أغسطس 12, 2024آخر تحديث: أغسطس 12, 2024

المستقلة/- في ظل الثورة الرقمية التي يشهدها العراق، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي ساحة واسعة للتعبير عن الرأي والنقاشات العامة.

ومع ذلك، أثيرت مخاوف كبيرة حول ظهور صُناع محتوى، حيث وصفهم البعض بـ”غير اللائق” أو “الخادش للحياء”، خاصةً بعد بثهم لمحتوى يتعارض مع العادات والتقاليد المحلية.

خلال الأشهر القليلة الماضية، شنت الحكومة العراقية حملة واسعة لمواجهة ما أسمته بـ”ظاهرة المحتوى الهابط”، والتي تتضمن توقيف شخصيات بارزة على وسائل التواصل الاجتماعي بسبب نشرهم لمحتويات اعتبرته غير لائقة. في هذا السياق، أصدر مجلس القضاء الأعلى مذكرات قبض بحق العديد من مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي في بغداد وعدد من المحافظات.

وكان أحدث هؤلاء هو الناشط على منصة “تيك توك” “بلانة”، حيث أعلنت “لجنة المحتوى الهابط” في وزارة الداخلية عن صدور أمر قبض بحقه بتهمة نشر محتوى يتنافى مع الآداب العامة.

تداعيات اجتماعية وحقوقية

يرى المواطن حسين عمار أن المحتوى الهابط يشكل تهديدًا للمجتمع، معتبرًا أن التأثير السلبي لهذا المحتوى يمكن أن يمتد إلى الأفراد داخل بيوتهم، خاصةً عبر منصات مثل “تيك توك” و”إنستغرام”. وفي حديثه للجزيرة نت، أعرب عن أمله في أن تتخذ الحكومة إجراءات جدية تمنع تأثير هذا المحتوى من تهديد حياة الأفراد أو التسبب في التشويه الجسدي.

من جانبه، أشار الخبير القانوني والمحامي حسين جاسم الشمري إلى أن إصدار مذكرات القبض يمثل خطوة ضرورية لمعالجة الظاهرة، مؤكدًا أن هذه الإجراءات تعد رادعة وقادرة على تحقيق الهدف المنشود. وأكد أن “معاقبة هذه الأفعال أمر ضروري لضمان عدم تكرارها أو انتشارها”.

مواقف متباينة

من ناحية أخرى، أيد المواطن جعفر علاء حسين الإجراءات الحكومية، داعيًا إلى توسيع نطاق هذه الإجراءات لتشمل “الجيوش الإلكترونية” التي تنشر محتوى مسيئًا وطائفيًا. وفيما يتعلق بالناشطين في وسائل التواصل الاجتماعي، دافع حسن يوسف عن الإجراءات الحكومية، مؤكدًا أن تصحيح الوضع القائم أمر ضروري ويعكس احترامًا لعادات البلد وتقاليده.

بالمقابل، استبعد الخبير القانوني علي التميمي إمكانية استغلال قوانين مكافحة المحتوى الهابط لتصفية الحسابات السياسية أو الاجتماعية. وذكر أن الإجراءات القضائية تعتمد على أدلة محددة وركائز قانونية واضحة، ولا تتيح استخدامها لأغراض غير قانونية.

الهوية والمحتوى في العراق

إلى جانب هذا، أشار الإعلامي الرياضي أحمد التميمي إلى غياب الهوية في صناعة المحتوى في العراق. وأضاف أن هناك نقصًا في التنظيم والفلاتر التي تساعد في تحديد محتوى صناع المحتوى وتخصيصه وفقًا للاهتمامات المختلفة. وأكد أن الدولة تلعب دورًا غير مباشر في توجيه صناع المحتوى، لكن الأمر يتطلب وجود جهة منظمة تسهم في بناء وتوجيه النشاطات الإعلامية بطريقة منسقة.

ختامًا، تبقى قضية المحتوى الهابط الذي يبثه مشاهير التواصل الاجتماعي موضوعًا حساسًا ومعقدًا في العراق، يتطلب توازنًا دقيقًا بين حماية القيم المجتمعية وضمان حرية التعبير.

نقلا عن قناة الجزيرة

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

كلمات دلالية: وسائل التواصل الاجتماعی المحتوى الهابط

إقرأ أيضاً:

دور الإصلاح في العراق ودورها في تهذيب سلوك النزيل

20 فبراير، 2025

بغداد/المسلة:

 انوار داود الخفاجي

تلعب دور الإصلاح في العراق دورًا أساسيًا في إعادة تأهيل النزلاء وتهذيب سلوكهم قبل الإفراج عنهم، وذلك بهدف إعادة دمجهم في المجتمع كأفراد صالحين ومنتجين. فالسجون لم تعد مجرد أماكن للعقاب، بل أصبحت مؤسسات إصلاحية تهدف إلى تصحيح سلوك الأفراد، وتعليمهم مهارات جديدة، وتأهيلهم نفسيًا واجتماعيًا ليكونوا قادرين على العيش حياة كريمة بعد خروجهم.

تهدف دور الإصلاح في العراق إلى تحقيق مجموعة من الأهداف، منها:

إعادة تأهيل النزيل نفسيًا واجتماعيًا: يتم تقديم برامج دعم نفسي لمساعدة النزلاء على التخلص من المشكلات النفسية التي قد تكون دفعتهم إلى ارتكاب الجرائم، مثل الغضب، أو الإدمان، أو الضغوط الاجتماعية.

تعليم النزيل مهارات مهنية: توفر دور الإصلاح ورش عمل تدريبية في مجالات مثل النجارة، والحدادة، والخياطة، والزراعة، والحرف اليدوية، لمساعدة النزلاء على اكتساب مهارات يمكن أن تساعدهم في العثور على وظائف بعد الإفراج عنهم.

تعزيز القيم الأخلاقية والدينية: تُقدَّم محاضرات ودروس دينية وتثقيفية تهدف إلى تعزيز القيم الأخلاقية والدينية، مما يساعد النزيل على تجنب العودة إلى السلوك الإجرامي.

دعم النزيل بعد الإفراج عنه: من خلال برامج المتابعة، يتم تقديم استشارات ودعم مستمر للنزلاء بعد خروجهم لضمان عدم وقوعهم مرة أخرى في الجريمة.

عند الإفراج عن النزيل، يكون قد مرّ بمرحلة من التدريب والتأهيل تجعله أكثر استعدادًا لمواجهة الحياة بشكل إيجابي. ومن أهم التأثيرات الإيجابية لهذه البرامج:

تقليل معدلات العودة إلى الجريمة: من خلال التأهيل والتدريب، يصبح النزيل أكثر وعيًا بأهمية الالتزام بالقانون، مما يقلل من احتمال عودته إلى السلوك الإجرامي.

القدرة على كسب لقمة العيش بطرق شرعية: بفضل البرامج المهنية والتدريبية، يصبح لدى النزيل المهارات الكافية للحصول على عمل، مما يجعله أقل عرضة للعودة إلى الجريمة بسبب الحاجة المالية.

تحسين العلاقة مع المجتمع:عندما يخرج النزيل وهو يمتلك مهارات جديدة ويظهر تغيرًا إيجابيًا في سلوكه، يصبح من الأسهل عليه إعادة الاندماج في المجتمع وكسب احترام الآخرين.

تعزيز الثقة بالنفس: يشعر النزيل المحرَّر أنه شخص ذو قيمة وقادر على تحقيق النجاح، مما يحفزه على تجنب العودة إلى السلوكيات السلبية.

على الرغم من الجهود المبذولة، تواجه دور الإصلاح في العراق بعض التحديات، ومنها:

الاكتظاظ في السجون: يؤدي ارتفاع عدد النزلاء إلى صعوبة تقديم برامج إصلاحية فعالة لكل فرد.

نقص الموارد والتمويل: تحتاج برامج التأهيل إلى موارد مالية كبيرة لضمان فعاليتها، وهو ما قد يشكل تحديًا في بعض الأحيان.

نظرة المجتمع للنزيل السابق: يعاني العديد من النزلاء المحررين من وصمة العار الاجتماعية، مما يجعل من الصعب عليهم العثور على عمل أو الاندماج في المجتمع.

ضعف المتابعة بعد الإفراج: قد يواجه بعض النزلاء صعوبة في الحصول على الدعم اللازم بعد خروجهم من السجن، مما قد يدفعهم للعودة إلى الجريمة.

وفي الختام تمثل دور الإصلاح في العراق خطوة هامة نحو بناء مجتمع أكثر أمانًا من خلال إعادة تأهيل النزلاء وتوجيههم نحو حياة جديدة قائمة على العمل والقيم الإيجابية. وعلى الرغم من التحديات التي تواجه هذه العملية، إلا أن استمرار تطوير البرامج التأهيلية وتحسين ظروف السجون يمكن أن يسهم بشكل كبير في تحقيق نتائج إيجابية، مما يقلل من معدلات الجريمة ويعزز الأمن والاستقرار في البلاد.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • متابعة "رابور" بتهمة نشر مضامين مشينة في مواقع التواصل الاجتماعي
  • 4 شركات سياحة تنصب على مواطنين .. وتحرك فوري من الأمن
  • “العراق في مواجهة التطرف ” .
  • مسلسل لام شمسية يطرح حلولا للحد من استخدام طفلك لمواقع التواصل الاجتماعي
  • حلقة التواصل الاجتماعي.. شراكة تؤسس إطارًا وطنيًا لبيئة رقمية آمنة
  • مدير أوقاف الغربية: العمل التطوعي يسهم في التواصل الإيجابي بين أفراد المجتمع
  • تغريدة الدويش الغامضة تشعل مواقع التواصل الاجتماعي
  • حماية الشهود والمبلغين في مشروع الإجراءات الجنائية.. عقوبات صارمة تصل للإعدام
  • دور الإصلاح في العراق ودورها في تهذيب سلوك النزيل
  • خالد يوسف يتوعد مشاهير بالملاحقة القانونية!