الحرة:
2024-09-10@16:44:47 GMT

هذه ليست حياة.. أزمة مياه تواجه أربيل بسبب الجفاف

تاريخ النشر: 12th, August 2024 GMT

هذه ليست حياة.. أزمة مياه تواجه أربيل بسبب الجفاف

في مدينة أربيل وضواحيها بإقليم كردستان العراق، ينتظر سكان أحياء عدة بفارغ الصبر صهاريج مياه لتعبئة خزاناتهم الفارغة، على وقع أزمة شحّ مياه تتكرر منذ سنوات خلال فصل الصيف.

ويقول بابير، وهو رجل تجاوز الـ 80 من عمره في ضاحية دارتو: "لا يوجد ما هو أسوأ من عدم توافر المياه خلال الصيف، ولا حياة من دون مياه".

وعلى غرار مناطق مكتظة عدة في أربيل وضواحيها، يعتمد سكان دارتو على المياه الجوفية لتأمين حاجتهم من الماء، ولكنهم منذ سنوات، باتوا يخشون أيام الصيف لمعرفتهم أنها ستأتي بأيام قاسية على وقع الجفاف الذي يضرب العراق منذ سنوات وقلة الآبار والانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي الضروري لضخ المياه.

ويسعون إلى شراء المياه أو ينتظرون كميات المياه التي تؤمنها المنظمات الإنسانية للغسيل والاستحمام والطبخ وري حدائقهم. ويقول بابير: "ماذا نفعل؟ نحن نستحمّ كل 15 يوما". 

عراقيون يتحدون الجفاف لإنقاذ زراعة "الشلب" بعد سنوات شهد خلالها على تآكل أرضه تدريجيا، يواجه المزارع، منتظر الجوفي، الجفاف وشح المياه في العراق عبر زراعة الأرز بطرق ري حديثة وبذور مقاومة للحر.

ومن على سطح منزله، ينادي بابير على سائق صهريج مياه أرسلتها جمعية خيرية أثناء مروره في الشارع طالبا منه تعبئة خزانه الفراغ، لكنه يضطر مرات عدة لشراء المياه براتبه التقاعدي المتواضع.

وتابع: "راتبي 220 ألف دينار (حوالي 168 دولارا)، 170 ألفا منها تذهب للإيجار و50 ألفا للمياه والكهرباء"، ما يجعله مضطرا لتلقي مساعدة من أولاد عمه.

وخرج سكان المناطق المتضررة من شح المياه مرات عدة إلى الشارع خلال السنوات الماضية، مطالبين بإيجاد حلول، لكن بابير يقول إن لقاءات عديدة مع مسؤولين محليين لم تسفر عن أي نتيجة.

وأردف: "قد اضطر إلى أن أغلق أبواب منزلي وأغادر إلى مكان آخر توجد فيه مياه".

آبار جافة

ويعاني العراق منذ أكثر من 4 سنوات من جفاف قضى على جزء كبير من الأراضي والمزروعات، حيث يعدّ ذلك البلد، وفق الأمم المتحدة، من بين الدول الخمس الأكثر تأثّرا ببعض أوجه التغيّر المناخي.

وبالإضافة إلى ارتفاع درجات الحرارة ونقص الأمطار، يعزو العراق الجفاف أيضا إلى بناء الجارتين تركيا وإيران سدودا على نهري دجلة والفرات اللذين يرويان منذ آلاف السنين بلاد ما بين النهرين، مهد الزراعة.

ويعد المصدر الأساسي للمياه في أربيل محطة إفراز التي تستمد مياهها من نهر "الزاب الكبير" ومصدره تركيا ويلتقي بدجلة في العراق، فضلا عن 1240 بئرا منتشرة في جميع أنحاء المدينة.

العراق.. الجفاف يلتهم مهد الحضارات والعمل البيئي يأتي بثمن بعد 10 سنوات قضاها في المملكة المتحدة عند فراره بسبب الحرب الأهلية في إقليم كردستان، عاد نبيل موسى إلى موطنه العراق ليبقى بالقرب من عائلته. لكن بعد عودته إلى موطنه السليمانية، وجد موسى مدينته مختلفة تماما عن تلك التي تركها قبل الغربة.

وقال محافظ أربيل، أوميد خوشناو، قبل أسابيع إن "أكثر من 25 بالمئة من مياه الآبار جفت العام الحالي" بمدينة أربيل وضواحيها، مشددا على أنه حان الوقت للاعتماد بشكل أقل على مياه الآبار.

وعلى وقع الأزمة المتكررة، أعلنت محافظة أربيل تخصيص مليار و500 مليون دينار (أكثر من مليون دولار) لحل مشكلة المياه، عبر حفر المزيد من الآبار وتأمين الكهرباء لها عبر الخط الوطني أو المولّدات.

وقال قائمقام أربيل، نبز عبدالحميد، إن انقطاع التيار االكهربائي خصوصا خلال الصيف عطّل تشغيل الآبار، مضيفا: "حاليا، قمنا بمعالجة مشكلة أغلب الآبار وزودناها بخط كهرباء وطني دون انقطاع"، والعمل جار لتشغيل باقي الآبار وإيجاد حلول أخرى للأزمة بينها تطوير محطة إفراز.

"حلول جذرية"

في دارتو، يملأ عامل خزانات منازل عدة واحدا تلو الآخر بواسطة خرطوم مياه عادي، فيما تنتظر طفلة دورها لتعبئة زجاجات بلاستيكية، ويرش آخرون المياه على وجوههم لتخفيف وطأة حرارة الصيف.

أما سرور محمد (49 عاما)، فقد ملأ شاحنته بسجّاد وحاجات منزلية أخرى استعدادا لنقلها إلى قرية قريبة لغسلها.

ويقول: "صحيح أن المنظمات تأتي بالمياه لكن هذا ليس علاجا"، مشيرا إلى أن بين أسباب نقص المياه الكثافة السكانية وصغر حجم الأنابيب.

ويتابع: "على الحكومة إيجاد حلول جذرية؛ لأن الاعتماد على مياه الآبار ليس حلا"، خصوصا أن مستويات المياه فيها تتدنى جراء الجفاف، عدا عن انقطاع التيار الكهربائي المتكرر. 

وزاد: "المياه الجوفية أصبحت قليلة ومن الصعب الاعتماد عليها".

وتتحسر جارته، ماهيا نجم، على سنوات سابقة كانت المياه خلالها "وفيرة" حتى في فصل الصيف. وتابعت:"لكن منذ 4 سنوات، تندر المياه مع ارتفاع درجات الحرارة، وبات وضعنا صعب جدا". 

حتى إن أولادها وأحفادها باتوا يتفادون زيارتها بسبب نقص المياه. "لا نستطيع الغسل أو حتى تحضير الطعام واستقبال الضيف"، حسبما ذكرت.

وتضيف بعدما حصلت على حصتها من المياه من صهريج المساعدات: "نحن في أمس الحاجة للمياه، هذه ليست حياة".

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

رئيس مياه أسيوط يتفقد محطة الهلالي للتأكد من وصول المياه للأدوار العليا

تفقد المهندس على الشرقاوي رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة مياه الشرب والصرف الصحي بأسيوط والوادي الجديد محطة مياه الهلالي الرئيسية الكائنة بمنطقة شرق مدينة أسيوط؛ يرافقه عدد مهندسي ومسؤولي الشركة وذلك في إطار خطة المحافظة لرفع كفاءة وقدرة المحطات القائمة حاليًا لتلبية الطلبات المتزايدة على المياه وتوفير حياة كريمة للمواطن وفى إطار الخطة الشاملة للدولة لتحقيق التنمية المستدامة بالصعيد والنهوض بالمشروعات التنموية ومشروعات مياه الشرب والصرف الصحي بها.

جدير بالذكر أن المحطة تعمل في مرحلة التشغيل التجريبي وذلك لخدمة مدينة أسيوط والتوسعات العمرانية لها حيث تم التأكيد على تشغيلها بشكل نهائي خلال الفترة المقبلة مما يساهم في القضاء على مشكلة عدم توصيل المياه للأدوار العليا وتحسين جودة المياه بالمدينة بالكامل وسد العجز في محافظة أسيوط حيث تم مضاعفة الطاقة الاستيعابية للمحطة من 200 لتر/ث إلى 600 لتر/ث وتصل إلى 51 ألف متر مكعب/يوم بانتهاء تنفيذ المشروع بالكامل.

كما استمع الشرقاوي لشرح عن أعمال الإحلال والتجديد التي تمت لمأخذ المحطة من نهر النيل وبيارة المياه العكرة والمروقات والمرشحات وتغيير طلمبات المياه المرشحة لتتناسب مع قدرة الطاقة الإنتاجية الجديدة مشيداً بالمستوى المتميز للمحطة على مستوى الإنشاءات وما تقدمه من خدمات للمواطنين موضحاً أن أسيوط تشهد طفرة غير مسبوقة فى قطاع مياه الشرب والصرف الصحي خاصة مع اهتمام الدولة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية بهذا الملف الهام والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للمواطنين.

مقالات مشابهة

  • رئيس مياه أسيوط يتفقد محطة الهلالي للتأكد من وصول المياه للأدوار العليا
  • الحكومة تسرع أشغال السدود لتجميع مياه الأمطار.. باحثون لـRue20: المزيد من السدود الصغرى والطرق السيارة سينهي فترة الجفاف
  • أزمة المياه في أربيل والسليمانية.. ثروة النفط تُهدر بينما يعطش المواطنون
  • رئيس مياه سوهاج يتابع تشغيل محطات المياه والصرف بمركز ساقلته
  • أنهار أميركا الجنوبية تسجل أدنى مستوياتها على الإطلاق مع انتشار تأثير الجفاف في البرازيل
  • ضياع سيول الأمطار في البحر يطرح مخاوف تفاقم أزمة الجفاف
  • مياه أسيوط تعلن ضعف المياه عن الأدوار العليا بمركز منفلوط لمدة يومين
  • ضعف المياه عن عدة مناطق في أسيوط بسبب الصيانة.. الأماكن والمواعيد
  • السفن المرتبطة بـإسرائيل تواجه أزمة تأمين بسبب الهجمات اليمنية
  • إجلاء من بغداد واستمرار في أربيل.. واشنطن تخطط لبقاء طويل في العراق