شبكة انباء العراق:
2025-03-18@09:52:14 GMT

سموم الدراما الهابطة !!!!

تاريخ النشر: 12th, August 2024 GMT

بقلم : سمير السعد ..

في عصر العولمة والانفتاح الإعلامي . أصبحت المسلسلات المدبلجة والدراما الموجهة للمراهقين من أبرز وسائل الترفيه التي يتعرض لها الشباب والشابات . وبرغم أن هذه الأعمال تحمل بين طياتها الكثير من التشويق والإثارة إلا أنها قد تنطوي على مخاطرَ عدة تؤثر سلبًا على الشباب في مراحلهم العمرية الحساسة .


حيث تتسم بعض المسلسلات المدبلجة والدراما الموجهة للمراهقين بنقل ثقافاتٍ وعاداتٍ تختلفُ جذريًا عن تلكَ الموجودة في المجتمعات العربية . هذا التباين قد يؤدي إلى تشويش القيمِ والمفاهيمِ لدى الشباب الذين يتأثرونَ بسهولةٍ بما يُشاهدون . فعلى سبيل المثال قد يتعرضُ المراهقون لمشاهدَ تتعلقُ بالعلاقاتِ الاجتماعيةِ التي تتناقضُ مع القيم والتقاليد المحلية . مما يجعلهم يشعرون بأنَ هذه السلوكيات طبيعية ومقبولة .
وقد تحتوي بعض هذه المسلسلات على مشاهدَ عنفٍ أو سلوكيات غير لائقة . يمكنُ أن تؤثرَ سلبًا على الشباب وتدفعهم لتقليد هذه السلوكيات في حياتهم اليومية . فالدمجُ بينَ العُنفِ والتشويق في السياق الدرامي قد يخلقُ اعتقادًا لدى المشاهدين الصغار خصوصًا بأن استخدام العنف هو وسيلة مشروعة لحل المشاكل .
ولابدَ ان نُشير إلى إمكانية تأثير المحتوى العاطفي والمشوق الذي تقدمه هذه الدراما على الحالةِ النفسيةِ للمراهقين . وأن يتسبب في القلقِ أو الإكتئاب لدى بعضهم . إضافًة إلى ذلك قضاءَ ساعاتٍ طويلةٍ في متابعةِ المسلسلات والذي يؤدي إلى تقليلِ وقت النشاط البدني والاهتمام بالدراسة أو الهوايات . مما يؤثر سلبًا على الصحة العامة والنفسية للشباب . حيثُ تُعزز بعض المسلسلات المدبلجة صورة نمطية محددة عن الحياة والمجتمع . مما قد يؤدي إلى تطوير توقعات غير واقعية لدى المراهقين حول الحياة الحقيقية . هذا التباين بين ما يشاهدونه على الشاشة وما يواجهونه في حياتهم اليومية يمكن أن يخلق شعورًا بالإحباط وعدم الرضا عن الذات .
إذن لابد ان هنالك أمور عدة للحدِ من التأثيرات السلبية لهذه المسلسلات . حيثُ يتوجب على الأهل توجيهَ ومراقبةِ ما يشاهده أبناؤهم . ويمكن للأهل ايضًا إستغلال الوقت الذي يقضونه مع أبنائهم لمناقشة محتوى هذه المسلسلات وتوضيح ما هو مناسب وما هو غير مناسب في سياق ثقافتهم وقيمهم . كما يجبُ تعزيز المحتوى المحلي الذي يعكسُ القيمَ والتقاليدَ العربية بشكلٍ إيجابي ويقدم نماذجَ يُحتذى بها للشباب .
في النهاية يمكن القول إنَ المسلسلات المدبلجة والدراما الموجهة للمراهقين قد تحملُ بعض المخاطر التي تتطلب توعيةً ومراقبةً من الأهل والمجتمع . فبالتوجيه الصحيح يمكن تحويل هذه الوسائل الترفيهية إلى فُرصٍ تعليميةٍ وثقافية تُعزز القيم الإيجابية وتُساعدُ على بناء شخصيات قويةٍ متوازنة …

سمير السعد

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات المسلسلات المدبلجة

إقرأ أيضاً:

الطمع بطل الدراما الكلاسيكية الاجتماعية عابر سبيل

تنجح الدراما الاجتماعية دائما في تقديم صورة قريبة من المجتمع، بشكلها الذي يدخل كل بيت، بالأسلوب في الطرح، والقصة التي تعرض الواقع، وبساطة أداء الممثلين، ولكن ما يشكل الفارق فقط هو عناصر الجذب في التصوير والإخراج، وسير الأحداث وصولا إلى الحبكة.

ولعل مسلسل "عابر سبيل" واحد من تلك الأعمال، التي قد جذبت المشاهد الخليجي لها منذ أول وهلة، لا سيما أنه يركز على قضايا فئة "ذوي الهمم"، حيث تأتي قصة المسلسل حول شاب من ذوي الهمم "أيوب" يؤدي دوره الممثل عبدالله بو شهري، يتزوج من امرأة من نفس الفئة تدعى "حبيبة" تؤدي دورها ليلى عبداللخ، ينجبان طفل سليم، ويدخلان في خضم مشاكل عديدة في المجتمع نتيجة نقص قدرتهما على التفكير، وحملهما شهادة معاملة طفل، ولكنهما أيضا يخوضان في الحياة الطبيعية التي يعيشها أفراد المجتمع، ليؤمنا لابنهما الحياة الكريمة.

أهم ما يركز عليه المسلسل هو وجود الصراع الدائم بين أفراد الأسرة الواحدة حين يدخل الطمع شريكا في حياتهم، وهو الدافع الأول لقتل الأخ لأخيه، بعد أن بدأ المشهد الأول في المسلسل بحرق "عابر" والذي يؤدي دوره عبدالمحسن النمر، لمصنع أخيه "جان" الذي يؤدي دوره أيضا عبدالله بو شهري، ووفاته في الحادثة تلك، مخلفا ابنه "أيوب" الذي يعيش برفقة والدته "صباح" التي تؤدي دورها الممثلة المصرية وفاء عامر، وزوج والدته الذي يؤدي دوره عبدالله ملك، وأبنائه "هند وأحمد".

الصراع بين أفراد العائلة قائم على رغبة حصول عابر على المال، متحججا بابن أخيه الذي يتكفل هو بتولي أمره، ويؤثر عليه للضغط على والدته لبيع بيت العائلة والذي يسعى لإثبات ملكيته لابن جان الوحيد، ومع الدخول في صراعات ورفع قضايا في المحكمة، إلا أنه يتبين أن صباح أخذت ملكية البيت و"الحوطة" لتثير جنون "عابر" ويبدأ يحيك الحيل للإيقاع بها.

الشكل الفني الكلاسيكي ..

العمل رغم أنه يضيع وسط زحمة الأعمال الدرامية في موسم رمضان، إلا أنه يستطيع من بداية حلقاته أن يثير المشاهد لمتابعته، لا سيما أن يحمل قالب الدراما في بداية الألفية، محافظا على الشكل الفني الكلاسيكي، فرغم أنه لا يحوي على قصة جديدة، إلا أنه يشدك للمتابعة، ويمتعك في تتبع سير الأحداث التي تتسارع بشكل منتظم وسليم، والامتاع الأكبر في العمل هو أداء النجوم، لا سيما الأداء المعتاد للممثل عبدالمحسن النمر، الذي يتقن أداء أدواره لاسيما اعتماده في بعض الأحيان على العفوية والارتجالية الواضحة، إضافة إلى اتقان أداء وفاء عامر لدورها رغم أنها تقدم شخصيتها لامرأة مصرية تعيش وسط مجتمع خليجي، وسندها الوحيد هو زوجها وابناؤها.

ويفتقد المشاهد الخليجي مؤخرا الأعمال الدرامية التي تعتمد على البساطة، والسلاسة في سير الأحداث، حيث أن العمل الدرامي الخليجي في المجمل أصبح يبحث في إمكانية الخروج عن المألوف - الفكرة خارج الصندوق كما يطلق عليها دائما- إلا أنها ليست مجدية دوما في تقديم مادة درامية سليمة للمجتمع الخليجي الذي يراعي كثيرا من المعايير في متابعة الأعمال الدرامية الاجتماعية.

كما أن اللافت في مسلسل "عابر سبيل" هو مقدرة عبدالله بو شهري على تقمص دور شخص من ذوي الهمم، ورغم أنه يقدم شخصية مركبة في العمل، ولكن "كاركتر" شخصية أيوب كانت الأنجح، بكل تعابير الوجه والجسد، وردات الفعل، وطبقات الصوت، وشكل "الكاركتر" الملفت للانتباه لا سيما لشخص مثل عبدالله بو شهري الذي طالما كان لا يخرج من إطار دور الرومنسي في معظم بطولة أعماله، إضافة إلى شخصية "حبيبة" التي تؤديها ليلى عبدالله أيضا بأسلوب جيد، وربما ساعدت في تعزيز شخصية "أيوب".

يمكن الإشادة في العمل بقصة المؤلف البحريني علي شمس، والذي سبق أن كتب أعمالا ناجحة كمسلسل "أم هارون"، و"مارغريت"، وشارك شجون الهاجري في كتابة مسلسل "عذاري"، إلى جانب أداء المخرج البحريني حسين الحليبي في سير العمل وتصاعد الأحداث برؤية إخراجية محكمة، رغم أنه قد يواجه في بعض الأحيان الشعور بملل في المشاهدة، وعدم الانتقال السليم بين المشاهد، إضافة إلى بعض المبالغات في ردات الفعل تجاه بعض المواقف.

مقالات مشابهة

  • الدراما السعودية والتحولات الاجتماعية
  • الأعمال الدرامية الليبية في رمضان 2025.. تنوع جذب المشاهدين
  • فتح باب التقديم لبرنامج” معمل المسلسلات”
  • أحمد عمر هاشم: الظلم محرم بين العباد.. والعدل من أعظم القيم
  • معامل البحر الأحمر تفتح باب التقديم للنسخة الثالثة من برنامج «معمل المسلسلات»
  • أكرم حسني: معجب بتجربة المسلسلات الكوميدية القصيرة
  • الصعيد.. و"ناسه"
  • فقر الإبداع و الأفكار المستهلكة تنتقل من المسلسلات إلى سوق الإشهار بالمغرب
  • الطمع بطل الدراما الكلاسيكية الاجتماعية عابر سبيل
  • القيم والتقاليد عند مفترق الطرق.. كيف ندير التغيير؟!