ماذا يحدث لو ضُربت محطة زاباروجيا النووية بالصواريخ؟
تاريخ النشر: 12th, August 2024 GMT
مع نشوب حريق كبير في أحد أبراج تبريد محطة زاباروجيا النووية التي تقع جنوب شرقي أوكرانيا وتسيطر عليها القوات الروسية تبادلت كل من روسيا وأوكرانيا الاتهامات، إذ قالت الإدارة الروسية للمحطة إن ما حصل كان نتيجة هجوم أوكراني.
في المقابل، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن القوات الروسية أشعلت حريقا في الأراضي الخاصة بمحطة زاباروجيا للطاقة النووية.
ويتفق الأوكرانيون والروس في بياناتهم على أن نسب الإشعاع بمحيط المحطة في مستوى طبيعي حاليا.
وتعد زاباروجيا أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا وتضم 6 مفاعلات من طراز "في في إي آر 1000" كل منها قادر على توليد ألف ميغاواط، بسعة إجمالية تبلغ 5.7 غيغاواطات، وهي بذلك أكبر في القدرة وعدد المفاعلات من محطة تشرنوبل التي امتلكت 4 مفاعلات، بسعة إجمالية تبلغ نحو 4 غيغاواطات، وذلك قبل الكارثة التي حدثت سنة 1986.
وتمتلك محطة زاباروجيا سمات سلامة متقدمة لدرجة أنها مؤمّنة ضد اصطدام الطائرات بها، وتمتلك هياكل احتواء وأنظمة تبريد لقلب المفاعل في حالات الطوارئ، والتي لم تكن موجودة في تشرنوبيل.
لكن وقوع المحطة في منطقة حرب لفت انتباه المختصين بالطاقة الذرية إليها، لأن استهدافا مباشر أو غير مباشر لها يمكن أن تكون له عواقب وخيمة.
ويعتقد العلماء أنه إذا حصل ذلك فسيمثل الأمر خطرا شديدا بالنسبة لكل أوروبا، إذ قد يؤدي التفجير إلى إطلاق كمية كبيرة من المواد المشعة في الغلاف الجوي كما حدث أثناء كارثة تشرنوبيل في عام 1986 أو كارثة فوكوشيما في عام 2011.
وبالطبع لا يمكن التنبؤ بما سيحدث في حالة ضرب المحطة، لأن ذلك يتوقف على معايير عدة، منها حجم الضربة وتأثيرها على عمل المفاعل والطقس في المنطقة خلال الضربة وبعضها.
لكن يمكن للانفجار الفوري الناتج عن ضرب المحطة أن يدمر البنية التحتية التي تقع ضمن 1-5 كيلومترات حولها، مع مستويات إشعاعية عالية جدا وتأثيرات حرارية تؤدي إلى حرائق بحسب قوة الضربة، ومن المرجح أن تكون هذه المنطقة قاتلة على الفور لأي شخص داخلها.
ومن المرجح كذلك في حال كانت الضربة قوية كفاية لتطال كل جوانب المحطة أن تكون مستويات الإشعاع ضمن 10-30 كيلومترا قاتلة، إذ يمكن لأي شخص غير مؤمّن ضد الإشعاع أن يصاب بتسمم إشعاعي حاد تبدأ أعراضه بالغثيان والقيء لكنها لا تلبث أن تتطور سريعا.
لذلك، سيكون الإخلاء الإلزامي والسريع مطلوبا في نطاق 30-50 كيلومترا بسبب مستويات الإشعاع الخطيرة، وعلى نحو مماثل أدت كارثة تشرنوبيل إلى إخلاء مناطق ضمن دائرة نصف قطرها 30 كيلومترا، ولكن النطاق هنا من المرجح أن يكون أوسع في حال ضُرب عدد من مفاعلات المحطة، وفي حالة تشرنوبل تعلقت المشكلة بمفاعل واحد فقط.
ومن المرجح في هذا السياق إنشاء منطقة استبعاد أكبر تغطي دائرة نصف قطرها 50-100 كيلو أو أكثر، وستكون هذه المنطقة ملوثة بشدة بالغبار المشع مع مرور الوقت، مما يجعلها غير صالحة للسكن على مدى عقود أو حتى قرون، حيث تم تلويث التربة ومصادر المياه والنباتات وكل إمدادات الغذاء، مما يؤدي إلى تدهور بيئي طويل الأمد.
مشكلة أوروبيةويتخطى الأمر هذا الحد، إذ يمكن أن يسافر الإشعاع إلى مناطق تصل إلى 200-300 كيلومتر بعيدا عن المحطة، وذلك اعتمادا على أنماط الرياح وظروف الطقس.
ومن شأن هذا أن يؤدي إلى تلوث واسع النطاق للتربة والمياه والهواء، مما يجعل هذه المناطق خطيرة على الزراعة والسكن البشري.
وفي هذا السياق، يمكن أن تتأثر البلدان المجاورة لأوكرانيا، مثل بيلاروسيا وبولندا ورومانيا، مع احتمال وصول الإشعاع إلى مناطق أبعد في أوروبا.
وفي أسوأ السيناريوهات قد تنتقل الجسيمات المشعة عبر الرياح في جميع أنحاء أوروبا، مما قد يؤدي إلى تلويث مناطق تبعد عن أوكرانيا مسافة ألف إلى ألفي كيلومتر، وسيتطلب الأمر من المناطق المجاورة على تلك المسافة من المحطة قياس نسب الإشعاع وتلوث المياه والغذاء بشكل دائم، إضافة إلى معدلات ارتفاع السرطان خلال السنوات التالية.
وفي هذا السياق، سيكون التأثير الاقتصادي كبيرا، بما في ذلك التكاليف المرتبطة بالعلاج والتأمين والتطهير، وقد يؤدي ذلك إلى تفاقم التوترات السياسية، وربما العسكرية بين روسيا ودول الناتو.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات محطة زاباروجیا النوویة من المرجح
إقرأ أيضاً:
ماذا يحدث في أمريكا؟.. مظاهرات حاشدة ضد ترامب « فيديو»
#سواليف
بعد مرور قرابة الشهرين والنصف على تولي الرئيس دونالد #ترامب الحكم في #أمريكا، وما صاحبها من إصداره أوامر تنفيذية وقرارات أثارت جدلا في أوساط شركاء الولايات المتحدة، كان أخرها، فرض #رسوم_جمركية على جميع دول العالم، خرجت نحو 1200 مظاهرة في أنحاء الولايات المتحدة ضد ترامب وحليفه #إيلون_ماسك، بسبب #السياسات الخارجية والداخلية.
وكانت نحو 150 جماعة من النشطاء قررت المشاركة في المظاهرات ضد ترامب وماسك، وفي وقت سابق من اليوم، قالت وسائل إعلام غربية بينها شبكة «فرانس 24» الإخبارية الفرنسية، إن الاحتجاجات ضد ترامب ستتيح الفرصة لمعارضي الرئيس في جميع الولايات، للتعبير عن استيائهم بشكل جماعي من #التغييرات الجذرية التي يجريها في السياسة الخارجية والداخلية للبلاد من خلال أوامره التنفيذية.
المؤسس المشارك لمنظمة «إنديفيزيبل»، إحدى الجماعات المنظمة للمظاهرات، عزرا ليفين، أوضح من جانبه، في وقت سابق، أن المظاهرات الضخمة ترسل رسالة واضحة جدا إلى الرئيس الأمريكي وماسك والجمهوريين في #الكونجرس الأمريكي وجميع الأنصار التابعين لسياسة: «فلنجعل أمريكا عظيمة مجددًا»، بأننا «لا نريد سيطرتهم على ديمقراطيتنا، وعلى مجتمعاتنا، وعلى مدارسنا وأصدقائنا وجيراننا».
«سي إن إن» الإخبارية الأمريكية، توقعت في وقت سابق أن تشهد الولايات الخمسين، ستشهد أكثر من 1400 احتجاج ضد الرئيس دونالد ترامب وإيلون ماسك، بتنظيم حركة مؤيدة للديمقراطية ردًا على ما وصفه المنظمون بالاستيلاء العدائي والهجوم على الحقوق والحريات الأمريكي تحت شعار «ارفعوا أيديكم!».
المنظمون، قالوا إن «ارفعوا أيديكم!»، ستقام في عواصم الولايات، والمباني الفيدرالية، ومكاتب الكونجرس، ومقرات الضمان الاجتماعي، والحدائق، وقاعات المدن في جميع أنحاء البلاد في أي مكان نضمن فيه سماعنا، وفقا لقولهم.
وأخيراً اندلعت مظاهرات الغضب والاحتجاجات ضد سياسات ترامب وماسك في أكثر من 1000 مدينة في #أمريكا-خاصة في العاصمة #واشنطن–#نيويورك–#بوسطن –#شيكاغو ولوس أنجلس وغيرها من المدن الكبرى …
وبسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة وارتفاع الأسعار وطرد وتسريح عشرات آلاف موظفين الحكومة الفيدرالية… pic.twitter.com/L8YyxH2gAt
وتدفق الآلاف إلى وسط واشنطن مع انطلاق الاحتجاجات وسط أجواء غائمة وأمطار خفيفة، فيما نقلت وكالة «رويترز» للأنباء، عن المنظمين قولهم إنه من المتوقع مشاركة أكثر من 20 ألف شخص في احتجاج بمتنزه «ناشونال مول»، فيما اصطف المتظاهرون، وفق لقناة «سي إن بي سي عربية»، في شارع كونيتيكت المزدحم بواشنطن العاصمة في انتظار حافلات تقلهم إلى وسط المدينة.
ورفع المتظاهرون، لافتات تحمل شعارات مثل: «لا ملوك في الولايات المتحدة» و«اطردوا ماسك».مئات الأمريكيون، تجمعوا كذلك، أمام مقر إدارة الضمان الاجتماعي، بالقرب من بالتيمور احتجاجًا على تخفيضات تستهدف الوكالة التي تقدم إعانات لكبار السن وذوي الإعاقة.
أمريكيون ينظمون مظاهرة ضد ترامب في باريس
وفي العاصمة الفرنسية «باريس»، تجمع نحو 200 شخص، معظمهم أمريكيون، في ساحة الجمهورية واستمعوا إلى خطابات ولوحوا بلافتات كُتبت عليها شعارات: «أنقذوا الديمقراطية»، و«سيادة القانون» و«نسويات من أجل الحرية»، وفق وسائل إعلام أمريكية.
أمريكا تنتفض
تظاهرات تحت شعار “Hands Off” تشهدها الولايات المتحدة، حيث ينهض الشعب ضد نظام ترامب- ماسك. #TrumpTariffs #Trump pic.twitter.com/lkjIPTcyXs
آلاف الأشخاص يحتجون على إدارة الرئيس #ترامب في بوسطن كومن. واحدة من 1200 مظاهرة مخطط لها في أنحاء البلاد اليوم.
ترمب ليس له أكثر من 10 أسابيع في السلطة، وظن أن الأغلبية في مجلسي النواب والشيوخ كفيلة بأن يمارس ديكتاتورية… إمتلأت الشوارع بالمظاهرات.
هل يتعظ الآخرون؟ pic.twitter.com/NW05onlaYI