم ريشة العالم البشرة السمراء العذراء مریم
إقرأ أيضاً:
كيف تحول مكان صورة ويندوز «إكس بي» الشهيرة؟.. السر في التغير المناخي
لا شك أنّك كنت واحدًا من مليار شخص شاهدوا صورة التلة الخضراء التي تعتليها سماء زرقاء بالغة الصفاء، والمرتبطة بنظام التشغيل القديم «ويندوز إكس بي»، وهي الصورة التي جرى التقاطها بالفعل في ولاية كاليفورنيا الأميركية، وليست مجرد تصميم خيالي، ولكن هل خطر ببالك كيف أصبح هذا المكان الآن بعد مرور كل هذه السنوات؟
كيف أصبحت صورة ويندوز XP الشهيرة؟هذه الصورة الشهيرة التي تعرف باسم «Bliss» والتي تعني النعيم أو الجنة، وجرى التقاطها في تسعينيات القرن الماضي بواسطة المصور تشارلز أورير، في يوم من أيام الجمعة، خلال شهر يناير من عام 1996، عندما كان يقود سيارته في طريقه من سانت هيلينا إلى مارين لرؤية الشابة دافني لاركين التي أصبحت زوجته فيما بعد، وذلك قبل 5 أعوام من إطلاق مايكروسوفت لنظام التشغيل ويندوز XP، وفقًا لما ذكره موقع «sfgate».
ومنذ عام 2014 جرى إيقاف تشغيل نظام التشغيل Microsoft XP، إلا أنّ الصورة لا تزال الصورة جزءًا من الثقافة الشعبية التي شاهدها مليارات المستخدمين منذ أعوام، ولكن كيف يبدو المكان الذي تم التقاط الصورة فيه اليوم؟
ثاني أغلى صورة في العالمهذا المكان الذي يقع على الطريق السريع في مقاطعة سونوما، وجد المصورون الذين زارو هذه المنطقة أن المناظر الطبيعية التي أعطت «Bliss» اسمها لم تعد كما كانت من قبل، بعد أن جرى استبدال العشب الأخضر المورق بمحصول العنب المستخدم في صناعة النبيذ الذي تشتهر به منطقة وادي نابا، وأصبحت المعدات الزراعية وشجيرات الورد تجعل المنطقة أقل شهرة من المشهد الذي شاهده ملايين الأشخاص على أجهزة الكمبيوتر منذ أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين بسبب التغيرات المناخية.
ووفقًا لعدة تقارير صادرة من «مايكروسوفت»، فإنّ هذه الصورة تعتبر ثاني أغلى صورة في العالم، ويُقدر عدد الأشخاص الذين شاهدوها بحوالي مليار شخص وهو العدد نفسه الذي استفاد من ويندوز XP في أنحاء العالم الذي استمر الانتفاع به حتى بعد إصدار نظام «فيستا» الذي لم يصمد طويلًا أمام «ويندوز 7» الذي تفوق عليه في الأسواق عام 2011.