الجزيرة:
2025-02-23@19:45:11 GMT

سوق خان الزيت موطن معاصر الزيتون في القدس

تاريخ النشر: 12th, August 2024 GMT

سوق خان الزيت موطن معاصر الزيتون في القدس

أحد أقدم أسواق البلدة القديمة في مدينة القدس وأكثرها حيوية، يعد وجه المدينة وأول أسواقها والمدخل الرئيس لأسواق البلدة القديمة في المدينة المقدسة، يحمل دلالات تاريخية وثقافية ثمينة، وهو وجهة رئيسية للسياح والسكان المحليين الذين يتوافدون عليه لشراء المنتجات التقليدية الفلسطينية والحرف اليدوية الفريدة.

الموقع

يتفرع سوق خان الزيت عن سويقة باب العامود، حيث تتفرق الطرق من هذه السويقة يسارا إلى حي الواد والمسجد الأقصى، ويمينا إلى سوق خان الزيت الذي يمتد مئات عدة من الأمتار إلى أن يصل إلى منطقة المربعة، وهي تقاطع الطرق إلى كنيسة القيامة يمين وسوق العطارين إلى الأمام وعقبة السرايا وحي القرمي.

ينقسم سوق خان الزيت إلى قسمين: الأول يمتد من بداية السوق الشمالية وحتى   تقاطع السوق مع طريق حارة النصارى وعقبة المفتي، والثاني من عقبة المفتي حتى مدخل سوق العطارين.

سبب التسمية

سمي بهذا الاسم نسبة إلى وجود خان أثري فيه يعرف باسم "خان الزيت"، ويمتاز بمعاصر زيت الزيتون.

وكان في كل معصرة خان مخصص لزيت الزيتون منذ الفترة المملوكية، ثم تحول الخان الواقع بين عقبة المفتي وعقبة التكية لاحقا إلى منازل للمقدسيين أو حوانيت تخدم المتسوقين.

تاريخ السوق

سوق خان الزيت عبارة عن شارع طويل يصل إلى سوق العطارين، وهو أحد الأسواق الشهيرة، ويعدّ سوق خان الزيت الرئيسي في البلدة القديمة.

وعلى طرفيه محلات، وهو الأكثر تنوعا من حيث البضائع، ويزداد تنوع الحوانيت حسب حاجة المستهلك المقدسي.

وتعرض حوانيت سوق خان الزيت بضائع، أغلبها مواد استهلاكية حديثة، لكنها تعرض تنوعا غنيا فيه استجابة لحاجات السكان والزوار، من مطاعم شعبية ومحلات حلويات ومكسرات وبسطات الفلافل ومحلات اللحوم والخضار.

وعليه، فإن هذا السوق قد فقد تخصصه التقليدي في صناعة الصابون والمعاصر تحت ضغط وتطور الحياة.

كان هذا الشارع في العصر الروماني والبيزنطي يعرف باسم "الكاردو"، أي المفصل الرئيس أو الطريق الرئيس، حيث كانت بداية إنشائه زمن الإمبراطور هادريان (واسمه إيليوس أدريانوس) في 132 م عندما سميت القدس إيليا كابيتولينا.

كان يمتد إلى نهاية ما يعرف اليوم بسوق العطارين، ولكن حينما بنى جستنيان كنيسة النيا (الكنيسة الجديدة) في أواخر القرن الخامس مدّ "الكاردو" حتى وصل إلى النهاية الجنوبية للبلدة القديمة للقدس حيث باب النبي داود اليوم.

وهذا الشارع مقسم إلى أقسام عدة، كل قسم له اسم وكان له اختصاص، فالقسم الأول كان لدكاكين السمانة، فعرف باسم سوق السمانين، أما القسم الأوسط منه فعرف بسوق خان الزيت، ثم أطلق فيما بعد الاسم "خان الزيت" على السوق بأكمله.

سوق خان الزيت أحد أقدم أسواق البلدة القديمة وأكثرها حيوية (الجزيرة) وصف السوق

يعتبر سوق خان الزيت من أجمل الأسواق التاريخية في البلدة القديمة، ويشبه في عمارته سوق القطانين، فهو يتألف من شارع طويل مواز لطريق الواد يصل إلى سوق العطارين ويحتوي على مدخلين اثنين.

امتدت الحوانيت على جانبيه، بينها ممر مسقوف على طريقة القبو الذي يشبه نصف البرميل، وله أقواس مدببة لها فتحات تهوية، وفرشت أرضيته بالبلاط الحجري الذي تميزت به مدينة القدس، والقسم الأول منه غير مسقوف، لكن بقية أجزائه مسقوفة بالحجر، مما يشكل حماية لرواده من الحرارة والمطر.

وتميز أسلوب التغطية بسلسلة من العقود التي تحمل أقبية متقاطعة، في وسطها فتحات كبيرة للإنارة والتهوية، وهذا النسيج المعماري على الأرجح يعود إلى الفترتين الأيوبية والمملوكية، وإن كان قد رمم في فترات عدة لاحقة.

المعالم الأثرية في السوق

في وسط السوق تقع كنيسة تشكل المرحلة السابعة من مراحل درب آلام المسيح (طريق الحج عند النصارى).

كما توجد فيه 3 أزقة (عقبات) في بدايته ووسطه ونهايته تؤدي إلى حارة النصارى بالبلدة القديمة.

وتوجد في السوق مؤسسات فندقية تعود إلى الفترة العثمانية مثل فندق العرب وفندق الهاشمي.

وفي السوق أيضا مبان مشهورة بقدسيتها مثل مسجد نسب إلى أبي بكر عمر الحلبي سنة 1652، وقد أغلق وأصبح عبارة عن محل، وعلى إثره أنشئ مسجد جديد ينسب إلى أبي بكر، ويؤمه تجار السوق لقربه من محلاتهم، وهو من المساجد التي بنيت عام 1972.

مجموعة سياحية إثيوبية في طريقها إلى كنيسة القيامة عبر سوق خان الزيت (الجزيرة)

وفيه أيضا الكثير من الأحواش (الحوش هو مكان يبدأ من مدخل صغير ثم ينتهي بالمنطقة التي توجد فيها بئر ثم تتوزع حولها أماكن السكن)، مثل حوش عقبة البطيخ وحوش المسعودية وعقبة المفتي التي تحتوي على الكثير من المباني، والتي تعود إلى عائلة الحسيني وبيت عارف العارف، وطريق الجبشة وعقبة حارة النصارى.

وفي سوق خان الزيت أيضا مدخل مدرج إلى بطريركية الأقباط والمرحلة التاسعة من درب الآلام، ويتفرع في نهايته إلى مدخل سوق الدباغة والصاغة واللحامين، والمدخل الشرقي لكنيسة القيامة، وفيه معالم مختلفة إسلامية ومسيحية غير الحوانيت.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات البلدة القدیمة

إقرأ أيضاً:

حي كرم الزيتون… شاهد آخر على الإجرام الأسدي والأهالي رغم هول المعاناة متفائلون بغد ‏أفضل

‏حمص-سانا  ‏

تهجير، وقهر، ومعاناة في المخيمات، بعض من قصة أبناء حي الزيتون بمدينة حمص، ‏الذين أجبرهم النظام البائد تحت النار على ترك منازلهم لأكثر من عقد من الزمن، لكن ‏النصر أعادهم إليها.

خراب ودمار خلفته آلة الإجرام الأسدي في كل مكان، ‏فالجدران بين مهدم ومتصدع آيل للسقوط في أي لحظة، والطرقات مليئة بالحفر والأتربة، ‏والبنية التحتية معدومة، حيث لا كهرباء ولا مياه ولا حتى صرف صحي، ومع ذلك عاد الأهالي إلى الحي بمعنويات عالية وأمل بغد أفضل في سوريا الجديدة.‏

سانا زارت الحي الذي انهمك فيه بعض الأهالي بنقل مواد البناء لترميم بيوتهم، وإلى جانبهم ‏أطفال يلعبون بالرمل والحصى وقد غمرتهم الفرحة بالعودة إلى منازلهم، ‏في صورة تجسد عودة نبض الحياة من جديد للسوريين المنهكين ولجميع المناطق التي طالتها يد الإجرام.‏

أم عيسى إحدى سكان الحي منذ خمسين عاماً، كانت شاهداً حقيقياً على الأحداث الأليمة التي مرت على الحي خلال سنوات الحرب، هذه السيدة تجلس اليوم بأمان أمام منزلها سعيدة بلقاء جيرانها، متجاوزة ‏حزنها على فقدانها ابنها الشاب الذي تقوم بتربية ابنه حالياً، فيما وصفت أم طارق الحال بقولها: “بعد رحلة ‏تهجير امتدت لأربعة عشر عاماً، كان خبر النصر وتحرير البلاد من الطغاة والظلم أجمل ‏شيء ممكن أن يحدث، وأزال كل معاناة عشناها”، معربة عن ثقتها بأن جميع أبناء البلد سيكونون يدا واحدة ‏لإعادة إعماره.‏

يوافقها الرأي أيمن أبو ناصر الذي أكد أن الأهالي ‏اليوم يد واحدة في تنفيذ العديد من الأعمال الخدمية ضمن الإمكانات المتاحة، ‏معرباً عن أمله بالإسراع بتأمين المدارس ‏لأبناء الحي،  والمنقطعين دراسياً، ويضيف: “منذ بدء الثورة هجرنا النظام إلى عدرا البلد في دمشق، ومنها إلى لبنان، ‏أولادنا كبروا بدون مدارس ولا تعليم، عدنا يوم التحرير ورأينا كيف أن النظام البائد أعاد ‏البلد خمسين سنة للوراء، لكن علينا البدء ببناء ما تم تخريبه ودماره”.

الشاب عبد الهادي، من سكان الحي العائدين يقول: “عانينا الكثير من ظروف استغلال ‏أصحاب البيوت والقائمين على المخيمات في لبنان، وبعد 13 سنة عدنا وفوجئنا بالخراب ‏الكبير في منازلنا، ونحتاج لمبالغ كبيرة لإعادة تأهيلها”، مؤكداً أن كل ذلك يهون فداء للنصر ‏والتحرير، فيما أعرب يوسف اليوسف عن أمله بعودة جامع أحمد الرفاعي بالحي لاستقبال ‏المصلين، ولا سيما مع اقتراب حلول الشهر الفضيل، أما والد الشهيد عامر عبد الكريم القصير، فما زال يحتفظ بذكرى تشييع ‏ولده محمولاً على الأكتاف من أهل الحي، قبل تهجيرهم من قبل النظام المجرم.‏

ويصف مختار الحي المهندس صفوان حلاوة واقع الحي بالقول: “الحي قبل التحرير كان يعاني من سوء إهمال ‏للخدمات بشكل كبير، ولا سيما البنى التحتية، ومع عودة المهجرين إثر التحرير باتت الحاجة ‏ماسة لتأمينها، ولا سيما المدارس، والمستوصف الصحي”، مشيراً إلى أنه لا توجد خدمات لليوم ‏بالرغم من عودة نحو ستة آلاف شخص، والأعداد في زيادة يومياً.‏

ويقع حي كرم الزيتون في الجهة الشرقية لمدينة حمص، ويعد أكبر الأحياء مساحة، ممتداً بين ‏مستوصف باب الدريب شمالاً وشركة الفوسفات جنوباً، وبين طريق باب الدريب غرباً ‏وشارع الستين شرقاً. ‏

 

مقالات مشابهة

  • بعد أكثر من 20 عاما.. الدبابات الإسرائيلية تعود إلى شمال الضفة
  • الاحتلال يدمر خطوط الكهرباء والمياه في بلدة قباطية
  • الاحتلال يوسع عملياته في قباطية ويشن حملة اعتقالات بنابلس
  • قبل تسليمها.. القسام تنشر محادثة رهينة عن "شجرة الزيتون"
  • آبل توقف مبيعات بعض هواتف آيفون القديمة
  • جندي صهيوني يقول: عمر شجرة الزيتون اكبر من عمر دولتنا (فيديو) 
  • عاجل | مصادر فلسطينية: أصوات إطلاق نار وانفجار داخل البلدة القديمة في مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية
  • «الدرعية».. موطن الأمجاد ومنارة الإرث العريق
  • من هو ملك الغابة المصرية القديمة وكيف انقرض؟
  • حي كرم الزيتون… شاهد آخر على الإجرام الأسدي والأهالي رغم هول المعاناة متفائلون بغد ‏أفضل