لا يزال الترقب سيد الموقف لرد حزب الله وايران على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية والقيادي العسكري في حزب الله فؤاد شكر، فالرد المرتقب يشغل بال القوى المحلية اللبنانية، مرورا بالقوى الاقليمية والغربية، وصولا إلى إسرائيل المرتبكة والتي تكثف استعداداتها لرد الحزب وطهران. وأطلق حزب الله أمس سرباً من المسيرات باتجاه الجليل الأعلى، وقالت تقارير إسرائيليّة إن القبة الحديديّة حاولت الاعتراض ولم تنجح.

وقال الإعلام الاسرائيلي بأنها "مسيرات انتحاريّة تتجول في الجليل"، مشيرًا الى أنه "الهجوم الاكبر بالمسيّرات منذ أشهر".
ورغم الاهتمام الأميركي باستئناف مفاوضات وقف الحرب على غزة في 15 آب المقبل، والدعوات التي وجهت لحزب الله من أجل التمهل  إلى ما بعد هذا التاريخ، بذريعة عدم إفشال هذه المفاوضات، فإن الحزب، وفق مصادر "الثنائي الشيعي" لـ"لبنان24" لا يبدي أي ثقة بنجاح هذه المفاوضات ووقف إطلاق النار في غزة، بدليل المجازر التي يرتكبها العدو الاسرائيلي يوميا في قطاع غزة واخرها المجزرة التي ارتكبها في "مدرسة التابعين"، مع تشديد المصادر على أن واشنطن التي لا تريد الحرب، تعمل في الوقت نفسه على حل يحفظ لإسرائيل مصلحتها ويمنحها ما عجز بنيامين نتنياهو عن تحقيقه في غزة في حرب الاشهر العشرة.  ومع ذلك تشدد المصادر على أن الحزب لا يريد الحرب لكنه في جاهزية كاملة في حال أقدمت إسرائيل على توسيع نطاق حربها أو قامت بأي توغل بري، معتبرة أن الحزب لا يلتفت كثيراً الى الرسائل التي تصله بخصوص ضرورة التمهل في الرد، اقتناعا منه أن هناك مراوغة أميركية تظهرت في أكثر من محطة خلال الأشهر الماضية التي أعقبت عملية "طوفان الاقصى"، ولذلك فإنه لا يربط رده إلا بالتوقيت الذي يراه مناسباً وبطريقة مدروسة وتوجع العدو في الوقت نفسه.
وتشير أوساط سياسية إلى مساع تبذلها قطر مع حزب الله وايران من أجل تأجيل الرد وعدم إعطاء نتنياهو ما يريده، لا سيما وأن الاخير يسعى إلى توسعة الحرب ويجب عدم منحه هذه الفرصة، إلا أن جواب الحزب كان أن الرد آت، فإسرائيل تجاوزت قواعد الاشتباك ووصلت إلى ضاحية بيروت الجنوبية والرد سيكون بالمثل.
حكوميا، يعقد مجلس الوزراء جلسة في السرايا صباح  بعد غد الأربعاء  للبحث في الملفات الطارئة لا سيما الوضع في الجنوب وخطة الحكومة لتعزيز الجهوزية  على كل المستويات في حال وسعت إسرائيل من نطاق حربها على لبنان خاصة مع نزوح أعداد كبيرة من المناطق الجنوبية، ومن المرجح أن يناقش مجلس الوزراء  ملف الكهرباء أيضا إضافة إلى البنود المدرجة على جدول الاعمال.
واليوم تشهد السرايا اجتماعات وزارية مكثفة لاستكمال البحث في الملفات المرتبطة بخطة الطوارئ اضافة الى ملف الكهرباء والوضعين السياحي والامني.
وكان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي استقبل النائب السابق وليد جنبلاط مساء أمس في دارته. وجرى خلال اللقاء عرض الاوضاع الراهنة في لبنان والمنطقة.




المصدر: لبنان 24

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

حصاد 2024| لبنان يزداد أوجاعه مع اتساع الحرب بين إسرائيل وحزب الله.. الاحتلال يضرب بقوة الضاحية الجنوبية لبيروت.. وتفجيرات أجهزة بيجر واغتيال حسن نصر الله أبرز الأحداث المؤلمة

تفاقم الأزمات في لبنان بعد اتساع الهجمات بين حزب الله وإسرائيلالاحتلال يستهدف معظم قادة الجماعة اللبنانية بقوةالانتهاكات تستمر رغم دخول اتفاق وقف النار حيز التنفيذ في 26 نوفمبر 


مع بداية عام 2024، تلقت جماعة حزب الله اللبنانية إنذارًا إسرائيليًا يهددها بأنها إذا لم تنسحب على الفور من الحدود الإسرائيلية اللبنانية وتوقف هجماتها الصاروخية، فإن حربًا شاملة باتت وشيكة. وكان هذا التهديد هو الذي سبق العاصفة.

وفي اليوم التالي، تحولت النيران الإسرائيلية، التي كانت تقتصر في السابق على تبادل إطلاق النار عبر الحدود منذ 8 أكتوبر 2023، إلى الضاحية الجنوبية لبيروت لأول مرة.

ومن هنا بدأ الاحتلال هجماته، فاستهدفت طائرة بدون طيار إسرائيلية مكتبًا لحماس في حارة حريك، مما أسفر عن استشهاد الرجل الثالث بحزب الله، صالح العاروري. وفي الوقت نفسه، زادت عمليات قتل قادة حزب الله في جنوب لبنان بشكل كبير.

تفاقم الأزمات في لبنان

وحسب موقع "أراب نيوز"، أدت هذه الحرب إلى تفاقم الأزمات القائمة في لبنان، إذ دخل عام 2024 وهو يعاني من تفاقم الاضطرابات الاقتصادية والاجتماعية، بعد أن عانى بالفعل من الانهيار المالي في عام 2019، خاصة مع فشل تعيين رئيس للبلاد بسبب الانقسامات الدائرة، ما أدى إلى شلل الحكومة منذ أكتوبر 2022.

ومع اندلاع الاشتباكات على الحدود في البداية، أدى الأمر إلى نزوح 80 ألف شخص من قراهم، مما زاد من الضغط على اقتصاد البلاد وزاد من الفقر.

وفي منتصف ديسمبر 2023، أبلغت الدول المانحة لبنان بخطط لتقليص المساعدات للحماية الاجتماعية في بداية عام 2024.

لكن تصاعدت المواجهات العسكرية بسرعة، وحافظ حزب الله على استراتيجية "الجبهات المرتبطة"، وأصر على أنه سيواصل هجماته حتى انسحاب الاحتلال من غزة، بينما أصرت إسرائيل على امتثال حزب الله للقرار 1701 وسحب قواته شمال نهر الليطاني.

وبين 8 أكتوبر 2023 وسبتمبر 2024، شن حزب الله 1900 هجوم عسكري عبر الحدود، بينما ردت إسرائيل بـ 8300 هجوم على جنوب لبنان، وقد تسببت هذه الضربات في مقتل المئات ونزوح مجتمعات بأكملها في جنوب لبنان وشمال إسرائيل.

ورغم الجهود الدبلوماسية المكثفة ــ وخاصة من جانب فرنسا والولايات المتحدة ــ لم يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار خلال هذه الفترة.

وتصاعدت حدة المواجهات، حيث وسع الاحتلال نطاق غاراته وأهدافه إلى منطقة بعلبك، في حين كثف حزب الله نطاق ضرباته لتتسع إلى مواقع عسكرية إسرائيلية عميقة.

ولم تسلم قوات اليونيفيل الدولية في المواقع الأمامية من إطلاق النار المتبادل، حيث تصاعدت الهجمات بعد دخول قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى مناطق عمليات القوة الأممية.

وبحلول منتصف يوليو الماضي، كانت السفارات الغربية في لبنان تحث رعاياها على مغادرة البلاد فورًا، مدركة تهديد إسرائيل بتوسيع الصراع إلى حرب شاملة على لبنان.

استهداف قادة حماس

وتكثفت الضربات الإسرائيلية على قيادة حزب الله، وبلغت ذروتها بقتل قائد فرقة الرضوان فؤاد شكر بجنوب بيروت في يوليو.

وفي اليوم التالي، تم استهداف رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية في طهران، مما أدى إلى تفاقم التوترات بين إسرائيل وإيران.

وتعمقت الضربات الجوية الإسرائيلية عبر جنوب لبنان ووادي البقاع، في حين وسع حزب الله هجماته إلى مستوطنات كريات شمونة وميرون وضواحي حيفا وصفد.

وفي17 و18 سبتمبر، شن الاحتلال الإسرائيلي هجومًا منسقًا على آلاف أجهزة النداء واللاسلكي التابعة لحزب الله، مما تسبب في انفجارات أسفرت عن مقتل 42 شخصًا وإصابة أكثر من 3500 آخرين، ورغم أن إسرائيل لم تعلن مسؤوليتها، فإن الهجوم كان بمثابة تصعيد كبير.

وبحلول 27 سبتمبر، كان استشهاد زعيم حزب الله حسن نصر الله وغيره من كبار قادة الجماعة اللبنانية في حارة حريك إيذانًا ببدء حرب أوسع نطاقًا، خاصة مع استخدام قوات الاحتلال صواريخ دقيقة التوجيه لضرب المباني والمخابئ، مما أسفر عن مقتل قادة حزب الله وإجبار الضاحية الجنوبية لبيروت على إخلاء أعداد كبيرة من سكانها.

ورداً على ذلك، أكد حزب الله التزامه بربط أي وقف لإطلاق النار في لبنان بوقف النار في قطاع غزة، ومع ذلك، بحلول الأول من أكتوبر، كثفت الاحتلال الإسرائيلي غاراته، فدمرت المباني السكنية وحتى المواقع الأثرية في صور وبعلبك.

كما بدأ الجيش الإسرائيلي هجومًا بريًا في جنوب لبنان، ودمر قرى حدودية وقطع المعابر البرية مع سوريا لتعطيل خطوط إمداد حزب الله.

التوصل لاتفاق وقف النار

في 26 نوفمبر الماضي، توصل رئيس مجلس النواب نبيه بري، بوساطة أمريكية، إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. ومع ذلك، سبق الاتفاق تصعيد إسرائيلي هائل في بيروت.

ودخل القرار حيز التنفيذ، لكن على الرغم من وقف إطلاق النار، استمرت الانتهاكات. وفي الوقت نفسه، أصبحت الخسائر الاقتصادية للحرب واضحة.

وقدر وزير الاقتصاد اللبناني أمين سلام، الخسائر الأولية بنحو 15 إلى 20 مليار دولار، مع فقدان 500 ألف وظيفة، وإغلاق الشركات على نطاق واسع، فيما أثر الدمار الزراعي على 900 ألف دونم من الأراضي الزراعية.

ورغم أن قيادة حزب الله وترسانته القوية قد تقلصت بشكل كبير مع استمرار الحرب في غزة، فإن حقيقة نجاة الجماعة من الصراع منذ العام الماضي تُظهِرها باعتبارها انتصاراً في حد ذاتها.

مقالات مشابهة

  • مشاورات داخلية إسرائيلية وقطر تؤكد استمرار مفاوضات صفقة التبادل
  • الأسد: اعتنِ بوالديك.. توقعات الأبراج وحظك اليوم الأربعاء 25 ديسمبر 2024
  • إسرائيل تطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن بسبب اليمن
  • “إسرائيل” تطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لإدانة “هجمات الحوثيين”
  • إسرائيل تطلب من مجلس الأمن عقد جلسة طارئة لإدانة هجمات الحوثيين
  • إسرائيل تطلب جلسة طارئة لمجلس الأمن "لإدانة هجمات الحوثيين"
  • مشاهدة مباراة عمان وقطر بث مباشر في كأس الخليج اليوم
  • حصاد 2024| لبنان يزداد أوجاعه مع اتساع الحرب بين إسرائيل وحزب الله.. الاحتلال يضرب بقوة الضاحية الجنوبية لبيروت.. وتفجيرات أجهزة بيجر واغتيال حسن نصر الله أبرز الأحداث المؤلمة
  • مفاوضات غزة – تفاصيل الملفات التي تم الاتفاق عليها حتى الآن
  • سر تعطل مفاوضات الزمالك لتجديد عقد زيزو