سمنة الأطفال في زمن تيك توك.. مخاطر قد ترافق جيل المستقبل مدى الحياة!
تاريخ النشر: 12th, August 2024 GMT
لعلّ من أخطر ما يعانيه جيل الـ"تيك توك" والـ"نينتندو" نتيجة خموله المزمن، مشكلة السمنة بأبعادها الصحية والنفسية والاجتماعية، فالأمر لن يقتصر على الوزن الزائد والشكل "الشوبي" وما يرافقهما من أمراض جسدية بل يتخطى ذلك الى "عقدة الحجم" الناتجة عن التنمّر المباشر أو بـ"اللسع الكلامي". أطفال هذا العصر معرّضون بشدّة لهذه المشكلة الصحيّة، فهم جيل "الترند" والأطعمة الغريبة العجيبة!
تشكّل السمنة قضية صحية رئيسية في الشرق المتوسط، اذ يعاني منها على نحو مثير للقلق أكثر من نصف النساء 53%، نصف الرجال 45% تقريبًا و8% من الأطفال والمراهقين في سِن المدرسة، في حين يعاني 20.
هذه الأرقام من المتوقع أن تتزايد لتؤثر السمنة على أكثر من 1.9 مليار شخص على مستوى العالم، أي ما يقرب من 25% من سكان الأرض بحلول عام 2035.
وبحسب الصحة العالمية تشمل هذه التوقعات حدوث ارتفاع هائل يصل إلى 100% في معدل سمنة الأطفال، إضافة الى ما يترتّب عن ذلك من أثر اقتصادي يبلغ قدره 4.32 تريليونات دولار أميركي، بسبب العواقب الصحية المرتبطة بالسمنة.
ما هي أسباب هذا الارتفاع الكبير المرتقب؟
توضح إختصاصية التغذية إليز الحداد لـ"لبنان 24" أن سمنة الأطفال تعدّ مشكلة صحية تتزايد بشكل مقلق في العالم وفي لبنان، مشيرة الى أن "أطفالنا يتأثرون بشكل كبير بالإعلانات و"الترندات" والمواقع الإلكترونية التي تستهدفهم وتشجعهم على تناول الأطعمة غير الصحية. باتوا يكثرون من تناول الأطعمة المصنعة والغنية بالدهون والسكريات، المشروبات الغازية والعصائر المحلاة، على حساب ما هو صحي ومفيد كالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة".
كذلك، يجلس الأطفال وقتاً طويلاً أمام الشاشات من دون أن يقوموا بأي نشاط بدني يذكر.. يأكلون، يجلسون ثم ينامون. لا حركة! وهذا من أحد أهمّ أسباب السمنة وفقاً لحداد التي تشدد على ضرورة تقليل وقت الألعاب الالكترونية وزيادة فترات اللهو الحركي والنشاطات لمنع الجسم من تخزين الدهون الزائدة التي قد تُلحق الضرر بصحة الأطفال.
وهنا تلفت الاختصاصية الى ان الظروف الاجتماعية والاقتصادية قد تؤثّر على نوعية غذاء الأطفال، مشيرة الى أن "الأولاد سيعتمدون في غذائهم على ما هو متوفّر"، لذا تنصح الأهل بالابتعاد قدر المستطاع عن المقرمشات وأكل السناك او ما يعرف بـ"الجنك فود" أو "فاست فود" والتي تحتوي على سعرات حرارية عالية.
وللعوامل الوراثية تأثير أيضاً، فبحسب الحداد تلعب الجينات دورًا مهمّاً في تحديد قابلية الشخص للإصابة بالسمنة غير أنها ليست العامل الوحيد ويمكن تدارك الإصابة إن اتبع الأطفال نظاماً صحياً مغذياً وسليماً.
مخاطر قد ترافق الأطفال مدى حياتهم!
السمنة وبتعريفها العلمي تحدث لدى تراكم أنسجة دهنية بشكل مفرط في الجسم وهو ما يزيد من خطر إصابة الأطفال بأمراض مزمنة في مرحلة البلوغ.
وتقول الحداد: "يمكن أن تزيد السمنة احتمالَ الإصابة بأمراض القلب، السكري من النوع الثاني، ارتفاع ضغط الدم، ارتفاع الكوليسترول، مشاكل في المفاصل، الأكزيما، حب الشباب وبعض أنواع السرطان".
لا تقّل المشاكل النفسية والاجتماعية خطورة عن الصحية، فهذا جيل "تيك توك" والموضة والأزياء والتجميل! وتشير الحداد الى أن "التنمّر الذي قد يعاني منه الأطفال الذين يعانون من السمنة المفرطة أشد خطورة من الأمور الصحية التي يمكن تجنبها باتباع حمية صحية سليمة". وتضيف: "هؤلاء قد يفضلون العزلة بدل الانخراط في المجتمع تجنباً لاصابتهم بالاحراج من حجمهم وشكلهم وسيصابون بالاكتئاب مما قد يتعرضون له، كما انهم سيعانون من انخفاض تقديرهم لذاتهم ما سيسبب لهم صعوبات تعليمية. كل ما سبق سيؤثّر حكماً على حياتهم ومستقبلهم ان لم يتدارك الأهل الأمر".
على الأهل التدخّل فوراً!
لن يعرف الأطفال مدى خطورة زيادة وزنهم وجلوسهم الدائم أمام شاشات التلفزيون والهاتف الذكي وهنا يبرز دور الأهل في حمايتهم عبر توفير بيئة صحية سليمة وتأمين المتابعة اللازمة لهم في حال كانوا ضحية التنمّر.
وتوضح الحداد أن "الأطفال يتأثرون بعادات العائلة من حيث التغذية والنشاطات"، مضيفة: "يجب تحضير وجبات غذائية صحية كاعداد شوربة خضار، دجاج مشوي مع أرز أسمر، وسلطة خضراء".
وتتابع: "من الضروري إضافة النشاط البدني الى برنامج العائلة كممارسة المشي، ركوب الدراجات واللعب في الهواء الطلق".
كما أن للمدرسة دورا مهما أيضاً في ما يخص السمنة، إذ أنها تعتبر منزل الطفل الثاني، بحسب حداد. وتعتبر الأخيرة انه تقع على المدارس مهمة التوعية وتشجيع الطلاب على ممارسة النشاط البدني خلال الفواصل الدراسية. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
جامعة أسيوط تنظم نشاطًا توعويًا لأطفال الروضة حول "مخاطر الألعاب الإلكترونية"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
نظمت كلية التربية للطفولة المبكرة، بجامعة أسيوط؛ نشاطُا توعويُا لأطفال الروضة بعنوان "مخاطر الألعاب الإلكترونية ومواقع التواصل الإجتماعي لطفل الروضة"؛ تحت إشراف؛ الدكتور محمود عبد العليم نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتورة يارا إبراهيم عميدة كلية التربية للطفولة المبكرة.
أكد الدكتور أحمد المنشاوي رئيس جامعة أسيوط، أن الجامعة لها دور كبير في التوعية والتثقيف لكل فئات المجتمع، من خلال تقديم العديد من الرسائل التوعوية في جميع مجالات، ومحاور المبادرة الرئاسية "بداية جديدة لبناء الإنسان"، مشيرا إلى خطورة الألعاب الإلكترونية على الأطفال، وضرورة أن يكون لها ضوابط رقابية يتم الحرص على تنفيذها؛ حتى يستطيع الطفل أن يقضى فيها جزءاً من وقت فراغه دون خوف أو قلق عليه، ويمارس ألعاب تساعده على تنمية ذكاءه وتفكيره الإبداعي.
ومن جانبه؛ أعرب الدكتور محمود عبد العليم؛ عن سعادته بالمشاركة في هذه الفعالية المشتركة بين الجامعة والمجتمع الخارجي؛ لتوعية الأطفال وأجيال الغد، بمخاطر الألعاب الإلكترونية ومواقع التواصل الإجتماعي، وآثارها السلبية على سلوكياتهم؛ حيث أن هذه الألعاب أدت ببعض الأطفال إلى حد الإدمان؛ لافتاً إلى أن هذه الفعالية تأتي ضمن البرامج الفرعية للمبادرة الرئاسية "بداية جديدة لبناء الإنسان"؛ والتي تستهدف كافة الفئات العمرية.
وصرحت الدكتورة يارا إبراهيم؛ أن هذه الفعالية تستهدف أطفال روضة خديجة بنت خويلد والبالغ عددهم (٢٠٠) طفل بواقع أربع قاعات على مدار اليوم؛ بهدف تنفيذ الأنشطة الخاصة بالطفل كبديل عن الألعاب الإلكترونية، وتقديم عرض مسرحي صامت عن خطر مواقع التواصل الإجتماعي وإدمان الأطفال، وترغيبهم في ممارسة الرياضة والألعاب الحرة، وتقديم قصة بالعرائس توضح أهمية تفاعل الأطفال والتعاون داخل الروضة، وتقديم أنشطة تلوين.
شهد حضور الفعالية؛ الدكتورة لمياء كدواني وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتورة غادة سويفي وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب، والدكتورة غادة عبدالعال أحمد رئيس قسم خدمة الفرد ومنسق المبادرة، والأستاذة هناء عبد الرحيم عامر مديرة الروضة، وبمشاركة نخبة من أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة، وعدد من معلمات الروضة، وطالبات التربية العملي بالكلية.