هل تحتاج أوروبا إلى تكنولوجيا الرياح الصينية لتحقيق أهداف المناخ؟
تاريخ النشر: 12th, August 2024 GMT
شرع الاتحاد الأوروبي في التحقيق فيما إذا كانت الشركات الصينية تستخدم "إعانات الدولة غير العادلة" لخفض أسعار توريد توربينات مزارع الرياح في القارة العجوز وخلق ميزة تنافسية.
يأتي ذلك رغم أن الشركات المصنعة الصينية تمثل جزءا ضئيلا فقط من سوق طاقة الرياح الأوروبية البالغة 57.2 مليار يورو (62.5 مليار دولار).
وفي أبريل/نيسان، اتهمت مفوضة المنافسة بالاتحاد الأوروبي مارغريت فيستاغر الصين باتباع سيناريو مكرر في قطاع التكنولوجيا النظيفة الأوسع، بما في ذلك استغلال الإعانات الكبيرة، التي استخدمتها للهيمنة على صناعة الألواح الشمسية.
نقطة تحولووفق تقرير لصحيفة فايننشال تايمز، يخشى كبير مسؤولي السياسات في مجموعة التجارة ويند يوروب، بيير تارديو التي تمثل 550 مجموعة طاقة متجددة في المنطقة، من "نقطة تحول" تبدأ منها الشركات الصينية في الهيمنة على سوق التوربينات الأوروبية، التي تقودها حاليا شركة "فيستاس" (Vestas) الدانماركية وشركة "سيمنز غاميسا" (Siemens Gamesa) الألمانية.
ويقول تارديو: "نرجّح أن هذه ستكون بمثابة أخبار سيئة للغاية لسوق (طاقة) الرياح الأوروبية والاقتصاد الأوروبي بشكل عام".
ويزعم اتحاد ويند يوروب، الذي يضم أعضاؤه مصنعي التوربينات الكبار في المنطقة، أن الشركات المصنعة الصينية تقدم أسعارا أقل بما بين 40% و50% من المنافسين الأوروبيين وتسمح للمطورين بتأجيل المدفوعات، ويزعم أن هذه الأسعار غير ممكنة بدون إعانات عامة غير عادلة.
واختارت شركة إدارة الأصول الألمانية لوكسارا، الشهر الماضي، شركة مينغيانغ، رابع أكبر شركة صينية لتصنيع توربينات الرياح من حيث حصة السوق عام 2023، كمورد مفضل للتوربينات لمشروع رياح بحرية.
وقال مدير مشروع لوكسارا، هولغر ماتيسن إن النماذج كانت "الأقوى في العالم" وإن الصفقة ستساعد الشركة على "تسريع انتقال الطاقة في ألمانيا".
وفي بريطانيا اختارت مجموعة التكنولوجيا النظيفة السويدية هيكسيكون، كذلك، مينغيانغ كمورد مفضل لمشروع الرياح البحرية العائمة المخطط له.
ويعترف رؤساء شركات أخرى بأن الأسعار الأرخص قد تقنعهم بالتحول إلى الموردين الصينيين.
وقال ميغيل ستيلويل داندرادي، الرئيس التنفيذي لشركة تطوير الرياح البرتغالية "إي دي بي"، والتي تمتلك شركة "ثري جورجيز باور كوربوريشن" الصينية 21% منها: "ليس لدينا أي توربينات صينية، لكن إذا ظلت الأسعار عند هذه المستويات، أعتقد أنك ستبدأ في رؤية المزيد من الشركات تستخدمها. وسننظر فيها أيضا إذا كانت أكثر قدرة على المنافسة".
وأضاف إغناسيو غالان الرئيس التنفيذي لشركة المرافق الإسبانية "إيبردرولا"، أن الشركة تميل إلى التركيز على الموردين المحليين، لكن إذا كانت الشركات المصنعة الصينية "تصنع توربينات موثوقة وتنافسية، فسنكون مستعدين لاعتبارها موردا محتملا".
وبالإضافة إلى ذلك، يقول المحللون في شركة "أيغير إنسايتس" (Aegir Insights) إن مزرعة الرياح البحرية العائمة المخطط لها بقدرة 250 ميغاواتا قبالة سواحل بريتاني في فرنسا قد لا تكون مجدية بدون توربينات أرخص، من المرجح أن تكون صينية أو منتجة خارج أوروبا.
أوروبا تسعى إلى تحقيق أهدافها للمناخ عبر محطات الطاقة المتجددة (شترستوك) طريق طويلومع ذلك، فإن الصينيين لديهم طريق طويل ليقطعوه لمواكبة منافسيهم الأوروبيين؛ فقد شكّل منتجو التوربينات الرواد غولدويند وويندي 1% فقط من حصة السوق في أوروبا العام الماضي، وفقا لـ"مجلس طاقة الرياح العالمي" (GWEC).
وقلل مادس نيبر الرئيس التنفيذي لشركة تطوير مزارع الرياح والطاقة الشمسية الدانماركية "أورستيد" من المخاوف بشأن التهديد الصيني لمنتجي التوربينات المحليين، عندما أخبر صحيفة فايننشال تايمز في وقت سابق من هذا العام أنه يستبعد أن يفوزوا بحصة سوقية كبيرة في أوروبا الغربية.
وتصر غرفة التجارة الصينية في الاتحاد الأوروبي على أن "المنافسة التكنولوجية والمنافسة الشديدة، وليس الإعانات الحكومية، هي التي تقود القدرة التنافسية للشركات الصينية"، مضيفة أن تحقيق الاتحاد الأوروبي في الإعانات الصينية أثار "استياءً وقلقا عميقين".
وأيدت شركة تشجيانغ ويندي الصينية الغرفة، قائلة إنه لا إعانات حكومية غير عادلة، داعية إلى سوق رياح عادلة ومنفتحة وشفافة بدون التلاعب بها من قبل أي طرف واحد، وإنها تريد فقط المساهمة في التحول العالمي للطاقة، بخبرتها وتكنولوجيتها.
ضد الجاذبيةواتفق مجلس طاقة الرياح العالمي الذي يضم شركات صينية بما في ذلك تشجيانغ ويندي ومينغ يانغ بين أعضائها، على أن الحفاظ على ممارسات تجارية عادلة وشفافة أمر مهم في مواجهة التدابير التي أطلقها الاتحاد الأوروبي لحماية وظائف التكنولوجيا النظيفة ضد الصادرات من بكين.
وأثارت التدابير، التي تشمل تحقيق الاتحاد الأوروبي في الإعانات، مخاوف من أنه بدون التكنولوجيا الصينية قد تفشل المنطقة في تحقيق أهدافها بشأن انبعاثات الكربون، وحدد الاتحاد الأوروبي أهدافا مناخية صارمة تقدر أنها قد تكلف 1.5 تريليون يورو سنويا في الاستثمار.
وقال الزميل البارز في مؤسسة بروغل البحثية، سيمون تاجليابيترا: "إذا اتبعنا في أوروبا أجندة إعادة التصنيع إلى الداخل، مع إحلال الواردات وأهداف التصنيع المحلي، فإننا نخاطر بإبطاء انتقال الطاقة في أوروبا حيث سيصبح كل شيء أكثر تكلفة قليلا".
وأضاف: "بدلا من التحرك ضد الجاذبية والتغلب على الصينيين أو محاولة التنافس معهم على اقتصاديات الحجم التي بنوها، سيكون من الأفضل التركيز على سياسة صناعية مدفوعة بالابتكار".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الاتحاد الأوروبی فی أوروبا
إقرأ أيضاً:
إيطاليا تدعو الاتحاد الأوروبي لتحديد سعر الغاز بهذه القيمة
قال جيلبرتو بيكيتو فراتين، وزير البيئة وأمن الطاقة الإيطالي، الجمعة، إن الاتحاد الأوروبي يجب أن يطيل أمد سقف الطوارئ على أسعار الغاز ويضع سقفا عند 60 يورو لكل ميجاواط في الساعة لمنع صدمة محتملة في أسعار الطاقة.
وارتفعت المخاوف من حدوث صدمة في الطاقة بعد أن رفضت أوكرانيا تجديد اتفاق نقل الغاز مع روسيا، مما يمثل نهاية عقود من هيمنة موسكو على أسواق الطاقة في أوروبا.
وبنهاية هذا الشهر ينتهي العمل بسقف الأسعار الحالي في الاتحاد الأوروبي ولا يطبق إلا إذا تجاوزت أسعار الغاز الأوروبية 180 يورو لكل ميجاواط/ساعة، وهو مستوى لم تبلغه الأسعار منذ الأيام الأولى للصراع بين روسيا وأوكرانيا.
وقال الوزير الإيطالي خلال مقابلة إذاعية "أعتقد أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يجدد سقف الأسعار في هذه المرحلة وطلبنا ذلك لكن ليس عند 180 يورو، الآن يجب تحديده عند 50 أو 60 يورو".
وارتفع سعر عقد الغاز القياسي لأقرب شهور الاستحقاق في بورصة "تي.تي.إف" في هولندا 0.4 يورو إلى 50.17 يورو لكل ميجاواط/الساعة في الساعة 13:34 بتوقيت جرينتش، في أعلى مستوى في أكثر من عام، وفقا لبيانات بورصة لندن للطاقة.
وقال وزير الطاقة الإيطالي إن بلاده لديها احتياطيات كافية من الغاز لضمان عدم حدوث أي انقطاع خلال الشهرين المقبلين.
وأضاف "أطمئن الجميع، ليس لدينا أي مشكلات. منظومة تخزين الغاز في البلاد ممتلئة بنحو 80 بالمئة من قدرتها".
وزادت إيطاليا تدريجيا من قدرتها على استيراد الغاز الطبيعي المسال منذ عام 2022 كجزء من خططها للعثور على بديل للإمدادات الروسية.
ويقدر إجمالي الطلب على الغاز في البلاد بنحو 61 مليار متر مكعب في العام الماضي، حيث تعد الجزائر ودول الشمال من بين الموردين الرئيسيين.