لبنان ٢٤:
2024-11-14@04:35:11 GMT

هل يقبل حزب الله بالتطبيع بين لبنان وإسرائيل؟

تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT

هل يقبل حزب الله بالتطبيع بين لبنان وإسرائيل؟


 
بينما تعمل الولايات المتّحدة الأميركيّة على التطبيع بين المملكة العربيّة السعوديّة وإسرائيل، كيّ تكرّ سبحة الدول العربيّة والخليجيّة المتبقيّة لإعلان معاهدات سلام مع تل أبيب، يُريد لبنان ترسيم حدوده البريّة مع فلسطين المحتلة، بعدما نجح بترسيم حدوده البحريّة مع العدوّ قبل أقلّ من سنة. ومن شأن إعتراف إسرائيل بحدود لبنان الجنوبيّة، وانسحابها من الأراضي المحتلة، أنّ يُنهي النزاع اللبنانيّ – الإسرائيليّ الطويل، وخصوصاً إذا لم تُقدم الأخيرة على خرق السيادة اللبنانيّة.


 
وصحيحٌ أنّ الكثير من النصائح الغربيّة سيسمعها المسؤولون اللبنانيّون إنّ حصل التقارب بين السعوديّة وإسرائيل، بضرورة الإسراع والإستفادة من هذا العامل الإيجابيّ في الشرق الأوسط، كيّ ينعم لبنان بالإستقرار الأمنيّ والإقتصاديّ، وإبعاد أيّ عمل حربيّ عن منطقة حوض البحر المتوسّط، حيث ستبدأ الشركات المعنيّة بالتنقيب عن النفط بالبحث عن الثروات في البلوكات اللبنانيّة في منتصف شهر آب، غير أنّ هناك عقبة رئيسيّة تقف أمام التطبيع بين لبنان وإسرائيل، وهي "حزب الله" وسلاحه.
 
وفي هذ السيّاق، فإذا دفعت إسرائيل الولايات المتّحدة إلى الضغط على المسؤولين اللبنانيين للتطبيع معها، فإنّ حجّة سلاح "المقاومة" ستسقط بالنسبة إليها. عندها، لن يكون هناك من سبب فعليّ لـ"حزب الله" للتمسّك بسلاحه، لأنّ الأراضي اللبنانيّة ستكون قد تحرّرت. ولكن، موضوع العتاد العسكريّ الخاصّ بـ"الحزب" يبقى تفصيلاً، إذ يقول مراقبون إنّ لبنان أصبح من ضمن معادلة "توحيد الجبهات ضدّ إسرائيل"، وإيران أصبح نفوذها واسع النطاق، من اليمن إلى العراق، وصولاً إلى سوريا ولبنان وفلسطين. ويُضيف المراقبون أنّ حارة حريك لن تقبل بأيّ تطبيعٍ طالما أنّ طهران لا تُبارك هذا الأمر. ومن شأن عدم إحراز أيّ تقدّم في المحادثات النوويّة أنّ يُبقي الورقة اللبنانيّة في يدّ إيران، للتلويح بالتصعيد في الجنوب إنّ دعت الحاجة لذلك، للإسراع في جرّ واشنطن إلى إبرام إتّفاق معها.
 
وأكثر من ذلك، يعتبر المراقبون أنّ لبنان لن يسير بالتطبيع إذا حُيّدت دمشق من عمليّة السلام التي تعمل أميركا عليها منذ عهد الرئيس السابق دونالد ترامب. وأيضاً، فإنّ من شأن أيّ تقارب سعوديّ – إسرائيليّ أو لبنانيّ – إسرائيليّ أنّ يشمل القضيّة الفلسطينيّة، وإيقاف العمليّات العدائيّة والإضطهاديّة ضدّ الشعب الفلسطينيّ، والحدّ من تشييد وتوسيع المستوطنات وقضم الأراضي الفلسطينيّة. ويُؤكّد المراقبون أنّ أيّ سلام بين الدول العربيّة وإسرائيل، إنّ كان لا يلحظ إعترافاً بالدولة الفلسطينيّة وبحقوق شعبها، وبعودة اللاجئين إلى بلادهم، وبوقف السياسات العدائيّة بحقّ الأماكن المقدّسة الخاصّة بالمسلمين والمسيحيين في الأراضي المحتلّة، فإنّه سيكون قائماً على مصالح تجاريّة واقتصاديّة فقط، كما هو الحال عليه حاليّاً.
 
ويُشدّد المراقبون على أنّ التطبيع لا يُمكن أنّ يحصل إنّ لم يُباركه "حزب الله"، وهناك مشكلة كبيرة في الداخل اللبنانيّ، تتمثّل بعدم رغبة العديد من اللبنانيين بإجراء سلام مع العدوّ، ويقول المراقبون إنّ المجتمع لا يُمكنه أنّ يقبل بالصلح مع إسرائيل، بعد المجازر التي ارتكبتها، والحروب الشّرسة التي شنّتها على لبنان، والدمار الكبير الذي ألحقته بالبنى التحتيّة والمناطق والمنازل على مرّ السنين.
 
ويُتابع المراقبون أنّ التطبيع لو حصل، فسيكون هناك صعوبة لقدوم الإسرائيليين إلى لبنان، وقد يتعرّضون لعمليّات خطف أو قتل على يدّ الفلسطينيين أو المواطنين المناصرين لـ"حزب الله" و"حركة أمل" وغيرهم من رافضي قرار السلام. ويُشير المراقبون إلى أنّ الإسرائيليين غير مرغوب بهم من قبل الشعوب العربيّة التي قامت دولها بإبرام إتّفاقيّات مع تل أبيب. فمونديال قطر كان خير دليلٍ على رفض المواطنين العرب للوجود الإسرائيليّ على أراضيهم.
 
ويلفت المراقبون إلى أنّ "حزب الله" سيكون خاسراً إنّ حصل الإتّفاق، وسيُعارضه بشدّة، لأنّه لا يُمكنه أنّ يتنازل عن سلاحه الذي يُعطيه قوّة في الداخل عسكريّاً وسياسيّاً، وهو مرتبط بإيران وبمشروعها في المنطقة، وحتّى بيئته لن تكون مهيّئة لهكذا سلام. ويقول المراقبون إنّ هناك إختلافات بارزة بين لبنان والدول العربيّة، فمعظمها لم يدخل في حروب مع إسرائيل، وليس فيها مجموعات مسلّحة خارجة عن الدولة كـ"حزب الله"، ومشاركة في الوقت عينه في اتّخاذ القرارات السياسيّة والدبلوماسيّة المصيريّة، فيما لبنان متنوّع من حيث الطوائف والإتّجاهات السياسيّة، وكافة القرارات تُتّخذ فيه بالتوافق والإجماع.
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

مراسل "القاهرة الإخبارية" يكشف تفاصيل تسريب مسودة اتفاق جديدة بين لبنان وإسرائيل

تحدث أحمد سنجاب، مراسل القاهرة الإخبارية، عن وجود أقاويل وأحاديث منتشرة حول وجود مسودة اتفاق جديدة بين لبنان وإسرائيل لوقف العدوان والحرب الدائرة على طول الحدود اللبنانية الجنوبية، مشددًا على أن هذا الاتفاق ينص على انسحاب حزب الله من الجنوب اللبناني من منطقة جنوب نهر الليطاني مع إخلاء منطقة النهر بشكل كامل من أي وجود لحزب الله على ان يتولى الجيش اللبناني مسؤولية حماية هذه المنطقة ونشر الأمن والاستقرار بها.

مسودة اتفاق جديدة بين لبنان وإسرائيل مبعوث الرئيس الأميركي يطلق «التفاوض» بين لبنان وإسرائيل لـ تطبيق 1701 عاجل.. حدثا أمنيا في لبنان وإسرائيل تمنع النشر

وأضاف “سنجاب”، خلال تغطية خاصة من بيروت ببرنامج “صباح جديد”، عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، :"بالإضافة إلى تحميل الجيش اللبناني مسؤولية ما يصفه الجيش الإسرائيلي بالبنية التحتية لحزب الله في جنوب نهر الليطاني لاي تكون مسؤولية الجيش اللبناني تدمير هذه البنى التحتية".

 

وشدد على أن البند الآخر من الاتفاق ينص على انسحاب الجيش الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية إلى جانب تشكيل لجنة لبحث النقاط الخلافية فيما يتعلق بالحدود والنقاط الحدودية المختلف عليها على طول الحدود الجنوبية اللبنانية، وذلك وفقا للتسريبات الأولية التي لم تخلو منها صحيفة لبنانية اليوم، متابعًا: “البند الثالث الذي آثار جدلا واسعا ينص على حق جيش الاحتلال الإسرائيلي في تنفيذ أي عمليات في الجنوب اللبناني حال وجود أي تهديد من هذه المنطقة، وهذا الأمر يرفضه لبنان شكلا وموضوعا، إذ إن الأساس في هذا الاتفاق هو ألا تعتدي إسرائيل مجددا على لبنان في مقابل عدم اعتداء لبنان أو فصائل المقاومة في الجنوب على إسرائيل”.

وتابع :"هناك نقطة هامة للغاية في الاتفاق تتمثل في وقف إمداد حزب الله بالسلاح من خلال سوريا أو أي من المناطق القريبة من لبنان"، مشيرا إلى أن هناك ضمانات أمريكية روسية حول عدم تسليح حزب الله مجددا خاصة بعدما تعرض الحزب إلى ضربات كبرى في المنطقة خلال الشهور الماضية، ما أثر عليه على المستويين التسليحي والتنظيمي بسبب العلميات التي نفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي.

مقالات مشابهة

  • نتنياهو يعتزم تقديم اتفاق لبنان هدية لترامب وإسرائيل تحدد شروطها
  • خلاف مفاجئ يهدد الاتفاق المُحتمل بين لبنان وإسرائيل
  • التفاوض بالنار يواكب طرح ترامب لحل ينهي الحرب بين لبنان وإسرائيل
  • المبعوث الأمريكي يكشف آخر تطورات مباحثات وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل
  • حزب الله اللبناني يصدر بيانًا حول معركة"أولي البأس" ضد إسرائيل
  • "بري: لبنان لن يقبل بحل يضر بسيادته لمصلحة إسرائيل
  • خبير: الوضع في لبنان يزداد تعقيدا.. وإسرائيل مصممة على توسيع الحرب
  • تقدم في مفاوضات لبنان وإسرائيل تصادق على توسيع العمليات البرية
  • مراسل "القاهرة الإخبارية" يكشف تفاصيل تسريب مسودة اتفاق جديدة بين لبنان وإسرائيل
  • «القاهرة الإخبارية» تكشف تفاصيل مسودة اتفاق غير معلن بين لبنان وإسرائيل