شبكة انباء العراق:
2025-02-08@13:12:19 GMT

سموم الدراما الهابطة !!!!

تاريخ النشر: 12th, August 2024 GMT

بقلم : سمير السعد ..

في عصر العولمة والانفتاح الإعلامي . أصبحت المسلسلات المدبلجة والدراما الموجهة للمراهقين من أبرز وسائل الترفيه التي يتعرض لها الشباب والشابات . وبرغم أن هذه الأعمال تحمل بين طياتها الكثير من التشويق والإثارة إلا أنها قد تنطوي على مخاطرَ عدة تؤثر سلبًا على الشباب في مراحلهم العمرية الحساسة .


حيث تتسم بعض المسلسلات المدبلجة والدراما الموجهة للمراهقين بنقل ثقافاتٍ وعاداتٍ تختلفُ جذريًا عن تلكَ الموجودة في المجتمعات العربية . هذا التباين قد يؤدي إلى تشويش القيمِ والمفاهيمِ لدى الشباب الذين يتأثرونَ بسهولةٍ بما يُشاهدون . فعلى سبيل المثال قد يتعرضُ المراهقون لمشاهدَ تتعلقُ بالعلاقاتِ الاجتماعيةِ التي تتناقضُ مع القيم والتقاليد المحلية . مما يجعلهم يشعرون بأنَ هذه السلوكيات طبيعية ومقبولة .
وقد تحتوي بعض هذه المسلسلات على مشاهدَ عنفٍ أو سلوكيات غير لائقة . يمكنُ أن تؤثرَ سلبًا على الشباب وتدفعهم لتقليد هذه السلوكيات في حياتهم اليومية . فالدمجُ بينَ العُنفِ والتشويق في السياق الدرامي قد يخلقُ اعتقادًا لدى المشاهدين الصغار خصوصًا بأن استخدام العنف هو وسيلة مشروعة لحل المشاكل .
ولابدَ ان نُشير إلى إمكانية تأثير المحتوى العاطفي والمشوق الذي تقدمه هذه الدراما على الحالةِ النفسيةِ للمراهقين . وأن يتسبب في القلقِ أو الإكتئاب لدى بعضهم . إضافًة إلى ذلك قضاءَ ساعاتٍ طويلةٍ في متابعةِ المسلسلات والذي يؤدي إلى تقليلِ وقت النشاط البدني والاهتمام بالدراسة أو الهوايات . مما يؤثر سلبًا على الصحة العامة والنفسية للشباب . حيثُ تُعزز بعض المسلسلات المدبلجة صورة نمطية محددة عن الحياة والمجتمع . مما قد يؤدي إلى تطوير توقعات غير واقعية لدى المراهقين حول الحياة الحقيقية . هذا التباين بين ما يشاهدونه على الشاشة وما يواجهونه في حياتهم اليومية يمكن أن يخلق شعورًا بالإحباط وعدم الرضا عن الذات .
إذن لابد ان هنالك أمور عدة للحدِ من التأثيرات السلبية لهذه المسلسلات . حيثُ يتوجب على الأهل توجيهَ ومراقبةِ ما يشاهده أبناؤهم . ويمكن للأهل ايضًا إستغلال الوقت الذي يقضونه مع أبنائهم لمناقشة محتوى هذه المسلسلات وتوضيح ما هو مناسب وما هو غير مناسب في سياق ثقافتهم وقيمهم . كما يجبُ تعزيز المحتوى المحلي الذي يعكسُ القيمَ والتقاليدَ العربية بشكلٍ إيجابي ويقدم نماذجَ يُحتذى بها للشباب .
في النهاية يمكن القول إنَ المسلسلات المدبلجة والدراما الموجهة للمراهقين قد تحملُ بعض المخاطر التي تتطلب توعيةً ومراقبةً من الأهل والمجتمع . فبالتوجيه الصحيح يمكن تحويل هذه الوسائل الترفيهية إلى فُرصٍ تعليميةٍ وثقافية تُعزز القيم الإيجابية وتُساعدُ على بناء شخصيات قويةٍ متوازنة …

سمير السعد

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات المسلسلات المدبلجة

إقرأ أيضاً:

هكذا يمكن مواجهة تهجير الفلسطينيين من غزة

سيتذكر القرّاء المتابعون لهذه الزاوية أنني، منذ اندلاع الحرب على غزة، أنني كنت أصرخ محذرًا من أن الاحتلال والعدوان الإسرائيلي لن يقتصرا على غزة وحدها، بل إن جميع دول المنطقة مهددة بالخطر.

وكما توقعت، فقد وسّع الاحتلال الإسرائيلي عدوانه ليشمل جزءًا من لبنان وسوريا بعد غزة، ولم يكتفِ بذلك، بل شنّ غارات جوية في اليمن، والعراق، وإيران.

واليوم، يسعى الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى تهجير الفلسطينيين من غزة إلى مصر والأردن، ورغم رفض هذه الدول هذا المخطط، فإنه يصرّ قائلًا: "سوف يأخذون الفلسطينيين، سيأخذونهم"، وكأنما يفرض عليهم الأمر فرضًا. وهذه الجملة ليست مجرد تصريح، بل هي تهديد واضح.

الحل ليس في التفاهم بل في الاتحاد

هل يُعقل أن يتم تهجير قرابة مليوني فلسطيني إلى الأردن ومصر، ثم يتم ضم غزة إلى إسرائيل؟ يجب أن يُفهم أن هذا المخطط لا يقتصر على غزة فقط، بل يشمل أيضًا الفلسطينيين في الضفة الغربية.

إذا كانت حسابات مصر والأردن تفترض أن بإمكانهما تفادي هذا المخطط عبر التفاوض مع الولايات المتحدة وإسرائيل، على أمل منع تدفق مليوني لاجئ إلى أراضيهما، فستكون تلك الحسابات مغرقة في الخطأ. لكن لبنان نفسه سبق أن دخل في مفاوضات مع فرنسا والولايات المتحدة، ولم يمنع ذلك احتلال أراضيه وتدميرها.

إعلان

علينا أن ندرك حقيقة ثابتة: إسرائيل لا تتخلى عن أهدافها، بل تؤجل تنفيذها فقط وتعيد توزيعها على مراحل. إن مشروع "أرض الميعاد"، الذي يشكل جوهر الأيديولوجيا التوراتية، لم يعد مجرد حلم ديني، بل تحول إلى هدف جيوسياسي تتبناه النخب الإنجيلية في الولايات المتحدة والصهاينة من اليهود.

وهذا يعني أن التوسع الإسرائيلي لم يعد مجرد طموح، بل هو مشروع عسكري قائم ترسم على أساسه الإستراتيجيات طويلة الأمد في البنتاغون وتل أبيب والبيت الأبيض.

وبالتالي، فإن الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع إسرائيل والولايات المتحدة لن يحول دون الاحتلال والدمار، بل إن الحل الوحيد يكمن في بناء تحالفات إقليمية واسعة وقوية. لا شيء يمكنه إيقاف التوسع الإسرائيلي/ الأميركي سوى كيان إقليمي موحد يجمع القوى المتضررة من هذه السياسات.

من التالي؟

تعي مصر والأردن أنهما إن استقبلتا الفلسطينيين المُهجّرين، فسترتكبان أكبر خطأ في تاريخهما. فالأمر لا يتعلق فقط بالأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي ستنشأ داخليًا، بل إن تفريغ الأرض الفلسطينية سيفتح الباب أمام إسرائيل للتوسع، وسيجعل هذين البلدين في موقف لا يُغتفر في نظر العالم الإسلامي.

إن استقبال هؤلاء اللاجئين سيخلق حالة من الفوضى والاضطراب الداخلي في كلا البلدين، وسيفاقم من أزماتهما السياسية والاقتصادية، وسينعكس سلبًا على علاقاتهما وتحالفاتهما الإقليمية. وفي نهاية المطاف، سينزلق البلدان نحو حالة من عدم الاستقرار، وهو ما يصبّ في مصلحة إسرائيل والولايات المتحدة، اللتين ستجدان حينها مبررًا للتدخل "لأسباب أمنية" وربما احتلال أجزاء من أراضيهما.

لكن هذا المخطط لن يتوقف هنا. لاحقًا، ستتعرض دول النفط في الخليج العربي لضغوط هائلة لإجبارها على تزويد إسرائيل بالطاقة، وإذا رفضت، فستواجه تهديدات مباشرة بتجميد أصولها، وفرض عقوبات اقتصادية، ورفع الحماية العسكرية الأميركية عنها.

إعلان

أما سوريا، فستتعرض لابتزاز سياسي لإجبارها على التخلي عن الجولان، وكذلك عن منطقة حرمون، الغنية بالمياه، لصالح إسرائيل. وإن لم تستجب، فسيتم توسيع الاحتلال العسكري، وعرقلة أي اعتراف دولي بالحكومة الجديدة، وفرض عقوبات خانقة عليها.

وفي لبنان، فإن أي نظام سياسي جديد سيجد نفسه أمام مخطط لانتزاع الجنوب تحت ذرائع أمنية وإنشاء "مناطق آمنة".

وفي شرق البحر المتوسط، ستتزايد الضغوط لنشر قواعد عسكرية أميركية جديدة في قبرص، بحجة تعزيز أمن إسرائيل، وسيُمارس الضغط على تركيا لإعادة ترتيب علاقاتها مع إسرائيل، تحت التهديد بزعزعة اقتصادها.

بعبارة أخرى، كما لم يتوقفوا عند غزة ولبنان، فلن يتوقفوا عند مصر والأردن.

تأملوا المشهد: ترامب يريد شراء غرينلاند، ويسعى إلى جعل كندا ولاية أميركية، ويسيطر على قناة بنما، ويتدخل في السياسات الداخلية لألمانيا وبريطانيا. فهل من المنطقي أن نتوقع منه التوقف عند هذا الحد في الشرق الأوسط؟

لماذا لا يكون هناك تحالف شرق أوسطي؟

على دول المنطقة أن تستوعب حجم التهديد الذي يحدق بها. والخروج من هذا المأزق لا يكون إلا عبر تشكيل تحالفات قوية في مجالات الأمن والدفاع والاقتصاد والتنمية.

لقد سبق أن أشرتُ إلى "نظرية الدوائر المتداخلة" في مقالات سابقة، وهي رؤية يجب أن تُطرح بجدية على أجندة الدول المعنية. هناك اليوم حديث عن تحالف ثلاثي يضم تركيا والعراق وسوريا تحت اسم "تحالف دجلة- الفرات"، ولكن لا بد من توسيعه ليشمل دولًا أخرى.

لمَ لا يكون هناك "تحالف شرق البحر المتوسط"؟
لمَ لا تتحد دول مثل مصر، لبنان، الأردن، تركيا، سوريا، قبرص، تونس، ليبيا، المغرب، والجزائر؟

بل إن هذا التحالف يمكن أن يمتد ليشمل الدول الأوروبية التي تضررت علاقاتها مع الولايات المتحدة، مثل إسبانيا، إيطاليا، مالطا، اليونان، بل وحتى فرنسا.

إن دول الحضارة المتوسطية، التي تشترك في إرث ثقافي وتاريخي عريق، يمكنها أن توظّف هذه القواسم المشتركة لمواجهة الطموحات التوسعية للولايات المتحدة وإسرائيل.

إعلان

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • أبرز المسلسلات المصرية في رمضان 2025
  • «وزير الأوقاف»: الكتاتيب ليست لحفظ القرآن فقط.. بل صروح تربوية لغرس القيم وتعزيز الوعي الوطني
  • قبل عرض شهادة معاملة أطفال.. أبرز تترات المسلسلات بصوت مدحت صالح
  • مستشارة شيخ الأزهر: المرأة المسلمة تلعب دورًا محوريًا في حماية القيم الأسرية
  • «التضامن»: دور مهم للأسرة في تعليم القيم للأبناء وسط الأزمات الإنسانية
  • وفاة 17 شخصا.. مرض غامض يثير الهلع في الهند
  • صراعات واحتلال وحياة الغجر تسيطر على دراما رمضان 2025
  • أول مسلسل فنتازيا تاريخية في السعودية.. حكاية "الزافر" في رمضان 2025
  • من الإعلانات إلى الدراما.. سر «الحب بعد الثلاثين» في حياة حازم سمير
  • هكذا يمكن مواجهة تهجير الفلسطينيين من غزة