السوداني يسعى لترويض الهيئات المستقلة ويُحكم قبضته على شبكة الإعلام العراقي

أغسطس 12, 2024آخر تحديث: أغسطس 12, 2024

المستقلة/- أثارت تصريحات رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، أمس الأحد، حول دعم الحكومة لشبكة الإعلام العراقي انتقادات واسعة لتوجه الحكومة في ترويض الهيئات المستقلة. حيث اعتبر المنتقدون هذا التوجه يتعارض مع الدستور العراقي الذي ينص على استقلالية هذه الهيئات عن أي تأثير حكومي.

تزايدت الانتقادات مؤخراً حول توجهات رؤساء الهيئات المستقلة في العراق نحو استرضاء الحكومة، في خطوة يعتبرها البعض انتهاكاً واضحاً للدستور ولمبدا الفصل بين السلطات. وقد تجلى هذا الأمر بشكل بارز خلال استقبال رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني لرئيس شبكة الإعلام العراقي كريم حمادي، حيث أكد السوداني دعم الحكومة لعمل الشبكة ومهامها.

وذكر المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء في بيان تلقت “المستقلة” نسخة منه، أن “رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني استقبل رئيس شبكة الإعلام العراقي كريم حمادي، واستمع، خلال اللقاء، إلى إيجاز عن واقع عمل الشبكة، وأهم التحديات التي تواجه العمل الإعلامي الوطني، والمسارات التي تؤدي فيها قنوات الشبكة ونوافذها دورها في توفير خدمة إعلامية موضوعية منصفة للمواطن العراقي، وتعكس الصورة الحقيقية عن مجمل أداء الأجهزة الحكومية وفي مختلف المجالات”.

هذا التصريح أثار موجة من الانتقادات، حيث يرى مراقبون أن رئيس الوزراء يسعى لترويض الهيئات المستقلة، ومنها شبكة الإعلام العراقي، لضمان ولائها للحكومة. وأكد رئيس الوزراء، بحسب البيان، على “دعم الحكومة عملَ شبكة الإعلام العراقي، ومهامها بتعزيز المهنية في البيئة الإعلامية العراقية، وفق المسار الديمقراطي والدستوري، وإسنادها كل الجهود الإعلامية، لتوفير المعلومة، والمحافظة على القيم والثوابت الأخلاقية والاجتماعية العراقية”.

في الوقت ذاته، يواجه رؤساء الهيئات المستقلة انتقادات حادة لمحاولاتهم نيل رضا رئيس الحكومة والحكومة بشكل عام، مما يضعهم في موضع تساؤل حول مدى التزامهم بمبادئ الاستقلالية التي نص عليها الدستور العراقي. ويشير النقاد إلى أن الدستور العراقي ينص بوضوح على ضرورة بقاء الهيئات المستقلة بمعزل عن توجهات الحكومة لضمان نزاهتها واستقلالها، وهو ما يبدو أنه يتعرض للتجاهل في الوقت الحالي.

وأشار رئيس الوزراء إلى “تقديم الدعم لشبكة الإعلام العراقي لاستضافة مؤتمر الإعلام العربي بدورته الرابعة، المقرر عقده في العاصمة بغداد في شهر نيسان المقبل، برعاية اتحاد إذاعات الدول العربية التابع إلى جامعة الدول العربية”، ما يزيد من المخاوف حول مدى تأثير الحكومة على توجهات وأعمال الشبكة

هذه التطورات تثير تساؤلات عميقة حول قدرة الهيئات المستقلة على أداء دورها بشكل فعال ومستقل في ظل هذه الضغوط الحكومية، وما إذا كانت هذه التوجهات تهدد المسار الديمقراطي والدستوري الذي يجب أن تسير عليه البلاد.

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة