شبكة اخبار العراق:
2025-04-17@20:37:24 GMT

سوريا والعراق ليستا دولتي حرب

تاريخ النشر: 12th, August 2024 GMT

سوريا والعراق ليستا دولتي حرب

آخر تحديث: 12 غشت 2024 - 9:12 صبقلم: فاروق يوسف ما من حرب إقليمية في الأفق. طرفا تلك الحرب لا يريدانها. لا ترغب إسرائيل في أن تشعل المنطقة. ليست لها مصلحة في ذلك بالرغم من أنها تعرف أن الغرب كله يقف معها. لا يمكنها تحمل تكلفة تلك الحرب البشرية. أما إيران فإن لها خبرة لا يُستهان بها في ما يمكن أن تجره الحرب من ويلات.

ذلك لا يعني أنها دولة مسالمة. بل هي تدرك جيدا أن إسرائيل ليست العراق. وأنها لو ارتكبت حماقة الانجرار وراء حرب تعرف أنها ستخرج منها ممزقة تخشى أن يكون سقوط نظامها السياسي وهو أعز ما تملك هو ثمن تلك الحرب. حتى اللحظة لا تزال إيران تلجأ إلى الحرب بالوكالة من خلال أتباعها في العراق ولبنان وسوريا واليمن. حرب لا تخسر فيها شيئا ولا تحرض أعداءها على الانقضاض عليها. تعرف أن جزءا من معسكر الأعداء يفضل أن يتستر نظامها بأتباعه ويخنس كما لو أن المشكلة ليست من صنعه. هناك مقاومة إسلامية وضعت إسرائيل هدفا لها. ولكن إسرائيل في المقابل قررت أن تنهي ذلك الوضع الشاذ، لا من خلال التصدي المباشر لإيران بل من خلال إخراج أتباعها من مخابئهم لتصطادهم بيسر. وما حرب غزة بكل صفحات الإبادة البشرية التي تضمنتها إلا بداية لتلك المحاولة التي لا تخلو من صعوبات جمة. ولكن هل بإمكان إيران إقحام سوريا والعراق في حرب بديلة طويلة الأمد مثلما قد يحدث للبنان؟ ذلك الاحتمال ليس واردا لأن العراقيين والسوريين لم يضعوه في حساباتهم مثلما يفعل اللبنانيون دائما وهم أصحاب تجارب قاسية ومؤلمة في ذلك المجال. بإمكان حزب الله أن يجر لبنان إلى كارثة جديدة. لكن الحشد الشعبي في العراق أو الميليشيات الإيرانية المنتشرة في سوريا ليس بإمكانها أن تفعل الشيء نفسه. لذلك لا يُظهر السوريون أو العراقيون اهتماما بالحرب إن وقعت. كما أن هناك حقيقة تبطل كل التوقعات. سوريا والعراق دولتان منهكتان أفقدتهما الحروب كل عوامل المناعة. فلا سيادة وطنية ولا بنية تحتية ولا قرارا سياسيا مستقلا ولا مجتمعا متماسكا ولا مستقبل واضحا.حسن نصرالله يعرف أنه صار وحيدا في ميدان، لن تنصره فيه إيران التي اعتذر نيابة عنها عن الدخول في حرب، هي ليست مستعدة لها غير افتراءات المقاومة الإسلامية التي تحرك الملعقة خارج كوب الشاي كما يقول المثل لا شيء يمكنه أن يشكل سببا للقبول بحرب إقليمية تكون الدولتان جزءا منها. إسرائيل تعرف كل ذلك وأكثر. الولايات المتحدة هي الأخرى تعرف أن الدولتين قد خرجتا من المعادلة السياسية في الشرق الأوسط. الأكثر مدعاة إلى السخرية أن مواطني الدولتين، سوريا والعراق لا يشعرون بالقلق من إمكانية نشوب حرب، يكون لهم نصيب فيها. فهم بعدما عاشوا كوارث الحروب يقفون خارج منطقة انتظار الحرب. بالنسبة إليهم لن تأتي الحرب بجديد. إن قامت وإن لم تقم فالأمر سواء. تلك حقيقة تروّع إيران في ما لا تشكل جزءا من إستراتيجية إسرائيل في التعامل مع المنطقة. لقد انتهى العراق وانتهت سوريا في إطار الرؤية المستقبلية للمنطقة. وبما أن إيران قد أعفت نفسها من الحرب المباشرة وهو ما عبّر عنه مندوبها السامي في لبنان حسن نصرالله حين أكد في خطابه الأخير على أن هناك ظروفا تمنعها من الرد على اغتيال إسماعيل هنية فإنها ستجد نفسها في حرج لم تتوقعه حين ترى أن أتباعها في العراق وسوريا لن يتمكنوا من إغراء إسرائيل للانجرار إلى حرب إقليمية فاشلة هي أشبه بالحرب على طواحين الهواء. تلك ستكون مشكلة إيرانية. وهي تجسيد لفشل السياسة الإيرانية في المنطقة. لقد آن الأوان لكي تُمنى السياسة الإيرانية في المنطقة بالفشل. وما على إيران في مواجهة ذلك الفشل سوى أن تراهن على الحوثيين في  اليمن. وهو رهان خاسر بسبب الجغرافيا. يعرف حسن نصرالله أنه صار وحيدا في ميدان، لن تنصره فيه إيران التي اعتذر نيابة عنها عن الدخول في حرب، هي ليست مستعدة لها. لذلك فإن تضحيته بلبنان لن تكون عنوانا لحرب إقليمية خرج منها العراقيون والسوريون بسلامة. ولكنها سلامة لا يعتد بها. ذلك لأن البلدين لا يصلحان للحرب. وليست إسرائيل بلهاء لكي تشن الحرب عليهما. وهو ما يعني أن إيران لا تملك سوى حسن نصرالله وجيشه تحارب بهما. فهل ستكتفي إسرائيل بما تقدمه إيران لها؟

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: سوریا والعراق حرب إقلیمیة حسن نصرالله تعرف أن

إقرأ أيضاً:

يديعوت أحرونوت: أميركا تخبر إسرائيل بموعد الانسحاب من سوريا

أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، بأن الولايات المتحدة الأميركية ستبدأ بالانسحاب تدريجيا من سوريا خلال الفترة المقبلة.

وقالت الصحيفة إن مسؤولين أمنيين أميركيين أبلغوا المؤسسة العسكرية الإسرائيلية بهذا الانسحاب من سوريا، والذي سيبدأ خلال شهرين.

ووفق الصحيفة فإن إسرائيل لا تزال تضغط على واشنطن لتأجيل هذا الانسحاب من سوريا.

وتخشى إسرائيل بحسب الصحيفة من سيطرة تركيا في حال انسحاب الولايات المتحدة، على المزيد من الأصول الاستراتيجية في سوريا.

وأعلن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الأربعاء الماضي، أن بلاده تجري محادثات على المستوى الفني مع إسرائيل لخفض التوترات بشأن سوريا، لكنها لا تتحرك نحو تطبيع العلاقات.

وتعد تركيا من الداعمين الرئيسيين لتحالف الفصائل في سوريا الذي تمكن من الإطاحة ببشار الأسد في ديسمبر بعد نحو 14 عاما من الحرب الأهلية.

وأثار النفوذ التركي في سوريا قلق إسرائيل، التي شنت غارات جوية وتوغلات برية لإبعاد القوات الحكومية السورية عن حدودها.

وصرّحت وزارة الدفاع التركية سابقا بأن أنقرة طالبت تل أبيب بوقف "الهجمات الاستفزازية التي تمس وحدة الأراضي السورية"، مطالبة إسرائيل بالتخلي عن سياساتها التوسعية.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد عرض الأسبوع الماضي التوسط بين إسرائيل وتركيا بينما كان مجتمعا إلى حليفه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، مشيرا إلى "علاقاته الرائعة" مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

مقالات مشابهة

  • تركيا تناقش مع إسرائيل آلية لمنع التصادم في سوريا
  • بوتين يبحث مع أمير قطر أزمة فلسطين إسرائيل ومستقبل سوريا
  • "اتهام نتنياهو".. جدل واسع في إسرائيل حول تسريب خطة مهاجمة إيران
  • غانتس: إسرائيل قادرة على مهاجمة إيران.. و"حان وقت التغيير" بالتنسيق مع واشنطن
  • استعدادًا لقصف إيران.. إعلام عبري: جسر جوي أمريكي لنقل الأسلحة إلى إسرائيل
  • الولايات المتحدة تبلغ إسرائيل بالانسحاب التدريجي من سوريا خلال شهرين
  • أمريكا تخطر إسرائيل بموعد انسحابها من سوريا
  • يديعوت أحرونوت: أميركا تخبر إسرائيل بموعد الانسحاب من سوريا
  • بماذا تحلم إسرائيل في سوريا ما بعد الأسد؟
  • طبول الحرب في زمن الحوار: الكورد والعراق في مرمى الجغرافيا والمصالح الإقليمية