الجزيرة:
2025-03-15@10:55:39 GMT

سياسة نتنياهو من أجل إطالة الحرب

تاريخ النشر: 12th, August 2024 GMT

سياسة نتنياهو من أجل إطالة الحرب

تواصل دولة الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب الجرائم والمجازر في غزة، ولم يعد خافيًا على أحد أن رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، لم يكتفِ بعدم التجاوب مع النداءات المطالبة بوقف إطلاق النار، بل استبق أي أجواء إيجابية بارتكاب المجازر الجماعية بحق النساء والأطفال، أو لجأ إلى التصعيد الإقليمي قبل كل عملية تفاوض، بهدف إفشالها.

مراجعة سريعة لمجريات الأحداث تكشف الحقيقة السابقة:

مجزرة المعمداني

في 17 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بينما كان الرئيس الأميركي جو بايدن يستعد للتوجه إلى الأردن لحضور قمة رباعية حول غزة بمشاركة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والملك الأردني عبد الله الثاني، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، نفّذ الجيش الإسرائيلي مجزرة في ساحة المستشفى الأهلي العربي "المعمداني" وسط مدينة غزة، أوقعت 500 شهيد من النازحين الذين لجؤُوا إليها، ونتيجةً للغضب الإقليمي والدولي بعد المجزرة، اعتذر عدد من هؤلاء الزعماء عن الحضور وألغيت القمة.

لم يحاسب أحد نتنياهو على ما فعل، بل بدأ داعموه في ترويج أكاذيب لتبرئة ساحته، فقال الرئيس الأميركي جو بايدن للإسرائيليين: "يبدو أن الجانب الآخر وراء ذلك وليس أنتم". واعتبرت حكومة رئيس الوزراء البريطاني السابق ريشي سوناك "أن الانفجار في المشفى ناجم عن صاروخ أطلق من غزة"، وصرحت مديرية المخابرات العسكرية الفرنسية أن السيناريو الأرجح هو أن سبب الانفجار صاروخ فلسطيني تعطل عند إطلاقه. وزعم وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني أن "الصاروخ خلّف 50 قتيلَا لا 500".

اجتياح رفح بعد موافقة حماس على اقتراح الوسطاء

وفي مطلع مايو/أيار 2024، وبعد أن وافقت حركة المقاومة الإسلامية حماس على الورقة التي قدمها الوسطاء لوقف إطلاق النار، قرّر مجلس الحرب الإسرائيلي بالإجماع مدّ العمليات إلى رفح بالرغم من كل النداءات الدولية والإقليمية. وبالفعل، احتلّ الجيش الإسرائيلي معبر رفح ومحور فيلادلفيا على الحدود مع مصر.

ورغم صدور قرار لمحكمة العدل الدولية – بعد ذلك بأيام- يطالب إسرائيل بوقف عملياتها في رفح، فقد تواصل تدمير المدينة ووقعت فيها عشرات المجازر، أبرزها "محرقة الخيام" في 26 مايو/أيار 2024 غرب رفح، حين شنت المقاتلات الإسرائيلية غارات على خيام النازحين قرب مخازن الأونروا، مما أسفر عن استشهاد 45 فلسطينيًا، أغلبهم من النساء والأطفال.

اغتيال هنية وشُكر

وفي مطلع أغسطس/ آب 2024، أقدم الاحتلال الإسرائيلي على تنفيذ عمليتَي اغتيال متتاليتين طالت القائد العسكري لدى حزب الله فؤاد شُكر، ثم زعيم حركة حماس إسماعيل هنية أثناء وجوده في إيران لحضور مراسم تقليد المنصب لرئيسها الجديد.

وكما هو النهج، فقد جاء هذا التصعيد الإسرائيلي بعد إبداء حركة حماس خلال شهر يوليو/ تموز مرونة وإيجابية لتسهيل التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار، فقبلت بصياغة جديدة للمادة الثامنة من مشروع الاتفاق المقترح من الجانب الأميركي، وهو ما قابله نتنياهو بالمماطلة وتأخير إرسال وفد التفاوض الإسرائيلي، قبل أن يسافر هو إلى واشنطن لإلقاء خطابه في الكونغرس الأميركي.

وكانت عملية الاغتيال، التي طالت المسؤول الأول عن التفاوض من طرف حماس، رسالة واضحة أن حكومة الاحتلال لا تريد وقف إطلاق النار، بل تسعى إلى التصعيد الإقليمي بعد أن ضاق هامش النقاش بخصوص بنود الاتفاق.

مجزرة مدرسة "التابعين"

بعد أن أشعلت حكومة الاحتلال الإسرائيلي البيئة الإقليمية وجعلتها على شفا حرب حتمية، حاولت الإدارة الأميركية تخفيف التوتر الإقليمي، والقيام بمبادرة لإعادة الزخم للمفاوضات بعد أن أفسدت حكومة الاحتلال أجواءها، فعملت على ضخ مياه جديدة عبر الدعوة لتطبيق الاتفاق دون تأجيل.

ولم تكد تمر 24 ساعة على بيان ثلاثي صدر عن الولايات المتحدة ومصر وقطر يقول إن الوقت حان لإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار دون إضاعة مزيد من الوقت ودون أعذار للتأجيل، إلا أن العالم استيقظ صباح 10 أغسطس/آب على مجزرة إسرائيلية في "مدرسة التابعين" بحي الدرج في مدينة غزة، والتي استشهد فيها قرابة 100 نازح فلسطيني ممن لجؤُوا إلى المدارس بعد أن دمر الاحتلال منازلهم. وكانوا يؤدون صلاة الفجر في مصلى المدرسة حين استهدفهم القصف.

نحن أمام سياسة مستمرة تتخذ من جرائم الحرب والتهجير والتجويع والحصار الكامل نهجًا، ولا توجد موانع حقيقية تردع دولة الاحتلال عن ذلك مستقبلًا، فلا هم داخليًا يملكون الوازع الأخلاقي الكافي، ولا هم خارجيًا يواجهون ضغوطًا حقيقية من حلفائهم الكبار، بل على العكس من ذلك يشعرون بالدعم، كما حصل مثلًا عندما أحبطت واشنطن بيانًا أمميًا يحمل إسرائيل مسؤولية مجزرة شارع الرشيد التي طالت نازحين فلسطينيين كانوا ينتظرون وصول شاحنات المساعدات.

وما لم يكن هناك ضغط حقيقي مؤثر، سيكون من العبث انتظار أي تغيير في موقف نتنياهو وحكومته. لقد لاحظنا أن هناك خطًا ثابتًا ومتصاعدًا تسير عليه هذه الحكومة، وهو خط استمرار الحرب وتجاهل كل دعوات وقف إطلاق النار والتحايل على المبادرات لكسب مزيد من الوقت.

وبينما تعتبر المفاوضات وسيلة للتوصل للتهدئة ووقف إطلاق النار، فإن حكومة نتنياهو تستخدمها كأداة للتضليل ومواصلة الحرب  والمجازر.

 

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات إطلاق النار بعد أن

إقرأ أيضاً:

مكتب نتنياهو: حماس لم تُغير مواقفها رغم قبولنا مقترح ويتكوف

قالت رئاسة الوزراء الإسرائيلية، اليوم الجمعة، 14 مارس 2025، إن حركة  حماس تواصل ألاعيبها والحرب النفسية، وما زالت ترفض مقترح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف الذي قبلته إسرائيل.

رد مكتب نتنياهو جاء على البيان الذي أصدرته حركة حماس، والذي أعلنت فيه موافقتها على مقترح من الوسطاء، يتضمّن إطلاق سراح 5 رهائن، بينهم جنديّ بجيش الاحتلال، أميركيّ الجنسيّة وهو عى قيد الحياة، بالإضافة إلى جثامين أربعة آخرين من مزدوجي الجنسية كذلك.

وذكر مكتب نتنياهو، أن "حركة حماس لم تتحرك قيد أنملة، وفي الوقت نفسه، تواصل الانخراط في التلاعُب، والحرب النفسية"، على حدّ وصفه.

ولفت البيان إلى أنه "من المقرر أن يعقد رئيس الحكومة، اجتماعا مع الفريق الوزاريّ، مساء السبت، لتلقّي تقرير مفصّل من فريق التفاوُض، والبتّ في الخطوات المُقبلة، لإطلاق سراح المحتجزين".

اقرأ أيضا/ حمـاس تعلن موافقتها على مقترح الوسطاء بتسليم محتجز إسرائيلي و4 جثامين

ووفق القناة 12 العبرية، فإن خلاصة بيان مكتب رئيس الوزراء، أن  "نتنياهو لا يرفض ولا يقبل بيان حماس حاليًا".

وذكرت تقارير إسرائيلية، أمس الخميس، أن المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، قد قدّم في العاصمة القطرية الدوحة، أول من أمس، الأربعاء، مقترحا محدّثا لتمديد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ، لعدّة أسابيع، مقابل إطلاق حماس سراح خمسة رهائن إسرائيليين أحياء على الأقلّ، وعدد من الرهائن القتلى الذين تحتجزهم الحركة.

وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية، إلى أن وفد التفاوض سيعود الليلة من قطر.

ومن جانبه، قال مراسل القناة 12 العبرية: "نتنياهو في مأزق الآن: إذا وافق على هذه الصفقة التي بلورتها إدراة ترامب فهذا يعني أن إسرائيل فقدت السيطرة على مجريات الأمور، وإذا رفض سينتفض عليه الشارع الإسرائيلي الذي يريد إطلاق سراح كل أسير ولو بصفقة جزئية، وهذا سيغضب أيضًا ترامب ومبعوثيه".

وفي ذات السياق، قال مصدر في حركة حماس للتلفزيون العربي، إن الحركة تطالب بخارطة طريق واضحة حول مفاوضات المرحلة الثانية.

وأضاف، "الاحتلال والوسيط الأميركي، يحاولان التهرب من التفاوض بشأن المرحلة الثانية، وحصره بالتبادل.

وتابع، "ويتكوف طرح إطلاق نصف المحتجزين ونصف الجثامين وبعد رفضنا انحصر المطلوب في 5 أحياء فقط".

وأشار المصدر في حماس إلى أن التفاوض يراوح مكانه حاليا لكن الأجواء إيجابية بشأن إمكانية الوصول إلى اتفاق.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية غولان: نتنياهو باع أمن إسرائيل من أجل بقائه السياسي الجيش الإسرائيلي: هذا سبب عدم وصول أي قوات إلى "نير عوز" بهجوم 7 أكتوبر ضجة في إسرائيل - اتهامات متبادلة بين نتنياهو والشاباك الأكثر قراءة وفد من حماس يصل القاهرة لدفع مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة بالفيديو: القسام تنشر مقطع فيديو للجندي الإسرائيلي متان أنجرست منصور يبعث رسائل متطابقة لمسؤولين أممين بشأن جرائم الاحتلال المتواصلة إصابة طفلين بالرصاص واعتقال آخر إثر اقتحام الاحتلال غرب رام الله عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • وفد حماس يتوجه للقاهرة لبحث تطورات مفاوضات وقف الحرب: الاحتلال الصهيوني يتنصل عن اتفاق وقف إطلاق النار والمقاومة تدعو الوسطاء للضغط عليه
  • مكتب نتنياهو: حماس لم تُغير مواقفها رغم قبولنا مقترح ويتكوف
  • إسرائيل تواصل سياسة التجويع ومقترح أمريكي محدث بشأن المفاوضات
  • أكثر من 1300 خرق للاحتلال الإسرائيلي منذ وقف اطلاق النار في غزة
  • خطة إعمار ودولة فلسطينية.. خبير: التغير بالموقف الأمريكي جعل نتنياهو لا ينام
  • حماس ترحب بتصريحات ترامب إن عنى ما يقول وتدعو إلى تطبيق اتفاق وقف الحرب كاملا
  • إعلام إسرائيلي: حكومة نتنياهو قررت عدم الالتزام باتفاق غزة منذ لحظة توقيعه
  • أخبار العالم | جيش الاحتلال يواصل خروقات وقف إطلاق النار في غزة.. وروسيا تعلن لأمريكا شروطها لإنهاء الحرب مع أوكرانيا
  • حماس: حكومة الاحتلال الإسرائيلي مستمرة في ارتكاب جريمة العقاب الجماعي في قطاع غزة
  • حماس: حكومة الإرهابي نتنياهو ترتكب جريمة عقاب جماعي غير مسبوقة