تزامناً مع اليوم العالمي للتبرع بالأعضاء، أعلن مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، جزء من مجموعة M42، عن تحقيق إنجاز لافت يرسخ مكانته باعتباره المركز الأول في دولة الإمارات لزراعة الأعضاء المتعددة. ومنذ تأسيس البرنامج في عام 2017، نفذ المستشفى 664 عملية زراعة أعضاء لإنقاذ حياة المرضى، ولم تكن لهذه الزراعات أن تتحول إلى حقيقة دون قيم العطاء التي أبداها المتبرعون الذين منحوا أولئك المرضى أثمن العطايا التي بشرتهم بفرصة حياة جديدة.


وعلى مرّ السنين، حقق المركز وتيرة نمو لافتة في عدد عمليات زراعة الأعضاء ودفع نحو تحول نوعي في الرعاية الطبية من خلال تنفيذ مجموعة واسعة من إجراءات زراعة الأعضاء المعقدة، بما يشمل الكلى والكبد والرئة والقلب والبنكرياس من متبرع حي ومتوفى. وسجل المستشفى أيضاً عدداً من الإجراءات الأولى من نوعها في دولة الإمارات على مستوى زراعة الأعضاء المتعددة، بما في ذلك زراعة مزدوجة لرئة وكبد، وأخرى لكبد وكلية، وقلب وكلية، وكلية وبنكرياس. وبالنظر للعام الجاري، أجرى المستشفى 131 عملية زراعة لغاية يوليو، وهنالك إجراءات زراعة مخطط تنفيذها خلال الفترة المتبقية من العام.
ودعماً للجهود الحكومية في دولة الإمارات الرامية للتشجيع على التسجيل للتبرع بالأعضاء ونشر الوعي حول فوائد هذه البادرة الإنسانية ودورها في إنقاذ حياة العديد من المرضى، يلتزم مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي بالارتقاء بحياة المرضى عبر تقديم الرعاية الطبية السباقة والتزام راسخ بالتشجيع على التبرع بالأعضاء.
وبينما يواصل مركز التبرع بالأعضاء المتعددة في المستشفى وتيرة نموه المتميزة، يفخر بامتلاك كادر رعاية استثنائي يضم منسقين معتمدين للتبرع بالأعضاء، ويحتضن الممرضة الوحيدة المعتمدة في فشل عضلة القلب خارج أمريكا الشمالية. ويضم أيضاً وحدة الرعاية المكثفة الأولى في دولة الإمارات المخصصة لزراعات الأعضاء الصلبة المتعددة، فضلاً عن المركز الوحيد في الدولة لزراعة الرئة.
وفي هذا السياق، قال الدكتور بشير سنكري رئيس معهد التخصصات الجراحية الدقيقة في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي: “تكتب كل عملية زراعة ناجحة فصلاً جديداً في حياة المرضى. فقد حولت خبرات فريقنا المتعدد التخصصات والتزامه، هذه الإجراءات العقدة إلى قصص نجاح ارتقت بحياة المرضى نحو الأفضل، ومنحهم أملاً جديداً وخلصت العديد من العائلات من المعاناة. فبرنامجنا المتخصص بزراعة الأعضاء لا يساهم بإنقاذ حياة المرضى فحسب، بل يلهم أيضاً مزيداً من التطور في البحوث الطبية والتكنولوجيا. ولاشك بأننا ماضون في التزامنا بتقديم أعلى معايير الرعاية ومستمرون بتحسين قدراتنا لنكون أكثر قدرة على تلبية احتياجات المجتمع في الدولة وخارجها بشكل أفضل”.
ويرتبط النجاح الذي يسجله مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي بشكل وثيق بالبرنامج الوطنــي للتبــرع وزراعــة الأعضــاء والأنسـجة البشريـة “حياة”، الذي تقوده وزارة الصحة ووقاية المجتمع. وفي ضوء هذا البرنامج، بادر المستشفى في عام 2023 لتركيب أول منصة له لرفع سوية الوعي بأهمية التبرع بالأعضاء. وشكلت هذه المبادرة المبتكرة نقطة تحول نوعي في تعزيز الوعي وتشجيع أفراد المجتمع في دولة الإمارات على التسجيل كمتبرعين في البرنامج.
ووفقاً لإحصائيات وزارة الصحة ووقاية المجتمع، سجل في برنامج “حياة” 26،565 متبرع في حين هنالك 4000 مريض بانتظار متبرع مناسب.
وتمكنت فرق الرعاية متعددة التخصصات في المستشفى بفضل تعاونه مع كليفلاند كلينك الولايات المتحدة من إجراء عمليات زراعة رائدة ومعقدة للكبد والكلية من متبرع حي. واستقطب هذا الإجراء الثوري المرضى الدوليين الباحثين عن الرعاية المتخصصة إلى مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي.
ومطلع هذا العام، قاد المستشفى النسخة الثانية من مؤتمر الإمارات السنوي للتبرع وزراعة الأعضاء الذي جمع بين البرامج العالمية للتبرع وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية مع المتخصصين في قطاع الرعاية الصحية وصناع السياسات والباحثين بهدف دعم تطبيق الحلول المبتكرة التي تحمي من فشل الأعضاء.
وبالشراكة مع وزارة الصحة ووقاية المجتمع، يواصل مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي بذل كل جهد ممكن لتحقيق رسالته المتمثلة بتعزيز التبرع بالأعضاء في ضوء برنامج “حياة”، ويشجع المستشفى المقيمين في دولة الإمارات ممن يتجاوز عمرهم 21 عاماً على التسجيل للتبرع بأعضائهم في حالة الموت الدماغي.


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

مزرعة الكاكاو بالفجيرة.. وجهة خضراء تعكس القدرة على الابتكار

أبوظبي: «الخليج»
«الكاكاو يزرع في دولة الإمارات».. مقولة ربما كانت قبل عقود قريبة ضرباً من الخيال الذي يستحيل تصديقه، وذلك لكون الإمارات تشتهر بمناخها الصحراوي الحار والجاف، وهو ليس بيئة مثالية لزراعة الكاكاو الذي يحتاج إلى بيئة استوائية رطبة ودافئة، إلا أنه الآن أصبح حقيقة واقعة أبدعها المواطن أحمد الحفيتي أحد أبناء إمارة الفجيرة.
لا شك في أن النجاح بزراعة شجرة الكاكاو، التي تعد المكون الرئيسي لإنتاج الشوكولاتة، تعتبر تجربة رائدة تعكس قدرة المزارع المواطن على الابتكار والتجديد في مجال الزراعة، وتسهم في تعزيز جهود تحقيق الاكتفاء الذاتي من معظم المنتجات الزراعية.
تطورت فكرة المزرعة بشكل متسارع حتى غدت مزرعة الكاكاو في مشتل وادي دفتا في الفجيرة، وجهة سياحية خضراء تستقطب الزوار للوقوف على جمال هذه التجربة النابضة بالتحدي، والتي نجحت في زراعة 1000 شتلة من الكاكاو العام الماضي تم بيعها بالكامل.
كما تم استيراد ثلاثة أنواع من أجود أنواع ثمار الكاكاو في العالم من أوغندا، بحيث سيتم زراعة ما يقارب 5000 شتلة الموسم القادم.
وفي ظل دعم دولة الإمارات للكفاءات الريادية في شتى المجالات، تم الاحتفاء بإنجازات الحفيتي في زراعة الكاكاو وغيره من النباتات الاستوائية، ونال جائزة أفضل مؤثر محلي في مجال الزراعة التي قدمتها «جائزة الشيخ منصور بن زايد للتميز الزراعي» في مارس 2024.
ويأتي تسليط الضوء على هذا النموذج الزراعي الناجح لزراعة الكاكاو بطرق مستدامة، تتحدى الظروف الصحراوية الجافة، ضمن حملة أجمل شتاء في العالم في نسختها الخامسة التي انطلقت تحت شعار «السياحة الخضراء»، بالتعاون بين وزارة الاقتصاد والمركز الزراعي الوطني والهيئات السياحية المحلية في الدولة، بهدف تشجيع المشاركة المجتمعية في الممارسات الزراعية المستدامة، وتحفيز الزيارات السياحية إلى هذه المزارع والمشاريع الزراعية المستدامة، وذلك في إطار استراتيجية السياحة الداخلية في دولة الإمارات التي أطلقها صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، والهادفة إلى تطوير منظومة سياحية تكاملية على مستوى الدولة.
لا محميات مكلفة
وتبرز أهمية هذه المبادرة الزراعية المستدامة لزراعة الكاكاو، بسبب عدم حاجتها إلى محميات مكلفة، أو صرف مبالغ مالية على العناية بها عبر أنظمة التبريد، بحيث تم الاكتفاء بوضعها في منطقة مظللة بشبك الظل الزراعي (الروكلين)، كما وفرت التربة الطينية في الفجيرة والمناخ الرطب بيئة مثالية لزراعة الكاكاو، حيث تحتاج أشجار الكاكاو الصغيرة إلى تظليل مناسب للنمو والحفاظ على الحيوية، مع العلم أن شتلة الكاكاو تنمو بسرعة وتصبح جاهزة للبيع في غضون شهرين إلى ثلاثة أشهر.
خبرات متراكمة
ونتيجة الخبرة المتراكمة وجد القائمون على المزرعة أن زراعة شجرة الكاكاو بالبذور أفضل من أي طريقة أخرى، لأنها تتأقلم تدريجياً مع طبيعة البيئة المزروعة فيها، وعلى الرغم من أنها تحتاج إلى ثلاث سنوات لإنتاج ثمارها، فإن توفير الظل يعتبر عاملاً أساسياً في حمايتها خلال فترة نموها وإنتاجها.
هذه الجهود الإماراتية الرائدة تشير إلى المهارة الكبيرة في استغلال الموارد والظروف المناخية في الدولة لتطوير مساحة خضراء غنية بالتنوع البيولوجي، تكون نموذجاً عالمياً في الحفاظ على الأنواع النباتية، وتوفير تجربة تعليمية وترفيهية للزوار.

مقالات مشابهة

  • الأوضاع تزداد خطورة.. قصف مستشفى كمال عدوان يهدد حياة المرضى والجرحى في غزة
  • مستشفى الدعاة يفتتح وحدة السكتة الدماغية.. طفرة في علاج جلطات المخ
  • استشهاد 17 فلسطينياً بقصف إسرائيلي.. وأوامر بإخلاء مستشفى كمال عدوان
  • الاحتلال يواصل قصفه العنيف لمستشفى كمال عدوان والمجلس الوطني يُعقّب
  • متحدث الصحة: الثقافة المجتمعية سبب تعطيل نقل الأعضاء من متوفي لمريض حي
  • ممرض يتاجر فى الأعضاء البشرية.. تفاصيل الحلقة السادسة من ساعته وتاريخه
  • إرث العطاء حملة تعزز الوعي بأهمية التبرع بالأعضاء في نزوى
  • مساعد وزير الداخلية: تجار الأعضاء البشرية يستغلون موقع التواصل الاجتماعي
  • أستاذ علاقات دولية: القدرات البشرية للدول الثماني تفتح لها أبواب الاقتصاد العالمي
  • مزرعة الكاكاو بالفجيرة.. وجهة خضراء تعكس القدرة على الابتكار