سودانايل:
2025-04-27@03:50:46 GMT

فرص جنيف لوقف الحرب ومنع الانهيار وحمايه المدنيين

تاريخ النشر: 12th, August 2024 GMT

شريف يس

برعايه ووساطه امريكيه وسعوديه وسويسريه، الخارجيه الأمريكيه دعت كل من الجيش والدعم السريع،لمفاوضات حول وقف اطلاق النار في جنيف بتاريخ 14 أغسطس، والتي تضم الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة ومصر والأمارات بصفه مراقب، وتعتبر أول جهد ومبادرة تجمع الجيش والدعم السريع بعد عدة أشهر من توقف منبر جدة، بعد التراجع الدولي والأقليمي لما يحدث في السودان والانشغال بحرب غزة واكرانيا ،والراعي المباشر أمريكا ووزير خارجيتها انتوني بلينكن وهذة فرصه لم تتوفر في جدة والمنامه ومبادرات أخري، حيث تم استصحاب كافه المبادرات الأقليميه والدوليه وتجميعها في المبادرة الأمريكيه ،استجاب الدعم السريع وبعد تردد ومواقف متباينه ومتناقضه من البرهان والجيش بعد حادثه المسيرة في جبيت، والتي تشير أصابع الأتهام الي الاسلاميين وكتائبهم الأرهابيه والتباين داخل قيادة الجيش نفسه والصراع الداخلي والاصطفاف والفرز.


صدر بيان من الخارجيه السودانيه بموافقه متحفظه فالخيارات ضيقه ومحدودة، في اطار عدد من الشروط لجوله مباحثات تعقد في جدة مع الوفد الأمريكي في جدة برئاسه وزير المعادن بشير ابونمو، أيرزها البناء علي أعلان جدة وتنفيذ شروطه والأجندة والأطراف المشاركه والحضور، وانتزاع الأعتراف بشرعيه بورتسودان والأعداد الجيد للمفاوضات وممارسه الضغوط لتحسين الموقف التفاوضي، مما يترك التكهنات عن مدي جديه ورغبه حكومه الأمر الواقع غير الشرعيه في وقف اطلاق النار، الذي تتجاذبه الخلافات والصراعات والتيارات وتداخل ارتباطاته واختطافه واختراقه من قبل الاسلاميين وقوي النظام البائد، والتيار المتشدد الداعمين للحرب واستمرارها وعودة التمكين واختطاف السلطه مرة أخري، والذين لديهم تأثيرا كبيرا علي قرار الجيش والذي تزايد بشكل كبير بعد الحرب والقتال مع الجبش وفي صفوفه، هذة التداعيات دفعت الي تفجر الخلافات والتصدعات داخل المؤتمر الوطني المحلول وخروجها للعلن، والمحاولات لعرقله اي جهود لانهاء القتال حتي سحق الدعم السريع واستسلامه رغم الهزيمه ومحاوله انكارها،لان ذلك يخدم أجنداتهم للبقاء في المشهد السياسي ومعادله الحكم والسياسه، والحفاظ علي المصالح والامتيازات والمكتسبات والأفلات من العقاب والمساءله والمحاكمه، حتي لو اصبح السودان جزءا من صراع المحاور في الأقليم وحليفا لايران بعد عودة العلاقات وامدادة بالسلاح والمسيرات، مما يؤدي الي اطاله الحرب ودخول أطراف معاديه لايران، والبحر الأحمر يشهد المزيد من التوترات والصراع في منطقه مهمه للتجارة العالميه والأمن الدوليين مما يفتح الباب امام نسف المفاوضات في جنيف‘لكن البرهان وحكومه الأمر الواقع تقع تحت ضغط وحصار داخلي وخارجي ،ولا تستطيع مواجهه المجتمع الدولي والعزله وفقدان المواقف المتوازنه والحياديه من بعض دول الجوار التي تسعي الي انهاء الحرب والخوف من اتساعها وتمددها والتي تعيش اوضاعا أمنيه هشه، تشاد ليبيا وأفريقيا الوسطي وأثيوبيا وجنوب السودان وامكانيه دخولها في الحرب اذا وصلت حدودها وتهديد ذلك للأمن الأقليمي والدولي.
توازن الضعف والأرهاق الخلاق في صفوف القوي المتحاربه والخلافات والتباينات والاشكاليات داخل الطرفين والحرب لم تحقق أهدافها المعلنه من الطرفين، يعزز الاستجابه للضغوط الأمريكيه المكثفه والقدرة علي الأكبر علي الضغط والتأثير علي طرفي النزاع، واستخدام سياسه العصا والجزرة ،ودور القوي الدوليه وامكانيه التلويح بالفصل السابع وسلاح العقوبات وحظر الاسلحه وتحليق الطيران ، يدفعهم الي الشروع والانخراط في المفاوضات وبعد تقدم خطوات السلام وبوجود كافه الأطراف من الوسطاء والمراقبين في جنيف، الذين لديهم علاقه بمسار الحرب وتطوراتها وتأثراتها وتعقيداتها ومسارها، يوفر فرصه مواتيه وأفضل للتوصل لاتفاق يضع حدا للأقتتال والعنف ، حيث ان المفاوضات تهدف الي الي تحقيق وقف اطلاق النار والعنف والسماج بوصول وانسياب المساعدات الانسانيه ووضع آليه مرافبه وتحقق فعاله من اجل تنفيذ ضمان وتنفيذ اي اتفاق،وذلك لا تشمل الجانب السياسي الأوسع الذ ي سيترك ملفه للقوي المدنيه وهذا ما يرفضه العسكر والاسلاميين،والذي يقود ويشكل أكبر الي المخاطر من الفوضي والكوارث والحرب الأهليه والانقسام المجتمعي وتصاعد خطاب الكراهيه ،والقتل علي الهويه والانتماء الجهوي والعنف وقطع الروؤس،والتفكك في ظل انتشار السلاح والأجندات الخارجيه التي تطمع قي موارد السودان وثرواته،المؤاني والأراضي الزراعيه والمياه والمعادن والذهب والبترول والموقع الجيواستراتيجي، وتعريض سلامه ووحدة وأمن البلاد والجيش نفسه للتحديات ومخاوف الانقسام والصراعات الأثنيه في ثالث أكبر بلد في أفريقيا من حيث المساحه والموقع الجيوسياسي ،بحدودة علي الساحل والبحر الأحمر والقرن الافريقي ،البترول 60% الي أوربا عبر البحر الأحمر و13% من التجارة العالميه ما قيمته اثنين ونصف تريليون دولار سنويا، والمنطقه اصلا تشهد توتر وتصعيد واضطرابات بعد حرب غزة حيث نلاحظ ان اعلام الحرب الذي يقودة صحفيين وكتاب أعمدة داعم لمعسكر الجيش وحلفائه من الفلول والاسلاميين، يقومون بالتحريض والتعبئه للحرب واستمرارها بعد ان تسببوا في اشعالها،ويشكلون غطاء اعلاميا وسياسيا وأمنيا، يعمل علي تزوير وتزييف الحقائق والمعطيات علي أرض الواقع، بالاباطيل وخلط الأوراق وتغبيش وعي الجماهير، فيما يتعلق يالذهاب الي جنيف ومواجهه مجريات الصراع.
اثارة العواطف ودغدغه مشاعر المواطن المغلوب علي أمرة، الذي تعرض للقتل والتطهير العرقي والنهب والسرقه والانتهاكات ،والعنف الوحشي والفظائع والبشاعه واحتلال منازله والاحتجاز القسري، والتعذيب والاعتداء الجنسي والأغتصاب والأخفاء القسري بواسطه الجنجويد عصابات مليشيات الدعم السريع المجرمه، والتي قامت بالأمس بقصف وتدمير مستشفي الولادة في أمدرمان بعد يوم واحد من استئناف اعماله، والاستخبارات العسكريه تعتقل الاعلاميين والصحفيين والناشطين واعضاء سابقين في الحريه والتغيير، ولجان المقاومه والخدمات والطؤاري والسياسين وتمارس التعذيب والاخفاء القسري، هذا الأعلام يتجاهل ويتغافل التقارير الدوليه عن حجم الانهيار الأقتصادي 125 مليار دولار خسائر الحرب في العام الأول، وارتفاع معدلات التضخم وتدهور قيمه الجنيه بما يعادل 300%، وتوقف كافه القطاعات الانتاجيه والمعاناة الانسانيه وارتفاع أعداد القتلي الي أكثر من خمسين ألفا، واضعاف ذلك من الجرحي والمصابين ولا توفر احصائيات دقيقه ،وخطر المجاعه 25.6 يعانون نقص الغذاء الحاد والقتل والدمار الذي يطال المواطن وارتفاع الاسعار بأكثر من خمسه مرات خلال هذا العام، وانعدام الدواء ونزوح ولجوء أكثر من 13 مليون داخل وخارج البلاد والتدمير الهائل والخراب للبنيه التحتيه،تزايد وتعدد المبادرات واللقاءات والمؤتمرات الأقليميه والدوليه في الفترة الأخيرة لانهاء الحرب، وانسياب الأغاثات والأعانلت وحمايه المدنيين،لا يجب ان يكون سببا لايقاف الحرب بأيه شروط تحت ضغط معاناة المواطنييين وتوازن الضعف، لخدمه مشروع التسويه وارتباطاته بالطرفين أقليميا ودوليا ذلك لن يؤدي الي انهاء الحرب ومخاطبه جذور الأزمه وأسبابها ،ولن يحقق غير سلام هش وسلطه ضعيفه تعيد انتاج الأزمه من خلال الشراكه والتسويه وتصفيه الثورة، عدم مكافأة الدعم السريه المليشيا المجرمه في مستقبل العمل السياسي وابعاد الجيش من المشهد الساسي والأقتصادي ، ومحاسبه ومساءله مجرمي الحرب من الطرفين وابعادهم من المعادله السياسيه، الحوار الجاد والفعال لقوي الثورة الحيه للعمل المشترك وبناء جبهه عريضه واسعه، من اجل الالتحام بالجماهيروالاعتماد علي قدراتها ومثابرتها وابتداع الوسائل والأدوات المتقدمه، لاستنهاض حركه الجماهير للالتفاف حولها بالثبات والجسارة والأقدام في معركه هزيمه اعداء الديمقراطيه والسلام والعداله ومن اجل استراد الثورة.

Shareefan@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

اتفاق المنامة السوداني الذي يتجاهله الجميع

"إذ نؤمن بضرورة رفع المعاناة عن كاهل شعبنا والتوصل إلى حلول للأزمة السودانية، تنهي الحرب التي بدأت في الخامس عشر من إبريل 2023، والتي يستلزم وقفُها تكاتف أبناء الشعب السوداني بمختلف مكوناته وانتماءاته. وإذ نقرّ بأن الأزمة السودانية منذ الاستقلال هي أزمة سياسية، وأمنية، واقتصادية، واجتماعية، وثقافية شاملة يجب الاعتراف بها وحلّها حلاً جذرياً. وإذ ندرك أنّ الحرب الحالية قد سبّبت خسائر مروّعة في الأرواح ومعاناة إنسانية لم يسبق لها مثيل، من حيث اتّساع النطاق الجغرافي، وأنها دمّرت البنيات التحتية للبلاد، وأهدرت مواردها الاقتصادية، لا سيّما في الخرطوم ودارفور وكردفان. وإذ نؤكد رغبتنا الصادقة في تسوية النزاع المستمر على نحوٍ عادل ومستدام عبر حوار سوداني/ سوداني، يُنهي جميع الحروب والنزاعات في السودان بمعالجة أسبابها الجذرية، والاتفاق على إطار للحكم يضمن لكل المناطق اقتسام السلطة والثروة بعدالة، ويعزّز الحقوق الجماعية والفردية لكل السودانيين" ... بهذه الديباجة، وأكثر، تبدأ اتفاقية المنامة الموقّعة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في 20 يناير/ كانون الثاني 2024، وجاءت بعد خمسة أيام من رفض قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان لقاء قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وتأكيده أنه لا حاجة لأيّ تفاوض جديد، بل يجب تنفيذ نتائج قمة "الإيقاد"، التي عُقدت في جيبوتي في ديسمبر/ كانون الأول 2023، على نحوٍ طارئ لمناقشة حرب السودان. وخلصت إلى التزام من قائد الجيش وقائد "الدعم السريع" بالاجتماع الفوري ووقف الأعمال العدائية.

في خطابه إلى القمة العربية الطارئة، أكد البرهان أن أولوليات حل الأزمة (الحرب) هي الالتزام بإعلان جدّة للمبادئ الإنسانية، ووقف إطلاق النار، وإزالة معوقات تقديم المعونات الإنسانية، وتعقب ذلك عملية سياسية شاملة للتوصل إلى توافق وطني لإدارة المرحلة الانتقالية ثم الانتخابات، لكن في 20 يناير 2024، وفي يوم توقيع اتفاق المنامة الذي وقّعه عن القوات المسلّحة الفريق أول شمس الدين كباشي نائب القائد العام للجيش، وعن الدعم السريع "الفريق"(!) عبد الرحيم دقلو، شقيق حميدتي، الذي حصل مثله ومثل غيره من قادة المليشيات على رتب عسكرية من الجيش السوداني، في اليوم نفسه، جمّد السودان عضويته في منظمة الإيقاد! وتحوّلت المنظمة التي كانت قبل أيام "صاحبة دور مهم في الوصول إلى السّلام" إلى "منظمة الجراد" في الخطابات الشعبوية التي تطلقها السلطة العسكرية.

مرّ اتفاق المنامة من دون ضجيج. وربما لو لم يتسرّب خبر التفاوض الذي أكده بعد ذلك تصريح أميركي، لظلّ الأمر في دائرة الشائعات. رغم الحضور الدولي والمخابراتي في التفاوض.

اتفق الطرفان، في البند السابع من وثيقة المنامة، على "بناء وتأسيس جيش واحد مهني وقومي، يتكوّن من جميع القوات العسكرية (القوات المسلحة، وقوات الدعم السريع، وحركات الكفاح المسلح)، ولا يكون له انتماء سياسي أو أيديولوجيّ، يراعي التنوع والتعدّد، ويمثل جميع السودانيين في مستوياته كافّة بعدالة، وينأى عن السياسة والنشاط الاقتصادي"، واتفق الطرفان في البند 11 على "تفكيك نظام الثلاثين من يونيو 1989 في مؤسسات الدولة كافّة"، أما البند 19 فقد نصّ على "حوار وطني شامل للوصول إلى حل سياسي، بمشاركة جميع الفاعلين (مدنيين وعسكريين)، دون إقصاء لأحد، عدا حزب المؤتمر الوطني المحلول والحركة الإسلامية التابعة له وواجهاته، بما يؤدي إلى انتقال سلمي ديمقراطي".

بمقارنة اتفاق المنامة بين الجيش و"الدعم السريع" مع إعلان أديس أبابا الموقّع بين تنسيقية القوى الديموقراطية والمدنية و"الدعم السريع" في 2 يناير 2024 (قبل 18 يوم من توقيع اتفاق المنامة) يصعب فهم إدانة الجيش إعلان أديس أبابا! فالإعلان نصّ على أن التفاهمات الواردة فيه "ستطرح بواسطة تنسيقية القوى الديموقراطية والمدنية لقيادة القوات المسلحة لتكون أساساً للوصول إلى حل سلمي ينهي الحرب"، وهو الحل السلمي نفسه الذي نصّت عليه اتفاقية المنامة قائلة: "نجدّد قناعتنا بأن التفاوض هو السبيل الأفضل والأوحد للتوصل إلى تسوية سياسية، سلمية شاملة للنزاعات والحروب في السودان"، وهو ما أكده قائد الجيش في خطابه إلى قمة "الإيقاد"، قبل أن ينقلب على المنظمة ويجمّد عضوية السودان فيها، مدّة قاربت العام.

... سيبقى ما حدث لغزاً للسودانيين فترة طويلة، ضمن ألغاز أخرى تحيط بهذه الحرب. كيف دار هذا التفاوض؟ لماذا لم يجرِ الإعلان عنه، لماذا وقّع عليه نائبا البرهان وحميدتي ثم تجاهله الجميع؟

نقلا عن العربي الجديد  

مقالات مشابهة

  • تصاعد حدة معارك السودان.. قتلى بهجمات «الدعم السريع» على نهر النيل
  • إسرائيل مأزومة للغاية من الداخل.. فما الذي يمنعها من الانهيار؟
  • اتفاق المنامة السوداني الذي يتجاهله الجميع
  • حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع
  • اتهامات للدعم السريع بقتل عشرات المدنيين بكردفان والبرهان يتوعدها
  • الجيش السوداني يعلن مقتل 60 عنصراً من قوات الدعم السريع في الفاشر
  • مقتل عشرات المدنيين في مجزرة للدعم السريع بغرب كردفان
  • بالفيديو.. شاهد الدمار الذي أحدثه اللواء “طلال” على برج المليشيا بالخرطوم في الساعات الأولى من الحرب بقرار انفرادي وشجاع منه نجح في قلب الموازين وحسم المعركة لصالح الجيش
  • الجيش السوداني: مقتل 60 عنصرا من "الدعم السريع" بهجوم على الفاشر  
  • إبراهيم جابر : ستتوقف الحرب بتوقف إمداد الدعم السريع بالسلاح والمرتزقة