الحرة:
2025-02-17@06:29:25 GMT

هذه ليست حياة.. أزمة مياه تواجه أربيل بسبب الجفاف

تاريخ النشر: 12th, August 2024 GMT

هذه ليست حياة.. أزمة مياه تواجه أربيل بسبب الجفاف

في مدينة أربيل وضواحيها بإقليم كردستان العراق، ينتظر سكان أحياء عدة بفارغ الصبر صهاريج مياه لتعبئة خزاناتهم الفارغة، على وقع أزمة شحّ مياه تتكرر منذ سنوات خلال فصل الصيف.

ويقول بابير، وهو رجل تجاوز الـ 80 من عمره في ضاحية دارتو: "لا يوجد ما هو أسوأ من عدم توافر المياه خلال الصيف، ولا حياة من دون مياه".

وعلى غرار مناطق مكتظة عدة في أربيل وضواحيها، يعتمد سكان دارتو على المياه الجوفية لتأمين حاجتهم من الماء، ولكنهم منذ سنوات، باتوا يخشون أيام الصيف لمعرفتهم أنها ستأتي بأيام قاسية على وقع الجفاف الذي يضرب العراق منذ سنوات وقلة الآبار والانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي الضروري لضخ المياه.

ويسعون إلى شراء المياه أو ينتظرون كميات المياه التي تؤمنها المنظمات الإنسانية للغسيل والاستحمام والطبخ وري حدائقهم. ويقول بابير: "ماذا نفعل؟ نحن نستحمّ كل 15 يوما". 

عراقيون يتحدون الجفاف لإنقاذ زراعة "الشلب" بعد سنوات شهد خلالها على تآكل أرضه تدريجيا، يواجه المزارع، منتظر الجوفي، الجفاف وشح المياه في العراق عبر زراعة الأرز بطرق ري حديثة وبذور مقاومة للحر.

ومن على سطح منزله، ينادي بابير على سائق صهريج مياه أرسلتها جمعية خيرية أثناء مروره في الشارع طالبا منه تعبئة خزانه الفراغ، لكنه يضطر مرات عدة لشراء المياه براتبه التقاعدي المتواضع.

وتابع: "راتبي 220 ألف دينار (حوالي 168 دولارا)، 170 ألفا منها تذهب للإيجار و50 ألفا للمياه والكهرباء"، ما يجعله مضطرا لتلقي مساعدة من أولاد عمه.

وخرج سكان المناطق المتضررة من شح المياه مرات عدة إلى الشارع خلال السنوات الماضية، مطالبين بإيجاد حلول، لكن بابير يقول إن لقاءات عديدة مع مسؤولين محليين لم تسفر عن أي نتيجة.

وأردف: "قد اضطر إلى أن أغلق أبواب منزلي وأغادر إلى مكان آخر توجد فيه مياه".

آبار جافة

ويعاني العراق منذ أكثر من 4 سنوات من جفاف قضى على جزء كبير من الأراضي والمزروعات، حيث يعدّ ذلك البلد، وفق الأمم المتحدة، من بين الدول الخمس الأكثر تأثّرا ببعض أوجه التغيّر المناخي.

وبالإضافة إلى ارتفاع درجات الحرارة ونقص الأمطار، يعزو العراق الجفاف أيضا إلى بناء الجارتين تركيا وإيران سدودا على نهري دجلة والفرات اللذين يرويان منذ آلاف السنين بلاد ما بين النهرين، مهد الزراعة.

ويعد المصدر الأساسي للمياه في أربيل محطة إفراز التي تستمد مياهها من نهر "الزاب الكبير" ومصدره تركيا ويلتقي بدجلة في العراق، فضلا عن 1240 بئرا منتشرة في جميع أنحاء المدينة.

العراق.. الجفاف يلتهم مهد الحضارات والعمل البيئي يأتي بثمن بعد 10 سنوات قضاها في المملكة المتحدة عند فراره بسبب الحرب الأهلية في إقليم كردستان، عاد نبيل موسى إلى موطنه العراق ليبقى بالقرب من عائلته. لكن بعد عودته إلى موطنه السليمانية، وجد موسى مدينته مختلفة تماما عن تلك التي تركها قبل الغربة.

وقال محافظ أربيل، أوميد خوشناو، قبل أسابيع إن "أكثر من 25 بالمئة من مياه الآبار جفت العام الحالي" بمدينة أربيل وضواحيها، مشددا على أنه حان الوقت للاعتماد بشكل أقل على مياه الآبار.

وعلى وقع الأزمة المتكررة، أعلنت محافظة أربيل تخصيص مليار و500 مليون دينار (أكثر من مليون دولار) لحل مشكلة المياه، عبر حفر المزيد من الآبار وتأمين الكهرباء لها عبر الخط الوطني أو المولّدات.

وقال قائمقام أربيل، نبز عبدالحميد، إن انقطاع التيار االكهربائي خصوصا خلال الصيف عطّل تشغيل الآبار، مضيفا: "حاليا، قمنا بمعالجة مشكلة أغلب الآبار وزودناها بخط كهرباء وطني دون انقطاع"، والعمل جار لتشغيل باقي الآبار وإيجاد حلول أخرى للأزمة بينها تطوير محطة إفراز.

"حلول جذرية"

في دارتو، يملأ عامل خزانات منازل عدة واحدا تلو الآخر بواسطة خرطوم مياه عادي، فيما تنتظر طفلة دورها لتعبئة زجاجات بلاستيكية، ويرش آخرون المياه على وجوههم لتخفيف وطأة حرارة الصيف.

أما سرور محمد (49 عاما)، فقد ملأ شاحنته بسجّاد وحاجات منزلية أخرى استعدادا لنقلها إلى قرية قريبة لغسلها.

ويقول: "صحيح أن المنظمات تأتي بالمياه لكن هذا ليس علاجا"، مشيرا إلى أن بين أسباب نقص المياه الكثافة السكانية وصغر حجم الأنابيب.

ويتابع: "على الحكومة إيجاد حلول جذرية؛ لأن الاعتماد على مياه الآبار ليس حلا"، خصوصا أن مستويات المياه فيها تتدنى جراء الجفاف، عدا عن انقطاع التيار الكهربائي المتكرر. 

وزاد: "المياه الجوفية أصبحت قليلة ومن الصعب الاعتماد عليها".

وتتحسر جارته، ماهيا نجم، على سنوات سابقة كانت المياه خلالها "وفيرة" حتى في فصل الصيف. وتابعت:"لكن منذ 4 سنوات، تندر المياه مع ارتفاع درجات الحرارة، وبات وضعنا صعب جدا". 

حتى إن أولادها وأحفادها باتوا يتفادون زيارتها بسبب نقص المياه. "لا نستطيع الغسل أو حتى تحضير الطعام واستقبال الضيف"، حسبما ذكرت.

وتضيف بعدما حصلت على حصتها من المياه من صهريج المساعدات: "نحن في أمس الحاجة للمياه، هذه ليست حياة".

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

العراق وتركيا يؤكدان أهمية تنفيذ الاتفاقية الإطارية في مجال المياه

الاقتصاد نيوز - بغداد

أكد وزير الموارد المائية عون ذياب عبد الله، الأحد، مع نائب وزير الخارجية التركي بيريس أكينجي أهمية تنفيذ الاتفاقية الإطارية في مجال المياه.

وقالت الوزارة في بيان، اطلعت عليه "الاقتصاد نيوز"، إنه "في إطار الجهود الرامية لتعزيز التعاون بين العراق وتركيا في مجال إدارة الموارد المائية التقى وزير الموارد المائية عون ذياب عبد الله مع نائب وزير الخارجية التركي بيريس أكينجي والوفد المرافق لها وبحضور السفير التركي لدى العراق  لمناقشة عدة قضايا رئيسية تتعلق بملف المياه في مقدمتها حصة العراق المائية من نهري دجلة والفرات، وضرورة تقاسم الضرر لتجاوز تحديات الموسم  الصيفي القادم وبناء خزين مائي ،وتأمين المياه لمحطات الاسالة بالدرجة الأساس".

وأضافت، أن "الجانبين ناقشا سبل تفعيل وتنفيذ الاتفاقية الإطارية بين البلدين في مجال المياه، والتي تهدف إلى تعزيز التعاون الفني والإدارة المشتركة للموارد المائية".

وتابعت أنه "تم التأكيد على أهمية هذه الاتفاقية في تحقيق استقرار وإدارة مستدامة للموارد المائية".

وأكد الوزير ذياب، بحسب البيان، على "ضرورة الإسراع بتنفيذ مشاريع الاتفاقية الإطارية الموقعة بين البلدين، مثل مشروع ري العمارة، الذي يهدف إلى تلبية احتياجات المزارعين في جنوب العراق باستخدام تقنيات نقل المياه عبر الأنابيب المغلقة". 

وبين أنه "تم تحديد ستة مشاريع رئيسية، ثلاثة منها تركز على إنشاء شبكات ري وبزل، والثلاثة الأخرى على سدود حصاد المياه"، مؤكدا  "أهمية التعاون الفني مع الجانب التركي، حيث تم تشكيل لجان فنية مشتركة لمراقبة تنفيذ المشاريع وتحديث التصاميم وفق المعايير الحديثة".

وأضاف البيان، أنه "تمت دعوة الشركات التركية للمشاركة في تنفيذ هذه المشاريع نظراً لخبرتها الكبيرة في هذا المجال، هذا وحضر الاجتماع الوكيل الإداري للوزارة رائد عبد زيد الجشعمي".


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام

مقالات مشابهة

  • عقوبات بالجملة تواجه المتورطين في تزوير الأوراق الرسمية وفقا للقانون
  • العراق وتركيا يؤكدان أهمية تنفيذ الاتفاقية الإطارية في مجال المياه
  • أهالي قرية أبو دياب شرق بقنا يستغيثون لحل أزمة المياه.. صور
  • رئيس «مياه المنيا» يتفقد عددا من المحطات بمركز العدوة ضمن «حياة كريمة»
  • فلوريدا تواجه أزمة صحية بسبب الضباب
  • راحوا يلعبوا مرجعوش.. .مصرع 3 أطفال غرقاً بحوض مياه ماكينة رى بالشرقية
  • مرتجي: أزمة التحكيم ليست في الخبير الأجنبي.. وهذا موعد أول مباراة باستاد الأهلي الجديد
  • المبروك: الميليشيات ليست مجرد جماعات مسلحة بل عامل رئيسي في تأجيج الانقسامات الوطنية
  • إنقاذ حياة مواطنة من أزمة قلبية حادة بواسطة تقنية إمبيلا بنجران
  • «بلدية غزة»: الاحتلال الإسرائيلي دمر 133 مركبة وأخرج 63 بئر مياه عن الخدمة