الجزيرة:
2025-01-23@07:01:13 GMT

سياسة نتنياهو من أجل إطالة الحرب

تاريخ النشر: 12th, August 2024 GMT

سياسة نتنياهو من أجل إطالة الحرب

تواصل دولة الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب الجرائم والمجازر في غزة، ولم يعد خافيًا على أحد أن رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، لم يكتفِ بعدم التجاوب مع النداءات المطالبة بوقف إطلاق النار، بل استبق أي أجواء إيجابية بارتكاب المجازر الجماعية بحق النساء والأطفال، أو لجأ إلى التصعيد الإقليمي قبل كل عملية تفاوض، بهدف إفشالها.

مراجعة سريعة لمجريات الأحداث تكشف الحقيقة السابقة:

مجزرة المعمداني

في 17 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بينما كان الرئيس الأميركي جو بايدن يستعد للتوجه إلى الأردن لحضور قمة رباعية حول غزة بمشاركة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والملك الأردني عبد الله الثاني، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، نفّذ الجيش الإسرائيلي مجزرة في ساحة المستشفى الأهلي العربي "المعمداني" وسط مدينة غزة، أوقعت 500 شهيد من النازحين الذين لجؤُوا إليها، ونتيجةً للغضب الإقليمي والدولي بعد المجزرة، اعتذر عدد من هؤلاء الزعماء عن الحضور وألغيت القمة.

لم يحاسب أحد نتنياهو على ما فعل، بل بدأ داعموه في ترويج أكاذيب لتبرئة ساحته، فقال الرئيس الأميركي جو بايدن للإسرائيليين: "يبدو أن الجانب الآخر وراء ذلك وليس أنتم". واعتبرت حكومة رئيس الوزراء البريطاني السابق ريشي سوناك "أن الانفجار في المشفى ناجم عن صاروخ أطلق من غزة"، وصرحت مديرية المخابرات العسكرية الفرنسية أن السيناريو الأرجح هو أن سبب الانفجار صاروخ فلسطيني تعطل عند إطلاقه. وزعم وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني أن "الصاروخ خلّف 50 قتيلَا لا 500".

اجتياح رفح بعد موافقة حماس على اقتراح الوسطاء

وفي مطلع مايو/أيار 2024، وبعد أن وافقت حركة المقاومة الإسلامية حماس على الورقة التي قدمها الوسطاء لوقف إطلاق النار، قرّر مجلس الحرب الإسرائيلي بالإجماع مدّ العمليات إلى رفح بالرغم من كل النداءات الدولية والإقليمية. وبالفعل، احتلّ الجيش الإسرائيلي معبر رفح ومحور فيلادلفيا على الحدود مع مصر.

ورغم صدور قرار لمحكمة العدل الدولية – بعد ذلك بأيام- يطالب إسرائيل بوقف عملياتها في رفح، فقد تواصل تدمير المدينة ووقعت فيها عشرات المجازر، أبرزها "محرقة الخيام" في 26 مايو/أيار 2024 غرب رفح، حين شنت المقاتلات الإسرائيلية غارات على خيام النازحين قرب مخازن الأونروا، مما أسفر عن استشهاد 45 فلسطينيًا، أغلبهم من النساء والأطفال.

اغتيال هنية وشُكر

وفي مطلع أغسطس/ آب 2024، أقدم الاحتلال الإسرائيلي على تنفيذ عمليتَي اغتيال متتاليتين طالت القائد العسكري لدى حزب الله فؤاد شُكر، ثم زعيم حركة حماس إسماعيل هنية أثناء وجوده في إيران لحضور مراسم تقليد المنصب لرئيسها الجديد.

وكما هو النهج، فقد جاء هذا التصعيد الإسرائيلي بعد إبداء حركة حماس خلال شهر يوليو/ تموز مرونة وإيجابية لتسهيل التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار، فقبلت بصياغة جديدة للمادة الثامنة من مشروع الاتفاق المقترح من الجانب الأميركي، وهو ما قابله نتنياهو بالمماطلة وتأخير إرسال وفد التفاوض الإسرائيلي، قبل أن يسافر هو إلى واشنطن لإلقاء خطابه في الكونغرس الأميركي.

وكانت عملية الاغتيال، التي طالت المسؤول الأول عن التفاوض من طرف حماس، رسالة واضحة أن حكومة الاحتلال لا تريد وقف إطلاق النار، بل تسعى إلى التصعيد الإقليمي بعد أن ضاق هامش النقاش بخصوص بنود الاتفاق.

مجزرة مدرسة "التابعين"

بعد أن أشعلت حكومة الاحتلال الإسرائيلي البيئة الإقليمية وجعلتها على شفا حرب حتمية، حاولت الإدارة الأميركية تخفيف التوتر الإقليمي، والقيام بمبادرة لإعادة الزخم للمفاوضات بعد أن أفسدت حكومة الاحتلال أجواءها، فعملت على ضخ مياه جديدة عبر الدعوة لتطبيق الاتفاق دون تأجيل.

ولم تكد تمر 24 ساعة على بيان ثلاثي صدر عن الولايات المتحدة ومصر وقطر يقول إن الوقت حان لإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار دون إضاعة مزيد من الوقت ودون أعذار للتأجيل، إلا أن العالم استيقظ صباح 10 أغسطس/آب على مجزرة إسرائيلية في "مدرسة التابعين" بحي الدرج في مدينة غزة، والتي استشهد فيها قرابة 100 نازح فلسطيني ممن لجؤُوا إلى المدارس بعد أن دمر الاحتلال منازلهم. وكانوا يؤدون صلاة الفجر في مصلى المدرسة حين استهدفهم القصف.

نحن أمام سياسة مستمرة تتخذ من جرائم الحرب والتهجير والتجويع والحصار الكامل نهجًا، ولا توجد موانع حقيقية تردع دولة الاحتلال عن ذلك مستقبلًا، فلا هم داخليًا يملكون الوازع الأخلاقي الكافي، ولا هم خارجيًا يواجهون ضغوطًا حقيقية من حلفائهم الكبار، بل على العكس من ذلك يشعرون بالدعم، كما حصل مثلًا عندما أحبطت واشنطن بيانًا أمميًا يحمل إسرائيل مسؤولية مجزرة شارع الرشيد التي طالت نازحين فلسطينيين كانوا ينتظرون وصول شاحنات المساعدات.

وما لم يكن هناك ضغط حقيقي مؤثر، سيكون من العبث انتظار أي تغيير في موقف نتنياهو وحكومته. لقد لاحظنا أن هناك خطًا ثابتًا ومتصاعدًا تسير عليه هذه الحكومة، وهو خط استمرار الحرب وتجاهل كل دعوات وقف إطلاق النار والتحايل على المبادرات لكسب مزيد من الوقت.

وبينما تعتبر المفاوضات وسيلة للتوصل للتهدئة ووقف إطلاق النار، فإن حكومة نتنياهو تستخدمها كأداة للتضليل ومواصلة الحرب  والمجازر.

 

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات إطلاق النار بعد أن

إقرأ أيضاً:

الجيش الإسرائيلي يواجه تبعات فشل السابع من أكتوبر: استقالات تعصف بالقيادة وهاليفي يتحمل المسؤولية

مع دخول الهدنة في غزة يومها الثالث، أعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هيرتسي هاليفي استقالته، مشيرًا إلى أنها ستدخل حيز التنفيذ في 6 مارس/آذار المقبل. وقال في بيان إنه "يتحمل المسؤولية عن فشل السابع من أكتوبر".

اعلان

وأوضح هاليفي أن الجيش خاض حربًا طويلة الأمد على سبع جبهات، وحقق إنجازات "غيرت وجه الشرق الأوسط"، على حد تعبيره.

ومع ذلك، أشار قائد الأركان إلى أنه لا يستطيع التخلص من ذكرى السابع من أكتوبر، قائلًا: "إن الفشل الفادح يرافقني بشكل يومي وعلى مدار الساعة".

وأضاف أن الجيش تكبّد خسائر فادحة في الأرواح، وأن الحرب "تركت جروحًا وندوبًا عميقة لدى العديد من الجنود وعائلاتهم".

الجيش الإسرائيلي ينشر بيان استقالة قائد أركانه

وفي وقت لاحق، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بتواتر سلسلة استقالات في الجيش، منها استقالة يارون فنكلمان، قائد القيادة الجنوبية.

وفي كتاب استقالته قال فنكلمان إنه "فشل في 7 أكتوبر في حماية النقب الغربي".

لم تكن هذه المرة الأولى التي تشهد فيها صفوف الجيش الإسرائيلي استقالات مؤثرة، فقد سبقتها استقالات واسعة طالت عدداً من المسؤولين على خلفية الحرب في قطاع غزة.

وقبل أشهر، قدم الكولونيل شلوميت ميلر بوتبول الذي يعتبر الرجل الثاني في قسم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بعد دانيال هاغاري استقالته بالإضافة إلى عدد كبير من الضباط المسؤولين في قسم المعلومات بالجيش.

Relatedنائبة الرئيس الأمريكي: الظروف غير إنسانية في غزة ويجب وقف إطلاق النار فوراًحرب غزة: الجيش الإسرائيلي يستهدف مدنيين فلسطينيين كانوا ينتظرون المساعدات عند دوار الكويت

وخلال الشهور الأخيرة، تناولت تقارير إسرائيلية عديدة الخلافات العميقة بين الحكومة والجيش الإسرائيلي بسبب إدارة الحكومة للحرب التي استمرت لأكثر من 15 شهرا.

هذا وشهد مجلس الحرب الإسرائيلي (الكابينت) أيضا خلافات واسعة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول مع رئيس الحكومة بينامين نتنياهو حول إدارة الحرب وتفاصيل صفقة التهدئة ووقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع حركة حماس.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية والد بيلا حديد: سنطارد الرئيس الأمريكي في المحاكم كمجرم حرب نازي بعد انتظار طويل.. إسرائيل تودع الجندي أورون شاؤول الذي قتل في غزة عام 2014 بعد استعادة جثمانه بعد وقف إطلاق النار.. أسيرات إسرائيليات يلتقين بأسرهن وسط أجواء من الفرح والدموع غزةحركة حماساستقالةالسياسة الإسرائيليةجيشاعلاناخترنا لكيعرض الآنNextعاجل. هزة في الجيش الإسرائيلي مع توالي الاستقالات وتل أبيب تطلق عملية "السور الحديدي" في جنين يعرض الآنNextعاجل. كارثة في تركيا: حصيلة ضحايا حريق منتجع التزلج تتجاوز الـ60 قتيلاً يعرض الآنNext وعد ولم يُخلف.. ترامب يعفو عن 1500 شخص مدان في أحداث الكابيتول ويلغي 78 قرارا لسلفه بايدن يعرض الآنNext طالبان تعلن الإفراج عن أسيرين أمريكيين في عملية تبادل أسرى مع الولايات المتحدة يعرض الآنNext ترامب يلغي قرار بايدن: أمر تنفيذي برفع العقوبات عن 60 ألف مستوطن إسرائيلي اعلانالاكثر قراءة هل يستطيع دونالد ترامب إنهاء الحرب في أوكرانيا؟ زلزال بقوة 5.4 درجة يضرب باتانغاس في الفلبين مارس الجنس مع 400 من زوجات كبار الشخصيات أمام الكاميرا.. فضيحة مسؤول كيني يعتقد أنه مصاب بمرض الإيدز ترامب الرئيس الـ47 للولايات المتحدة وجاي دي فانس نائبه هل تشتعل الحرائق مجددًا في كاليفورنيا؟ الأرصاد الجوية تحذر من رياح عاتية في الظهيرة والطواقم تتأهب اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومدونالد ترامبجو بايدنقطاع غزةحركة حماسإسرائيلالصراع الإسرائيلي الفلسطيني سياحةالضفة الغربيةوقف إطلاق النارالانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024أسرىضحاياالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

مقالات مشابهة

  • أستاذ علوم سياسية: حكومة نتنياهو تواجه خطر الانهيار
  • أستاذ علوم سياسية: ترامب نجح في وقف الحرب.. نتنياهو استبدل القطاع بالضفة
  • «المصري للدراسات»: نتنياهو يلتف على اتفاق وقف إطلاق النار باقتحام جنين
  • زعيم المعارضة الإسرائيلية يدعو نتنياهو وحكومته لتحمل مسؤولية فشل 7 أكتوبر وتقديم الاستقالة
  • الجيش الإسرائيلي يواجه تبعات فشل السابع من أكتوبر: استقالات تعصف بالقيادة وهاليفي يتحمل المسؤولية
  • الانكسار ليس فلسطينيا.. نتنياهو يرضخ للمفاوضات لاستعادة أسراه
  • خيارات نتنياهو لإفشال اتفاق وقف إطلاق النار.. هل يشعل جبهة الضفة الغربية؟
  • عاجل - هل يخرق نتنياهو اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بعد يوم من سريانه؟
  • إعلام إسرائيلي: حكومة نتنياهو فشلت في تحقيق أهداف الحرب
  • الأمم المتحدة: 92% من منازل غزة دمرت أو تضررت بسبب العدوان الإسرائيلي