أعلنت الهيئة العامة للمعاشات والتأمينات الاجتماعية بالتعاون مع الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية عن تدشين برنامج التخطيط المالي الاستباقي “وفره” على منصة “جاهز”، حيث يركز البرنامج على رفع الوعي حول التخطيط المالي الاستباقي وثقافة الادخار والاستثمار المبكر، ويغطي البرنامج الجوانب الرئيسية للتخطيط المالي الشخصي، بما في ذلك إعداد الميزانية والادخار والاستثمار وإدارة الديون وتحقيق الاستقرار المالي والنمو والتطور الذاتي على المستوى الاقتصادي.


تتكون رحلة التعلم على المنصة من 9 وحدات، مقسمة إلى مرحلتين تشمل المستوى التأسيسي والمستوى المتقدم، ويغطي المستوى التأسيسي 6 وحدات، فيما يغطي المستوى المتقدم 3 وحدات إضافية يتم تدشينها في المراحل التالية من البرنامج، ويحصل المشاركون على شهادة إنجاز في نهاية كل مستوى من البرنامج، وبإمكان كافة المشتركين على منصة “جاهز” حضور هذه الدورات من خلال صفحة “المعارف” على المنصة.
تقدم الدورة الأولى” دورة الحياة الشخصية والرغبات والاحتياجات والقيم” رؤية حول العلاقة بين معدلات الاستهلاك الشخصية مقابل الدخل، والتمييز بين الاحتياجات والرغبات، وفهم كيفية تأثير القيم الشخصية على الإنفاق، وتبرز الدورة الاستراتيجيات التي تساعد على اتخاذ قرارات الشراء الصحيحة، ويكتسب المشاركون في الدورة المعرفة المالية الأساسية لتطوير مهارات التخطيط للميزانيات الشخصية، وزيادة المدخرات، وتبني عادات سليمة في الإنفاق والاقتراض.
القرارات المالية
تعتمد القرارات المالية على تحديد الاحتياجات والرغبات مقابل الدخل المتوقع، مع تبني استراتيجيات مثل “القيمة مقابل المال” و”الاحتياجات في مقابل الرغبات” أو “الضروري في مقابل غير الضروري”، وتبرز أهمية تعاون الشريكين حول كيف ومتى ومقدار الانفاق الفردي والأسري والوعي بقيم الادخار والتفرقة بين الاحتياجات والرغبات وتحمل المسؤوليات المشتركة التي تساهم في ترسيخ الاستدامة المالية من خلال ممارسات إنفاق صحية.
دورة الحياة
تتغير الاحتياجات خلال كل دورة من دورات الحياة من الطفولة وحتى الشيخوخة، ويستطيع الفرد أن يحدد احتياجاته خلال كل دورة، من خلال تحديد أهداف مالية واضحة، وعلى غرار تغير الاحتياجات، يتغير مستوى الدخل ومستوى الانفاق، وكل مرحلة يتمكن فيها الفرد من تحقيق الأهداف المخططة خلالها تساهم في الوصول إلى استقرار مالي على المدى القريب أو البعيد.
المال وأوجه الانفاق
تتمثل أوجه الانفاق في ثلاثة مجموعات وهي: الاحتياجات الأساسية وتشمل الضروريات التي لابد لكل شخص من الحصول عليها للبقاء على قيد الحياة، والرغبات الشخصية وتعبر عن الأشياء المرغوب فيها من كماليات مرجو امتلاكها، والطموحات الشخصية، وتعبر عن الأشياء أو التجارب التي يتمنى الأشخاص امتلاكها في المستقبل والأشياء التي لا حدود لها، وتتمثل المشكلة الأساسية في محدودية الموارد مقابل الرغبات غير المحدودة، وهنا يبرز دور الادخار لتحقيق كافة هذه الأهداف.
وتنقسم العوامل التي تؤثر في الاحتياجات، والرغبات والطموحات إلى عوامل داخلية وعوامل خارجية وتشمل العوامل الداخلية أسلوب الحياة، عدد أفراد الأسرة، القدرة على تحمل التكاليف، القيم، المعتقدات، السلوكيات، الانطباعات، والتفضيلات. أما العوامل الخارجية فتشمل التسويق والإعلان، وضغط الأقارب والأصدقاء، والتوجهات العامة، والشخصيات المؤثرة، وتلعب الظروف غير المتوقعة دورها في التأثير على دورة الحياة والتعاطي مع هذه العوامل، وهذا يعني أن على كل فرد عليه أن يقيم ظروف حياته واحتياجاته في كل دوره من دورات حياته حسب هذه المتغيرات وموائمة احتياجاته مع مدخولاته.
ومع ذلك تشير الأبحاث إلى أنه توجد العديد من العوامل التي تؤثر على اتخاذ القرارات المالية للأفراد وتعتبر القيم الشخصية أحد هذه العوامل، حيث إن مشاعر الشخص تؤثر على أفعاله وتصرفاته، والارتباط بين الأفكار والمشاعر والسلوكيات يرجع إلى قيمنا الشخصية التي نتبناها، لذلك فإن هناك أهمية لعدم انقياد الفرد خلف قيم غير صحية تؤثر سلباً على حياته الشخصية والعائلية.
محددات الاستثمار الأخلاقية
وهنا يبرز مصطلح هام وهو محددات الاستثمار الأخلاقية ويعنى مجموعة من محددات السلوك والقناعات التي تختلف باختلاف الأشخاص. حيث تتأثر الخيارات المالية للشخص بما يقترضه أو ينفقه أو يستثمره وإلى أي مدى يشعر أن باستطاعته إدارة التكاليف وتحمل العواقب، فالكثيرون على استعداد للاستدانة لكن السؤال لأي مدى يمكنهم سداد هذا الدين بمعنى هل القدرة على التخطيط للمستقبل ووضع الموازنات يتم في الإطار الصحيح أم لا، وعليه فإن ترتيب أولويات الإنفاق يساعد على تنظيم الشؤون المالية حسب درجة الأهمية من خلال إعطاء الأولوية للمشتريات الضرورية قبل المشتريات غير الضرورية
إدارة النفقات
تتعلق إدارة النفقات بالحصول على القيمة المرغوبة لقاء كل درهم يتم إنفاقه، وهذا لا يعني دائماً الحصول على الأشياء بأرخص سعر فالشيء الأرخص قد يؤدي إلى قيمة اقتصادية زائفة، وتعرف القيمة في مقابل المال بكونها جامعة للمقومات الأكثر منفعة من حيث التكلفة والجودة والملاءمة لتلبية متطلبات الأشخاص، وعموماً فإن للناس سلوكين شائعين تجاه إنفاق الأموال وهما: الأول إنفاق القليل من الأموال وادخار الكثير، والثاني إنفاق الأموال فور الحصول عليها، لذا يجب التفكير دائماً في الأمور التي نحن بحاجة إلى إنفاق أموالنا عليها أكثر من غيرها.
لماذا يعد ادخار المال مهماً؟
لكل شخص أسباب مختلفة للادخار، لكن وجود هدف مالي واضح يجعل من السهل ادخار المال، مثل الادخار تحسباً لأي طارئ، الادخار لسداد دفعة مقدمة لشراء منزل، تأمين الاحتياجات الأسرية في المستقبل، السفر في إجازة إلى الخارج، ضمان حياة مريحة عند التقاعد، ومع تفهم بعض أسباب الاقتراض إلا أن الادخار كممارسه أفضل من الاقتراض خاصة وأن الاقتراض الخاطئ يمكن أن يضر بالأهداف المالية، لذا قبل الاقتراض من المهم السؤال عما إذا كان الفرد بحاجة إلى الشيء الذي يقترض من أجله أم لا؟ والتأكد من حصول الفرد على دخل كافٍ في المستقبل لسداد قرضه.


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

عضو "العالمي للفتوى": رفض الزوج الإنفاق على زوجته المريضة ذل وإهانة

أجابت الدكتورة هبة إبراهيم، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، على سؤال حول: " زوجي لا ينفق عليا في علاجي وهو ميسور الحال، ماذا أفعل معه هل أطلب من أهلى يساعدوني، وهل ما يفعله حلال؟".
وأوضحت الدكتورة هبة إبراهيم، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، خلال حوار مع الإعلامية سالي سالم، حلقة برنامج "حواء"، المذاع على فضائية "الناس"، اليوم الاثنين: "في البداية، يجب أن نوضح أن النفقات الشخصية، بما في ذلك اللبس والعلاج، تعتبر جزءاً من النفقة الواجبة على الزوج، وإذا كان الزوج ميسوراً ولكنه يقصر في هذه النفقة، فإن ذلك غير مبرر".

أمين الفتوى: الرجل ملزم ببيته سواء تعمل زوجته أو لا تعمل أمينة الفتوى تحذر من السفر الطويل للزوج وتأثيره السلبي على الأسرة.. فيديو

وتابعت: "إذا كنت قد حاولتِ التحدث معه حول هذه المشكلة دون جدوى، يمكننا التوسط لفهمه بوضوح مسؤولياته وواجباته نحوك، هذا التواصل يمكن أن يتم بشكل يعزز من الفهم والتعاون بدلاً من الصدام".

وأضافت: "أما بخصوص طلب المساعدة من أفراد الأسرة، فإنه ليس من الخطأ أن تطلبي مساعدتهم إذا كنت بحاجة إلى ذلك، شريطة أن يتم ذلك بطريقة تحفظ كرامتك ولا تضعك في موقف محرج، المهم هو أن يتم ذلك بعد محاولة التواصل مع الزوج وحل المشكلة بشكل مباشر".

وأوضحت: "إذا كان لديك القدرة على الحصول على مساعدة من أسرتك دون الحاجة إلى المرور بمواقف محرجة أو مذلة، فهذا يمكن أن يكون حلاً مؤقتاً، ولكن يجب أن تبقي على تواصل مع زوجك، وتبذلي جهدك لحل المشكلة ضمن إطار احترام العلاقة الزوجية وحقوق كل طرف".

واختتمت: "يظل الهدف هو الحفاظ على مودة ورحمة بين الزوجين، كما علمنا النبي صلى الله عليه وسلم، النصيحة هي العمل على إيجاد حلول ترضي الله وتؤدي إلى حياة زوجية مستقرة ومبنية على التعاون والتفاهم".

وتبث قناة الناس عبر تردد 12054رأسي، عدة برامج للمرأة والطفل وبرامج دينية وشبابية وثقافية وتغطي كل مجالات الحياة.

مقالات مشابهة

  • وزير المالية يلتقي المتدربين على النظام المالي بمكتب المالية بمحافظة صعدة
  • عضو "العالمي للفتوى": رفض الزوج الإنفاق على زوجته المريضة ذل وإهانة
  • ملتقى الصيرفة الإسلامية يناقش الاستدامة المالية وتطوير القطاع المالي
  • ذوو الاحتياجات الخاصة بالسليمانية: رواتبنا الأقل في الشرق الأوسط
  • بغياب زهير والجبوري.. القضاء العراقي يقرر اعتقال الكفلاء وتحديد موعد جديد للمحاكمة
  • استقرار أسعار الذهب يعزز فرص التخطيط المالي للمستثمرين: تحديث اليوم الاثنين 9 سبتمبر 2024
  • المعاشات: الواقعية والوضوح والتوقيت والمرونة والتوثيق أهم سمات التخطيط المالي الاستباقي السليم
  • “يفتقدن الغذاء والراحة والخدمات الصحية وأبسط الاحتياجات اليومية”.. نازحات حوامل
  • بعد قرار «المركزي».. اعرف أعلى عائد لشهادات الادخار في البنوك اليوم
  • خبير لـ"الرؤية": المرسوم السلطاني بإضافة اختصاصات لـ"المالية" و"الاقتصاد" يواكب الاحتياجات التنموية