الطاقة الشمسية في العراق.. انتشار ضعيف وتحديات جمة
تاريخ النشر: 12th, August 2024 GMT
الاقتصاد نيوز - بغداد
تعاني الطاقة الشمسية في العراق ضعف انتشارها بالصورة الكافية، التي يمكن من خلالها استغلال الموارد الطبيعية الهائلة في هذا القطاع المهم الذي قد يقدّم حلًا نظيفًا لمشكلة الكهرباء في البلاد.
وسعيًا لبحث واقع هذا القطاع، سلّط عدد من الخبراء الضوء -خلال ندوة عبر خاصية التواصل المرئي، على أبرز التحديات التي تحول دون التوسع في هذا القطاع.
وفي الندوة، التي حملت عنوان "توقعات الطاقة الشمسية في العراق 2025"، أكّد رئيس قسم البحث والتطوير في شركة ربان السفينة لمشروعات الطاقة الدكتور محمد أبوالطيب، أن العراق يمثّل سوقًا واعدة في مجال الطاقة الشمسية؛ نظرًا إلى الحاجة إلى مصادر جديدة لإنتاج الكهرباء نتيجة للنقص الكبير في إمدادات الشبكات الوطنية.
إلا أنه أوضح أن العراق يعاني -كذلك- عدة مشكلات، في مقدمتها عدم انتظام السوق، مشيرًا إلى عدم وجود معايير وطنية أو محددات مُلزمة مقارنة بالدول الأخرى، كما أن المبادرات كافّة تعود إلى أفراد أو مصانع خاصة أو مزارع.
ارتفاع أسعار المنظومات الشمسية
سلّط الدكتور محمد أبوالطيب الضوء على ارتفاع أسعار المنظومات الشمسية، موضحًا أنه على الرغم من الانخفاض المستمر في تكلفة الألواح الشمسية، فإنها ما تزال فوق متناول شريحة كبيرة من المستهلكين، ولا سيما على مستوى الاستهلاك المنزلي، في ظل غياب دعم حقيقي للحكومة في أسعارها، أو وجود آلية محددة لشراء فائض الطاقة المُنتجة.
ولفت إلى أن السوق العراقية تشهد -كذلك- انتشارًا واسعًا للمعدات التجارية الرخيصة ذات الخصائص الضعيفة؛ بسبب انخفاض تكلفتها وضعف الثقافة العامة لدى الكثير من المستهلكين.
كما يفتقر كثير من العاملين في استيراد منظومات الألواح الشمسية وتركيبها وصيانتها إلى الخبرة الحقيقية، مشيرًا إلى أن كثيرًا منهم ليست لديه دراية كافية بالخصائص التفصيلية للألواح والإنفيرتارات (العواكس) والبطاريات.
بينما لا يمتلك كثير من الشركات والمكاتب خدمات ما بعد البيع، بجانب عدم وجود الضمانات المطلوبة لهذه المعدات.
ظروف بيئية صعبة
أشار الدكتور محمد أبوالطيب إلى أن الألواح الشمسية في العراق تعاني العمل في ظروف بيئية صعبة للغاية؛ نتيجة لارتفاع درجات الحرارة وانتشار الغبار والأتربة.
ودعا إلى الاهتمام بصورة دقيقة بنوعيات الألواح المُستعملة في تركيب المنظومات الشمسية، لافتًا إلى أنه غالبًا ما يكتفي المستهلكون بمعلومات بسيطة عن اللوح، مثل القدرة وعدد الباسبارات (خطوط التمرير التي توصل الخلية الشمسية ببعضها)، ويتجاهلون معلومات أخرى مهمة مثل معامل التدهور الحراري لكل من القدرة والتيار والفولتية.
كما تفتقر الغالبية العظمى من عملاء المنظومات الشمسية إلى المعلومات الأساسية الخاصة بالطاقة الشمسية، وفي أغلب الأحيان يفرضون آراءهم على منفذي هذه المنظومات؛ ما يؤدي إلى تركيب منظومات سيئة التصميم والتنفيذ، وبالتالي ضعيفة الأداء.
الحاجة إلى التشجيع الحكومي
أكد أبوالطيب أن مشروعات الطاقة المتجددة في العالم أجمع قد بدأت بتشجيع حكومي، مطالبًا الحكومة بتشجيع تركيب منظومات الألواح الشمسية بمختلف الآليات المتاحة.
كما دعا إلى تنظيم عمليات استيراد منظومات الطاقة الشمسية وبيعها ونصبها، مثل تشريعات استيراد الألواح الشمسية، وشراء الفائض من المستهلكين، وحل مشكلات شبكة الكهرباء التي قد تحول دون ضخ هذه الإنتاجية.
من جانبه، أوضح استشاري الطاقة الدكتور رائد عبد مهدي، أن قطاع الطاقة الشمسية يشهد -حاليًا- طفرة كبيرة في العراق، مشيرًا إلى وجود مشروعات حكومية ريادية متزامنة مع الشبكة الوطنية.
كما أشاد بالانفتاح الكبير من قبل القطاع الخاص في مجال تصميم كل ما يخص الطاقة الشمسية وتنفيذه وتجهيزه في العراق، مضيفًا إلى أن هناك إقبالًا كبيرًا من المواطنين على اقتناء عديد من المنظومات الشمسية الهجينة مع البطاريات المنفصلة والمتصلة مع الشبكة الوطنية للتخلص من مولدات الديزل المنتشرة في جميع المدن العراقية.
التحديات الإستراتيجية
أشار الدكتور رائد عبد مهدي إلى أن سوق الطاقة الشمسية في العراق تواجه عددًا من التحديات الإستراتيجية، أبرزها الحاجة إلى وضع تعرفة وهيكل إداري لتنظيم الكهرباء وتطوير شبكات التوزيع، لاستيعاب القدرات المتجددة واستعمال العدادات الذكية.
بينما أكد مدير مبيعات الشرق الأوسط لدى إحدى الشركات العالمية المُصنعة للألواح الشمسية المهندس أحمد مسعد، أن المنظومات الشمسية في العراق تواجه تحديات كبرى أبرزها ارتفاع درجات الحرارة وانتشار الأتربة؛ ما يقلل من كفاءة عمل الخلايا الشمسية.
وتوقع أن تشهد سوق الكهرباء الموزعة في العراق نموًا كبيرًا يتجاوز 80 ميغاواط خلال عام 2025.
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار الطاقة الشمسیة فی العراق الألواح الشمسیة إلى أن
إقرأ أيضاً:
نقلة في إنتاج الطاقة.. افتتاح محطة أبيدوس الشمسية بقدرة 560 ميجاوات في أسوان
نفذت الدولة عددا من المشروعات بمحافظة أسوان لتحقيق التنمية المستدامة من خلال استغلال الموارد الطبيعية، وخاصة أن المحافظة تستمتع بسطوع شبه دائم للشمس في نهار اليوم، وذو تركيز عال للأشعة على مدار العام، ما يجعل محطاتها الشمسية الأكثر غزارة في إنتاج الكهرباء وتؤهلها أن تصبح مركزًا لمشروعات الطاقة الشمسية العملاقة.
أكبر محطة لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسيةومن المقرر، أن يفتتح اليوم الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والدكتور محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، ولفيف من قيادات قطاع الكهرباء محطة أبيدوس الشمسية بقدرة 560 ميجاوات بمحافظة أسوان وهي أكبر محطة لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية.
إنهاء تجارب التشغيل لمحطة أبيدوسوانتهت وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة من تجارب التشغيل لمحطة أبيدوس للطاقة الشمسية بكوم أمبو في أسوان بقدرة 560 ميجاوات استعدادا لمرحلة التشغيل التجاري وفق الجدول الزمني المحدد بـ18 شهرًا منذ بدء التنفيذ.
ومحطة أبيدوس للطاقة الشمسية بكوم أمبو في أسوان، هي جزء من استثمارات إيميا باور التابعة لشركة النويس للاستثمار الإماراتية في الطاقة الجديدة والمتجددة في مصر والتي تتضمن كذلك مزرعة رياح آمونت برأس غارب في البحر الأحمر، باستثمارات تتخطى 1.2 مليار دولار، وقدرة إنتاجية تتجاوز 1 جيجا وات، بواقع 500 ميجاوات لمزرعة آمونت للرياح، و560 ميجا وات لمحطة أبيدوس.
بنبان واحدة من المناطق الأكثر سطوعًا للشمس في العالموتعد محطة الطاقة الشمسية «بنبان» بأسوان أكبر محطة لتوليد الطاقة الشمسية في إفريقيا والشرق الأوسط ويستهدف المشروع إنتاج 2000 ميجا وات من الكهرباء، وتقع في قرية بنبان على بعد 35 كيلومترا شمال أسوان وتعد قرية بنبان واحدة من المناطق الأكثر سطوعًا للشمس في العالم، وتم اختيار موقع المشروع بناء على دراسات وتقارير وكالة «ناسا» الفضائية وبعض المؤسسات العلمية العالمية.
توصيل الكهرباء المنتجة بالشبكة الموحدةويضم المشروع 4 محطات محولات هي بنبان «4،3،2،1» لتفريغ الطاقة المنتجة من المحطات الشمسية جهد 22 كيلوفولت ورفعها إلى 220 كيلو فولت ونقلها إلى الشبكة القومية الموحدة، وتصل مساحته إلى نحو 30 كيلومترا مربعا، وعملت به 40 شركة حصلت على 40 قطعة أرض لإقامة محطات الطاقة الشمسية، ويمول من البنك الدولي والأوروبي وعدة بنوك، وتصل المسافة بين كل محطة من المحطات الأربع إلى حوالى كيلو ونصف الكيلو ولكل شركة أو مستثمر قطعة أرض أو قطعتان تقام عليها الخلايا الضوئية وجميعها موصلة بالمحطات التي تقوم بدورها بتوصيل الكهرباء المنتجة بالشبكة الموحدة.