لا أعرف لماذا يلجأ السيد موسي أبومرزوق نائب رئيس المكتب التنفيذي لحركة حماس إلي فتح جبهة جديدة واختلاق أزمة مع مصر، في وقت نحتاج فيه إلي تكاتف الجهود في مواجهة العدو الصهيوني؟

لقد أجري أمس مداخلة هاتفية مع تليفزيون العربي في لندن، وجه فيها إلى مصر اتهامات يعرف أنها بريئة منها، وهو نفسه الذي قال ذلك في مداخلة هاتفية مع الزميل عمرو أديب علي قناة إم بي سي مصر.

في مداخلته مع تليفزيون العربي، قال إن مصر لايمكن أن تعتبر نفسها وسيطا محايدا وألا تقف بجانب الفلسطينيين، وإن مصر هي التي تخلت عن غزة، وهي من وقعت كامب ديفيد، وهي من جعلت فيلادلفيا محورا بين الفلسطينين والمصريين، والآن سمحت للإسرائيلين بالتواجد فيه، ومصر تقف عاجزة عن إيصال الغذاء والدواء وعليها أن تقوم بواجباتها. وأضاف أن مصر تستطيع وقف المجازر في غزة في يوم واحد، وتلك هي الاتهامات التي وجهها أبومرزوق يوم ٨/١١.

وهنا أود أن أذكر السيد موسي أبومرزوق بتصريحاته لبرنامج الحكاية مع عمرو أديب في ٦ مايو الماضي، قال:

- الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يبذل مجهودا كبيرا من أجل وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

- الرئيس السيسي عينه علي فلسطين وعلي أطفالنا ونسائنا، والجانب المصري بيشتغل ليل نهار ونحن نشكرهم.

- سنهدي النصر إلي الرئيس السيسي والزعماء العرب.

ألا تري أن هناك تناقضا فجا بين تصريحاتك لتليفزيون العربي وتليفزيون إم بي سي مصر؟ أنت تدرك أن مصر لم تتخل ولن تتخل عن القضية الفلسطينية، لا أريد أن أعدد المواقف، فالكل يعرف دور مصر ومواقفها من القضية الفلسطينية، ولكن يكفي القول ما أكد عليه الرئيس السيسي أكثر من مرة من أن مصر لن تسمح بتصفية القضية الفلسطينية علي حساب مصر، ولن تقبل أبدا بمخطط التهجير مهما كانت المبررات لأن ذلك معناه نهاية القضية.

القياده المصرية والشعب المصري لم يتوقفا عن دعم القضية رغم كل الضغوط التي مورست ولاتزال تمارس علي مصر، ولقد أشاد بهذا الموقف الشهيد إسماعيل هنيه والسيد خالد مشعل وسيادتك، فماذا جري؟ ولماذا انقلبت علي موقفك السابق؟ أعرف أنك لن تجيب، ولكني دعني أقول لك: لقد حدث هذا الانقلاب في موقفك بعد أن بدأت مصر التنسيق مع السلطة الفلسطينية الشرعية ممثلة في الرئيس محمود عباس لاستلام الجانب الفلسطيني من معبر رفح حتي تتمكن من إدخال المساعدات، فهنا ثارت ثورتك ورأيت أن ذلك فيه إبعاد لحماس عن أن تتولى هي الإشراف علي إدخال المساعدات، متجاهلا أن أهلنا في غزة يتضورون جوعا، ويهمهم إدخال الغذاء والدواء عبر أي طرف فلسطيني كان.

مصر لاتتآمر ضد أحد ياسيد مرزوق، ورفضت التنسيق مع الجانب الإسرائيلي لإدخال المساعدات عبر معبر رفح، ووجدت أن الحل في إدخال المساعدات يمكن أن يتم من خلال السلطة الوطنية الفلسطينية، وهنا يبقي السؤال: لماذا تغضب من سعي مصر لإدخال المساعدات عبر السلطة الفلسطينية الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني؟ ولماذا تتعمد خلط الأورا والتناقض مع تصريحات سابقة لك؟ ياسيد مرزوق، هناك شعب يباد، ومؤامرة تنفذ لتهجيره من أرضه، مصر نسيت كل جراحها وارتفعت بمواقفها عند مستوي المسئولية، ووضعت القضية فوق الأشخاص رغم المواقف والجرائم التي ارتكبت في أوقات سابقة.

الشعب المصري وقيادته أبدا لم يقصرا منذ اليوم الأول، نحن لسنا وسيطا، ولسنا محايدين في قضية تمس الأمن القومي المصري والعربي، لكننا فقط نسعى إلى حل مشاكلكم مع فتح، فنحن نسعى إلي وقف العدوان والوصول إلي حل عادل، ونتمسك بأن الحل هو في دولة مستقلة وعلى حدود الرابع من يونيو ( حزيران ) وعاصمتها القدس الشرقية، وعلى فكرة سبق لك في وقت سابق أنك أبديت استعدادا بالاعتراف بالكيان الصهيوني.

نحن في الخندق مع شعبنا الفلسطيني، مدافعين عن حقوقه المشروعة، دون تراجع أو انقلاب على مواقفنا. إن الشعب المصري الذي رفض التطبيع مع العدو لأكثر من ٤٤ عاما لايستحق منك ذلك، والقيادة السياسية المصرية التي لم تتوقف عن بذل كل الجهود وتقديم كل المساعدات لاتستحق منك ذلك.

لقد عرفنا سبب انقلابك علي موقفك السابق، ولكن إلى متى يبقي كرسي السلطة هو المتحكم في مواقف ومصير شعبنا الفلسطيني؟! إنني أطلب منك موقفا مسئولا يتوافق مع تصريحاتك السابقة، ولايتجنى علي مواقف مصر ومسئوليتها التاريخية تجاه القضية الفلسطينية. فلنوحد الجهود لوقف حرب الإبادة وإنقاذ شعبنا الذي يعاني الموت والجوع والدمار.

نحن لسنا ضد المقاومة، لكننا ضد اختصار القضية ومصير شعب في من الذي يحكم ويتحكم، ومصر ليس لها مصلحة مع أي طرف، ولقاءات الوزير عباس كامل رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية معكم هي خير دليل علي ذلك، من أجلكم سافر إلى غزة وإلي رام الله، واستقبلكم في مصر مرات متعددة، وكان الهدف تحقيق المصالحة الفلسطينية-الفلسطينية، أو وقف إطلاق النار مع إسرائيل وغيره.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: مصر الرئيس السيسي مصطفى بكري غزة حماس فتح موسى أبو مرزوق القضیة الفلسطینیة إدخال المساعدات

إقرأ أيضاً:

مهرجان الإسكندرية يدعم القضية الفلسطينية في دورته الأربعين

قررت إدارة مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط اختيار 9 أفلام بالبرنامج الفلسطينى الذى يعرض على هامش الدورة الأربعين التي تقام خلال الفترة من خلال الفترة من 1 إلى 6 أكتوبر 2024 تحت رعاية الفنان الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، والفريق أحمد خالد محافظ الإسكندرية.

تفاصيل دعم مهرجان الإسكندرية السينمائي للقضية الفلسطينية

ويرأس مهرجان الإسكندرية السينمائي الناقد السينمائي الأمير أباظة رئيس الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما، ويقدم المهرجان هذا البرنامج كنوع من الدعم والمساندة للقضية الفلسطينية ضد العدوان الصهيوني الغاشم، ويعرض المهرجان 9 أفلام اختارها المخرج فايق جرادة.

الأفلام الفلسطينية المشاركة في مهرجان الإسكندرية السينمائي

وتشارك فلسطين فى هذا البرنامج بخمسة أفلام هم الروائي القصير «بلا جواب» للمخرجة رازن ياغي، ويروي قصة حقيقية واحدة من عديد من القصص غير المروية للعائلات الفلسطينية خلال النكبة في عام 1948، الفيلم مبني على رسالة مأخوذة من الأرشيف الفلسطيني، ويعرض أيضا الوثائقي «الحجارة الناطقة»، للمخرج خليل حمادة جبران، يتناول الفيلم قصة المسجد الأقصى المبارك المكانة الروحانية والدينية وقداسته ومكانته في الإسلام ورحلة المعراج التي عرج النبي محمد صلى الله عليه وسلم، كما يتناول الفيلم قصة بناء قبة الصخرة المشرفة وأهميتها الإسلامية والمعمارية وصخرة الإسراء، ويعرج الفيلم أيضا على موضوع الجامع القبلي وهو أحد أهم المعالم في الأقصى تاريخ البناء وأهمية موقعه وموضعه.

ويعرض أيضا من فلسطين الوثائقي «بعيدا عن الشمس»، للمخرج فايق جرادة، ويتحدث عن أنواع التعذيب داخل سجون الاحتلال، وقضية الأسرى هي قضية إنسانية قضية إنسان بامتياز هي قضية جوهرية وهي لست خبر أو مشروع موسمي هي قصص وحكايات المعذبين داخل سجون الاحتلال هي الشكل والمضمون الإنساني للقضية الفلسطينية هي قضية وطن بأكمله.

كما يعرض الفيلم الفلسطينى الوثائقي «فنانو غزة: هل تسمعوننا»، للمخرج مصطفى النبيه، ويرصد واقع مجموعة من الفنانين نزحوا من بيوتهم وعاشوا معاناة الخيمة والفقد والحرمان وتحولوا من مبدعين إلى أناس متسولين يلهثون وراء الطعام والشراب والأمان بعد أن تم تجريدهم من كل معاني الحياة وأسقطوهم في جحيم أعد سلفاً، رغم موتهم المؤجل ما زالوا ينتصرون للحياة.

ويشارك الوثائقي «شيرين»، للمخرج معن سمارة، ويتحدث عن شيرين أبو عاقلة الصحفية الفلسطينية التي استشهدت في مدينة جنين أثناء تغطيتها للعدوان الإسرائيلي على مدينة جنين، بينما تشارك مصر بثلاثة أفلام هم الوثائقى «خبرهن عاللي صاير»، للمخرج عمر وليد، وهو محاولة لتوثيق المشاعر تجاه ما يحدث الآن في مدينة غزة من منظور المنزل «المكان» الذي تم تهجير أهله وتركوه وحيداً.

كما يشارك من مصر أيضا فيلم «لاجئ»، للمخرجة دعاء شعبان، يتناول قصة إنسانية تتوج القضية الفلسطينية، حيث تمزج المخرجة أحداث العدوان على فلسطين مع مشاعر الأمل والصمود والرغبة في الحياة التي تملأ الفلسطينيين الذين شاركوا في الفيلم سواء من أهل البلد أو اللاجئين.

أما الفيلم الثالث الوثائقي بعنوان «من أين تأتي الصورة؟»، للمخرج يوسف منيسي، ويعرض الفيلم قصص الناجين الذين عانوا من المجازر على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي، ويكشف الفيلم من خلال شهاداتهم التفاصيل المدمرة لهذه الأحداث وتأثيرها على المدى الطويل.

بينما يشارك من العراق في فعاليات مهرجان الإسكندرية السينمائي فيلم التحريك «شيرين الصحفية»، للمخرج زيد شكر، والذي يستخدم فنون التحريك ليقدم شهادته للعالم عن اغتيال الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة التي اغتالتها يد الخسة وهي تناضل بقلمها من أجل أرض فلسطين الحبيبة، ويوضح الفيلم في مشاهد قليلة ودقائق قصيرة كيف تربصت يد الغدر بالشهيدة التي ظلت تناضل بقلمها والكاميرا من أجل تحرير شعبها وأرضها.

مقالات مشابهة

  • قرارات إجرائية من الجامعة العربية بشأن تطورات القضية الفلسطينية
  • وزير الخارجية اليمني: لم نتغيب عن دورنا القومي تجاه القضية الفلسطينية
  • أبو الغيط: الأجندة الإسرائيلية تستهدف تصفية القضية الفلسطينية وضم الأراضي
  • «مستقبل وطن»: أكاذيب إسرائيل عرض مستمر وموقف مصر ثابت من القضية الفلسطينية
  • وليد عونى: ندعم القضية الفلسطينية بسلاح الفن
  • عاجل - وزير الخارجية الروسي: السلام في الشرق الأوسط مستحيل دون حل القضية الفلسطينية
  • وزير الخارجية يبحث مع نظيره الإماراتي تطورات القضية الفلسطينية وأزمة قطاع غزة
  • مهرجان الإسكندرية يدعم القضية الفلسطينية في دورته الـ 40
  • مهرجان الإسكندرية يدعم القضية الفلسطينية في دورته الأربعين
  • الدويري: هدف نتنياهو تصفية القضية الفلسطينية تماما