شهر بعد آخر، تجد "إسرائيل" أن توقعاتها لعجز ميزانية العام الجاري أقل من الأرقام الفعلية المسجلة، ما يجعل من محاولات وزارة المالية لتغطية العجز كابوسا مزعجا وسط ارتفاع أسعار الفائدة، وزيادة الاقتراض.

وتسبب العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، في تسجيل "إسرائيل" أسوأ عجز لها منذ الانتفاضة الثانية على الأقل، مطلع الألفية الجديدة، إذ تجاوز العجز 8.

1 بالمئة في الشهور الاثني عشر المنتهية في تموز/ يوليو الماضي.

ومنذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، تشن "إسرائيل" بدعم أمريكي حربا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 132 ألف قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود.


وتواصل "تل أبيب" هذه الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني بغزة.

 عجز مالي
واستمر العجز المالي الإسرائيلي في الاتساع في تموز/ يوليو الماضي، مسجلاً 8.1 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي على مدى الأشهر الـ12 الماضية.

وتعادل هذه النسبة ما قيمته 155.2 مليار شيكل (47.1 مليار دولار)، وفق أحدث تقارير المحاسبة العامة لوزارة المالية الإسرائيلية يالي روتنبرج، في بيان صادر عن الوزارة مطلع الأسبوع الحالي.

كان العجز المالي في الشهور المنتهية خلال حزيران/ يونيو الماضي، نحو 7.6 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي، بينما تتوقع وزارة المالية الإسرائيلية أن يبلغ العجز 6.6 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي، أو قرابة 34 مليار دولار.

وتؤشر هذه الأرقام إلى أن العجز في الميزانية في اتساع مستمر، ما يجعل قدرة البلاد على تحمل كلفة الديون الناتجة لتغطية العجز، أصعب، خاصة مع ارتفاع أسعار الفائدة، على الدولار والشيكل معاً.

ويتجاوز الدين العام الإسرائيلي من الناتج المحلي الإجمالي قرابة 67 بالمئة، مقارنة مع قرابة 63 بالمئة قبل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

وفي تموز/ يوليو فقط، بلغ العجز المالي 8.5 مليارات شيكل (2.27 مليار دولار) مقارنة بـ 600 مليون شيكل (191 مليون دولار) في يوليو 2023.

ومنذ بداية عام 2024، بلغ العجز المالي للميزانية الإسرائيلية قرابة 72 مليار شيكل (19.3 مليار دولار) مقارنة بفائض قدره 6 مليارات شيكل (1.9 مليار دولار) في الأشهر السبعة الأولى من 2023.

وبلغ الإنفاق الحكومي منذ بداية العام أكثر من 352 مليار شيكل (93.9 مليار دولار)، بزيادة 32.8 بالمئة مقارنة بالفترة المقابلة من العام الماضي.

وكان الارتفاع الرئيسي في العجز بسبب الإنفاق المرتفع على الدفاع والوزارات المدنية بسبب الحرب على غزة، ومع ذلك، حتى مع استبعاد نفقات الحرب، فإن الزيادة في الإنفاق الحكومي تبلغ حوالي 8.7 بالمئة.

وهذا على النقيض من ارتفاع بنحو 3.1 بالمئة فقط في إيرادات الدولة، والتي بلغت منذ بداية العام نحو 278 مليار شيكل (74.13 مليار دولار)، مقارنة بـ 269 مليار شيكل (71.73 مليار دولار) في الأشهر السبعة الأولى 2023.

وفي أكثر من مناسبة خلال العام الجاري، قدرت وزارة المالية الإسرائيلية أن العجز سيرتفع إلى ذروته بحلول أيلول/ سبتمبر المقبل، إلا أن نمو العجز المضطرد في كل شهر، يزيد من صعوبة وقف نمو العجز بحلول أيلول/ سبتمبر.

وتعتقد إدارة الميزانيات بوزارة المالية أن العجز سيتجه نحو الانخفاض إلى الهدف 6.6 بالمئة اعتبارا من الربع الأخير 2024، إلا أنها توقعات مرتبطة بمسار الحرب، ومنع توسعها إلى إيران وحزب الله.

نظرة متشائمة
في حزيران/ يونيو الماضي، أصدرت وزارة المالية أحدث توقعاتها للواقع المالي لموازنات السنوات الثلاث المقبلة، والتي تؤشر جميعها إلى بقاء العجز حاضراً بقوة.

وتوقعت وزارة المالية عجزا ماليا بنسبة 5.2 بالمئة في 2025، ينخفض قليلا إلى 4.4 بالمئة في 2026 ثم إلى 3.7 بالمئة في 2027.

وبحسب بيانات الوزارة التي تحدد التزامات الإنفاق الحالية للحكومة مقابل توقعات الإيرادات، فإن العجز الذي يزيد عن 3 بالمئة، يعتبر مرتفعا.


يبلغ حد الإنفاق المسموح به وفقا لقانون الإطار للموازنة الإسرائيلية للعام المقبل نحو 545 مليار شيكل (150 مليار دولار).

ومع ذلك، فإن إجمالي التزامات الحكومة في حدها الأدنى تتجاوز بالفعل 600 مليار شيكل (165 مليار دولار)، وبالتالي، بموجب القانون، هناك حاجة إلى تعديلات في الموازنة.

ولا تشمل الفرقية بين الموازنة المقدرة والفعلية البالغة 55 مليار شيكل (15 مليار دولار)، النفقات الإضافية لوزارة الدفاع، ولا مدفوعات الدين المتصاعدة في إسرائيل، والتي تصل إلى أكثر من 34 مليار دولار مجتمعة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد عربي اقتصاد دولي غزة الحرب الموازنة غزة الاحتلال موازنة حرب المزيد في اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة من الناتج المحلی الإجمالی وزارة المالیة العجز المالی ملیار دولار ملیار شیکل بالمئة فی أکثر من

إقرأ أيضاً:

عملاق صناعة رقائق الذكاء الاصطناعي «إنفيديا» يضاعف إيراداته إلى 35 مليار دولار في 3 أشهر

حققت شركة "إنفيديا"، عملاق الرقائق العالمي ارتفاعًا كبيرًا في إيراداتها لتقترب من ضعف عائداتها قبل عام لتعكس قوة الرقائق التي تصنعها.

شركة إنفيديا عملاق الرقائق العالمي

قالت في صحيفة"فاينانشيال تايمز": إن إيرادات شركة "إنفيديا" سجلت 35.1 مليار دولار في الربع الثالث من العام الجاري، بزيادة نسبتها 94% عن الفترة ذاتها من العام الماضي، مشيرة إلى أن وتيرة النمو في الأرباح ربما تكون أكثر بطئًا من الربع السابق عليه، لكن لاتزال النتائج أكبر مما توقعه محللون بـ33.5 مليار دولار.

ويشير الدليل الاسترشادي للإيرادات الخاصة بعملاق صناعة الرقائق المتطورة إلى أن الإيرادات كانت 37.5 مليار دولار، قابلة للزيادة أو النقص بنسبة 2%، وهو ما يتفق مع توقعات بتحقيق 37 مليارًا، وقد سجلت أسهم الشركة تراجعا نسبته 1.8 في المائة بعد ساعة من بدء التداول وبعد الإعلان عن مكاسبها.

تظهر تفصيلات المكاسب الربع سنوية، أن إيرادات مراكز البيانات، التي تضمنت شرائج "هوبر" التي تصنعها الشركة وكانت صاحبة الفضل في إثارة موجة انتعاش في عالم الذكاء الاصطناعي، قفزت بنسبة 112 في المائة على أساس سنوي لتصل إلى 30.8 مليار دولار.

وضخت كبرى شركات التكنولوجيا العالمية مليارات من الدولارات في إقامة البنية التحتية لمراكز البيانات التي يمكن من خلالها إدارة النماذج المتطورة لنشاطات الذكاء الاصطناعي، فيما يتوقع أن تتواصل حمى الإنفاق في الازدياد خلال 2025.

إنفيدياالجيل الجديد من "إنفيديا".

يراقب محللون عن قرب أنشطة "إنفيديا" الخاصة بجيلها الجديد من الرقائق، المعروف باسم "بلاكويل" الذي أطلقته في وقت مبكر من العام الجاري، للتعرف على إمكان تأثيره على الإيرادات في المدى القصير، وما إذا كانت الشرائح تواجه أي قضايا أو إشكالات فنية لدى استخدامها على نطاق واسع.

ونقلت الصحيفة البريطانية عن الرئيس التنفيذي لـ"إنفيديا"، جينسين هوانج، إن رقائق "بلاكويل" دخلت حاليًا مرحلة الإنتاج الكامل، ونشهد ترقبا "رائعًا" من المستهلكين، في الوقت الذي لايزال فيه جيل الشرائح السابقة من طراز "هوبر"، يتمتع بالقوة.

إنفيديامكاسب أسهم شركة "إنفيديا".

قفزت أسهم الشركة بنسبة تجاوزت 200 في المائة على مدار عام كامل حتى الآن، وساهم السباق المتواصل لتطوير أنشطة الذكاء الصناعي وتبنيها على مستوى العالم، في إشعال معدلات النمو لـ"إنفيديا"، التي فاق حجمها السوقي 3.6 تريليون دولار، لتصبح أكبر شركة في العالم من حيث القيمة وباتت لا تُضاهى في سوق الأوراق المالية. وكانت إنفيديا تقود في وقت مبكر من العام الجاري عملية النمو والمكاسب في مؤشر "ستاندرد أند بورز".

وتجاوزت مكاسب سهم "إنفيديا" توقعات المحللين لتصل إلى 0.75 من الدولار، فيما سجل الدخل الصافي المعدل 20 مليار دولار، ويشير محللو مؤسسة "سيتي" إلى أن النتائج فاقت التوقعات، بفضل تدفقات الطلب على رقائق "بلاكويل" التي يتوقع أن تتجاوز حجم المعروض منها حتى بلوغنا العام المالي 2026.

اقرأ أيضاً«معلومات الوزراء» يستعرض جهوده في مجال استخدام الذكاء الاصطناعي

دراسة: الذكاء الاصطناعي يكتب الشعر أفضل من البشر

ندوات ثقافية وورش ذكاء اصطناعي.. تعرف على جدول فعاليات معرض دمنهور للكتاب اليوم الجمعة

مقالات مشابهة

  • السودان: 1.5 مليار دولار حصائل صادرات الذهب منذ بداية العام
  • عملاق صناعة رقائق الذكاء الاصطناعي «إنفيديا» يضاعف إيراداته إلى 35 مليار دولار في 3 أشهر
  • أرباح "لولو للتجزئة" ترتفع 126% في الربع الثالث
  • الرقابة المالية: 14.1 مليار جنيه تيسيرات للتمويل العقاري في 8 أشهر
  • خسائر لبنان بسبب الحرب تقترب من 20 مليار دولار
  • إسرائيل تستكمل عدوانها على الجنوب.. استهداف مركز للجيش وعدد من المناطق
  • وزارة المالية: عجز ميزانية إسرائيل سيتخطى التوقعات في 2024
  • 25.6 % ارتفاعا بصادرات الصناعات الهندسية مسجلة 3.9 مليار دولار في 9 أشهر
  • التصديري للصناعات الهندسية: صادرات القطاع ارتفعت 25.6% لـ 3.9 مليار دولار
  • البنك المركزي: 320 مليار دولار حجم نشاط التمويل البديل العام الماضي