النائب تامر عبدالقادر يكتب: هرم بحجم أحلام أمة
تاريخ النشر: 12th, August 2024 GMT
تستطيع أن تسميه بناءً هرميًا متناسقًا يضفو عليه الطابع الزمني، ويمكن أن تصفه بمنظومة بنائية لمهندس معماري محترف، وهذا الوصف الدقيق ينطوي على مجموعات عمل متناسقة، مترابطة، يجمعها خيط رفيع، وصلات قوية، تتميز بالربط بين مخرجاتها وقراراتها وأعمالها التنظيمية.
فإذا وضعنا الحوار الوطني، على رأس هذا البناء الهرمي الذي له ذراعين وهما، «التحالف الوطني للجمعيات»، و«مبادرة حياة كريمة».
وقد شكل الحوار الوطني، العديد من الإيجابيات بين القوى السياسية في المجتمع، حيث تمكن من الوصول لأقصى درجات التوافق بين عدد من الرموز السياسية، والاجتماعية، والحزبية، أصحاب الفكر، والأيدولوجيا، والتوجهات المختلفة على طاولة واحدة، للاتفاق على أنّ بناء الوطن، ومؤسساته، والارتقاء بمقدراته فوق كل اعتبار أو أي أهداف شخصية، بعيدا عن الأحلام الوردية التي يصعب تحقيقها، وهذا التوافق في النتائج يجعلنا نرفع القبعة لصاحب فكرة الحوار الوطني، الذي استطاع أن يوحد الجهود لمصلحة الوطن.
ولا جدال في أنّ الخلافات التي تنشق بسببها الأحزاب، والكيانات السياسية، والتحالفات النمطية، تستهدف جميعها صالح الوطن، حيث يفكر كل فصيل، وفقا لرؤيته، دون النظر لمقتضيات الأمن القومي المصري، أو البعد السياسي الذي يحكم علاقات مصر، بجيرانها، حيث إن هناك بعض الأمور التي قد يكون في ظاهرها مصلحة الوطن، والمواطن، وفي باطنها أضرارًا بالغة على المدي البعيد، وهذه أمور لم تكن معلنة للجميع.
ولا اختلاف في أنّ وجود مثل هذه التيارات، مختلفة الفكر، والأيدولوجية على طاولة واحدة قد تحد من هذا التنافر، بل وتقرب وجهات النظر بعد توضيح أمورًا لم يكن من الصالح إفشائها في العلن.
وباعتبار التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، الذراع الأول لهذا البناء الهرمي، والذي تم الإعلان عنه خلال عام 2022، بتوجيهات من الرئيس السيسي، عندما جعل هذا العام عاما للمجتمع المدني، وكان شاهدا على التعاون غير المسبوق بين أطراف المجتمع المدني المصري والذي ضم 34 كيانا تنمويا وخدميا داخل 27 محافظة بما في ذلك كل المناطق الحدودية، والنائية.
وسجل هذا التحالف خطوات جادة وناجحة في خدمة الوطن، وتوفير الخدمات الكبرى للمناطق الأكثر احتياجا، وذلك عبر المساهمة في مشروعات التنمية للمناطق الأكثر احتياجا.
وكان لهذا التحالف اليد العليا في توفير ملايين المساعدات للمحتاجين في قرى، وعزب، ونجوع مصر، كما أضفى هذا التحالف ارتياحا كبيرا بين المواطنين الذي كانوا ينظرون للأسر الأكثر احتياجا بنظرات الشفقة التي تتبعها قلة الحيلة، فكان لمطبخ بنك الطعام الذي تم تأسيسه بعدد من المحافظات والمناطق الحدودية والنائية والفقيرة بالتنسيق مع التحالف، الصدي الأوسع والأكبر حيث يوفر الوجبات الغذائية للأسر ضعيفة الإمكانيات، فهل يوجد أعظم من إطعام الفقير فهي نعمة كبرى.
وكان لهذا التحالف العملاق دوره الكبير في توصيل المساعدات للأشقاء في قطاع غزة.. فالتنسيق بين الكيانات داخل التحالف، ورسم الخطط التنموية التفاعلية مع المجتمع الداخلي، والخارجي، وصلت لنجاحات كبرى في حجم المساعدات التي أوصلها التحالف لأهالينا في غزة .
وهذا التحالف ولد عملاقا، وسجلاته حافلة بالنجاحات التي يحتاج سردها لمجلدات.. واستمرار عمله بهذه الأيدولوجية قد يكون له الأثر الإيجابي الأكبر في إعادة بناء الإنسان، باعتباره أحد أهم المحاور التي يركز عليها الرئيس السيسي، في البرنامج الذي كلف به الحكومة الجديدة. ولو نظرنا للذراع الثاني لهذا البناء الهرمي، فنجده المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، التي لا يختلف أحد على أنّه كان لها بالغ الأثر الطيب في توفير الحياة بمفاهيمها الشاملة في القطاعات والمجالات، حيث تمكنت هذه المبادرة من تحقيق أقصى أحلام المصريين، واهتمت بتوفير المسكن الآمن للأسر الأكثر احتياجا، والخدمات الصحية للمصريين.
ففي الماضي كنا نسمع عن القرى الأكثر فقرا في صعيد مصر.. وأخرى محرومة من مياه شرب نظيفة.. وثالثة بلا صرف صحي.. ليأتي الرئيس بحياة كريمة التي قضت على أشكال الحوجة لهذه القرى، وتتحول هذه القرى من فقيرة تحتاج فقط، إلى قرى نموذجية بها الخدمات من مياه شرب نقية، وصرف صحي آمن، وبيئة تكنولوجية متطورة، وإدارات خدمية لكافة المصالح الحكومية تمكن المواطن من قضاء كافة احتياجاته داخل القرية دون الذهاب للمديريات الخدمية.
وأعادت حياة كريمة، تشكيل مجتمعنا القروي إلى مجتمع متكامل به كافة سبل الحياة وكل ما تحتاجه من مدارس، ووحدات صحية، وطرق مرصوفة نظيفة، ومجتمع تم إعادة تنسيقه، وتنظيمه لا ينقصه من المواطنين سوى الحفاظ عليه.
وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي، أكثر حرصا على التطوير والتغيير الذي شمل كل القرى بمختلف المحافظات، إذ دبت الروح من جديد في الريف المصري الذي يشهد منذ إطلاق مبادرة حياة كريمة، طفرة كبرى جعلت الريف، جاذبا لأبنائه الذين تركوه بحثا عن الحياة الكريمة.
وحققت المبادرة نجاحا فائقا في جني ثمارها من التخفيف عن كاهل المواطنين في مختلف المناطق، كما حققت المبادرة التنمية الشاملة للتجمعات الريفية الأكثر احتياجًا، وقضت أيضا على الفقر كما عملت المبادرة على الارتقاء بالمستوى الاجتماعي والاقتصادي والبيئي للأسر المستهدفة.
في الحقيقة.. لقد أعاد هذا البناء الهرمي الناجح، تشكيل وعي هذه الأمة ووجه بوصلة هذا المجتمع نحو التطوير، والتنمية دون توقف أو ملل، فهذا الشعب المصري الأصيل، لا يستحق سوى أن يجني ثمار ما أهدرته ثورتين ينتظر الشعب من بعدهما البناء، والتنمية، وتوفير سبل الحياة الكريمة، وهذا ما نجح في تحقيقه هذا البناء الهرمي الشامخ.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: القوى السياسية التحالف الوطني حياة كريمة مبادرة حياة كريمة الأکثر احتیاجا هذا التحالف حیاة کریمة
إقرأ أيضاً:
وزير الري: توفير 147 قطعة أرض لصالح «حياة كريمة» في 16 محافظة
قال هاني سويلم، وزير الموارد المائية والري، إن احتفالية الشباب 2024 التي تنظمها مؤسسة حياة كريمة، بالتزامن مع اليوم الدولي للتضامن الإنساني، تعكس اهتمام الدولة المصرية بالشباب، من خلال تقديم العديد من الخدمات للمواطنين في المناطق الريفية على مدار السنوات الماضية.
احتفالية الشباب التي تنظمها «حياة كريمة»وأضاف «سويلم» خلال كلمته في احتفالية الشباب بمناسبة اليوم الدولي للتضامن الإنساني، التي تنظمها «حياة كريمة»، أن المبادرة انطلقت في يناير 2019 وكان لها دور بارز في تحسين حياة ملايين من أبناء الشعب المصري من خلال تنفيذ العديد من المشروعات الخدمية، التي استهدفت المناطق الريفية الأكثر احتياجًا، وشرفت الوزارة بالمشاركة في هذه المبادرة من خلال تنفيذ مشروعات عديدة في مراكز المبادرة.
وتابع: «الحياة الكريمة أحد أهم محاور التنمية المستدامة التي تسعى إليها العديد من الدول النامية، مؤكدًا أن مصر قدمت نموذجًا للعالم في كيفية تحسين حياة المواطنين، إذ تعد وزارة الموارد المائية والري عنصرًا أساسيًا في كافة المشروعات»
وبين أنّ الوزارة نفذت تحت مظلة المبادرة، أعمال تأهيل الترع في مراكز المبادرة بأطوال إجمالية تصل إلى 4000 كم، تم الانتهاء من 3300 كم منها بالكامل، كما أسهمت «الري» في مبادرة حياة كريمة من خلال تنفيذ مشروعات متنوعة في مجالات الحماية من أخطار السيول في عدد من المحافظات، والتحول لاستخدام الطاقة الشمسية في رفع المياه في محافظة الوادي الجديد، ما أسهم في تحسين المستوى المعيشي للمواطنين في هذه المناطق.
تنفيذ أعمال تأهيل الترع في القرىوأشار إلى توفير قطع أراضي منافع الرأي مجانًا لإقامة إنشاءات خدمية عليها لخدمة الأهالي بمراكز المبادرة حيث تمّ تدبير 147 قطعة أرض من منافع الرأي لمساحة تتجاوز 4.2 مليون متر مربع بعدد 16 محافظة، وذلك بقيمة تقديرية كانت ستصل إلى 1.8 مليار جنيه عند الانتهاء من المشاريع.
وأشار وزير الري إلى أن قطاع المياه في مصر يواجه العديد من التحديات نتيجة الزيادة السكانية، ومحدودية الموارد المائية، والتغيرات المناخية، لذلك قامت الدولة المصرية ممثلة في وزارة الموارد المائية والري، بالبدء في تنفيذ نظام جديد لمنظومة الري المصرية القائمة منذ مئات السنوات.
وأعلن عن توقيع بروتوكول تعاون بين وزارة الموارد المائية والري ومؤسسة حياة كريمة للتعاون المشترك في نشر التوعية المائية عبر خمسين ألف شاب متطوع منتشر في أنحاء مصر، مردفًا: «لابد من أن نبني على هؤلاء الشباب في نشر الوعي المائي في مصر، وأعتقد أننا كوزارة ري سنكون كسبانين كثيرًا بالتعاون مع مؤسسة حياة كريمة من خلال الندوات والفعاليات التي تنظمها، وكذلك الحملات التوعوية المشتركة بين الجانبين. كما سيتم التنسيق مع مركز التدريب الإقليمي للموارد المائية والري التابع للوزارة».