يعد القطاع الزراعي في قطاع غزة من بين أكثر القطاعات تضررًا، بفعل هجمات الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الزراعية، وآبار المياه، والمعدات الحيوية لإحياء الأرض، حيث يكافح مزارعو غزة من أجل إحياء الأرض من جديد.

ويكافح المزارع الفلسطيني يوسف أبو ربيع، من بلدة بيت لاهيا شمالي غزة، لإحياء مساحات محدودة من أراضيه الزراعية التي دمرت خلال حرب الاحتلال الإسرائيلي على القطاع.



أبو ربيع (38 عامًا)، عاد إلى أرضه الزراعية في بلدة بيت لاهيا رغم ما أصابها، بعدما أجبرته آلة حرب الاحتلال الإسرائيلي على النزوح مع عائلته.


وألحقت حرب الاحتلال الإسرائيلي على غزة أضرارًا جسيمة بالبنية التحتية والبنية الفوقية والأراضي الزراعية في القطاع بفعل هجماتها الجوية والبرية منذ السابع من تشرين الأول / أكتوبر الماضي.

المزارع الفلسطيني يوسف أبو ربيعة يطلق مبادرته الزراعية رغم الهجمات الإسرائيلية المستمرة على بيت لاهيا بغزة، حيث دمر الاحتلال 90% من الأراضي والمنشآت الزراعية في غزة بسبب الهجمات.
???? محمود عيسى
????️ 27 أبريل 2024 pic.twitter.com/1nHhOZNK3c — صور فلسطين (@PalestinianPic) April 28, 2024
ورغم ظروف الحرب الصعبة والتحديات الكبيرة، قرر أبو ربيع وعدد من المزارعين الآخرين إحياء أراضيهم الزراعية والعودة للزراعة باستخدام البذور التي تمكنوا من استخراجها من المحاصيل الزراعية التي جفت في الحرب الإسرائيلية بسبب عدم تمكن المزارعين من الوصول إليها فترة النزوح.

"رمز للصمود الفلسطيني"

يقول أبو ربيع لمراسل الأناضول: "طال أمد حرب الاحتلال الإسرائيلي المدمرة، واشتد الحصار المفروض على شمال غزة، وأصبحنا نعاني من نقص شديد في الخضراوات والفواكه والغذاء والمياه، وانتشرت المجاعة، فكان لا بد من العودة إلى الزراعة".

ويضيف: "قررنا إنشاء مشتل بسيط لإنتاج شتلات الفلفل والباذنجان والكوسا، وبدأنا بزراعة 40 ألف شتلة في شهر أذار / مارس، بعد استصلاح جزء من الأراضي الزراعية. واليوم، نواصل العمل على زراعة ما يزيد على 150 ألف شتلة، في محاولة لإحياء أراضينا".

????الاحتلال تعمد تجريف الأراضي وإتلاف المحاصيل الزراعية في قطاع غزة، ما تسبب بخسائر مادية فادحة للمزارعين. pic.twitter.com/3vLF8b9i6G — المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) February 4, 2024
يشير المزارع الفلسطيني إلى وجود إقبال على شراء بذور الفلفل والباذنجان والكوسا لزراعتها من قبل المزارعين.

أبو ربيع، الذي تمكن من زراعة آلاف الشتلات بعد أشهر من العمل الشاق، يرى في هذا الجهد المتواصل رمزًا للصمود الفلسطيني.

ويقول: "نحن نزرع من جديد لأننا نؤمن بأن الزراعة هي جزء من مقاومتنا. فالأرض جزء من هويتنا، وسنظل نعمل على إحيائها مهما كانت التحديات".

ويتابع: "مع بداية الحرب في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، دمرت آلة حرب الاحتلال الإسرائيلي القطاع الزراعي بشكل شبه كامل، ودمرت محصول الفراولة شمال قطاع غزة وخاصة في بلدة بيت لاهيا، والذي كان المحصول المتميز دائمًا على مستوى فلسطين والعالم".

تحديات جمّة
في شمال غزة، يعاني المزارعون من صعوبات كبيرة في الحصول على المواد الأساسية للزراعة، وفق رئيس جمعية غزة التعاونية الزراعية، علي الكيلاني.

ويوضح الكيلاني أن كميات الإنتاج الزراعي أصبحت نادرة جدًا في شمال قطاع غزة، بسبب الصعوبات والتحديات الجمّة التي تواجه المزارعين الفلسطينيين.

ويبين أن أبرز التحديات هي الاستهداف والتدمير الإسرائيلي الممنهج، ونقص الوقود ومصادر الطاقة، إضافة إلى تدمير الآبار ومرافق القطاع الزراعي، وحاجة الكثير من الأراضي الزراعية إلى عمليات الاستصلاح والتسوية.

ويشير الكيلاني إلى ارتفاع تكلفة الزراعة بشكل كبير، في ظل نقص البذور والمواد اللازمة، مما جعل من الصعب على المزارعين مواصلة عملهم.


ويضيف أن "هجمات الاحتلال استهدفت بشكل منهجي المرافق الزراعية بهدف تقويض قدرة الفلسطينيين على الاعتماد على أنفسهم في توفير الغذاء".

ويرى الكيلاني أن الاحتلال الإسرائيلي تسعى لإنهاء وجود الفلسطينيين على أرض فلسطين من خلال استهداف الزراعة، التي تُعد أحد أعمدة الاقتصاد الفلسطيني".

ولا يؤثر تدمير القطاع الزراعي في غزة فقط على المزارعين، بل يمتد تأثيره إلى كل أسرة فلسطينية في القطاع، الذي يعاني سكانه من نقص حاد في المواد الغذائية، وارتفاع كبير في أسعارها، وفق الكيلاني.
أصوات من غزة | شقيقان يعملان على استصلاح الأراضي الزراعية في بيت لاهيا pic.twitter.com/CwcXXjC2Ro — الجزيرة مصر (@AJA_Egypt) June 25, 2024
ويبين رئيس جمعية غزة التعاونية الزراعية أن "ما يصل اليوم إلى الإنسان الفلسطيني من طعام، يصل بأسعار مرتفعة جدًا، ما يزيد من معاناتهم في ظل الحرب والحصار".

وناشد العالم أجمع بإمداد قطاع غزة بكل المعدات والمواد والمستلزمات التي من شأنها أن تمكن الفلسطينيين من الصمود في وجه آلة الحرب الإسرائيلية ومجابهة الاحتلال الإسرائيلي.
منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر 2023، تعرّضت 38 بالمئة من الأراضي الزراعية في غزة إلى الدّمار. قام باحثون من منظمة "فورنسيك أركيتكتشر" بمعاينة مزرعة تابعة لعائلة أبو صفية دمّرها الجيش الإسرائيلي في شمال قطاع غزة، باستخدام صور الأقمار الصناعية. pic.twitter.com/IgIAPU1GyJ — مراقبون / Observers (@ObserversArabic) April 24, 2024
وبدعم أمريكي، يشن الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول / أكتوبر الماضي، حربا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 131 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.

وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل تل أبيب الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية القطاع الزراعي غزة الاحتلال المزارعون غزة الاحتلال القطاع الزراعي المزارعون المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حرب الاحتلال الإسرائیلی الأراضی الزراعیة القطاع الزراعی الزراعیة فی من الأراضی بیت لاهیا pic twitter com قطاع غزة أبو ربیع

إقرأ أيضاً:

هكذا فشلت خطط الاحتلال للتهجير في قطاع غزة أمام صمود الفلسطينيين

سعت قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ اليوم الأول لحرب الإبادة على قطاع غزة في السابع من أكتوبر لعام 2023، إلى التلويح بخطط لتهجير الفلسطينيين من مناطق سكنهم، وهو ما بدأ بشكل جلي عبر عمليات النزوح الواسعة من مناطق شمال القطاع ومدينة غزة قبيل الاجتياح البري.

وتسبب قصف الاحتلال العشوائي وتدميره للأحياء السكنية في نزوح الفلسطينيين إلى مناطق وسط قطاع غزة وجنوبه، إلى جانب تعزيز جيش الاحتلال لوجوده العسكري في منطقة ما تسمى "نتساريم"، وفصل القطاع بشكل كامل، ومنع المواطنين من العودة إلى منازلهم.

وساهمت مجازر الاحتلال واجتياحاته المتكررة سواء في الشمال أو الجنوب، إلى تكرار موجات النزوح، وسط تقارير عن خطط إسرائيلية لتهجير الفلسطينيين إلى خارج قطاع غزة.

ورغم فشل مخطط التهجير القسري في بداية الحرب الحالية، لم تخف حكومة نتنياهو الهدف الحقيقي من وراء العمليات العسكرية خاصة في شمال القطاع، والساعية لتهجير سكانه الفلسطينيين، ووضع حجر الأساس لبناء المشروع الاستيطاني بالقطاع.

تهجير الفلسطينيين
وخلال الحرب الإسرائيلية على غزة، لم تقتصر الدعوات المتكررة لتشجيع تهجير الفلسطينيين على وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، بل صدرت عن وزراء في حزب الليكود وزعيمه نتنياهو الذي بدا متحمسا ومنفتحا لمخطط التهجير، حيث صرح باجتماع لحزبه في كانون الأول/ ديسمبر 2023، أنه يسعى لـ"تحقيق الهجرة الطوعية لسكان غزة لدول أخرى".

وأكد مراقبون أن خطط الاحتلال للتهجير فشلت في كل مرة، وسط الصمود الفلسطيني والتمسك بالأرض، إلى جانب فشله في تحقيق أهداف الحرب المعلنة.

المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان للنازحين داخليا باولا جافيريا بيتانكور، أدانت أمر الإخلاء القسري ووصفته بأنه "جريمة ضد الإنسانية وانتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي".



من جانبها، قالت وزارة الخارجية الفلسطينية إن "إسرائيل تطالب من النازحين في قطعا غزة المزيد من النزوح، لحشرهم وتحديد حركتهم باتجاه وحد نحو معبر رفح الحدودي مع مصر".

ثبات فلسطيني على الأرض
وأثار تجمع أكثر من مليون فلسطيني في مدينة رفح أقصى جنوب القطاع، مخاوف كبير من تنفيذ الخطط الإسرائيلية لتهجير الفلسطينيين إلى مصر، لكن هذه المخططات اصطدمت برفض دولي واسع وثبات فلسطيني على الأرض.

وأمام مشاهد النزوح المتكررة ومحاولات التهجير الحثيثة التي مارستها قوات الاحتلال طيلة حرب الإبادة، تمسك المفاوض الفلسطيني بوضع بند منفصل لعودة النازحين إلى مناطق سكنهم، وذلك في إطار اتفاق وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى التي بدأت صباح الأحد الموافق 19 كانون الثاني/ يناير الجاري.



وفور توقف الحرب، بدأ النازحون الاستعداد إلى العودة، وحزموا أمتعتهم ومقتنياتهم، وأخذوا يدعون جيرانهم في مخيمات النزوح، وعيونهم ترنو إلى وطء أقدامهم مناطق سكناهم أو ما تبقى من بيوت أو أشباه بيوت للعيش فيها وفوق ركامها.

مرارة الفراق
المواطن ماجد عويضة يقول: "رغم مرارة الفراق وألم ما ينتظرنا من بيوت مهدمة وأخرى مُسحت بشكل كامل وبنية تحتية مدمرة، فإننا متشوقون لأن تطأ أقدامنا غزة الحبيبة مدينتنا الجميلة التي نزحنا عنها قسرا طوال أيام الحرب المسعورة ضد شعبنا".

ويضيف: "سنعيش ونبني ونعمر بيوتنا ووطننا من جديد رغم أن المصاب جلل، إذ فقد البعض الولد والأخ والأب والأم والزوجة والمسكن والعمل، إلا أننا سنؤثر على أنفسنا ونعمل كل ما بوسعنا لتعود بلادنا كما كانت وأفضل".

وأردف قائلا: "عندما تنتهي الحرب لا تعود الأشياء كما كانت، فالدمار لا يصيب الأرض فقط بل يترك أثره في القلوب والعقول لسنوات طويلة آمل ألا تطول"، وفق حديثه لوكالة "وفا".

ونقلت الوكالة عن المواطن سفيان صبح: "كلي أمل وشوق لا ينتهيان لأهلي وإخواني الذين لم ينزحوا إلى جنوب القطاع وبقوا صامدين، فقد أرغمتنا الحرب على النزوح تارة، وترك الأهل في غزة تارة أخرى وكلا الخيارين كان صعبًا، إلا أننا لم نتوقع أن تطول أيام الحرب لهذه الدرجة، ولا أدري ما شعوري عند لقائهم بعد هذه الفترة الطويلة".

ويتابع: "فور سماعي خبر دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، لم أتمالك نفسي فقد أجهشت بالبكاء، فلم أدرِ أهو من الفرح أن أزيلت الغمة أم لعدم رؤيتي لبعض أقاربي الذين استُشهدوا ودُفنوا ولم أرهم"، متمنيًا أن "تتم عودة جميع النازحين وأن يطلق سراح جميع الأسرى".

مقالات مشابهة

  • إحصائية بالخسائر التي خلفتها حرب الإبادة  الإسرائيلية على غزة .. تقرير
  • الإعلام الإسرائيلي يكشف خسائر جيش الاحتلال خلال الحرب على غزة.. أرقام مرعبة
  • الجيش الإسرائيلي يُخطر مواطنين بعدم الوصول إلى أراضيهم غرب بيت لحم
  • السوريون يعودون إلى منازلهم المدمرة بسبب الحرب  
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يطالب سكان غزة بعدم الصيد والغوص على امتداد القطاع
  • هكذا فشلت خطط الاحتلال للتهجير في قطاع غزة أمام صمود الفلسطينيين
  • ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 47.035 شهيداً و 111.091مصابا
  • كيف تأثر الاقتصاد الفلسطيني بالعدوان الإسرائيلي على غزة؟| فيديو
  • أضرار كارثية على الاقتصاد الفلسطيني بسبب العدوان الإسرائيلي على غزة (فيديو)
  • فتح: الشعب الفلسطيني دفع الثمن الأكبر في العدوان الإسرائيلي