الجزيرة:
2024-09-10@16:14:36 GMT

سوق خان الزيت موطن معاصر الزيتون في القدس

تاريخ النشر: 12th, August 2024 GMT

سوق خان الزيت موطن معاصر الزيتون في القدس

أحد أقدم أسواق البلدة القديمة في مدينة القدس وأكثرها حيوية، يعد وجه المدينة وأول أسواقها والمدخل الرئيس لأسواق البلدة القديمة في المدينة المقدسة، يحمل دلالات تاريخية وثقافية ثمينة، وهو وجهة رئيسية للسياح والسكان المحليين الذين يتوافدون عليه لشراء المنتجات التقليدية الفلسطينية والحرف اليدوية الفريدة.

الموقع

يتفرع سوق خان الزيت عن سويقة باب العامود، حيث تتفرق الطرق من هذه السويقة يسارا إلى حي الواد والمسجد الأقصى، ويمينا إلى سوق خان الزيت الذي يمتد مئات عدة من الأمتار إلى أن يصل إلى منطقة المربعة، وهي تقاطع الطرق إلى كنيسة القيامة يمين وسوق العطارين إلى الأمام وعقبة السرايا وحي القرمي.

ينقسم سوق خان الزيت إلى قسمين: الأول يمتد من بداية السوق الشمالية وحتى   تقاطع السوق مع طريق حارة النصارى وعقبة المفتي، والثاني من عقبة المفتي حتى مدخل سوق العطارين.

سبب التسمية

سمي بهذا الاسم نسبة إلى وجود خان أثري فيه يعرف باسم "خان الزيت"، ويمتاز بمعاصر زيت الزيتون.

وكان في كل معصرة خان مخصص لزيت الزيتون منذ الفترة المملوكية، ثم تحول الخان الواقع بين عقبة المفتي وعقبة التكية لاحقا إلى منازل للمقدسيين أو حوانيت تخدم المتسوقين.

تاريخ السوق

سوق خان الزيت عبارة عن شارع طويل يصل إلى سوق العطارين، وهو أحد الأسواق الشهيرة، ويعدّ سوق خان الزيت الرئيسي في البلدة القديمة.

وعلى طرفيه محلات، وهو الأكثر تنوعا من حيث البضائع، ويزداد تنوع الحوانيت حسب حاجة المستهلك المقدسي.

وتعرض حوانيت سوق خان الزيت بضائع، أغلبها مواد استهلاكية حديثة، لكنها تعرض تنوعا غنيا فيه استجابة لحاجات السكان والزوار، من مطاعم شعبية ومحلات حلويات ومكسرات وبسطات الفلافل ومحلات اللحوم والخضار.

وعليه، فإن هذا السوق قد فقد تخصصه التقليدي في صناعة الصابون والمعاصر تحت ضغط وتطور الحياة.

كان هذا الشارع في العصر الروماني والبيزنطي يعرف باسم "الكاردو"، أي المفصل الرئيس أو الطريق الرئيس، حيث كانت بداية إنشائه زمن الإمبراطور هادريان (واسمه إيليوس أدريانوس) في 132 م عندما سميت القدس إيليا كابيتولينا.

كان يمتد إلى نهاية ما يعرف اليوم بسوق العطارين، ولكن حينما بنى جستنيان كنيسة النيا (الكنيسة الجديدة) في أواخر القرن الخامس مدّ "الكاردو" حتى وصل إلى النهاية الجنوبية للبلدة القديمة للقدس حيث باب النبي داود اليوم.

وهذا الشارع مقسم إلى أقسام عدة، كل قسم له اسم وكان له اختصاص، فالقسم الأول كان لدكاكين السمانة، فعرف باسم سوق السمانين، أما القسم الأوسط منه فعرف بسوق خان الزيت، ثم أطلق فيما بعد الاسم "خان الزيت" على السوق بأكمله.

سوق خان الزيت أحد أقدم أسواق البلدة القديمة وأكثرها حيوية (الجزيرة) وصف السوق

يعتبر سوق خان الزيت من أجمل الأسواق التاريخية في البلدة القديمة، ويشبه في عمارته سوق القطانين، فهو يتألف من شارع طويل مواز لطريق الواد يصل إلى سوق العطارين ويحتوي على مدخلين اثنين.

امتدت الحوانيت على جانبيه، بينها ممر مسقوف على طريقة القبو الذي يشبه نصف البرميل، وله أقواس مدببة لها فتحات تهوية، وفرشت أرضيته بالبلاط الحجري الذي تميزت به مدينة القدس، والقسم الأول منه غير مسقوف، لكن بقية أجزائه مسقوفة بالحجر، مما يشكل حماية لرواده من الحرارة والمطر.

وتميز أسلوب التغطية بسلسلة من العقود التي تحمل أقبية متقاطعة، في وسطها فتحات كبيرة للإنارة والتهوية، وهذا النسيج المعماري على الأرجح يعود إلى الفترتين الأيوبية والمملوكية، وإن كان قد رمم في فترات عدة لاحقة.

المعالم الأثرية في السوق

في وسط السوق تقع كنيسة تشكل المرحلة السابعة من مراحل درب آلام المسيح (طريق الحج عند النصارى).

كما توجد فيه 3 أزقة (عقبات) في بدايته ووسطه ونهايته تؤدي إلى حارة النصارى بالبلدة القديمة.

وتوجد في السوق مؤسسات فندقية تعود إلى الفترة العثمانية مثل فندق العرب وفندق الهاشمي.

وفي السوق أيضا مبان مشهورة بقدسيتها مثل مسجد نسب إلى أبي بكر عمر الحلبي سنة 1652، وقد أغلق وأصبح عبارة عن محل، وعلى إثره أنشئ مسجد جديد ينسب إلى أبي بكر، ويؤمه تجار السوق لقربه من محلاتهم، وهو من المساجد التي بنيت عام 1972.

مجموعة سياحية إثيوبية في طريقها إلى كنيسة القيامة عبر سوق خان الزيت (الجزيرة)

وفيه أيضا الكثير من الأحواش (الحوش هو مكان يبدأ من مدخل صغير ثم ينتهي بالمنطقة التي توجد فيها بئر ثم تتوزع حولها أماكن السكن)، مثل حوش عقبة البطيخ وحوش المسعودية وعقبة المفتي التي تحتوي على الكثير من المباني، والتي تعود إلى عائلة الحسيني وبيت عارف العارف، وطريق الجبشة وعقبة حارة النصارى.

وفي سوق خان الزيت أيضا مدخل مدرج إلى بطريركية الأقباط والمرحلة التاسعة من درب الآلام، ويتفرع في نهايته إلى مدخل سوق الدباغة والصاغة واللحامين، والمدخل الشرقي لكنيسة القيامة، وفيه معالم مختلفة إسلامية ومسيحية غير الحوانيت.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات البلدة القدیمة

إقرأ أيضاً:

د.حماد عبدالله يكتب: حضارة الأغنياء فى مصر القديمة !!


 

كان وما يزال الفن له وظائف متعددة، فالفن هو مرأة حضارة الأمم، ويمثل الفن سواء كان " فن جميل "  أو " فن تطبيقى " قدرة الأمم على الإبتكار والإبداع والإحساس بالجمال، وينعكس ذلك على تصرفات البشر وأيضًا لا يمكن أن يكون هناك " فن جميل"  دون أن يكون هناك مناخ طيب، يسمح بالإبداع ولعل فى العصور القديمة والتى إندثر منها التاريخ، يعود العلماء المؤرخين إلى أحداث هذه الأزمنة من خلال دراسة وفحص لفنون هذه الحقبات الزمنية  ، فنحن نطلق على زمن الفراعنة بأنه كان من أعظم الأزمنة، طبقًا لما تم دراسته علي جدران المعابد المصرية، وما تم كشفه عن طريق عالم الحملة الفرنسية (شامبليون) حينما فسر حجر " رشيد" اللغة الهيروغليفية، وإرتباطها باليونانية القديمة، فإستطعنا أن نعلم شيئًا عن تاريخنا القديم، وأيضًا " الفن الجميل والتطبيقى " الذى تركته هذه الحضارة العظيمة.
حيث التماثيل والمعابد، والأنية، والإكسسوارات، والحلى، والصياغة، والمنسوجات والكليم والسجاد، وهذه الألوان البديعة على جدران المعابد التى لم تختفى مع الزمن مما يدل على تقدم شديد فى علوم الكيمياء التى إستخدمها الأقدمين من الفراعنة فى تركيب هذه الخلطات من الألوان.
كما أن الطب والتشريح أيضًا كان له دور فى حفظ الأجسام (المومياوات) كما هى اليوم وإيضًا شيىء رائع ذلك  الفن المعمارى والزخرفى الذى علمنا منه عظمة هذه الحضارة.
كما أن " الفن التطبيقى " الذى تمثل فيه الأنية المختلفة الأشكال والأحجام والألوان التى تركتها تلك الحضارة فنجد مثلًا فى المتحف المصرى فى أحد الفتارين العارضة للأوانى عشرات الأنواع من الأكواب والكئوس، هذه للمياه وأخرى للمشروبات الكحولية أو العصائر أو القهوة، وكذلك تلك الأنية الحافظة للزيوت والدهون ( الزبدة ) والبقول والسكر والشاى !!
هذا معناه أن هذه الحضارة كانت حضارة أغنياء وليست حضاره تتسم بالفقر.
حيث نجد أن الفقراء فى عصرنا أو فى أى عصر يمتلكون بالأكثر عدد نوعين من الأكواب أحدهم للماء والأخر هو نفسه لإستخدامات أخرى.
أما إذا تعددت فى أحد المنازل أنواع وأشكال الأكواب فهذا يدل على ثراء هذا المنزل وأصحابه، على سبيل المثال وليس الحصر وبالتالى فإن الأنية والكراسى والوسائد والأسرة (والدواليب) وأيضًا أدوات المنزل والإستخدامات الشخصية (كالأحذية) أو(الشباشب) أو ا(الأحزمة) أو (تيجان الرؤوس) أو (الملابس الكتانية الدقيقة الصنع ) وأيضًا (الحلى والصياغة) كل تلك " الفنون التطبيقية " أيضًا تدل على الثراء الشديد لهذه الحضارة.
ولعل العمارة فى الفنون القديمة، أيضا هى الدالة على عمق تلك الحضارات وعلى ثراء أصحابها وعلى أخلاقهم وممارساتهم الحياتية، فلا شك بأن الإغريق والرومان بعد الفراعنة قد إتسمت حضارتهم بالغناء الشديد وإمتد الفن حتى العصور الوسطى حينما ظهرت أعمال "مايكل أنجلو" فى سقف كنيسة " سان بيترو " " السيستين" وظهرت أعمال "رافائيلى"، و" ليوناردو دافنشى " فى الفاتيكان، كل هذه كانت وظائف أخلاقية، ودينية وأيضًا دالة على ثراء هذه الحقبات الزمنية فالفن يا سادة هو المعبر عن المرحلة !
الفن هو المرأة التى نرى فيها صورة مجتمعنا ! والفن أشكال وألوان منه الرسم والنحت، والعمارة والأشغال اليدوية  والتصوير حاليًا والسينما والمسرح والموسيقى والطرب.
والسؤال ماذا لو وضعنا فى متاحفنا بعض من فنوننا التى ننتجها اليوم مثل فيلم "شارع الهرم" ماذا يقال عنا فى التاريخ.. اللهم إحفظنا من شرور أنفسنا ومن أولاد........!!
[email protected]

مقالات مشابهة

  • قرية أبو ديس.. احتلتها إسرائيل عام 1967 وقسمها جدار الفصل
  • إعلام فلسطيني: مدفعية الاحتلال تقصف حي الزيتون مجددا
  • د.حماد عبدالله يكتب: حضارة الأغنياء فى مصر القديمة !!
  • إصابات بالاختناق خلال اقتحام العدو بلدة إذنا غرب الخليل
  • استشهاد فلسطيني في قصف مدفعي إسرائيلي استهدف حي الزيتون
  • بعد مداهمة... المخابرات تتلف حقل ماريجوانا في طاريا البقاعية
  • فنان يمني شهير في مرمى الانتقادات: هل لوحة صنعاء القديمة أصلية أم مطبوعة؟
  • بقعتوتة الكسروانية احتفلت بعيد مولد شفعيتها السيدة مريم العذراء
  • نصر سالم: وجود إسرائيل في محور فيلادليفيا "وضع الزيت على النار"(فيديو)
  • نصر سالم: وجود إسرائيل في محور فيلادليفيا يصب الزيت على النار