تركيا.. اكتشاف فسيفساء من العصر البيزنطي في أوردو
تاريخ النشر: 12th, August 2024 GMT
أنقرة (زمان التركية) – أعلنت تركيا العثور على “فسيفساء أرضية” في دير القديسين قسطنطين وهيلانا، في ولاية أوردو شمال تركيا.
وقال وزير الثقافة والسياحة التركي محمد نوري إرسوي في تصريح، عبر منصة X: “تم اكتشاف فسيفساء أرضية في دير القديس قسطنطين وهيلانا في أوردو، والقطعة الأثرية تم العثور عليها أثناء الحفريات التي أجريت تحت إشراف مديرية متحف أوردو، وهي أول فسيفساء أرضية في الموقع يتم اكتشافها في مقاطعة أوردو، أتقدم بخالص الشكر لإدارة الحفريات والبحوث وفريق التنقيب الذي يعمل في المشروع”.
وجاء في البيان الصادر عن الوزارة: “الفسيفساء التي تم العثور عليها في الحفريات تحت المسؤولية العلمية للأستاذ المساعد الدكتور سيشكين أفسيم يؤرخ ما بين القرن الخامس والسادس الميلادي، بالنظر إلى الأسلوب والشكل”.
ووفق البيان “الفسيفساء الأرضية يظهر بها زخارف الهندسية ونباتية كانت مستخدمة على نطاق واسع في الفترة البيزنطية المبكرة، ويلاحظ أن الأقنثة المنحنية التي كانت مفضلة بشكل عام في الحدود، كانت مطرزة بزخارف الفاكهة والأشكال الحيوانية التي تعكس الطبيعة”.
Tags: أوردوتاريختركيادير القديسين قسطنطين وهيلانافسيفساء أرضية
المصدر: جريدة زمان التركية
كلمات دلالية: أوردو تاريخ تركيا
إقرأ أيضاً:
المُجدِّد.. علي عزت بيجوفيتش
فوزي عمار
علي عزت بيجوفيتش ليس مجرد سياسي قاد البوسنة نحو الاستقلال؛ بل هو فيلسوف ومفكر إسلامي حاول أن يجد جسرًا بين التراث الإسلامي والحداثة الغربية.
عُرف الراحل بكتاباته العميقة، مثل "الإسلام بين الشرق والغرب" و"البيان الإسلامي"، وهي مؤلفات تناقش إمكانية بناء حضارة إسلامية معاصرة دون انغلاق أو قطيعة مع العصر. زأحد أبرز أقواله المثيرة للجدل هو: "المسلمون لا يؤمنون بقداسة القرآن كمنهج بل بقداسته كشيء".
وُلد بيجوفيتش في البوسنة، وعايش تحولات القرن العشرين من الحرب العالمية الثانية إلى سقوط يوغوسلافيا. وسُجِن مرتين بسبب دفاعه عن الهوية الإسلامية في ظل النظام الشيوعي؛ مما عمَّق إيمانه بضرورة الجمع بين الفكر والممارسة. لم يكن بيجوفيتش مُفكرًا منعزلًا؛ بل رأى أن الفكر الإسلامي يجب أن يتحول إلى مشروع حضاري قادر على مواجهة تحديات العصر، وهو ما حاول تطبيقه كرئيس بعد الاستقلال.
المنهج القرآني في فكر بيجوفيتش: نحو حضارة إسلامية معاصرة
يرى بيجوفيتش أن القرآن يقدم مبادئ كلية (كالتوحيد، العدل، الشورى، المساواة) قابلة للتطبيق في كل زمان، لكن تطبيقها يحتاج إلى اجتهاد عقلي يتناسب مع ظروف العصر. وهنا يلتقي مع مفكرين إصلاحيين مثل محمد إقبال، والذين دعوا إلى إحياء "الحركة الاجتهادية" لتحويل النص إلى مشروع نهضوي.
وفي كتابه "الإسلام بين الشرق والغرب"، يُقارن بيجوفيتش بين الرؤية الإسلامية والرؤيتين المادية "الغربية" والروحية "المسيحية"، مؤكدًا أن الإسلام يجمع بين "الروح والمادة"، وبالتالي يجب أن يُنتج حضارةً متوازنة. لكن هذا لا يحدث لأن المسلمين توقفوا عن قراءة القرآن كـمنهج تفكير،
نقد بيجوفيتش الجمود الفكري بين التقديس والتجديد.
لم يكن انتقاد بيجوفيتش للمسلمين سلبيًا؛ بل كان دعوة للصحوة؛ إذ يرى أن الجمود في فهم القرآن أدى إلى تهميش دور الإسلام في تشكيل الحضارة الإنسانية، بينما التاريخ الإسلامي المبكر شهد ازدهارًا عندما تعامل المسلمون مع القرآن كمرشدٍ للعقل والعمل.
وفي "البيان الإسلامي"، يطرح بيجوفيتش رؤيةً لإقامة نظام سياسي إسلامي حديث، يقوم على مبادئ الشورى وحقوق الإنسان، مستلهمًا القرآن كمصدر للإلهام وليس كنصوص جامدة.
وهنا، يظهر الفرق بين التمسك بالشكل دون المضمون والتقديس الفعال (استخراج القيم وتطويرها).
كانت رؤية بيجوفيتش إلى الإسلام أنه رسالة إلى المستقبل؛ إذ إن علي عزت بيجوفيتش لم يكن مجرد فيلسوف؛ بل كان صاحب مشروع أراد إثبات أن الإسلام يمكن أن يكون أساسًا لدولة عادلة وحديثة. وقولته عن القرآن تُلخص أزمة العالم الإسلامي، وأهمها الانشغال بالمظهر على حساب الجوهر. ولا شك أن دعوته إلى تحويل القرآن من "شيء مُقدس" إلى "منهج مقدس" هي إعادة تعريف للتدين نفسه، ليس طقوسًا فحسب؛ بل فعلًا أخلاقيًا وحضاريًا.
وعندما حوصرت العاصمة سراييفو، كانت الحرب الخيار الأصعب لفلسفته، ولم يتحول بيجوفيتش إلى خطاب الكراهية؛ بل ظل يؤكد أن الحرب "ليست صراعًا بين الإسلام والمسيحية، بل بين الحضارة والهمجية".
هنا، تجلّت قدرته على تحويل المأساة إلى فرصةٍ لتعريف العالم بقضية الإسلام الوسطي، مستخدمًا المنصات الدولية لتوضيح أن المسلمين البوسنيين "يدافعون عن حق أوروبا في التنوع، لا عن تعصب ديني". لقد حوَّل المعاناة إلى رسالةٍ عالمية: الإسلام ليس عدوًا لأوروبا؛ بل جزءًا من نسيجها الإنساني.
اليوم، وفي ظل تحديات العولمة والهويات المتنازعة، تظل أفكار بيجوفيتش منارةً لكل من يبحث عن إسلام يجمع بين الأصالة والابتكار، بين الإيمان وإنجازات العصر.
رابط مختصر