سوريا والعراق ليستا دولتي حرب
تاريخ النشر: 12th, August 2024 GMT
آخر تحديث: 12 غشت 2024 - 9:12 صبقلم: فاروق يوسف ما من حرب إقليمية في الأفق. طرفا تلك الحرب لا يريدانها. لا ترغب إسرائيل في أن تشعل المنطقة. ليست لها مصلحة في ذلك بالرغم من أنها تعرف أن الغرب كله يقف معها. لا يمكنها تحمل تكلفة تلك الحرب البشرية. أما إيران فإن لها خبرة لا يُستهان بها في ما يمكن أن تجره الحرب من ويلات.
ذلك لا يعني أنها دولة مسالمة. بل هي تدرك جيدا أن إسرائيل ليست العراق. وأنها لو ارتكبت حماقة الانجرار وراء حرب تعرف أنها ستخرج منها ممزقة تخشى أن يكون سقوط نظامها السياسي وهو أعز ما تملك هو ثمن تلك الحرب. حتى اللحظة لا تزال إيران تلجأ إلى الحرب بالوكالة من خلال أتباعها في العراق ولبنان وسوريا واليمن. حرب لا تخسر فيها شيئا ولا تحرض أعداءها على الانقضاض عليها. تعرف أن جزءا من معسكر الأعداء يفضل أن يتستر نظامها بأتباعه ويخنس كما لو أن المشكلة ليست من صنعه. هناك مقاومة إسلامية وضعت إسرائيل هدفا لها. ولكن إسرائيل في المقابل قررت أن تنهي ذلك الوضع الشاذ، لا من خلال التصدي المباشر لإيران بل من خلال إخراج أتباعها من مخابئهم لتصطادهم بيسر. وما حرب غزة بكل صفحات الإبادة البشرية التي تضمنتها إلا بداية لتلك المحاولة التي لا تخلو من صعوبات جمة. ولكن هل بإمكان إيران إقحام سوريا والعراق في حرب بديلة طويلة الأمد مثلما قد يحدث للبنان؟ ذلك الاحتمال ليس واردا لأن العراقيين والسوريين لم يضعوه في حساباتهم مثلما يفعل اللبنانيون دائما وهم أصحاب تجارب قاسية ومؤلمة في ذلك المجال. بإمكان حزب الله أن يجر لبنان إلى كارثة جديدة. لكن الحشد الشعبي في العراق أو الميليشيات الإيرانية المنتشرة في سوريا ليس بإمكانها أن تفعل الشيء نفسه. لذلك لا يُظهر السوريون أو العراقيون اهتماما بالحرب إن وقعت. كما أن هناك حقيقة تبطل كل التوقعات. سوريا والعراق دولتان منهكتان أفقدتهما الحروب كل عوامل المناعة. فلا سيادة وطنية ولا بنية تحتية ولا قرارا سياسيا مستقلا ولا مجتمعا متماسكا ولا مستقبل واضحا.حسن نصرالله يعرف أنه صار وحيدا في ميدان، لن تنصره فيه إيران التي اعتذر نيابة عنها عن الدخول في حرب، هي ليست مستعدة لها غير افتراءات المقاومة الإسلامية التي تحرك الملعقة خارج كوب الشاي كما يقول المثل لا شيء يمكنه أن يشكل سببا للقبول بحرب إقليمية تكون الدولتان جزءا منها. إسرائيل تعرف كل ذلك وأكثر. الولايات المتحدة هي الأخرى تعرف أن الدولتين قد خرجتا من المعادلة السياسية في الشرق الأوسط. الأكثر مدعاة إلى السخرية أن مواطني الدولتين، سوريا والعراق لا يشعرون بالقلق من إمكانية نشوب حرب، يكون لهم نصيب فيها. فهم بعدما عاشوا كوارث الحروب يقفون خارج منطقة انتظار الحرب. بالنسبة إليهم لن تأتي الحرب بجديد. إن قامت وإن لم تقم فالأمر سواء. تلك حقيقة تروّع إيران في ما لا تشكل جزءا من إستراتيجية إسرائيل في التعامل مع المنطقة. لقد انتهى العراق وانتهت سوريا في إطار الرؤية المستقبلية للمنطقة. وبما أن إيران قد أعفت نفسها من الحرب المباشرة وهو ما عبّر عنه مندوبها السامي في لبنان حسن نصرالله حين أكد في خطابه الأخير على أن هناك ظروفا تمنعها من الرد على اغتيال إسماعيل هنية فإنها ستجد نفسها في حرج لم تتوقعه حين ترى أن أتباعها في العراق وسوريا لن يتمكنوا من إغراء إسرائيل للانجرار إلى حرب إقليمية فاشلة هي أشبه بالحرب على طواحين الهواء. تلك ستكون مشكلة إيرانية. وهي تجسيد لفشل السياسة الإيرانية في المنطقة. لقد آن الأوان لكي تُمنى السياسة الإيرانية في المنطقة بالفشل. وما على إيران في مواجهة ذلك الفشل سوى أن تراهن على الحوثيين في اليمن. وهو رهان خاسر بسبب الجغرافيا. يعرف حسن نصرالله أنه صار وحيدا في ميدان، لن تنصره فيه إيران التي اعتذر نيابة عنها عن الدخول في حرب، هي ليست مستعدة لها. لذلك فإن تضحيته بلبنان لن تكون عنوانا لحرب إقليمية خرج منها العراقيون والسوريون بسلامة. ولكنها سلامة لا يعتد بها. ذلك لأن البلدين لا يصلحان للحرب. وليست إسرائيل بلهاء لكي تشن الحرب عليهما. وهو ما يعني أن إيران لا تملك سوى حسن نصرالله وجيشه تحارب بهما. فهل ستكتفي إسرائيل بما تقدمه إيران لها؟
المصدر: شبكة اخبار العراق
كلمات دلالية: سوریا والعراق حرب إقلیمیة حسن نصرالله تعرف أن
إقرأ أيضاً:
قصفتها من إسرائيل..انبعاث غاز سام من قاعدة عسكرية في سوريا
شهدت منطقة بهرمين في ريف محافظة طرطوس في غرب سوريا تصاعد أبخرة غريبة ورائحة شديدة من داخل ثكنة عسكرية تعرضت لقصف إسرائيلي أخيراً.
وذكر موقع تلفزيون سوريا، أن تسرب أمس الجمعة أثار مخاوف واسعة من انبعاث غازات سامة قد تشكل تهديداً صحياً وبيئياً للسكان في المنطقة.وحسب صور ومشاهدات ميدانية، فإن لون الغاز يميل إلى البرتقالي الكثيف، ما يشير إلى احتمال تسرب ثاني أكسيد النيتروجين، وهو غاز سام يتشكل عند تعرض وقود الصواريخ أو الذخائر بمركبات النيتروجين، للهواء أو الرطوبة. حسب مصادر من الدفاع المدني، التي قالت لموقع تلفزيون سوريا، إن الغاز المذكور يسبب تأثيرات صحية مثل تهيج الجهاز التنفسي، والسعال، وضيق التنفس، والتهاب العينين والأنف، نتيجة تفاعله مع الأغشية المخاطية،. إضافة لتفاقم أمراض الجهاز التنفسي، مثل الربو، والتهاب الشعب الهوائية.
وأضافوا أن التعرض المطول للغاز أو بتركيزات عالية، قد يؤدي إلى أذمة رئوية قاتلة، موضحين أنهم تلقوا بلاغات من مدنيين في المنطقة، عن رائحة كريهة وأبخرة غير مألوفة تتصاعد من داخل القاعدة العسكرية.
وذكرت مصادر خاصة أن قوات إسرائيلية، نفذت إنزالاً في قرية المضاهرية في ريف طرطوس، حيث توجد في القرية دفاعات جوية، مضيفة أن القوة تفحصت القاعدة قبل أن تغادر المنطقة.
عاجـــــــــــــــــــــــل
????خطير جداً
انبعاث غازات من اسلحه في مكان القصف الاسرائيلي في مدينة #طرطوس في قاعدة بهرمين الذي تم استهدافها منذ شهر ونصف وتسببت بانفجارات شديدة و بموجه زلزالية .#سوريا pic.twitter.com/ZJvYWpctKK
وفي منتصف الشهر الماضي، هزت انفجارات عنيفة محافظتي طرطوس واللاذقية بعد غارات جوية إسرائيلية على مواقع عسكرية غربي سوريا.