متغيرات المفاهيم الجاحدة بحق الطفولة .. ونحر المجتمع من خلالها ..

#زاهدة_العسافي

تتماسك المجتمعات من خلال مجموعة الروابط التي تحافظ على كيان الاسرة من خلال مجموعة الضمانات التي تقدمها الدولة ومؤسساتها وتعمل على حمايتها لتكون في مرتبة البناء والنهوض على درجة عالية من الاجراءات التي تُتخذ بعقلانية ومراجعة كبيرة وسلسلة من المتابعات لما يحدث من متغيرات داخل نسيج المجتمع وبتماس مباشر بها ومن خلالها ومساهمة دوائر اصحاب اختصاص من الجامعات واصحاب رأي وقرار معتمد ومدروس بدقة عالية ومسؤولية كبيرة في المجتمع لتتبني ما تقدمه للمجتمع صانع قرارنا هذا شيئاً بعيداً عن المزاج القاصر والمريض ويسيء الى بناء الانسان في مرحلة عمرية محددة بسوء نية أو اغراض غير مفهومة القصد والنية .

هذا ما اقصده بالضبط من ما يدور في اروقة صناعة القانون وتشريعه أو تعديله بتجاوز الحقيقة والمصلحة العامة وتجاوز رأي رجال القانون من قضاة وهيئات البحث الاجتماعي التي تمتلك الكثير من الخبرة نتيجة تداولها بشكل مباشر وحي وتداولها كل مشاكل المجتمع .ومع الارتفاع الرهيب في حالات الطلاق التي اقتربت اعدادها مع اعداد وارقام الزواج في محاكم الاحوال الشخصية .

مقالات ذات صلة غزة ما زالت تصلح للحياة 2024/08/11

ارجع الى موضوع زواج صغيرة بعمر تسع سنوات وهي التي لا تستطيع مرور شارع دون مساعدة والديها وهي التي تعيش طفولتها لم تألف تحمل مسؤوليات الزواج بعد بكل تبعاته الكبيرة ، وقد أيدّ ما نحن بصدده قانون رعاية الاحداث المعدل الذي اخذ بنظر الاعتبار سن الحدث الصغير في كل اجراءاته بدءاً من مراحل التحقيق والمحاكمة ومراكز احتجازهم وفرض التدابير الاحترازية لعدم نضج هذا الصغير وضمان اعادة ادماجه بالمجتمع من خلال سلسلة اجراءات تشرف عليها مكتب دراسة الشخصية المكون من باحث اجتماعي وطبيب مختص بالامراض العقلية والنفسية .

ثم قانون رعاية القاصرين الذي يحتفظ في مديرياته باموال القاصر لعدم أهلية هذا القاصر على إدارة هذه الاموال حتى بلوغه سن الرشد في الثامنة عشرة من عمره .

ما الجدوى والحصاد من تشريع قانون يُلزم القاصرة في عمر الورود للزواج وتحمل مسؤوليات لا تقوى عليها ولا تفهم ابجدياتها والزج بها في أتون مسؤوليات ومواقف تكون غير مؤهلة وغير ناضجة وغير راشدة وعلى درجة كبيرة من قصور الوعي لتبني أسرة ؟؟ هي الان من تحتاج الى الرعاية قبل دخولها مرحلة المراهقة في سن الرابعة عشر ، هل من المنطق والعقلانية مصادرة مرحلة الطفولة أو اغتيالها لسبب مجهول ونية لا نفهم من ورائها القصد ؟؟ امام حضور كل اسباب منع هكذا حالة من نص قانوني في بلد حمورابي الذي وضع أول حدودٍ وارسى بنوداً لرعاية المجتمع وتنظيمه في بلدنا بلاد ما بين النهرين قبل الاف السنين لتكون ضامنة للحقوق والواجبات وتكون واضحة المعالم لبناء أسرة رصينة تستند في قيامها على ركائز سليمة بعيدة عن كل اشكال التخبط الذهني ،

والواقع الحي الذي نعيشه في زمن نحتاج بناء المجتمع والحفاظ على تماسكه من خلال بناء الاسرة وتعزيز مفهوم الامومة والحياة الزوجية السليمة التي تُبنى بمعايير واضحة لا يمكن التلاعب بها تحت اي عنوان مفضوح النتائج وسوء التقدير .

نحن حملة هذه المسؤولية من نساء العراق وقد حملنا مسؤوليات كبيرة في عملنا في مجال المحاكم بكل صنوفها وحصلت لدينا بديهيات من خلال هذا العمل تصل الى مستوى اليقين انه لا يمكن أن نعتدي على مصير فتاة صغيرة غير ناضجة غير مؤهلة للدخول في تجربة صعبة واضحة المعالم ومحسوبة النتائج سلفاً من كل مثقفي واهل العلم والاختصاص والرأي في العراق والزج بها في أتون تجربة قاسية غيو مؤهلة ولا تملك الاهلية لدخول هذا المعترك محسوم النتيجة سلفا وتجاوز. رأي الوالدين والمجتمع لوضع الفتاة الصغيرة واضع عشرة خطوط امام كلمة ” الصغيرة” لغايات مبهمة ..

بناء المجتمع أو هدمه مسؤولية كل المثقفين واهل الخبرة من رجال القضاء ونسائها من القاضيات العراقيات اللاتي حملن مشاعل النور وصنع قرارات إرساء العدل الاجتماعي من سنة 1956 بدخول السيدة صبيحة الشيخ داود عضواً في محكمة الاحداث وحتى يومنا هذا ومن الاف السيدات محاميات العراق ومثقفاتها وكل العاملات في دوائر القضاء والعدل وكل العلماء في جامعات العراق وفي خارجها من العراقيين اصحاب الرأي السديد الذي يضع الامور في مواضعها السليمة حفاظاً على الاسرة والمجتمع وهوية الوطن بكفاءة وامانة واخلاص .

الكاتبة العراقية

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: من خلال

إقرأ أيضاً:

متغيرات السياسات الدولية

يحدث خلط أحيانًا بين مفهوم «السياسة العالمية» ومفهوم «السياسات الدولية»: والحقيقة أنني أرى المفهوم الأول مفهومًا بلا «ما صدقات» (بلغة المنطق)، أي مفهومًا ليس له ما يصدق أو ينطبق عليه في دنيا الواقع، أو هو على الأقل مفهوم غامض وفضفاض. ذلك أن ما يُوجد في الواقع ليس بسياسة عالمية، وإنما سياسات دولية تتعلق بعلاقات الدول بعضها ببعض وبسائر المؤسسات والمنظمات الدولية، وهي سياسات تتأثر بقوة بالأوضاع والمتغيرات السياسية والاقتصادية الراهنة والمتوقع أن تطرأ على العالم مستقبلًا؛ لأن هذه الأوضاع والمتغيرات هي ما يمكن أن يخلق دولًا ونظمًا وتكتلات سياسية واقتصادية تُسهم باستمرار في تشكيل النظام العالمي.

ولذلك فإن هذا النظام العالمي يتغير من حقبة إلى أخرى، وحتى حينما يسود نظام عالمي ما زمنًا طويلًا وبقدر ما من الثبات، نجد أنه تنشأ من داخله متغيرات تعمل على تفكيكه أو -على الأقل- الاستقلال النسبي عنه، وبذلك تتغير العلاقات بين الدول وفقًا لموازين القوة والتأثير، ويصبح هناك تقريب للبعيد وتبعيد للقريب (بشكل نسبي وزماني بطبيعة الحال).

كيف نطبق ذلك على عالمنا الراهن؟ الواقع أن ذلك القول الذي ذكرت ينطبق على عالمنا الراهن بشكل أكثر وضوحًا من انطباقه على أية عوالم تنتمي إلى حقب سابقة؛ لأن الأوضاع في عالمنا تتغير بشكل متسارع أكبر كثيرًا مما كان يحدث في أية حقبة سابقة، وهو تغير يحدث أحيانًا بين ليلة وضحاها.الشواهد على ذلك لا حصر لها، ولكن يكفي هنا التذكير ببعض منها:

لعلنا نتذكر الأوضاع السياسية العالمية التي كانت سائدة منذ ثلاث سنوات حينما اندلعت الحرب بين روسيا وأوكرانيا. كانت الحرب محسومة منذ البداية لصالح روسيا؛ نظرًا لتفوقها العسكري الكاسح؛ ولكن المتغير العالمي الذي طرأ على السيناريو ليطيل أمد الحرب، هو دخول الغرب بزعامة الولايات المتحدة في المشهد بقوة، وتكريس حلف الناتو ليكون داعمًا لأوكرانيا.

وهكذا بدأت تدق طبول حرب عالمية ثالثة كان يمكن أن تكون مدمرة للعالم؛ خاصةً أن روسيا وحدها تمتلك أكبر قوة نووية بالقياس إلى أية دولة أخرى! ونظرًا لأن هذا الاحتمال بدا مستبعدًا في نظر العقلاء؛ فقد بدا لنا هذا الصراع أشبه بساحة لاستعراض القوة والنفوذ إلى حد التهديد على أرض الواقع، بين قوة غربية مهيمنة، وقوة شرقية مناوئة لهذه الهيمنة بزعامة روسيا ومن ورائها الصين وإيران، وغيرهما.

ولقد سبق أن ذكرت آنذاك في مقال منشور بهذه الجريدة الرصينة أن رئيس أوكرانيا لم يفهم أن الغرب الذي ينفخ في صورته باعتباره بطلًا، إنما يستخدمه باعتباره أداة في هذه الحرب. ولقد أثبتت الأيام صدق نبوءتي بعد أن تحقق متغير عالمي جديد، وهو فوز ترامب برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية (وهو في الأصل رجل أعمال كبير جاء ليتعامل مع الأوضاع السياسية بمنطق الربح وحده، وباعتبارها أوضاعًا تتبدل باستمرار كما تتبدل أسواق التجارة والمال): فمنذ ذلك الحين لم يعد الغرب يمثل كتلة واحدة بزعامة الولايات المتحدة، داعمة لأوكرانيا ضد روسيا، بل انشق ترامب عن هذه الكتلة، ورأينا ما رأينا من مشاهد مهينة لرئيس أوكرانيا في البيت الأبيض، لا يبدو فيها باعتباره زعيمًا قوميًّا مثلما كان يتم تصويره قبل ذلك بشهور قليلة، وإنما يبدو في حجمه الحقيقي باعتباره أداة في يد قوى الغرب التي استخدمته بأشكال متنوعة في فترات متباينة.

ذلك التصدع في كتلة الغرب كانت له نتائج بعيدة المدى، فقد بدأت بعض الدول الغربية الكبرى في الدعوة إلى اتخاذ سياسات مستقلة لا تدور في فلك سياسات الولايات المتحدة، ولا تعتمد عليها كقوة عسكرية؛ حتى إن بعضها بدأت في زيادة ميزانيات ترساناتها المسلحة! والحقيقة أن هذا الانشقاق أو الاستقلال النسبي لم يظهر فحسب على خلفية الصراع بين روسيا وأوكرانيا، وإنما ظهر أيضًا على خلفية الصراع على أرض فلسطين: فقد تكشفت المواقف الرسمية لبعض الدول الأوروبية الداعمة لحقوق الفلسطينيين والمناوئة للموقف الغربي الداعم لإسرائيل على حساب حقوق الفلسطينيين، مثل: إسبانيا والنرويج وأيرلندا.

ومن الشواهد البارزة أيضًا على المتغيرات السياسية في عالمنا ما جرى ولا يزال يجري بعد اندلاع الثورة السورية؛ فقائد هذه الثورة المدعوم من دول على رأسها تركيا، قد أصبح رئيسًا للبلاد وممثلًا لها في المحافل السياسية والعلاقات الدولية، بعد أن كان مصنفًا على قوائم الإرهاب لدى الولايات المتحدة! وهذا تغير بالغ الدلالة في مواقف الدول الغربية، وهو تغير محكوم بمصالح وحسابات الغرب المعقدة في منطقة الشرق الأوسط؛ وتلك مسائل دقيقة يستطيع أن يخوض فيها أهل الاختصاص. والواقع أن الوضع في سوريا بالغ التعقيد، وربما يكون على المحك.

هذه المتغيرات السياسية الدائمة تشهد بأن السياسة بالفعل هي فن الممكن، أي فن إدارة الأمور وفقًا للممكنات والمتغيرات. والغالب على الأوضاع السياسية العالمية الراهنة هو حالة أسميها «حالة الخلخلة أو الرجرجة» إن جاز استخدام هذا التعبير، وهي حال تشبه المخاض الذي يسبق ولادة نظام عالمي جديد تتوازن فيه القوى على الأرض، وبذلك يتحقق الاستقرار النسبي للأوضاع العالمية.

ولذلك فإنها أيضًا حالة تشبه البراكين والزلازل التي يعقبها استقرار الأرض إلى حين. (وقد يكون تصويري هنا ضاربًا في الخيال أو تعبيرًا عن رؤية ميتافيزيقية للسياسة). والحقيقة أن هذا هو المعنى الميتافيزيقي البعيد الذي أفهمه من قوله تعالى: «ولولا دفع الله الناسَ بعضهم ببعض، لهُدِّمت صوامع وبيَع وصلوات ومساجد يُذكَر فيها اسم الله كثيرًا».

مقالات مشابهة

  • متغيرات السياسات الدولية
  • مجلس النقبيين الرمضاني: عام المجتمع يعكس فلسفة بناء الوطن
  • بودكاست "بداية جديدة".. أحمد فؤاد هنو يوضح دور "الثقافة" في بناء المجتمع وتشكيل الهوية
  • محترفو العراق يصلون البصرة.. الآي فاضل: نحن أمام مسؤولية كبيرة
  • ما الذي قاله وزير الدفاع الأمريكي لرئيس الوزراء العراقي خلال اتصال بينهما؟
  • عون: نعمل على بناء دولة يعود من خلالها لبنان أفضل مما كان
  • الرئيس السيسي: المجتمع عانى 3 سنوات بعد المشاكل التي واجهت الشرطة في 2011
  • التنمر السياسي في العراق: السلطة والمجتمع
  • كبيرة ومتنوعة.. عون يكشف عن التحديات التي يواجهها لبنان
  • 3 ركائز مستدامة للتعليم المبكر في الإمارات