رسالة إلى موسى أبومرزوق: اتهاماتك تتناقض مع تصريحاتك
تاريخ النشر: 12th, August 2024 GMT
لا أعرف لماذا يلجأ السيد موسي أبومرزوق نائب رئيس المكتب التنفيذي لحركة حماس إلي فتح جبهة جديدة واختلاق أزمة مع مصر، في وقت نحتاج فيه إلي تكاتف الجهود في مواجهة العدو الصهيوني؟
لقد أجري أمس مداخلة هاتفية مع تليفزيون العربي في لندن، وجه فيها إلى مصر اتهامات يعرف أنها بريئة منها، وهو نفسه الذي قال ذلك في مداخلة هاتفية مع الزميل عمرو أديب علي قناة إم بي سي مصر.
في مداخلته مع تليفزيون العربي، قال إن مصر لايمكن أن تعتبر نفسها وسيطا محايدا وألا تقف بجانب الفلسطينيين، وإن مصر هي التي تخلت عن غزة، وهي من وقعت كامب ديفيد، وهي من جعلت فيلادلفيا محورا بين الفلسطينين والمصريين، والآن سمحت للإسرائيلين بالتواجد فيه، ومصر تقف عاجزة عن إيصال الغذاء والدواء وعليها أن تقوم بواجباتها. وأضاف أن مصر تستطيع وقف المجازر في غزة في يوم واحد، وتلك هي الاتهامات التي وجهها أبومرزوق يوم ٨/١١.
وهنا أود أن أذكر السيد موسي أبومرزوق بتصريحاته لبرنامج الحكاية مع عمرو أديب في ٦ مايو الماضي، قال:
- الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يبذل مجهودا كبيرا من أجل وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
- الرئيس السيسي عينه علي فلسطين وعلي أطفالنا ونسائنا، والجانب المصري بيشتغل ليل نهار ونحن نشكرهم.
- سنهدي النصر إلي الرئيس السيسي والزعماء العرب.
ألا تري أن هناك تناقضا فجا بين تصريحاتك لتليفزيون العربي وتليفزيون إم بي سي مصر؟ أنت تدرك أن مصر لم تتخل ولن تتخل عن القضية الفلسطينية، لا أريد أن أعدد المواقف، فالكل يعرف دور مصر ومواقفها من القضية الفلسطينية، ولكن يكفي القول ما أكد عليه الرئيس السيسي أكثر من مرة من أن مصر لن تسمح بتصفية القضية الفلسطينية علي حساب مصر، ولن تقبل أبدا بمخطط التهجير مهما كانت المبررات لأن ذلك معناه نهاية القضية.
القياده المصرية والشعب المصري لم يتوقفا عن دعم القضية رغم كل الضغوط التي مورست ولاتزال تمارس علي مصر، ولقد أشاد بهذا الموقف الشهيد إسماعيل هنيه والسيد خالد مشعل وسيادتك، فماذا جري؟ ولماذا انقلبت علي موقفك السابق؟ أعرف أنك لن تجيب، ولكني دعني أقول لك: لقد حدث هذا الانقلاب في موقفك بعد أن بدأت مصر التنسيق مع السلطة الفلسطينية الشرعية ممثلة في الرئيس محمود عباس لاستلام الجانب الفلسطيني من معبر رفح حتي تتمكن من إدخال المساعدات، فهنا ثارت ثورتك ورأيت أن ذلك فيه إبعاد لحماس عن أن تتولى هي الإشراف علي إدخال المساعدات، متجاهلا أن أهلنا في غزة يتضورون جوعا، ويهمهم إدخال الغذاء والدواء عبر أي طرف فلسطيني كان.
مصر لاتتآمر ضد أحد ياسيد مرزوق، ورفضت التنسيق مع الجانب الإسرائيلي لإدخال المساعدات عبر معبر رفح، ووجدت أن الحل في إدخال المساعدات يمكن أن يتم من خلال السلطة الوطنية الفلسطينية، وهنا يبقي السؤال: لماذا تغضب من سعي مصر لإدخال المساعدات عبر السلطة الفلسطينية الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني؟ ولماذا تتعمد خلط الأورا والتناقض مع تصريحات سابقة لك؟ ياسيد مرزوق، هناك شعب يباد، ومؤامرة تنفذ لتهجيره من أرضه، مصر نسيت كل جراحها وارتفعت بمواقفها عند مستوي المسئولية، ووضعت القضية فوق الأشخاص رغم المواقف والجرائم التي ارتكبت في أوقات سابقة.
الشعب المصري وقيادته أبدا لم يقصرا منذ اليوم الأول، نحن لسنا وسيطا، ولسنا محايدين في قضية تمس الأمن القومي المصري والعربي، لكننا فقط نسعى إلى حل مشاكلكم مع فتح، فنحن نسعى إلي وقف العدوان والوصول إلي حل عادل، ونتمسك بأن الحل هو في دولة مستقلة وعلى حدود الرابع من يونيو ( حزيران ) وعاصمتها القدس الشرقية، وعلى فكرة سبق لك في وقت سابق أنك أبديت استعدادا بالاعتراف بالكيان الصهيوني.
نحن في الخندق مع شعبنا الفلسطيني، مدافعين عن حقوقه المشروعة، دون تراجع أو انقلاب على مواقفنا. إن الشعب المصري الذي رفض التطبيع مع العدو لأكثر من ٤٤ عاما لايستحق منك ذلك، والقيادة السياسية المصرية التي لم تتوقف عن بذل كل الجهود وتقديم كل المساعدات لاتستحق منك ذلك.
لقد عرفنا سبب انقلابك علي موقفك السابق، ولكن إلى متى يبقي كرسي السلطة هو المتحكم في مواقف ومصير شعبنا الفلسطيني؟! إنني أطلب منك موقفا مسئولا يتوافق مع تصريحاتك السابقة، ولايتجنى علي مواقف مصر ومسئوليتها التاريخية تجاه القضية الفلسطينية. فلنوحد الجهود لوقف حرب الإبادة وإنقاذ شعبنا الذي يعاني الموت والجوع والدمار.
نحن لسنا ضد المقاومة، لكننا ضد اختصار القضية ومصير شعب في من الذي يحكم ويتحكم، ومصر ليس لها مصلحة مع أي طرف، ولقاءات الوزير عباس كامل رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية معكم هي خير دليل علي ذلك، من أجلكم سافر إلى غزة وإلي رام الله، واستقبلكم في مصر مرات متعددة، وكان الهدف تحقيق المصالحة الفلسطينية-الفلسطينية، أو وقف إطلاق النار مع إسرائيل وغيره.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: مصر الرئيس السيسي مصطفى بكري غزة حماس فتح موسى أبو مرزوق القضیة الفلسطینیة إدخال المساعدات
إقرأ أيضاً:
عقابا على موقفها من القضية الفلسطينية.. ترامب يجمد 2.2 مليار دولار لجامعة هارفارد
واشنطن - الوكالات
أصدر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب قراراً بتجميد تمويل بقيمة 2.2 مليار دولار مخصص لجامعة هارفارد، بعد رفض الأخيرة التوقيع على شروط حكومية تتعلق بحرية التعبير والأنشطة الطلابية المرتبطة بالقضية الفلسطينية.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن القرار جاء إثر رفض إدارة هارفارد التوقيع على وثيقة رسمية تتضمن ما وصفته بـ"ضوابط سياسية" تستهدف نشاطات طلابية مؤيدة لفلسطين، وإجراءات تتعلق بمراقبة المحتوى الأكاديمي داخل الجامعة، إلى جانب اتهامات من إدارة ترامب بوجود "تساهل مع مظاهر معاداة السامية".
وفي أول تعليق على القرار، كتب ترامب على منصته الاجتماعية Truth Social:
"لن نسمح بتمويل جامعات تحولت إلى مصانع للكره والتحريض ضد أميركا وحلفائنا. من يقبل أموال الحكومة يجب أن يحترم قيمها."
ردود فعل أكاديمية وسياسية
وأثار القرار انتقادات واسعة في الأوساط الأكاديمية والسياسية، حيث وصف عدد من أساتذة الجامعات القرار بأنه "سابقة خطيرة تمس استقلالية التعليم العالي في الولايات المتحدة".
وقال البروفيسور جيمس ديوك، أستاذ العلوم السياسية في جامعة كاليفورنيا، إن "هذا القرار لا يتعلق فقط بهارفارد، بل يشكل إنذاراً لبقية الجامعات بأن التمويل قد يصبح أداة لإخضاع الفكر الأكاديمي لاعتبارات سياسية".
وفي السياق نفسه، أصدرت منظمة "اتحاد الحريات الأكاديمية الأميركي" (AAUP) بياناً أكدت فيه رفضها لأي شروط سياسية مقابل التمويل، مشددة على أن "حرية التعبير داخل الجامعات هي حجر الزاوية في النظام الديمقراطي الأميركي".
أما من الجانب الجمهوري، فقد رحب عدد من أعضاء الحزب بخطوة ترامب، معتبرين أنها "تصحيح لمسار جامعات باتت منحازة لأيديولوجيات يسارية تتجاهل الأمن القومي"، على حد تعبير السيناتور جوش هاولي، الذي قال: "هارفارد وغيرها من الجامعات الكبرى بحاجة إلى تذكير بأن الدعم الحكومي ليس شيكاً على بياض."
وتأتي هذه الخطوة ضمن سياق أوسع من التوتر بين مؤسسات التعليم العالي والإدارة الجمهورية، بعد سلسلة من الاحتجاجات الطلابية المؤيدة لفلسطين التي شهدتها جامعات كبرى منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة. وقد اتُهمت بعض الإدارات الجامعية من قبل سياسيين يمينيين بـ"التغاضي عن الخطاب التحريضي"، بينما أكدت إدارات الجامعات تمسكها بحرية التعبير والتظاهر السلمي.