وقف أمام صلاح ذو الفقار وفاتن حمامة.. من هو الفنان الراحل سمير شمص؟
تاريخ النشر: 12th, August 2024 GMT
حالة واسعة من الحزن سيطرت على الوسط الفني اللبناني والعربي برحيل الفنان الكبير سمير شمص عن عالمنا خلال الساعات الماضية عن عمر يناهز الـ81 عاما، وفقا لما أعلنته عائلة الفنان الراحل عبر حسابه على «فيس بوك»، ومن المقرر أن تقام صلاة الجنازة الساعة الواحدة من ظهر اليوم الاثنين، على أن يوارى جسده الثرى في مقابر «روضة الشهيدين» في العاصمة اللبنانية بيروت.
ونعى نقيب الممثلين اللبناني نعمة بدوي، الفنان الراحل سمير شمص بكلمات مؤثرة قائلا: «سمير شمص نجم النجوم. في ذمة الله. ترك بصمة فنية وحضورًا متميزًا محلياً وعربياً على صعيد المسرح والسينما والإذاعة والتلفزيون منذ أكثر من ستين سنة متألقاً. كان قيمة مضافة لأي عمل شارك فيه».
من هو الفنان اللبناني سمير شمص؟يعتبر الفنان اللبناني سمير شمص من رواد السينما والدراما اللبنانية حيث قدم على مدار مسيرته الفنية التي تجاوزت الـ 60 عاما، ما يقرب من 100 عمل ما بين السينما والدراما التلفزيونية والمسرح، ومن بينها أعمال تعتبر علامات بارزة في تاريخ الفن، كما كانت لها إسهامات في الدراما والسينما المصرية حيث وقف أمام الفنان صلاح ذو الفقار في فيلم «3 نساء»، كما شارك مع النجمة فاتن حمامة في مسلسل «وجه القمر»، ومع سميرة أحمد في مسلسل «امرأة من زمن الحب» عام 1998، كما قد شخصية «جو» صاحب البنك في فيلم «أفريكانو» للمخرج عمرو عرفة والفنان أحمد السقا، وشارك في فيلم «الباحثات عن الحرية» للمخرجة إيناس الدغيدي، وقدم خلال الفيلم شخصية «بشاره أبو زعتر».
ولم تقتصر إسهامات سمير شمص على الدراما والسينما فقط، بل امتدت إلى دبلجة الرسوم المتحركة، حيث ارتبط جيل كامل بأدائه الصوتي لشخصية «بابا سنفور» في مسلسل الرسوم المتحركة «الشناكل»، وغيرها من الأعمال التي تجاوزت الـ 14 عملا.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الفنان اللبناني
إقرأ أيضاً:
عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا
في ظل عالم مفعم بالضغوط والتحديات، حيث تتسارع الأحداث وتزدحم منصات السوشيال ميديا بالتعليقات والانطباعات العاجلة، يجد الفنانون السودانيون أنفسهم أمام محاكم غير مرئية، تصدر أحكامها بلا رحمة أو تمحيص. في هذا الفضاء الرقمي المتقلب، يتعرض الفنانون إلى محاكماتٍ تفتقر إلى القوانين، وكل موقف أو تعليق يصبح مادة للتقويم والانتقاد.
فبينما يصعد بعضهم إلى قمة النجومية، يسقط آخرون في لحظات، لا لشيء إلا لأنهم لم يلبوا توقعات جمهور السوشيال ميديا.
من بين هؤلاء الفنانين، كان جمال فرفور أحد أبرز الأسماء التي طالتها هذه المحاكمات الرقمية، إثر اتهامات بـ«التخاذل» نتيجة غيابه عن الساحة في وقت حساس تمر به البلاد. في المقابل، لم تخلُ مسيرة طه سليمان من التحديات في هذا السياق، حيث تحول من رمز إنساني إلى هدف لانتقادات حادة بعد إصدار أغنيته الأخيرة التي أثارت جدلاً واسعًا.
أما أبوعركي البخيت، فقد ظل صامدًا في وسط العاصفة، إذ اختار البقاء في الخرطوم على الرغم من الحرب الدائرة، لتكون رسالته للشعب السوداني بمثابة دعوة للاستمرار في الصمود.
محكمة بلا قاض ومشانق بالنقرات
وفي زمن تشوش فيه الحقيقة وتسرع الشائعات في الانتشار عبر منصات الهواتف الذكية، يجد الفنان السوداني نفسه عالقًا في وسط عاصفة من الاتهامات التي لا ضوء يبددها، ولا قضاء يقف في وجهها. تحولت السوشيال ميديا إلى محاكم شعبية لا قاضٍ فيها ولا محامٍ، تصدر الأحكام وتفصل في القضايا بلمسة إصبع، حيث يُدان الفنانون على نحو عابر، دون مراعاة لأي اعتبارات أو سياقات.
أين كان صوته؟!
في الآونة الأخيرة كان الفنان جمال فرفور، واحدا من أبرز الضحايا لهذه المحاكمات الرقمية، بعد اتهامه بـ«التخاذل» بسبب غيابه عن الساحة في وقت عصيب تمر به البلاد. تساءل متابعوه: «أين كان صوته؟»، محملين إياه مسؤولية تراجع موقفه الاجتماعي والسياسي. لم يكن غيابه عن الساحة مجرد غياب، بل تحول إلى خيانة في نظر البعض.
طه سليمان من النقيض إلى النقيض
من جهة أخرى، كان طه سليمان في مقدمة الفنانين الذين التزموا بمواقف إنسانية في وقت المحنة. كان حضوره في ساحات الإغاثة أكثر تأثيرًا من أي أغنية أو حفل، مما جعله، في نظر جمهوره، رمزا للصمود والإنسانية. ومع ذلك، لم تنجُ صورته المشرقة من التقلبات الحادة لآراء جمهور السوشيال ميديا. فبعد إطلاقه أغنيته الأخيرة، التي أثارت جدلا واسعا حول مضمونها وطريقة عرضها، تحول سليمان من نموذج فني إلى هدف لانتقادات شديدة.
السوشيال ميديا.. سلاح ذو حدين
تعكس هذه الأمثلة بوضوح كيف يمكن لمنصات التواصل الاجتماعي أن تكون قوة دافعة للنجومية، لكنها قد تدمّر هذه النجومية بأسرع مما صنعتها. في لحظة، كان طه يحتفى به كرمز إنساني، وفي اللحظة التالية أصبح محط هجوم حاد بسبب عمل فني واحد. هكذا أصبح الفضاء الرقمي ساحة مفتوحة للمفاجآت، حيث يمكن للنجوم أن يعتلوا القمة أو يسقطوا إلى الحضيض في لحظات معدودة. أصبح كل تعليق وكل موقف محتمل أن يتحول إلى سيف مسلط على رقاب الفنانين.
أبوعركي البخيت.. صمود أيقوني وسط الدمار
في خضم هذه العاصفة، برز موقف الفنان أبوعركي البخيت ليحظى بإعجاب واسع، حيث تمسك بالبقاء في أمدرمان وسط أتون المعارك. كان قراره البقاء في العاصمة طوال فترة الحرب بمثابة تعبير صامت عن ارتباطه العميق بأرض الوطن، رسالة تجاوزت الشعارات لتصل إلى قلوب الناس وتحثهم على الصمود.
وكانت الصورة المؤثرة التي التُقطت له مع ابنه سيزار داخل خرائب المتحف القومي السوداني، بعد الكارثة التي اجتاحت المتحف، بمثابة تجسيد جديد للصمود في وجه محن الحرب. تلك الصورة التي اجتاحت منصات السوشيال ميديا وغيرها من الصور ومقاطع الفيديو، أصبحت رمزا حيا للعزيمة والمثابرة، لتؤكد أن الفنان في ظل الحرب قادر على أن يكون مثالا للقوة والثبات في رأي الكثيرين.
محكمة السوشيال ميديا.. منظور أعمق
بدوره يؤكد الصحفي السوداني البارز محمد عبد الماجد أن السوشيال ميديا قد تحوّلت إلى معيار رئيسي لتقييم الشخصيات العامة. يقول لـ”العربية.نت”: «في الوقت الحالي، لا يتم تقييم الشخص إلا بناءً على ما ينشره على منصات التواصل الاجتماعي». وأضاف: «السوشيال ميديا تملك القدرة على صناعة النجوم كما يمكنها تدمير مسيرة أحدهم بسبب تعليق عابر أو موقف بسيط». وأشار إلى أن الحملات الإلكترونية غالبا ما تكون مدفوعة بأجندات خفية، متجاوزة الموضوعية والمهنية.
وتابع عبد الماجد قائلاً: « مع ذلك فالسوشيال ميديا لا تملك ذاكرة طويلة. فالهجمات الشتائمية سرعان ما تختفي، لكن النجوم الذين يستطيعون التكيف مع هذه البيئة يخرجون منها أكثر قوة ونضجًا».
وأضاف: رغم ذلك، تبقى التساؤلات حول دور هذه المنصات وأهدافها الحقيقية.
دور الفنان في زمن المحن
من جهته، تحدث الممثل صلاح أحمد عن دور الفنان في هذا السياق، قائلًا لـ”العربية.نت”: «المؤسف أن تقييم الفنانين في بعض الأحيان يعتمد على الانطباعات السريعة عبر منصات التواصل، رغم أن النقاشات الموضوعية موجودة». وأضاف: «السوشيال ميديا أصبحت أحد العوامل الرئيسية في تشكيل الرأي العام، ويجب على الفنان أن يظل ملتزمًا بوطنه من خلال أعماله ومساهماته الإنسانية».
وأشار أحمد إلى أن غياب المؤسسات الثقافية قد يزيد من صعوبة مهمة الفنان بعد الحرب، حيث سيكون دوره بالغ الأهمية في منح الأمل والمواساة للجمهور.
العربية نت
إنضم لقناة النيلين على واتساب